فصل: قال صاحب الميزان في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال صاحب الميزان في الآيات السابقة:

سورة يوسف مكية وهي مائة وإحدي عشرة آية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القرآن وان كنت من قبله لمن الغافلين}.
(بيان) غرض السورة بيان ولاية الله لعبده الذي اخلص ايمانه له تعالى اخلاصا وامتلا بمحبته تعالى لا يبتغى له بدلا ولم يلوالى غيره تعالى من شئ، وان الله تعالى يتولى هو امره فيربيه احسن تربية فيورده مورد القرب ويسقيه فيرويه من مشرعة الزلفى فيخلصه لنفسه ويحييه حياة الهية وان كانت الأسباب الظاهرة اجمعت على هلاكه، ويرفعه وان توفرت الحوادث على ضعته، ويعزه وان دعت النوائب ورزايا الدهر إلى ذلته وحط قدره.
وقد بين تعالى ذلك بسرد قصة يوسف الصديق عليه السلام.
ولم يرد في سور القرآن الكريم تفصيل قصة من القصص باستقصائها من اولها إلى آخرها غير قصته عليه السلام، وقد خصت السورة بها من غير شركة ما من غيرها.
فقد كان ع عبدا مخلصا في عبوديته فاخلصه الله لنفسه واعزه بعزته وقد تجمعت الأسباب على اذلاله وضعته فكلما القته في احد المهالك احياه الله تعالى من نفس السبيل التي كانت تسوقه إلى الهلاكة: حسده اخوته فألقوه في غيابة الجب ثم شروه بثمن بخس دراهم معدودة فذهب به ذلك إلى مصر وادخله في بيت الملك والعزة، راودته التي هو في بيتها عن نفسه واتهمته عند العزيز ولم تلبث دون ان اعترفت عند النسوة ببراءته ثم اتهمته وادخلته السجن فكان ذلك سبب قربه عند الملك، وكان قميصه الملطخ بالدم الذي جاؤا به إلى ابيه يعقوب اول يوم هو السبب الوحيد في ذهاب بصره.
فصار قميصه بعينه وقد ارسله بيد اخوته من مصر إلى ابيه آخر يوم هو السبب في عود بصره إليه، وعلى هذا القياس.
وبالجملة كلما نازعه شيء من الأسباب المخالفة أو اعترضه في طريق كماله جعل الله تعالى ذلك هو السبب في رشد امره ونجاح طلبته، ولم يزل سبحانه يحوله من حال إلى حال حتى آتاه الحكم والملك واجتباه وعلمه من تأويل الاحاديث وأتم نعمته عليه كما وعده ابوه.
وقد بدء الله سبحانه قصته بذكر رؤيا رآها في بادئ الأمر وهو صبى في حجر ابيه والرؤيا من المبشرات ثم حقق بشارته واتم كلمته فيه بما خصه به من التربية الإلهية، وهذا هو شأنه تعالى في اوليائه كما قال تعالى: {إلا أن اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم} يونس: 64.
وفى قوله تعالى بعد ذكر رؤيا يوسف وتعبير ابيه ع لها: {لقد كان في يوسف واخوته آيات للسائلين} اشعار بأنه كان هناك قوم سألوا النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- عما يرجع إلى هذه القصة، وهو يؤيد ما ورد إن قوما من اليهود بعثوا مشركي مكة ان يسألوا النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- عن سبب انتقال بنى إسرائيل إلى مصر وقد كان يعقوب عليه السلام ساكنا في ارض الشام فنزلت السورة.
وعلى هذا فالغرض بيان قصته عليه السلام وقصة آل يعقوب، وقد استخرج تعالى ببيانه ما هو الغرض العالي منها وهو طور ولاية الله لعباده المخلصين كما هو اللائح من مفتتح السورة ومختتمها، والسورة مكية على ما يدل عليه سياق آياتها، وما ورد في بعض الروايات عن ابن عباس إن اربعا من آياتها مدنية، وهى الآيات الثلاث التي في اولها، وقوله: {لقد كان في يوسف واخوته آيات للسائلين} مدفوع بما تشتمل عليه من السياق الواحد.
