فصل: قال ابن زنجلة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى {وفيه يعصرون} يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأ بالياء أنه رده على قوله {فيه يغاث الناس} ومن قرأه بالتاء فحجته أنه خصهم بذلك دون الناس.
قوله تعالى {حيث يشاء} يقرأ بالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعل الفعل ليوسف والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعل الإخبار بالفعل لله تعالى لأن المشيئة له لا ليوسف إلا بعد مشيئته عز وجل.
قوله تعالى {وقال لفتيته} يقرأ بالياء والتاء وبالألف والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أراد الجمع القليل مثل غلمة وصبية والحجة لمن قرأه بالألف والنون أنه أراد الجمع الكثير مثل غلمان وصبيان فإن قيل وزن فتى فعل وفعل لا يجمع على فعلة فقل لما وافق غلمانا في الجمع الكثير جمعوا بينهما في القليل ليوافقوا بينهما.
قوله تعالى {نكتل} يقرأ بالنون والباء فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أراد انفراد كل واحد منهم بكيله والحجة لمن قرأه بالنون أنه أخبر بذلك عن جماعتهم وأدخل أخاهم في الكيل معهم وأصله نفتعل فاستثقلوا الكسرة على الياء فحذفت فانقلبت الياء ألفا لانفتاح ما قبلها فالتقى ساكنان فحذفت لالتقاء الساكنين.
قوله تعالى {فلما استيأسوا منه} يقرأ بتقديم الياء قبل الهمزة فيكون الياء فاء الفعل وبتقديم الهمزة قبل الياء فيكون الياء عين الفعل ومثله {حتى إذا استيأس الرسل} فالحجة لمن جعل الياء فاء الفعل أنه أخذه من قولهم يئس ييأس يأسا والحجة لمن جعل الهمزة فاء الفعل أنه أخذه من قولهم أيس يأيس إياسا وقد قرئ بتخفيف الهمزة فالحجة لمن خففها وجعل الياء فاء الفعل أنه يجعلها ياء مشددة لأنه أدغم فاء الفعل لسكونها في العين وحركها بحركتها والحجة لمن خففها والهمزة فاء الفعل أنه يجعلها ألفا خفيفة للفتحة قبلها.
قوله تعالى {خير حافظا} يقرأ بإثبات الألف بعد الحاء وبحذفها والأصل فيهما والله خيركم حفظا وحافظا فنصب قوله حفظا على التمييز ونصب قوله حافظا على الحال ويحتمل التمييز وإنما كان أصله الإضافة فلما حذفها خلفها بالتنوين فإن قيل فما الفرق بين قولهم زيد أفره عبد بالخفض وزيد أفره عبدا بالنصب فقل إذا خفضوا فالفاره هو العبد وإنما مدحته في ذاته وإذا نصبوا فالعبد غير زيد ومعناه زيد أفرهكم عبدا أو أفره عبدا من غيره فهذا فرقان بين.
قوله تعالى {إلا رجالا يوحى إليهم} يقرأ بالياء والنون وفتح الحاء مع الياء وكسرها مع النون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه بالنون.
قوله تعالى {أئنك} يقرأ بهمزتين محققتين وبهمزة ومدة وياء بعدها وبالإخبار من غير استفهام فالحجحة لم حقق أن الأولى للاستفهام والثانية همزة إن فأتى بهما على أصلهما والحجة لمن همزه ومد وأتى بالياء أنه فرق بين الهمزتين بمدة ثم لين الثانية فصارت ياء لانكسارها والحجة لمن أخبر ولم يستفهم أجابته لهم بقوله {أنا يوسف} ولو كانوا مستفهمين لأجابهم بنعم أولا ولكنهم أنكروه فأجابهم محققا.
قوله تعالى {إنه من يتق ويصبر} القراءة بكسر القاف وحذف الياء علامة للجزم بالشرط إلا ما رواه قنبل عن ابن كثير بإثبات الياء وله في إثباتها وجهان أحدهما أن من العرب من يجرى الفعل المعتل مجرى الصحيح فيقول لم يأتي زيد وأنشد:
ألم يأتيك والأنباء تنمى ** بما لاقت لبون بني زياد

