فصل: مطلب اتهام بنيامين بالسرقة وما وقع لأخوته مع ملك مصر من جراء ذلك:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{قالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ} ووقفوا مكانهم حتى وصلوا إليهم وقالوا أيها الفتيان: {ماذا تَفْقِدُونَ 71} قالوا لهم ألم يكرمكم الملك ويأمر بحسن قراكم ويبيتكم عنده ووفى لكم الكيل ورد عليكم بضاعتكم قالوا بلى وله الشكر وحسن الثناء منا ما حيينا: {قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ} فقدناه بعد ذهابكم ولم نكل لغيركم به فردوه إلينا واللّه يجزيكم خيرا، واعلموا أن الملك تفضل وقال: {وَلِمَنْ جاءَ بِهِ} بأن رده من تلقاء نفسه حلوانا من عنده حلالا: {حِمْلُ بَعِيرٍ} من الطعام ثم قال المنادي: {وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ 72} كفيل بإعطائه لمن يعطينا إياه ويكفينا مؤنة التحري عليه، والزعيم الكفيل بلغة اليمن، ويأتي الحميل بمعنى الكفيل أيضا، قال صلّى اللّه عليه وسلم الحميل غارم فلما سمعوا بهتوا وردوا عليهم بلسان واحد: {قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ} ديانتنا وأمانتنا، وذلك أنهم حينما قربوا من المدينة شدوا أفواه رحالهم لئلا تأكل من الزروع والطعام العائد لأهل القرى، ولم يزالوا كذلك حتى دخلوا المدينة، وأنهم ردوا البضاعة حين اطلعوا عليها دون طلب أو سؤال، ثم قالوا: {ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ} وذلك لأنه حين قال لهم الملك إنكم جواسيس وأثبتوا له خلافه وأحضروا له أخاهم وشهد له بما ذكروة وتركوا له أخاهم شمعون رهينة حتى ظهر له صدق قولهم، ثم قالوا له: {وَما كُنَّا سارِقِينَ 73} السقاية ولا غيرها من قبل حيث لم يصدر هكذا أفعال سيئه منا وهذه الجملة نفي لقولهم أنكم لسارقون ثم قالوا لهم بعد أن أقسموا على تلك الأمور الثلاثة إنا آل يعقوب لا نقدم على شيء مما ذكرتم، وفي الآية قسمان، لأن العرب تجري العلم مجرى القسم، كما أن الشرع أجرى لفظ الشهادة مجرى اليمين، قال قائلهم:
ولقد علمت لتأتين منيّتي ** إن المنايا لا تطيش سهامها

ويقال: ريحٌ عاصِفٌ ومُعْصِفٌ، وأصلُه من العَصْفِ، وهو ما يُكْسَرُ مِن الزِّرْع فقيل ذلك للريحِ الشديدة لأنها تَعْصِفُ، أي: تكسِرُ ما تَمُرُّ عليه.
قوله: {لاَّ يَقْدِرُونَ} مستأنفٌ، ويَضْعُفُ أن يكونَ صفةً ليوم على حَذْفِ العائد، أي: لا يَقْدِرُون فيه، و: {مِمَّا كَسَبُوا} متعلِّقٌ بمحذوفٍ، لأنَّه حالٌ من: {شيء} إذ لو تأخَّر لكانَ صفةً. والتقديرُ: على شيءٍ مِمَّا كسبوا. اهـ.