قوله تعالى: {الر تلك آيات الكتاب المبين} الإشارة بلفظ البعيد للتعظيم والتفخيم، والظاهر ان يكون المراد بالكتاب المبين هذا القرآن المتلو وهو مبين واضح في نفسه ومبين موضح لغيره ما ضمنه الله تعالى من المعارف الإلهية وحقائق المبدء والمعاد.
وقد وصف الكتاب في الآية بالمبين لا كما في قوله في اول سورة يونس: {تلك آيات الكتاب الحكيم} لكون هذه السورة نازلة في شأن قصة آل يعقوب وبيانها، ومن المحتمل أن يكون المراد بالكتاب المبين اللوح المحفوظ.
قوله تعالى: {إنا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} الضمير للكتاب بما انه مشتمل على الآيات الإلهية والمعارف الحقيقية، وانزاله قرآنا عربيا هو الباسه في مرحلة الإنزال لباس القراءة والعربية، وجعله لفظا متلوا مطابقا لما يتداوله العرب من اللغة كما قال تعالى في موضع آخر: {انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم} الزخرف: 4.
وقوله: {لعلكم تعقلون} من قبيل توسعة الخطاب وتعميمه فان السورة مفتتحة بخطاب النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-: {تلك آيات الكتاب}، وعلى ذلك يجرى بعد كما في قوله: {نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك} إلخ.
فمعنى الآية- والله اعلم- انا جعلنا هذا الكتاب المشتمل على الآيات في مرحلة النزول ملبسا بلباس اللفظ العربي محلى بحليته ليقع في معرض التعقل منك ومن قومك أو امتك، ولو لم يقلب في وحيه في قالب اللفظ المقرو أو لم يجعل عربيا مبينا لم يعقل قومك ما فيه من اسرار الآيات بل اختص فهمه بك لاختصاصك بوحيه وتعليمه.
وفي ذلك دلالة ما على ان لالفاظ الكتاب العزيز من جهة تعينها بالاستناد إلى الوحى وكونها عربية دخلا في ضبط اسرار الآيات وحقائق المعارف، ولو انه اوحى إلى النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- بمعناه وكان اللفظ الحاكى له لفظه-صلى الله عليه وآله وسلم- كما في الاحاديث القدسية مثلا أو ترجم إلى لغة أخرى خفى بعض اسرار آياته البينات عن عقول الناس ولم تنله ايدى تعقلهم وفهمهم.
وعنايته تعالى فيما اوحى من كتابه باللفظ مما لا يرتاب فيه المتدبر في كلامه كيف؟ وقد قسمه إلى المحكمات والمتشابهات وجعل المحكمات ام الكتاب ترجع إليها المتشابهات قال تعالى: {هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب وأخر متشابهات} آل عمران: 7 وقال تعالى أيضا: {ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين} النحل: 103.
قوله تعالى: {نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القرآن وان كنت من قبله لمن الغافلين} قال الراغب في المفردات: القص تتبع الاثر يقال: قصصت اثره، والقصص الاثر قال: فارتدا على آثارهما قصصا، وقالت لاخته قصيه.
قال: والقصص الاخبار المتتبعة قال تعالى: {لهو القصص الحق}، {في قصصهم عبرة}، {وقص عليه القصص}، {نقص عليك أحسن القصص}.
انتهى فالقصص هو القصة واحسن القصص احسن القصة والحديث، وربما قيل: انه مصدر بمعنى الاقتصاص.
فان كان اسم مصدر فقصة يوسف عليه السلام احسن قصة لانها تصف اخلاص التوحيد في العبودية، وتمثل ولاية الله سبحانه لعبده وانه يربيه بسلوكه في صراط الحب ورفعه من حضيض الذلة إلى اوج العزة، واخذه من غيابة جب الاسارة ومربط الرقية وسجن النكال والنقمة إلى عرش العزة وسرير الملك.
وان كان مصدرا فالاقتصاص عن قصته بالطريق الذي اقتص سبحانه به احسن الاقتصاص لأنه اقتصاص لقصة الحب والغرام بأعف ما يكون واستر ما يمكن.
والمعنى- والله اعلم- نحن نقص عليك احسن القصص بسبب وحينا هذا القرآن اليك وانك كنت قبل اقتصاصنا عليك هذه القصة من الغافلين عنها.
