فصل: فوائد لغوية وإعرابية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ}
قوله تعالى: {فأدلى دَلْوَهُ}: يُقال: أدلى دَلْوَه، أي: أرسلها في البئر. ودَلاها إذا أَخْرجها ملأى، قال:
لا تَقْلَوها وادْلُواها دَلْوا ** إنَّ مع اليوم أخاه غَدْوا

والدَّلْوُ مؤنثةٌ فتصغَّر على دُلِيَّة، وتُجمع على دِلاء وأَدْلٍ والأصل: دِلاو فقُلبت الواوُ همزةً نحو كساء، وأَدْلِوٌ فأُعِلَّ إعلالَ قاضٍ، ودُلُوْوٌ بواوين فَقُلِبتا ياءَيْن نحو: عِصِيّ.
قوله: {يابشراى} قرأ الكوفيون بحذف ياء الإِضافة، وأمال ألفَ فعلى الأخوان، وأمالها ورش بين بين على أصله، وعن أبي عمرو الوجهان، ولكن الأشهرَ عنه عدمُ الإِمالة، وليس ذلك مِنْ أصله على ما قُرِّر في علم القراءات. وقرأ الباقون: {يا بشراي} مضافة لياء المتكلم، ونداء البشرى على حدِّ قولِه: {يا حسرتى على} [الزمر: 56]: {ياحسرة عَلَى العباد} [يس: 30] كأنه يقول: يا بشرى هذا وقتُ أوانِ أن تُنادَيْ ويُصاحَ بكِ. ومَنْ زعم أنَّ: {بشرى} اسم رجل كالسدِّي فقد أَبْعَدَ.
وقرأ ورش عن نافع: {يا بُشْراْيْ} بسكون الياء، وهو جمعٌ بين ساكنين في الوصل، وهذا كما تقدم في: {وَمَحْيَايَ} [الأنعام: 162]، فعليك بالالتفات إليه. وقال الزمخشري: وليس بالوجه لما فيه من التقاء الساكنين على غير حَدِّه إلا أن يَقْصِدَ الوقف.
وقرأ الجحدري وابن أبي إسحاق والحسن: {يا بُشْرَيَّ} بقلبِ الألفِ ياءً وإدغامها في ياء الإِضافة وهي لغة هُذَلِيَّة تقدَّم الكلامُ عليها في البقرة عند قوله: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَيَّ} [البقرة: 38]. وقال الزمخشري: وفي قراءة الحسن {يا بُشْرَيَّ} بالياء مكان الألف جُعِلَتْ الياءُ بمنزلة الكسرة قبل ياء الإِضافة وهي لغة للعرب مشهورة، سمعت أهلَ السروات يقولون في دعائهم: يا سيدي ومَوْلَيَّ.
قوله: {وَأَسَرُّوهُ} الضمير المرفوع الظاهر أنه يعود على: {السَّيَّارة}. وقيل: هو ضميرُ إخوتِه. و: {بضاعةً} نصب على الحال، أو مفعول ثانٍ على أن يُضَمَّن: {أَسَرُّوه} معنى صَيَّروه بالسرِّ. والبضاعة قطعةٌ من المال تُعَدُّ للتجارة مِنْ بَضَعْت، أي: قَطَعْتُ، ومنه المِبْضع لِما يُقْطَعُ به.
قوله تعالى: {وَشَرَوْهُ}: شرى بمعنى اشترى، ومنه قول الشاعر:
ولو أنَّ هذا الموتَ يَقْبَلُ فِدْيَةً ** شَرَيْتُ أبا زيدٍ بما مَلَكَتْ يَدي

وبمعنى باع ومنه قولُ الشاعر:
وشَرَيْتُ بُرْدًا ليتني ** مِنْ بعدِ بُرْدٍ كنتُ هامَهْ