فأجابهم للفتيان عن تقديم السرقة: {قالُوا فَما جَزاؤُهُ} أي السارق عندكم بينوه لنا: {إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ 74} بحلفكم هذا حتى تجرى عليه ذلك: {قالُوا جَزاؤُهُ} عندنا آل يعقوب: {مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ} أي الذي يوجد الصاع في حمله: {فَهُوَ جَزاؤُهُ} بأن يسلم نفسه لصاحب السرقة ليسترقه سنة كاملة، وهذه سنتنا في كل سارق إنما قال جزاؤه ولم يقل هو، لأن الأنسب الإضمار في مثله، قالوا بل الإظهار أحسن هنا لإزالة اللبس، وعليه قوله:
لا أرى الموت يسبق ال وت بشيء ** نغص الموت ذا الغني والفقيرا

{كَذلِكَ} مثل هذا الشرع الذي ذكرناه لكم أيها الفتيان شرع آل يعقوب ومثل هذا الجزاء: {نَجْزِي الظَّالِمِينَ 75} السراق وهذه من جملة كلام أولاد يعقوب عليه السلام لا من كلام الفتيان كما قاله بعض المفسرين، لأن الفتيان ليس لهم من الأمر شيء حتى يقولوا نجزي، فقال أصحاب يوسف لابد لنا حينئذ من تحري أوعيتكم ورحالكم حتى يتقن، قالوا لا بأس دونكم، قالوا ورجعوهم إلى المدينة ليتحروهم أمام الملك، لأنهم لم يجسروا على تحريهم استبدادا من أنفسهم لما رأوا ما لهم من الاحترام عنده دون سائر الناس، وذلك بعد أن ذكروا له ما دار بينهم من الكلام وما اتفقوا عليه من جزاء السارق وأنهم وافقوا على التحري براءة لساحتهم، فأمر يوسف كبير أعوانه بذلك: {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ} أي فتش أولا أوعية أخوته لأبيه: {قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ} الشقيق بأن أخره بعدهم.

.مطلب اتهام بنيامين بالسرقة وما وقع لأخوته مع ملك مصر من جراء ذلك:

قالوا فلم يروا شيئا، وكانوا كلما فتحوا متاعا أو وعاء لا ينظر إليه يوسف ويستغفر اللّه ربه تأثرا مما رماهم به حتى لم يبق إلا رحل بنيامين، فأراد الأعراض عنه فقال اخوته لا واللّه لا نتركك حتى تتحراه أيضا، فإنه أطيب لنفسك وأنفسنا فأمر بفتحه إجابة لطلبهم، ثم تحروه فوجدوه فيه، وذلك قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ} أنت الضمير هنا وذكره آنفا لأن الصواع يذكر ويؤنث أو أنه عند التأنيث يعود للسقاية، وفي التذكير يعود للصواع، قالوا لما رأوه الأخوة بهتوا ونكسوا رءوسهم وأقبلوا على بنيامين يلومونه.
ويقولون له يا ابن راحيل فضحتنا وسوّدت وجوهنا، فقال واللّه ما وضعته ولا سرقته، فقالوا يا ابن راحيل ما زال يأتينا منكم بلاء، فقال لهم بعد أن شددوا عليه بالتأنيب إن ابن راحيل ما زال لهم منكم بلاء ذهبتم بأخي فأهلكتموه في البرية، وأقيلتم تؤنبوني على ما لم أعلم، ان الذي وضع الصاع في رحلى هو الذي وضع البضاعة في رحالكم في المرة الأولى، وقصد بهذا يوسف عليه السلام لأنه في الحقيقة هو الذي فعل الأمرين بنفسه أو بأمره ولكنه عرض بهم ليفهمهم انكم أنتم جئتم أولا بالبضاعة والآن بالسقاية، فتذكروا إن كنتم تعلمون بمن وضع البضاعة في رحلكم، فأنا أعلم الذي وضع السقاية في رحلي، وإذا كنتم لا تعلمون فأنا أيضا لا أعلم.
