فصل: فصل في التفسير الموضوعي للسورة كاملة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم


{وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا}.{وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ}.{فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} [يوسف: 31].{قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ} [يوسف: 32].{وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ} [يوسف: 32].{ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} [يوسف: 35].{قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: 50].: {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ}.{قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [يوسف: 51].{ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} [يوسف: 52]. فإن كان القول لامرأة العزيز، ففي ذلك راحة لزوجها من شك الخيانة ورفع لرأسه أمام الملأ، وإن كان القول ليوسف عليه السلام، ففه رد لجميل عزيز مصر الذي آواه وأكرم مثواه.{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} [يوسف: 54]
خامسًا: العلاج الواقي من الوقوع في الفواحش داخل البيوت من خلال سورة يوسف عليه السلام:
/1/- الحذر من الإقامة الدائمة للخدم داخل البيوت، حتى ولو كانوا قد تربوا فيها صغارًا.
/2/- عدم مشروعية التبني.
/3/- عدم مشروعية الخلوة بالخدم.
/4/- الحذر من الفراغ والنميمة وكثرة القيل والقال.
/5/- غض البصر للرجل والمرأة، على حد سواء.
/6/- الحذر من المجالس السيئة.
سادسًا: القوانين الإلهية الأزلية في سورة يوسف:
/1/-: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يوسف: 5].
/2/-: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21].
/3/-: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 22].
/4/-: {إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف: 23].
/5/-: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24].
/6/-: {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} [يوسف: 52].
/7/-: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف: 53].
/8/-: {وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 56].
/9/-: {وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يوسف: 57].{فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 64].{إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ...} [يوسف: 67].{نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76].{إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90].{وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف: 110]. اهـ.

.فصل في التفسير الموضوعي للسورة كاملة:

قال محمد الغزالي:
سورة يوسف:
ربما أحس يوسف الصديق وهو صبى أن له شأنا عند الله! من يدرى؟ قد يكون من المصطفين الأخيار الذين يقودون الناس في ميدان الشرف والحق! إنه أصغر إخوته، ولكن سيرة إخوته الكبار لا تومئ إلى فضل ولا تنضح بخير... وهو أقرب إلى أبيه منهم وأحب!. من يدرى؟ لعل ميراث النبوة يكون من نصيبه؟ إن يعقوب أباه ورث إسحاق، وإسحاق ورث إبراهيم، فهل يكون حلقة في هذه السلسلة؟ وشاء الله أن يسوق إليه البشرى في رؤيا صالحة: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين...}. وشام يعقوب من الرؤيا مستقبل ابنه الصغير، وخشى عليه من إخوته!: {قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب...}. لكن أحقاد الإخوة الكبار لاحقت الشاب المختار، فإذا هو مطارد مقبوض عليه مرمى في قعر بئر بين الهلاك والنجاة... ويشاء الله أن يقذف في روعه بالأمل العريض، إن هؤلاء الإخوة الأقوياء المتآمرين عليه سوف يقفون بين يديه يوما ليوبخهم على ما صنعوا! إنه الآن صغير مغلوب على أمره أمامهم، وغدا سوف يسائلهم على ما يفعلون!. لقد تركوه وحده ظانين أنهم انتهوا منه، وهيهات!! فالله غالب على أمره: {فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون} إن يوسف- وهم يولون- رمقهم كما يرمق القاضى المتهمين! وانفسح أمامه المستقبل، فأدرك أنه الرابح وهم الخاسرون.. ويشاء الله- بعد عشرات السنين- أن تتحقق هذه النبوءة، وأن يجئ أولئك الإخوة إلى يوسف أذلة يطلبون الصدقة بعد أن صار عزيز مصر، وهم لا يعلمون: {فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين
قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ}؟ إن ساعة العسرة في قعر الجب كانت الطريق إلى القمة في هذه الدنيا، فما أعجب أقدار الله!! والواقع أن اليقين المتألق بالرجاء في طلب يوسف، انحدر إليه من يقين أبيه في الله، فعندما رجع الإخوة الكبار بعد تنفيذ مؤامرتهم يقولون لأبيهم: {.. إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين}، قال: {بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون} إن الصبر الجميل أعقب الخير الجزيل، وحقق ليوسف وأبيه ما كانا يؤملان... وقصة يوسف قطعة من تاريخ الأحياء، وليست رواية من وضع بشر. وأدب القصة شائع في عصرنا شيوعا واسعا، وهو- على اختلاف مادته- خيال مفتعل، ينفخ فيه المؤلف الروح، فإذا أبطال الرواية يتحركون نحو ما رسم المؤلف لهم من وجهة، وبما يجرى على ألسنتهم من حوار، والمسئولية بدءا ونهاية على الكاتب الذي يملى أفكاره، ويخدم مبادئه وأغراضه. وقديما اختار مؤلف (كليلة ودمنة) أشخاصه من الحيوانات، فأنطقها بما شاء من جد وهزل.. أما التاريخ المسطور فهو نسق آخر تظهر فيه سنن الله في الناس، وتملى الحقائق نفسها على من يحسن الإفادة والاعتبار، ولذلك يقول الله لنبيه: {نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين} وليس لمحمد دخل فيما أوحى الله إليه، إنه يتلقى ما يجيئه وحسب!!: {ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون}. وقد ختمت السورة بآية يصح أن يوصف بها كل ما ساق الإسلام من قصص: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون}. وقصة يوسف في الدعوة إلى الله والدأب على البلاغ- مهما كثرت العوائق- مثل يحتذى، ويظهر أن نبوته بدأت مع بلوغه الرشد، قال تعالى: {ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين}. والحكمة والمعرفة أولى هدايا الله لأنبيائه، وقد قال الله في لوط- عليه السلام ـ: {ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث..} وقال في موسى: {ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين}. وقد بيع يوسف سليل الأنبياء عبدا رقيقا! وكان الذين باعوه زاهدين في استبقائه كأنه حمل ثقيل!. ما أعجب تصاريف الليالى! ملك كريم يباع على أنه سلعة كريهة!!: {وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا...} وانتقل ابن الأنبياء إلى قصر الملك ليعمل فيه، وليواجه نوعا آخر من الابتلاء لم يخطر له ببال!. لقد كان في هذه الفترة الباكرة من شبابه حسن المعرفة لربه، صاحب تقوى يتفرد بها، وشق لنفسه طريقه الخاص: {وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}. كان يوسف يقدر البيت الذي آواه، ويصون محارمه، وكانت لرب البيت مكانة خاصة عنده، فهو لم يكن فرعونا من الفراعنة المستعلين في الأرض، بل كان رجلا دمث الأخلاق، ظاهر الشرف. وقد أحبه يوسف وعرف له حقوقه. ثم إن الأيام لم تنس يوسف أصله العريق ودينه الموروث، لقد كان آباؤه دعاة إلى الله، فليبق على نهجهم في عبادة الله الواحد، وفعل الخير، وترك الآثام. إن هذا البيت تبناه، لكن التبتى لا ينشئ علاقة طبيعية، وإذا كان عزيز مصر قد أحب يوسف لشمائله النبيلة، فإن امرأة العزيز أكنت نحوه عاطفة أخرى!!. كان يوسف رجلا رائع الجمال، أوتى نصف الحسن الموجود في العالم كله. ونظرت الأم المزعومة إلى رجل قريب منها يعيش في كنفها وسلطانها فطمعت فيه، ويوسف فوق هذه المنزلة الموهومة، فقد صقل الإيمان طبعه، وزكى نفسه، وقوى بالله صلته، فلم يخطر بباله أن يلم بدنية!!. فلما تعرضت له المرأة ثار يقينه في أعصابه، وذكر مواثيق الشرف التي ورثها عن آبائه، وذكر معها حرمة رب البيت الذي آواه وكرمه، كيف يطعنه في عرضه؟: {وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون}. ومفروض في الإيمان العادى أن ينجح في هذه التجربة، فقد جاء في السنة أنه بين السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله: «رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إنى أخاف الله...»!! ويوسف في هذا الموطن الخطير أحق من يخاف الله!. وقد رفض المعصية يقينا، صرحت بذلك امرأة العزيز وهى تقول: {... ولقد راودته عن نفسه فاستعصم}. وقد كان يوسف شابا مكتمل الرجولة، ناضج الغريزة، وكانت نفسه تهوى، ولكن دون ذلك الموت، فما يمكن أن يتدلى إلى هذا الدرك، كانت نوازع الشرف والدين والتقوى تكبت كل نداء. ولو كان شابا بارد الطبع لا شهوة له فمن أين يكون له فضل؟: {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين}!!. لقد انتصرت المقاومة المؤمنة على المراودة الخاطئة، وبقى يوسف ذاكرا لربه وقافا عند حدوده..!! وأقبل العزيز، وامرأته تشد قميص يوسف، وهو يفر منها! كانت المعركة قد بلغت نهايتها، وعندما شعرت الزوجة السفيهة بحرج موقفها اتجهت على عجل تقول له: {ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم}!! وصاح يوسف- والشواهد على صدقه متكاثرة-: {قال هي راودتني عن نفسي...}. اللهجة العفيفة، والجبين المتألق بالشرف! يشهدان له، ولم يكن هناك تسجيل للصوت أو للصورة يحكم في القضية، فبقيت القرائن العقلية.
المرأة الولهى شدت الشاب الفارّ من خلفه فمزقت ثوبه، وإلا فالشاب هو المتهم، هكذا يقول القضاء:
{... وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم}. والحكم بالقرائن من أدلة الشريعة، ويمكن اعتباره في البصمات وتحاليل الدم وما أشبه ذلك مما جد في هذا العصر... بيد أن امرأة العزيز قاومت القرائن التي توفرت ضدها، بل جمحت بها مشاعرها السائبة جماحا بعيدا، فلما تناثرت الشائعات حولها تركت الإنكار وعالنت بعاطفتها وعذرها معا. وكأنها تقول لمن يتحدث عنها: لو كنت مكانى لسلكت مسلكى!! من الذي لا يعشق البدر؟!: {وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين}!. وجمعت المرأة النسوة اللائمات وأمرت يوسف أن يخرج عليهن في حفل أعدته يأكلن فيه الفواكه، وغيرها، فلما طلع عليهن يوسف شدهن، وحارت الألباب، وجرحن أيديهن بما فيها من سكاكين.. وقلن: {ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم}. وهنا كانت العاطفة المشبوبة قد بلغت ذروتها بامرأة العزيز، فجن جنونها وقالت: {ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين}. إن هذا تصريح خرج في غيبة العقل، كانت المرأة فيه مغلوبة على أمرها حتما، ولكن الدنس هو الدنس، ولو دافع عنه (فرويد) وأساغته حضارة الغرب، وساقت حوله المعاذير.. وكان يوسف يجسد الشرف والرجولة، وأدب النفس، وإرضاء الله عندما قال: {رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم}. كيف نجا من هذا الكيد؟ ترك القصر لصاحبته، فأخرج منه وهو الأمين عليه، الحافظ لحقه، وأودع السجن حتى تختفى القصة كلها وراء أسواره: {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين}.