فإن جَعَلْنا الضمير في: {شَرَوْه} عائدًا على إخوة يوسف كان شرى بمعنى باع، وإن جَعَلْناه عائدًا على السيارة كانت بمعنى اشتروا. والبَخْسُ: النَّاقصُ، وهو في الأصل مصدرٌ وُصِف به مبالغةً. وقيل: هو بمعنى مفعول. و: {دراهم} بدل مِنْ {بثمن} وفيه متعلقٌ بما بعده، واغْتُفِر ذلك للاتساع في الظروف والجار، أو بمحذوفٍ وتقدَّم مثلُه. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19)}
ليس كلُّ من طلب شيئًا يُعطى مرادَه فقط بل ربما يُعْطَى فوق مأموله؛ كالسيارة كانوا يقنعون بوجود الماء فوجدوا يوسفَ عليه السلام.
ويقال ليس كل مَنْ وَجَدَ شيئًا كان كما وجده السيارة؛ توهموا أنهم وجدوا عبدًا مملوكًا وكان يوسف- في الحقيقة- حُرًّا.
ويقال لمَّا أراد اللَّهُ تعالى خلاصَ يوسف عليه السلام من الجُبِّ أزعج خواطر السِّيارة في قصد السفر، وأعدمهم الماءَ حتى احتاجوا إلى الاستقاء لِيَصِلَ يوسف عليه السلام إلى الخلاص، ولهذا قيل: ألا رّبَّ تشويشٍ يقع في العَالَم، والمقصودُ منه سكونُ واحدٍ. كما قيل: رُبَّ ساع له قاعد.
{وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)}
لم يعرفوا خسرانهم في الحال ولكنهم وقفوا عليه في المآل.
ويقال قد يُبَاعُ مثل يوسف عليه السلام بثمن بخس، ولكن إذا وقعت الحاجةُ إليه فعند ذلك يعلم ما يلحق من الغَبْن.
ويقال: لم يحتشموا من يوسف عليه السلام يوم باعوه ثمنٍ بَخْسٍ، ولكن لمَّا قال لهم: أنا يوسف وقع عليهم الخجل، ولهذا قيل: كفى للمقصر الحياء يوم اللقاء.
ويقال لمَّا خَرُّوا له سُجَّدًا علموا أنَّ ذلك جزاءُ مَنْ باع أخاه بثمنٍ بخسٍ.
ويقال لمَّا وصل الناسُ إلى رفق يوسف عاشوا في نعمته، واحتاجوا إلى أن يقفوا بين يديه في مقام الذُّلِّ قائلين: {مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ} [يوسف: 88]، وفي معناه أنشدوا:
ستسمع بي وتذكرني ** وتطلبني فلا تجدِ

ويقال ليس العَجَبُ ممن يبيع مثلَ يوسف عليه السلام بثمنٍ نَجْسٍ إنما العَجَبُ ممن (....) مثل يوسف عليه السلام بثمن بخس، لاسيما: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} الخرق لا غاية له، وكذا العجب لا نباته له.
ويقال ليس العجب ممن يبيع يوسف عليه السلام بثمنٍ بخسٍ، إنما العجب ممن يبيع وقته الذي أعزُّ من الكبريت الأحمر بعَرَضٍ حقيرٍ من أعراض الدنيا.
ويقال إنَّ السيارة لم يعرفوا قيمته فزهدوا في شرائه بدراهم، والذين وقفوا على جماله وشيءٍ من أحواله غالوا- بمصر- في ثمنه حتى اشتروه بزنته دراهم ودنانير مراتٍ كما في القصة، وفي معناه أنشدوا:
إنْ كنتُ عندكَ يا مولاي مُطَّرَحًا ** فعند غيرِك محمولٌ على الحَدَقِ

. اهـ.