ولما سمعوا منه هذا القول سكتوا وظنوا أن ما قاله هو الواقع، قالوا فأخذ يوسف بنيامين بمقتضى شرع أبيه الذي ذكره إخوته وأمرهم بالانصراف، قال تعالى: {كَذلِكَ} مثل الكيد العظيم: {كِدْنا لِيُوسُفَ} وعلمناه إياه والكيد من الناس حيلة ومكر ومن اللّه تعالى تدبير بالحق، ولولا هذا التعليم والتدبير السديدين: {ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ} لأن شريعة ملك مصر أن يغرم السارق مثل ما أخذ ويضرب فقط، لا أن يؤخذ ويسترق: {إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ} ذلك، لأن هذا كله إنما وقع من يوسف بالهام من اللّه تعالى ومشيئته، ولولا ذلك لما جرى الأمر على ما أراد قال في درر المرتضى إن كدنا تأتي بمعنى أردنا، وعليه أنشد:
كادت وكدت وتلك خير إرادة ** لو عاد من لهو الصبابة ما مضى

هذا وانا نحن إله السموات والأرض الخافض الرافع: {نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ} بالعلم والعمل كما رفعنا رتبة يوسف على إخوانه باقتضاء حكمتنا وما تستدعيه المصلحة: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ 76} من البشر إلى أن ينتهي إلى ربه تعالى مما لا يناله البشر، راجع الآية 43 من النجم المارة، ولما رأى الإخوة أن سقط في أيديهم وقد احتفظ الملك بأخيهم وأمرهم بالانصراف أقبلوا عليه كلهم و: {قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ} وعرضوا بكلامهم هذا بأن أمهم ليست بامه، قيل إن السرقة التي عزوها ليوسف وعيروا بها أخاه هي ما ذكرناه قبل في قصة المنطقة عند قوله تعالى،: {إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} الآية 34 المارة، وما قيل إنه عليه السلام كان سرق بيضة أو صنما أوانه كان يسرق الطعام ويعطيه للفقراء أقوال أضعف من القول الذي أخذنا به، لأن هذا وأمثاله مما لم ينبه عليه اللّه تعالى ولم يوقف على حقيقته أحدا، وإن علمه عند اللّه وحده، وما ذكر كله على علاته لا يسمى سرقة على فرض صحتها، وإنما سميت سرقة لشبهها بها، وبما أنهم لم يجدوا ما يعدوه عليه عيبا من شيء ظاهر معقول ولا ما يمس بكرامته غير ذلك، عدوه عيبا عليه، من حيث لا يعد إلا على حد قوله:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ** بهن فأول من قراع الكتائب

قال تعالى: {فَأَسَرَّها يُوسُفُ} عليه السلام أخفى تلك المقالة التي وصموه بها بالسرقة حيث جعلها مكتومة في سره: {وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ} لا قولا ولا فعلا بل صفح عنها حلما وعفوا أو كتم ما أراد ان يجابههم به من القول جوابا على مقالتهم تلك، وهي المعني بها بقوله تعالى: {قالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكانًا} منزلة ممن رميتموه بالسرقة، أي ذكر هذه الجملة في نفسه عليه السلام لما حصل في قلبه من الحزازة الحاصلة من قولهم ذلك، والحزازة وجع القلب من غيظ ونحوه، وقيل أنه عليه السلام أراد بقوله لاخوته: {أَنْتُمْ شَرٌّ مَكانًا} لما أقدموا عليه من أخذهم له بطريق الاحتيال وظلمهم بضربه في الأرض والقائه في الجب، وكذبهم على أبيهم بأن الذئب أكله، وبيعهم له بثمن بخس، وبعد هذا كله ومرور الزمن الطويل ترى بقاء الحقد عليه بقلوبهم حتى رموه الآن بالسرقة، وهذا وجيه كله لولا كلمة الحقد لأنه بعد أن شرفهم اللّه بالنبوة لم يبق في قلوبهم حقد ولا حسد، ولكنها كلمة سبق بها اللسان في مثل هذا الحال، واختطفها القلم فأثبتها: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ 77} به يوسف وأخاه ثم تذكروا موثقهم الذي أعطوه لأبيهم بأن لا يفرطوا به حتى يغلبوا جميعهم كما مر في الآية 66 وعزموا على إيفاء عهدهم لأبيهم وهم أحق ممن يفي بعهده، فالتفتوا إلى يوسف وخاطبوه بما ذكر اللّه عنهم عزّ ذكره: {قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا} في السن والقدر والجاه، وأن من كان كذلك فان ابنه يستوجب العفو والصفح احتراما له فضلا عن أنه لا يصبر على فراقه مدة استرقاقه، إذ أقعدته الكآبة على أخيه الأول وصار يتعزى عنه