{إذ قال يوسف لأبيه يا ابت انى رايت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين قال يا بنى لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا ان الشيطان للإنسان عدو مبين وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الاحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما اتمها على ابويك من قبل إبراهيم واسحق إن ربك عليم حكيم}.
(بيان) تذكر الآيات رؤيا رآها يوسف وقصها على ابيه يعقوب عليه السلام فعبرها ابوه له ونهاه ان يقصها على اخوته، وهذه الرؤيا بشرى بشر الله سبحانه يوسف بها ليكون مادة روحية لتربيته تعالى عبده في صراط الولاية والقرب من ربه، وهى بمنزلة المدخل في قصته عليه السلام.
قوله تعالى: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت انى رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لى ساجدين} لم يذكر يعقوب عليه السلام باسمه بل كنى عنه بالاب للدلالة على ما بينهما من صفة الرحمة والرأفة والشفقة كما يدل عليه ما في الآية التالية: {قال يا بنى لا تقصص} إلخ.
وقوله: {رأيت} و: {رأيتهم} من الرؤيا وهى ما يشاهده النائم في نومته أو الذي خمدت حواسه الظاهرة باغماء أو ما يشابهه، ويشهد به قوله في الآية التالية: {لا تقصص رؤياك على اخوتك} وقوله في آخر القصة: {يا ابت هذا تأويل رؤياي}.
وتكرار ذكر الرؤية لطول الفصل بين قوله: {رأيت} وقوله: {لى ساجدين} ومن فائد التكرير الدلالة على انه انما رآهم مجتمعين على السجود جميعا لا فرادى.
على أن ما حصل له من المشاهدة نوعان مختلفان فمشاهدة اشخاص الكواكب والشمس والقمر مشاهدة أمر صوري ومشاهدة سجدتهم وخضوعهم وتعظيمهم له مشاهدة أمر معنوى.
وقد عبر عن الكواكب والنيرين في قوله: {رأيتهم لى ساجدين} بما يختص باولى العقل- ضمير الجمع المذكر وجمع المذكر السالم- للدلالة على ان سجدتهم كانت عن علم وارادة كما يسجد واحد من العقلاء لآخر.
وقد افتتح سبحانه قصته عليه السلام بذكر هذه الرؤيا التي اراها له وهى بشرى له تمثل له ما سيناله من الولاية الإلهية ويخص به من اجتباء الله اياه وتعليمه تأويل الاحاديث واتمام نعمته عليه، ومن هناك تبتدئ التربية الإلهية له لأن الذي بشر به في رؤياه لا يزال نصب عينيه في الحياة لا يتحول من حال إلى حال، ولا ينتقل من شأن إلى شأن، ولا يواجه نائبة، ولا يلقى مصيبة، الا وهو ذاكر لها مستظهر بعناية الله سبحانه عليها موطن نفسه على الصبر عليها.
وهذه هي الحكمة في ان الله سبحانه يخص اولياءه بالبشرى بجمل ما سيكرمهم به من مقام القرب ومنزلة الزلفى كما في قوله: {إلا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} إلى أن قال: {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} يونس: 64.
قوله تعالى قال: {يا بنى لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين} ذكر في المفردات: ان الكيد ضرب من الاحتيال، وقد يكون مذموما وممدوحا وان كان يستعمل في المذموم اكثر وكذلك الاستدراج والمكر.
انتهى وقد ذكروا ان الكيد يتعدى بنفسه وباللام.
والآية تدل على ان يعقوب لما سمع ما قصه عليه يوسف من الرؤيا ايقن بما يدل عليه ان يوسف عليه السلام سيتولى الله امره ويرفع قدره، يسنده على اريكة الملك وعرش العزة، ويخصه من بين آل يعقوب بمزيد الكرامة فاشفق على يوسف عليه السلام وخاف من اخوته عليه وهم عصبة اقوياء ان لو سمعوا الرؤيا- وهى ظاهرة الانطباق على يعقوب عليه السلام وزوجه واحد عشر من ولده غير يوسف، وظاهره الدلالة على انهم جميعا سيخضعون ويسجدون ليوسف- حملهم الكبر والانفة ان يحسدوه فيكيدوا له كيدا ليحولوا بينه وبين ما تبشره به رؤياه.