والاختيار في مثل هذا حذف الياء للجازم لأن دخول الجازم على الأفعال يحذف الحركات الدالة على الرفع إذا وجدها فإن عدمها لعلة حذفت الحروف التي تولدت منها الحركات لأنها قامت مقامها ودلت على ما كانت الحركات تدل عليه وإنما يجوز إثباتها مع الجازم في ضرورة الشاعر والوجه الثاني أنه أسقط الياء لدخول الجازم ثم بقى القاف على كسرتها وأشبعها لفظا فحدثت الياء للإشباع كما قال الشاعر:
أقول إذ خرت على الكلكال ** يا ناقتي ما جلت من مجال

قوله تعالى {أنهم قد كذبوا} يقرأ بتشديد الذال وتخفيفها فالحجة لمن شدد أنه جعل الظن للأنبياء بمعنى العلم يريد ولما علموا أن قومهم قد كذبوهم جاء الرسل نصرنا والحجة لمن خفف أنه جعل الظن للكفرة بمعنى الشك وتقديره وظن الكفرة أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من النصر.
قوله تعالى {فننجي} يقرأ بجيم مشددة وفتح الياء وبنونين وسكون الياء فالحجة لمن قرأه بنون واحدة أنه جعله فعلا ماضيا بني لما لم يسم فاعله وسهل ذلك عليه كتابته في السواد بنون واحدة لأنها خفيت للغنة لفظا فحذفت خطا والحجة لمن قرأه بنونين أنه دل بالأولى على الاستقبال وبالثانية على الأصل وأسكن الياء علما للرفع. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