بهذا، فنرجو منك أيها الملك الصفوح الحليم أن تعفو عنه وإلا: {فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ 78} للناس عامة ولنا خاصة، وعددوا فضائله التي أجراها لهم: {قالَ} يوسف أنا لا أمنّ بإحساني إليكم ولكن {مَعاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ} لم يقل من سرقه تورعا، ولذلك سنّ للشاهد أن يقول أخذ لا سرق درأ له في الحد: {إِنَّا إِذًا} إذا أخذنا بدله وتركناه: {لَظالِمُونَ 79} مبالغون في الظلم بأخذنا البريء وتركنا المدان بإجابة طلبكم ونحن ما أخذناه إلا على قولكم وفتواكم حسب شريعتكم، ولو تركتمونا وشأننا لعاملناه معاملة رعيتنا بمقتضى شرع البلاد بأن نأخذ منه مثل ما سرق ونضربه ثم نتركه، أما الآن وقد تم ما توافقنا عليه فلا مجال لتركه إذ لا يجوز للملك أن يرجع عن أمر أنفذه إلا بعفو، والسارق ليس بأهل له: {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ} وعرفوا يقينا أنه لا يرده إليهم ولا يقبل فداءه بأحدهم: {خَلَصُوا نَجِيًّا} انفردوا عن الناس بأنفسهم يتناجون بينهم ويتشاورون ماذا يفعلون: {قالَ كَبِيرُهُمْ} وصاحب مشورتهم يهوذا المنوه به في الآية 10 المارة: {أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَباكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ} بزده إليه إلا أن يحاط بكم فتغلبوا جميعكم عليه ولا يمكنكم تخليصه بصورة من الصور: {وَمِنْ قَبْلُ} بنيامين هذا: {ما فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ} قصرتم في شأنه ولم تحفظوا عهد أبيكم فيه والقول بكون ما هنا مصدرية أحسن من كونها زائدة، إذ لا زائد في كتاب اللّه ومن القول بأنها موصولة لأنه يؤدي لجعل كلمة قبل تكرار، إذ يكون المعنى من قبل الذي فرطتم، وعلى الأول من قبل تفريطكم وهو أحسن، قالوا قال لهم يهوذا انكم حين أخذتم يوسف قلتم لأبيكم إنا له لناصحون، إنا له لحافظون، وإنا إذا لخاسرون، راجع الآيات 10 فما بعدها ولم تراعوا محافظة أقوالكم هذه ولم تفوا بوعدكم وعهدكم لما كنتم عليه قبل تشريفكم بالنبوة، أما الآن وقد أكدتم إيمانكم ومواثيقكم أيضا وجزمتم بأنكم لا تتركونه إلا أن تغلبوا أو تقهروا: {فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ} هذه ولا أغادرها معكم أبدا: {حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي} بمبارحتها فيقبل عذري بعدم التمكن من استخلاص بنيامين لأنه صار بيد الملك، وقدرته محيطة بنا، إذ لا يمكن أن يباري الملك أو يجارى أو يقابل أو يشادد، لأن قدرته محيطة بنا قالوا إن الكبير الذي قال هذا القول هو روبيل وهو الذي تخلف في مصر وقد مر أنه شمعون راجع الآية 62 المارة، والصحيح أن كبيرهم في السن روبيل، وفي الرياسة شمعون، وفي العقل والمشورة يهوذا، واللّه أعلم وقال أرى أن نخبر أبانا بهذا ونعلمه بأنا قد أقمنا بما يجب علينا إزاء موثقه الذي أخذه علينا، فيعذرنا أو يأمرنا بما يراه: {أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي} برد أخي لأبيه، ولو بقيت ما بقيت أو أخرج قسرا من مصر أو أقاتل الملك، فإما أقتل فأعذر أو أستخلص أخي فأكون بارا بوعد أبي، وهذا الذي أبتغيه من اللّه: {وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ 80} فلما سمع روبيل قول أخيه يهوذا غضب، وكان إذا غضب لم يقم لغضبه شيء ولم يقاومه أحد، وكان إذا صاح ألقت الحوامل حملهن، ولكن إذا مسه أحد من ولد يعقوب سكن ما فيه، فقال يا إخوتي كم عدد أبواب مصر قالوا عشرة، قال لهم اكفوني الأسواق، وأنا أكفيكم الملك، ثم تقدم إلى الملك فقال أيها الملك لتردنّ أخانا أو لأصيحنّ صيحة لا تبقى بمصر امرأة حاملا إلا وضعت، فنظر إليه وإذا كل شعرة منه قائمة ورأى شعر صدره خارجا من ثيابه، فأشار يوسف لابنه الصغير أن يلمسه فذهب إليه وصار الملك يكلمه حتى مسه فسكن غضبه، ونظر إلى اخوته وقال لهم أيكم مسّني قالوا لا أحد، فقال في نفسه ان هذا بذر من بذور يعقوب يريد ابن يوسف لظنه أنه مسه، ثم غضب ثانيا وتطاول على الملك بصوته وكلامه.