فصل: الفرق بين الذوق وإدراك الطعم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الفرق بين الذوق وإدراك الطعم:

أن الذوق ملابسة يحسن بها الطعم إدراك الطعم يتبين به من ذلك الوجه وغير تضمين ملابسة الحبل وكذلك يقال ذقته فلم أجد له طعما.

.الفرق بين قوله: {لا يغفر أن يشرك به} وقوله: لا يغفر الشرك به:

في ما قال علي بن عيسى أن لا تدل على الاستقبال وتدل على وجه الفعل في الارادة ونحوها إذا كان قد يريد الانسان الكفر مع التوهم أنه إيمان كما يريد النصراني عبادة المسيح ويجوز إرادته أن يكفر مع التة وهم أنه إيمان والفرق من جهة آخرى أن المصدر لا يدل على زمان وإن يفعل يدل على زمان ففي قولك أن مع الفعل زيادة ليست في الفعل.

.الفرق بين الاستاقمة والإصابة:

أن الاصابة مضمنة بملابسة الغرض وليس كذلك الاستقامة لأنه قد يمر الاستقامة ثم ينقطع عن الفرض الذي هو المقصد في الطلب.

.الفق بين قولك أتى فلان وجاء فلان:

أن قولك جاء كلام تام لا يحتاج إلى صلة وقولك أتى فلان يقتضي مجية بشيء ولهذا يقال جاء فلان نفسه ولا يال أتى فلان نفسه ثم كثر ذلك حتى أستعمل أحد اللفظين في موضع الآخر.

.الفرق بين أولاء وأولئك:

أن اولاء لما قرب وأولئك لما بعد كما أن ذا لما قرب وذلك لما بعد وإنما الكاف للخطاب ودخلها معنى البعد لن ما بعد عن المخاطب إلى اعلامه وانه مخاطب ذكره لما لا يحتاج اليه ما قرب منه لوضوح أمره.

.الفرق بين من يأتيني فلة درهم والذي يأتيني فلة درهم:

أن جواب الجزاء يدل على أنه يستحق من الفعل الأول والفاء في خبر الذي مشبهة بالجزاء وليست به وإنما دخلت لتدل على أن الدرهم يجب الإتيان.

.الفرق بين الجواب بالفاء وبين العطف:

أن العطف يوجب الاشتراك في المعنى والجواب يوجب أن الثاني بالأول كقوله تعالى: {ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب}.

.الفرق بين الركون والسكون:

أن الركوب السكون إلى الشيء بالحب له والإنصات إليه ونقيضه النفور عنه والسكون خلاف الحركة وإنما يستعمل في غيره مجازا.

.الفرق بين لما ولم:

أن لما يوقف عليها نحو قد جاء زيد فتقول لما أي لما يجيء ولا يجوز في ذلك كلامهم كاد ولما يفعل ولم يفعل ولما جواب قد فعل ولم جواب فعل لأن قد للتوقع وقال سيبوية ليست ما زائدة لأن لما تقع في مواضع لا تقع فيها لم فإذا قال القائل لم يأتني زيد فهو نفي لقوله أتاني زيد وإذا قال لما يأتني فمعناه أنه لم يأت وإنما يتوقعه.

.الفرق بين التابع والتالي:

أن التالي في ما قال علي بن عيسى ثان وإن لم يكن يتدبر بتدبر الأول إنما هو المتدبر بتدبير الأول وقد يكون التابع قبل المتبوع في المكان كتقدم المدلول وتأخر الدليل وهو مع ذلك يأمر بالعدول تارة إلى الشمال وتارة إلى اليمين كذا قال.

.الفرق قين الخالي والماضي:

أن الخالي يقتضي خلو المكان منه وسواء خلا منه بالغيبة أو العدم ومنه لا يخلو الجسم من حركة أو سكون لامتناع خلو المكان منهما وأما لا يخلو الشيء من أن يكو موجودا أو معدوما فمعناه أنه لا يخلو من أن يصح له معنى إحدى الصفتين.

.الفرق بين سوف والسين في سيفعل:

أن سوف إطماع قولهم سوفته أي أطمعته في ما يكون وليس كذلك السين.

.الفرق بين قولك مالك لا تفعل كذا وقولك لم لا تفعل:

أن قولك لم لا تفعل أعم لأنه قد يكون بحال يرجع إلى غيره ومالك لا تفعل بحال يرجع اليه.

.الفرق بين المكان والمكانة:

أن المكانة الطريقة يقال هو يعمل على مكانته ومكينته أي على طريقته ومنه قوله تعالى: {على مكانتكم إنا عاملون} والمكان مفعل من يكون مصدرا وموضعا.