ولذلك خاطب يوسف عليه السلام خطاب الاشفاق كما يدل عليه قوله: {يا بنى} بلفظ التصغير، ونهاه عن اقتصاص رؤياه على اخوته قبل ان يعبرها له وينبئه بما تدل عليه رؤياه من الكرامة الإلهية المقضية في حقه، ولم يقدم النهى على البشارة الالفرط حبه له وشدة اهتمامه به واعتنائه بشأنه، وما كان يتفرس من اخوته انهم يحسدونه وانهم امتلئوا منه بغضا وحنقا. والدليل على بلوغ حسدهم وظهور حنقهم وبغضهم قوله: {لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا} فلم يقل انى اخاف ان يكيدوا، أو لا آمنهم عليك بتفريع الخوف من كيدهم أو عدم الأمن من جهتهم بل فرع على اقتصاص الرؤيا نفس كيدهم واكد تحقق الكيد منهم بالمصدر- المفعول المطلق- إذ قال: {فيكيدوا لك كيدا} [79]
ثم اكد ذلك بقوله ثانيا في مقام التعليل: {ان الشيطان للإنسان عدو مبين} أي ان لكيدهم سببا آخر منفصلا يؤيد ما عندهم من السبب الذي هو الحسد ويثيره ويهيجه ليؤثر اثره السئ وهو الشيطان الذي هو عدو للإنسان مبين لا خلة بينه وبينه ابدا يحمل الإنسان بوسوسته وتسويله على ان يخرج من صراط الاستقامة والسعادة إلى سبيل عوج فيه شقاء دنياه وآخرته فيفسد ما بين الوالد وولده وينزع بين الشقيق وشقيقه ويفرق بين الصديق وصديقه ليضلهم عن الصراط.
فكأن المعنى: قال يعقوب ليوسف عليه السلام: يا بنى لا تقصص رؤياك على اخوتك فانهم يحسدونك ويغتاظون من امرك فيكيدونك عندئذ بنزغ واغراء من الشيطان وقد تمكن من قلوبهم ولا يدعهم يعرضوا عن كيدك فان الشيطان للإنسان عدو مبين.
قوله تعالى: {وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الاحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب} إلى آخر الآية الاجتباء من الجباية وهى الجمع يقال: جبيت الماء في الحوض إذا جمعته فيه ومنه جبايه الخراج أي جمعه قال تعالى: {يجبي إليه ثمرات كل شيء} القصص: 57 ففى معنى الاجتباء جمع اجزاء الشيء وحفظها من التفرق والتشتت، وفيه سلوك وحركة من الجابى نحو المجبى فاجتباه الله سبحانه عبدا من عباده هو ان يقصده برحمته ويخصه بمزيد كرامته فيجمع شمله ويحفظه من التفرق في السبل المتفرقة الشيطانية المفرقة للإنسان ويركبه صراطه المستقيم وهو ان يتولى امره ويخصه بنفسه فلا يكون لغيره فيه نصيب كما اخبر تعالى بذلك في يوسف عليه السلام إذ قال: {انه من عبادنا المخلصين} الآية 24 من السورة.
وقوله: {ويعلمك من تأويل الاحاديث التأويل} هو ما ينتهى إليه الرؤيا من الأمر الذي تتعقبه، وهو الحقيقة التي تتمثل لصاحب الرؤيا في رؤياه بصورة من الصور المناسبة لمداركه ومشاعره كما تمثل سجدة ابوي يوسف واخوته الاحد عشر في صورة احد عشر كوكبا والشمس والقمر وخرورها امامه ساجدة له، وقد تقدم استيفاء البحث عن معنى التأويل في تفسير قوله تعالى: {فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} الآية آل عمران: 7 في الجزء الثالث من الكتاب.
والاحاديث جمع الحديث وربما اريد به الرؤي لانها من حديث النفس فان نفس الانسان تصور له الأمور في المنام كما يصور المحدث لسماعه الأمور في اليقظة فالرؤيا حديث مثله ومنه يظهر ما في قول بعضهم ان الرؤي سميت احاديث باعتبار حكايتها والتحديث بها وهو كما ترى.
وكذا ما قيل: انها سميت احاديث لانها من حديث الملك ان كانت صادقة ومن حديث الشيطان ان كانت كاذبة.