.التفسير الإشاري:

قال نظام الدين النيسابوري:
التأويل: {تلك آيات الكتاب} دلالات كتاب المحبوب إلى المحب للهداية إلى طريق الوصال ولهذا كانت أحسن القصص لأنها أتم قصص القرآن مناسبة ومشابهة بأحوال الإنسان: {إذ قال يوسف} القلب: {لأبيه} يعقوب الروح: {إني رأيت أحد عشر كوكبًا} هن الحواس الخمس الظاهرة والخمس الباطنة أي المذكرة والحافظة والمتخيلة والمتوهمة والحسن المشترك مع المفكرة، وبكل من هذه إضاءة أي أدراك للمعنى المناسب له وهم إخوة يوسف القلب لأنهم تولدو بازدواج يعقوب الروح وزوج النفس والشمس والقمر الروح والنفس: {رأيتهم لي ساجدين} وهذا مقام كمالية الإنسان أن يصير القلب سلطانًا يسجد له الروح والنفس والحواس والقوى: {وكذلك يجتبيك ربك} على سائر المخلوقات وهذا كمال حسن يوسف: {ويعلمك من تأويل الأحاديث} العلم اللدني المختص بالقلب: {ويتم نعمته عليك} بأن يتجلى لك ويستوي لك إذ القلب عرش حقيقي للرب: {وعلى آل يعقوب} أي متولدات الروح من القوى والحواس: {كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم} السر: {وإسحاق} الخفي وبهما يستحق القلب لقبول فيض التجلي، وهناك لله ألطاف خفية لا يتبع الإنسان فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل.
{آيات للسائلين} عن طريق الوصول إلى الله: {ليوسف} القلب: {وأخوه} بنيامين الحس المشترك فإن له اختصاصًا بالقلب: {أحب إلى أبينا منا} لأن القلب عرض الروح ومحل استوائه عليه، والحس المشترك بمثابة الكرسي للعرش. {اقتلوا يوسف} القلب بسكين الهوى وبسم الميل إلى الدنيا: {أو اطرحوه} في أرض البشرية: {يخل لكم وجه أبيكم} يقبل الروح بوجهه إلى الحواس والقوى لتحصيل شهواتها: {وتكونوا} بعد موت القلب: {قومًا صالحين} للنعم الحواني والنفساني. {قال قائل منهم} هو يهوذا القوة المفكرة: {لا تقتلوا يوسف} القلب: {وألقوه في غيابت الجب} القالب وسفل البشرية: {يلتقطه بعض} سيارة الجواذب النفسانية. {يرتع} في المراتع البهيمية: {ويلعب} في ملاعب الدنيا: {وإنا له لحافظون} من فتنة الدنيا وآفاتها: {لئن أكله الذئب} الشيطان: {إنا إذا لخاسرون} لأن خسران جميع أجزاء الإنسان في هلاك القلب وربحها في سلامة القلب: {وهم لا يشعرون} فيه إشارة إلى أن من خصوصية تعلق الروح بالقالب أن يتولد منهما القلب العلوي والنفس السفلية والحواس والقوى فيحصل التجاذب. فإن كانت الغلبة للروح سعد، وإن كانت للنفس شقي: {وجاؤوا أباهم عشاء} أي في النصف الآخر من مدّة العمر: {نستبق} نتشاغل باللهو في أيام الشباب: {وتركنا يوسف} أي قالب مهملًا معطلًا عن الاستكمال: {فأكله} ذئب الشيطان. {وجاؤا على قميصه} أي قالب القلب: {بدم كذب} هو آثار الملكات الردية، زعموا أنها قد سرت إلى القلب وأزالت نور الإيمان عنه بالكلية. {قال} يعقوب الروح: {بل سولت لكم أنفسكم أمرًا فصبر جميل} على ما قضى الله وقدر: {والله المستعان على ما تصفون} من رين القلب وموته: {وجاءت سيارة} هي هبوب نفحات ألطاف الحق: {فأرسلوا واردهم} واردًا من واردات الحق: {فأدلى دلوه} جذبه من جذبات الرحمن: {قال يا بشرى} فيه إشارة إلى أن للجذبة بشارة في تعلقها بالقلب كما أن للقلب بشارة في خلاصة من جب الطبيعة كما قال تعالى: {يحبهم ويحبونه} [المائدة: 54]: {والله عليم} بحكمة البشارتين و: {بما يعملون} من شرائه: {بثمن بخس} هو الحظوظ الفانية في أيام معدودة: {وكانوا فيه من الزاهدين} لأنهم ما عرفوا قدره وإنما ميلهم إلى استجلاب المنافع الردية العاجلة. والله أعلم. اهـ.