.الفرق بين قولك تماما له وتماما عليه:

في قوله تعالى: {تماما على الذي أحسن} أن تماما له يدل على نقصانه قبل تكميله وتماما عليه يدل على نقصانه فقط لأنه يقتضي مضاعفة عليه.

.الفرق بين أم وأو:

أن أم استفهام وفيها ادعاء إذا عادلت الألف نحو أزيد في الدار وليس ذلك في أو ولهذا اختلف الجواب فيها أم بالتعبير أو بنعم أو لا.

.الفرق بين الناء والسعير والجحيم والحريق:

أن السعير هو النار الملتهبة الحراقة أعني أنها تسمى حريقا في حال إحراقها للإحراق هو النار الملتهبة الحراقة أعني أنها تسمى حريقا في حال إحراقها للأحراق يقال في العود نار وفي الحجر نار ولا يقال فيه سعير والحريق النار الملتهبة شيئا واهلاكها له ولهذا يقال وقع الحريق في موضع كذا ولا يقال وقع السعير فلا يقتضي قولك السعير ما يقتضيه الحريق ولهذا يقال فلان مسعر حرب كأنه يشعلها ويلهبها ولا يقال محرق والجحيم نار على نار وجمر وجاحمه شدة تلهبه وجاحم الحرب أشد موضع فغيها ويقال لعين الأسد جحمة لشدة توقدها وأما جهنم فيفيد بعد العقر من قولك بئر جهنام إذا كانت بعيدة القعر.

.الفرق بين النور والضياء:

أن الضياء ما يتخلل الهواء من اجزاء النور فيبيض بذلك والشاهد أنهم يقولون ضياء النهار ولا يقولون نور النهار إلا أن يعنوا الشمس فالنور الجملة التي يتشعب منها والضوء مصد ضاء يضوء ضوءا يقال ضاء وأضاء أي ضاء هو وأضاء غيره.

.الفرق بين النطفة والمني:

أن قولك النطفة يفيد أنها ماء قليل والماء القليل تسمية العرب النطفة يقولون هذه نطفة عذبة اي ماء عذب ثم كثر أستعمال النطفة في المني حتى صار لا يعرف باطلاقه غيره وقولنا المني يفيد أن الولد يقدر منه وهو من قولك منى الله له كذا أي قدره ومنه المنا الذي يوزن به لأنه تقديرا معلوما.

.الفرق بين قولك أزاله عن موضعه وأزله:

أن الإزلال عن الموضع هو الإزالة عنه دفعة واحدة من قولك زلت قدمه ومنه قيل أزل اليه النعمة إذا اصطنعها اليه بسرعة ومنه قيل للذنب الذي يقع من الإنسان على غير أعتماد زلة والصفاء الزلال بمعنى المزل.

.الفرق بين الضيق والضيق:

قال المفضل الضيق بالفتح في الصدر والمكان والضيق بالكسر في البخل وعسر الخلق ومنه قوله تعالى: {ولا تك في ضيق مما يمكرون} وقال غيره الضيق مصدر والضيق اسم ضاق الشء ضاق الشيء ضيقا وهو الضيق والضيق ما يلزمه الضيق وهذا المثال يكون لما تلزمه الصفة مثل سيد وميت والضائق ما يكون فيه الضيق عارضا ومنه قوله تعالى: {وضائق به صدرك}.

.الفرق بين الخلف والخلف:

أنه يقال لمن جاء بعد الأول خلف شرا كان أو خيرا واليل على الشر قول لبيد من الكامل:
وبقيت في خلف كجلد الأجرب

وعلى الخير قول حسان من الطويل:
لنا القدم الأولى إليك وخلفنا ** لأولنا في طاعة الله تابع

والخلف بالتحريك ما أخلف عليك بدلا مما أخذك منك.

.الفرق بين ما ولا:

أن لا جواب استفهام كقولك أتقول كذا فيكون الجوالب لا وما جواب عن الدعوى تقول قلت كذا فيكون الجواب ما قلت.

.الفرق بين السكب والصب والسقوح والهموم والهطل:

أن السكب هو الصب المتتابع ولهذا يقال فرس سكب غذا كان يتابع الجري ولا يقطعه ومنه قوله تعالى: {وماء مسكوب} لأنه دائم لا ينقطع والصب يكون دفعة ما يصب في القالب يصب دفعة واحدة والسفوح اندفاع الشيء اسائل وسرعة جريانه ولهذا قيل دم مسفوح لأن الدم يخرج من العرق خروجا سريعا ومنه سفح الجبل لأن سيله يندفع إليه بسرعة والهمول يفيد أن الهامل يذهب كل مذهب من غير مانع ولهذا قيل أهملت فكثرة السيلان في سهولة ومنه يقا همر في كلامه إذا أكثر منه ورجل مهمار كثير الكلام وظبية همير بسيطة الجسم والهطل دوام السيلان في سكون كذا حتى السكري وقال الهطلان مطر إلى اللين ما هو وأما السح فهو عموم الانصباب ومنه يقال شاة ساح كأن جسمها أجمع يصب ودكا.