12- سورة يوسف عليه السلام:
{إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت 4} قرأ ابن عامر يا أبت بفتح التاء في جميع القرآن وقرأ الباقون بكسر التاء على الإضافة إلى نفسه الأصل يا أبي فحذفت الياء لأن ياء الإضافة تحذف في النداء كما يحذف التنوين وتبقى الكسرة تدل على الياء كما تقول رب اغفر لي وفي التنزيل: {رب قد آتيتني من الملك} ويا قوم والأصل يا قومي فحذفت الياء وإنما تحذف في النداء لأن باب النداء باب التغيير والحذف وأما إدخال تاء التأنيث في الأب فقال قوم إنما دخلت للمبالغة كما تقول علامة ونسابة فاجتمع ياء المتكلم والتاء التي للمبالغة فحذفوا الياء لأن الكسرة تدل عليها.
وقال الزجاج إن التاء كثرت ولزمت في الأب عوضا عن ياء الإضافة فلهذا كسرت التاء لأن الكسرة أخت الياء ومن فتح فله وجهان أحدهما أن يكون أراد يا أبتا فأبدل من ياء الإضافة ألفا ثم حذف الألف كما تحذف الياء وتبقى الفتحة دالة على الألف كما أن الكسرة تدل على الياء والوجه الآخر أنه إنما فتح التاء لأن هذه التاء بدل من ياء المتكلم واصل ياء المتكلم الفتح فتقول يا غلامي وإنما قلنا ذلك لأن الياء هو اسم والاسم إذا كان على حرف واحد فأصله الحركة فتكون الحركة تقوية للاسم فلما كان أصل هذه الياء الفتحة كان الواجب أن تفتح لأنها بدل من الحرف الذي هو أصله ليدل على المبدل.
وقف ابن كثير وابن عامر يا أبه على الهاء وحجتهما أن التغييرات تكون في حال الوقف دون الإدراج فتقول رايت زيدا فتقف عليه بالألف ووقف الباقون بالتاء وحجتهم أن هذه التاء بدل من الياء فكما أن الياء على صورة واحدة في الوصل والوقف فكذلك البدل يجب أن يكون مثل المبدل منه على صورة واحدة.
{لقد كان في يوسف وإخوته ءايت للسائلين 7} قرأ ابن كثير آية للسائلين أي عبرة وحجته قوله لقد كان في قصصهم عبرة ولم يقل عبر كأنه جل شأنه كله آية كما قال جل وعز {وجعلنا ابن مريم وأمه آية} فأفرد كل واحد منهما آية، وقرأ الباقون {آيات للسائلين} على الجمع أي عبر جعلوا كل حال من أحوال يوسف آية وعبرة وحجتهم في ذلك أنها كتبت في المصحف بالتاء.
{وألقوه في غيابة الجب10} قرأ نافع في غيابات الجب بالألف أراد ظلم البئر ونواحيها لأن البئر لها غيابات فجعل كل جزء منها غيابة فجمع على ذلك.
وقرأ الباقون {غيابة} وحجتهم أنهم ألقوه في بئر واحدة في مكان واحد لا في أمكنة.
{أرسله معنا غدا يرتع ويلعب 12} قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {نرتع ونلعب} بالنون أخبر الإخوة عن أنفسهم وحجتهم ذكرها الزيدي قال وتصديقها قوله بعدها {إنا ذهبنا نستبق} فكأن اليزيدي ذهب إلى أنهم أسندوا جميع ذلك إلى جماعتهم إذ أسندوا الاستباق قيل لأبي عمرو.
فكيف يلعبون وهم أنبياء الله فقال إذ ذاك لم يكونوا أنبياء الله.
وقرأ أهل المدينة والكوفة {يرتع ويلعب} بالياء إخبارا عن يوسف وبذلك جاء تأويل أهل التأويل في ذلك قال ابن عباس {يرتع ويلعب} أي يلهو وينشط ويسعى وحجتهم في ذلك أن القوم إنما كان قولهم ذلك ليعقوب اختداعا منهم إياه عن يوسف إذ سألوه أن يرسله معهم لينشط يوسف لخروجه إلى الصحراء ويلعب هناك لا أنهم أرادوا إعلامه بما لهم من الرفق والفائدة لخروجه.
قرأ نافع وابن كثير {نرتع} بكسر العين أي يرعى ماشيته ويرعى المال كما يرعاه الراعي وهو يفتعل من الرعاية تقول ارتعى القوم إذا تحارسوا ورعى بعضهم بعضا وحفظ بعضهم بعضا ويقال رعاك الله أي حفظك والأصل نرتعي فسقطت الياء للجزم لأنه جواب الأمر.
وقرأ الباقون {يرتع} بجزم العين أي يأكل يقال رتعت الإبل وأنا أرتعتها إذا تركتها ترعى كيف شاءت قال الشاعر:
ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت ** فإنما هي إقبال وإدبار

وكذلك الإنسان يقال رتع يرتع رتعا فهو راتع.
وعلامة الجزم سكون العين في هذه القراءة وإنما انجزم لأنه جواب الأمر المعنى أرسله إن ترسله يرتع ويلعب.
{وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون 13}
قرأ أبو عمرو والكسائي وورش عن نافع الذيب بغير همز وقرأ الباقون بالهمز وهو الأصل لأنه مأخوذ من تذاء بت الريح إذا أتت من كل ناحية فكأنه شبه من خفته وسرعة حركته بالريح.
{قال يا بشرى هذا غلام 19}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي {يا بشرى} بترك الإضافة فيها وجهان أحدهما أنهم جعلوه اسم رجل فيكون دعا إنسانا اسمه بشرى وحجتهم ما قد روي عن جماعة من المفسرين أنهم قالوا كان اسمه بشرى فدعاه المستقي باسمه كما يقال يا زيد فيكون بشرى في موضع رفع بالنداء والوجه الآخر أن يكون أضاف البشرى إلى نفسه ثم حذف الياء وهو يريدها كما تقول يا غلام لا تفعل يكون مفردا بمعنى الإضافة.
وقرأ الباقون {يا بشراي} بإثبات ياء الإضافة وفتحها أضاف البشرى إلى نفسه وإنما فتحوا الياء على اصلها لئلا يلتقي ساكنان فجرت مجرى عصاي وبشراي في موضع نصب كما تقول يا غلام زيد.
{وقالت هيت لك 23}.
قرأ أهل العراق {هيت لك} بفتح الهاء والتاء أي هلم وتعال وأقبل إلى ما أدعوك إليه وحجتهم قول الشاعر:
ابلغ أمير المؤمنين ** أخا العراق إذا أتيتا

أن العراق وأهله ** عنق إليك فهيت هيتا

قال الزجاج أما فتح التاء في {هيت} فلأنها بمنزلة أصوات ليس منها فعل يتصرف ففتحت التاء لسكونها وسكون الياء واختير الفتح لأن قبل التاء ياء كما قالوا كيف وأين.
وقرأ أهل المدينة والشام {هيت} وهي لغة وقرأ ابن كثير {هيت} بفتح الهاء وضم التاء وحجته قول الشاعر:
ليس قومي بالأبعدين إذا ما ** قال داع من العشيرة هيت

هم يجيبون ذا هلم سراعا ** كالأبابيل لا يغادر بيت

فأما الضم من {هيت} فلأنها بمعنى الغايات كأنها قالت دعائي لك فلما حذفت الإضافة وتضمنت هيت معناها بنيت على الضم كما بنيت حيث وقرأ هشام {هئت} بالهمز من الهيئة كأنها قالت تهيأت لك: {إنه من عبادنا المخلصين 24} قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر المخلصين بكسر اللام في جميع القرآن أي أخلصوا دينهم وأعمالهم من الرياء وحجتهم قوله {وأخلصوا دينهم} وقوله {مخلصا له ديني} فإذا أخلصوا فهم مخلصون تقول رجل مخلص مؤمن فترى الفعل في اللفظ له وقرأ أهل المدينة والكوفة {المخلصين} بفتح اللام أي الله أخلصهم من الأسواء والفواحش فصاروا مخلصين وحجتهم قوله تعالى {إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار} فصاروا مخلصين بإخلاص الله إياهم.
{وقلن حاش لله 31}
قرأ أبو عمرو {وقلن حاشا لله} بالألف وحجته ذكرها اليزيدي فقال يقال حاشاك وحاشالك وليس أحد من العرب يقول حاشك ولا حاش لك.
وقرأ الباقون {حاش لله} وحجتهم أنها مكتوبة في المصاحف بغير ألف حكى أبو عبيد عن الكسائي أنها في مصحف عبد الله كذلك وأصل الكلمة التبرئة والاستثناء واختلف النحويون في حاشا منهم من قال إنه فعل ومنهم من قال إنه حرف.
{قال تزرعون سبع سنين دأبا وفيه يعصرون 47 و49}.
قرأ حفص {سبع سنين دأبا} بفتح الهمزة وقرأ الباقون ساكنة الهمزة وهما لغتان مثل النهر والنهر والظعن والظعن وكل اسم كان ثانيه حرفا من حروف الحلق جاز حركته وإسكانه قرأ حمزة والكسائي {وفيه تعصرون} بالتاء أي تنجون من البلاء وتعتصمون بالخصب قال عدي بن زيد:
لو بغير الماء حلقي شرق ** كنت كالغصان بالماء اعتصاري

وقال مؤرج العصر الملجأ فعنى تعصرون أي تلجؤون إلى العصر وحجتهما قوله {تزرعون سبع سنين وتأكلون ومما تحصنون} 48 كأنما وجه الخطاب إلى المستفتين الذين قالوا أفتنا في كذا.
وقرأ الباقون {يعصرون} بالياء أي يعصرون الزيت والعنب وحجتهم ذكرها اليزيدي فقال يعني الناس ذهب اليزيدي إلى أنه لما قرب الفعل من الناس جعله لهم.
{يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين 56}
قرأ ابن كثير {حيث نشاء} بالنون الله أخبر عن نفسه وحجته ما بعده وهو نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع.
وقرأ الباقون {حيث يشاء} أي يوسف كأنه قال يتبوأ يوسف.