.الفرق بين المع واللمح:

أن اللمع أصله في البركة وهي الرق ثم الأخرى المرة بعد المرة واللمح مثل اللمع في ذلك إلا أن اللمع لا يكون إلا من بعيد هكذا حكاه السكري في تفسير قول امرئ القيس من الطويل:
وتخرج منه لا معات كأنها ** أكف تلقى الفوز عن المفيض

والبرق أصله ما يقع به الرعب ولهذا استعمل في التهدد.

.الفرق بين التبديل والإبدال:

قال الفراء التبديل تغيير الشيء عن حاله والإبدال جعل الشيء مكان الشيء.

.الفرق بين الدلو والذنوب:

أن الدلو تكون فارغة وملأى.
والذنوب لا تكون إلا ملأى ولهذا سمي النصيب ذنوبا قال الشاعر من مشطور الرجز:
إنا إذا ساجلنا شريب ** لنا ذنوب وله ذنوب

فإن أبى كان له القليب.
فلولا أنها مملوءة ما كان لقوله لنا ذنوب وله ذنوب معنى وكذا قول علقمة من الطويل:
فحق لشاس من ندال ذنوب

ساجلنا شاركنا في الاستقاء بالسجال ولا ذنوب تذكر وتؤنث وهكذا.

.الفرق بين الكأس والقدح:

أن الكأس لا يكون إلا مملوءة والقدح تكون مملوءة وغير مملوءة وكذلك الفرق بين الخواف والمائدة وذلك أنها لا تسمى مائدة إلا إذا كان عليها طعام وإلا فهو خوان والله سبحانه وتعالى أعلم. اهـ.

.تفسير الآية رقم (62):

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما بين سبحانه أنهم لما تعنتوا على موسى عليه السلام كما مر ويأتي عن نصوص التوراة مرة بعد مرة أورثهم كفرًا في قلوبهم فمردوا على العصيان والتجرّؤ على مجاوزة الحدود فضرب عليهم الذلة والمسكنة وأحلهم الغضب، وكان في ذلك تحذير لمن طلب سلوك ذلك الصراط المستقيم من حالهم، وإعلام بأن المتقين المستجاب لهم في الدعاء بالهداية ليسوا في شيء من ذلك بل قالوا: اهدنا، عن يقين وإخلاص متبرئين من الدعاوى والاعتراض على الرسل نبه على أن من عمل ضد عملهم فآمن منهم أو من غيرهم من جميع الملل كان على ضد حالهم عند ربهم فلا يغضب عليهم بل يوفيهم أجورهم ويورثهم الأمن والسرور المتضمنين لضد الذلة والمسكنة فقال تعالى: {إن الذين آمنوا} أو يقال إنه سبحانه لما علّل إهانة بني إسرائيل بعصيانهم واعتدائهم كان كأنه قيل: فما لمن أطاع؟ فأجيب بجواب عام لهم ولغيرهم، أو يقال إنّه لما أخبر تعالى بأنهم ألزموا الخزي طوق الحمامة وكان ذلك ربما أوهم أنه لا خلاص لهم منه وإن تابوا وكانت عادته سبحانه جارية بأنه إذا ذكر وعدًا أو عيدًا عقبه حكم ضده ليكون الكلام تامًا، اعلموا أن باب التوبة مفتوح والرب كريم على وجه عام.
وقال الحرالي: لما أنهى الحق تعالى نبأ أحوال بني إسرائيل نهايته مما بين أعلى تكرمتهم بالخطاب الأول إلى أدنى الغضب عليهم بهذا النبأ الآخر عنهم إعراضًا في مقابلة ذلك الإقبال الأول وكانوا هم أول أهل كتاب أشعر تعالى بهذا الختم أن جميع من بعدهم يكون لهم تبعًا لنحو مما أصابهم من جميع أهل الملل الأربعة- انتهى.
فقيل {إن الذين آمنوا} أي ادعوا الإيمان بما دعا إليهم محمد صلى الله عليه وسلم {والذين هادوا} أي ادعوا أنهم على دين موسى عليه السلام.
قال الحرالي: وهو من الهود وهو رجوع بالباطن وثبات فيه- انتهى.
وقال أبو عمر وابن العلاء لأنهم يتهودون أي يتحركون عند قراءة التوراة ويقولون: إن السماوات والأرض تحركتا حين آتى الله عز وجل التوراة لموسى عليه السلام {والنصارى} المدعين أنهم تبعوا المسيح عليه السلام.
قال الحرالي: جمع نصران فإن كان من النصرة فهو فعلان.
ولما كانت هذه السورة في استعطاف بني إسرائيل ترغيبًا وترهيبًا قرن هنا بين فريقيهم، ولما كانت ملة الصابئة جامعة لما تفرق من أصول أديان أهل الشرك تلاهم بهم مريدًا كل مشرك فقال: {والصابئين} المنكرين للرسالة في الصورة البشرية القائلين بالأوثان السماوية والأصنام الأرضية متوسطين إلى رب الأرباب، قال الحرالي: بالهمز من صبأ يصبأ صبأ وبغير همز من صبا يصبوا صبوًا، تعاقبت الهمزة والياء مع الصاد والباء لعام معنى هو عود إلى حال صغر بعد كبر- انتهى.
{من آمن} أي منهم بدوامه على الإيمان إن كان آمن قبل ذلك، ودخوله في الإيمان إن كان كافرًا فيكون من الاستعمال في الحقيقة والمجاز {بالله} أي لذاته {واليوم الآخر} الذي الإيمان به متضمن للإيمان بجميع الصفات من العلم والقدرة وغيرهما وحاثّ على كل خير وصادّ عن كل ضير {وعمل صالحًا} أي وصدق ما ادعاه من الإيمان باتباع شرع الرسول الذي في زمانه في الأعمال الظاهرة ولم يفرق بين أحد من الرسل ولا أخل بشيء من اعتقاد ما جاءت به الكتب من الصلاح.
قال الحرالي: وهو العمل المراعى من الخلل، وأصله الإخلاص في النية وبلوغ الوسع في المحاولة بحسب علم العامل وإحكامه، وقال: والعمل ما دبر بالعلم- انتهى.
ولما كان الإفراد أدل على تخصيص كل واحد بما له والجمع أدل على إرادة العموم وأقطع للتعنت أفرد أولًا وجمع هنا فقال: {فلهم أجرهم} الذي وعدوه على تلك الأعمال المشروطة بالإيمان، وهو في الأصل جعل العامل على عمله، كائنًا عند ربهم فهو محفوظ لا يخشى عليه نسيان ولا يتوجه إليه تلف {ولا خوف عليهم} من آتٍ يستعلي عليهم من جميع الجهات {ولا هم يحزنون} على شيء فات بل هم في أعظم السرور بما لهم من العز والجدة ضد ما للمعتدين من الذل والمسكنة، وحسن وضع هذه الآية في أثناء قصصهم أنهم كانوا مأمورين بقتل كل ذكر ممن عداهم، وربما أمروا بقتل النساء أيضًا، فربما ظنّ من ذلك أن من آمن من غيرهم لا يقبل.
قال في التوراة في قصة مدين: وقتلوا كل ذكر فيها، ثم قال: وغضب موسى فقال لهم: لماذا أبقيتم على الإناث؟ وهن كنّ عشرة لبني إسرائيل عن قول بلعام ومشورته- يعني بما أفضى إلى الزنا، ثم قال: وقال الرب لموسى: كلّم بني إسرائيل وقل لهم: أنتم جائزون الأردن لتهلكوا جميع سكان الأرض ونحو هذا مما لعل بعضه أصرح منه وقد ذكر منه في سورة المائدة، وفي وضعها أيضًا في أثناء قصصهم إشارة إلى تكذيبهم في قولهم: {ليس علينا في الأميين سبيل} [آل عمران: 75] وأن المدار في عصمة الدم والمال إنما هو الإيمان والاستقامة وذلك موجود في نص التوراة في غير موضع، وفيها تهديدهم على المخالفة في ذلك بالذلة والمسكنة، وسيأتي بعض ذلك عند قوله: {لا تعبدون إلاّ الله} [البقرة: 83] الآية، بل وفيها ما يقتضي المنع من مال المخالف في الدين فإنه قال في وسط السفر الثاني: وإذا لقيت ثور عدوك أو حماره وعليه حمولة فارددها إليه، وإذا رأيت حمار عدوك جاثمًا تحت حمله فهممت أن لا توازره فوازره وساعده، ثم رجع إلى قصصهم على أحسن وجه فإنه لما ذكر تعالى للمؤمنين هذا الجزاء الذي فخم أمره ترغيبًا بإبهامه ونسبته إلى حضرة الرب المحسن بأنواع التربية وأنه لا خوف معه ولا حزن تلاه بأنهم لم يؤمنوا بعد رؤية ما رأوا من باهر الآيات حتى رفع فوقهم الطور وعلموا أنه دافنهم إن عصوا، فكان قبوله من أعظم النعم عليهم، لأن حقه الرد، لأنه كالإيمان عند رؤية البأس لا إيمان بالغيب. اهـ.