.تفسير الآيات (21- 22):

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما كانت العادة جارية بأن القن يمتهن، أخبر تعالى أنه أكرمه عن هذه العادة فقال منبهًا على أن شراءه كان بمصر: {وقال الذي اشتراه} أي أخذه برغبة عظيمة، ولو توقفوا عليه غالى في ثمنه: {من مصر} أي البلدة المعروفة، والتعبير بهذا دون ما هو أخصر منه للتنبيه على أن بيعه ظلم، وأنه لم يدخل في ملك أحد أصلًا: {لامرأته} آمرًا لها بإكرامه على أبلغ وجه: {أكرمي مثواه} أي موضع مقامه، وذلك أعظم من الأمر بإكرامه نفسه، فالمعنى: أكرميه إكرامًا عظيمًا بحيث يكون ممن يكرم كل ما لابسه لأجله، ليرغب في المقام عندنا.
ولما كانت كأنها قالت: ما سبب إيصائك لي بهذا دون غيره؟ استأنف قوله: {عسى أن} أي إن حاله خليق وجدير بأن: {ينفعنا} أي وهو على اسم المشتري: {أو نتخذه} أي برغبة عظيمة إن رأيناه أهلًا: {ولدًا} فأنا طامع في ذلك.
ولما أخبر تعالى بمبدأ أمره، وكان من المعلوم أن هذا إنما هو لما مكن له في القلوب مما أوجب توقيره وإجلاله وتعظيمه، أخبر تعالى بمنتهى أمره، مشبهًا له بهذا المضمون المعلم به فقال: {وكذلك} أي مثل ما مكنا ليوسف بتزهيد السيارة: أهل البدو تارة، وإكرام مشتريه ومنافسته فيه أخرى: {مكنا ليوسف في الأرض} أي أرض مصر التي هي كالأرض كلها لكثرة منافعها بالملك فيها لتمكنه من الحكم بالعدل: {و} بالنبوة: {لنعلمه} بما لنا من العظمة: {من تأويل الأحاديث} أي بترجيعها من ظواهرها إلى بواطنها، فأشار تعالى إلى المشبه به مع عدم التصريح به لما دل عليه من السياق، وأثبت التمكين في الأرض ليدل على لازمه من الملك والتمكين من العدل، وذكر التعليم ليدل على ملزومه وهو النبوة، فدل أولًا بالملزوم على اللازم، وثانيًا باللازم على الملزوم، وهو كقوله تعالى: {فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة} [آل عمران: 13] فهو احتباك أو قريب منه.
ولما كان من أعجب العجب أن من وقع له التمكين من أن يفعل به مثل هذه الأفعال يتمكن من أرض هو فيها مع كونه غريبًا مستبعدًا فردًا لا عشيرة له فيها ولا أعوان، قال تعالى نافيًا لهذا العجب: {والله} أي الملك الأعظم: {غالب على أمره} أي الأمر الذي يريده، غلبة ظاهر أمرها لكل من له بصيرة: أمر يعقوب يوسف عليهما الصلاة والسلام أن لا يقص رؤياه حذرًا عليه من إخوته، فغلب أمره سبحانه حتى وقع ما حذره، فأراد إخوته قتله فغلب أمره عليهم، وأرادوا أن يلتقطه بعض السيارة ليندرس اسمه فغلب أمره سبحانه وظهر اسمه واشتهر، ثم باعوه ليكون مملوكًا فغلب أمره تعالى حتى صار ملكًا وسجدوا بين يديه، ثم أرادوا أن يغروا أباهم ويطيّبوا قلبه حتى يخلو لهم وجهه فغلب أمره تعالى فأظهره على مكرهم، واحتالت عليه امراة العزيز لتخدعه عن نفسه فغلب أمره سبحانه فعصمه حتى لم يهم بسوء، بل هرب منه غاية الهرب، ثم بذلت جهدها في إذلاله وإلقاء التهمة عليه فأبى الله إلا إعزازه وبراءته، ثم أراد يوسف عليه الصلاة والسلام ذكر الساقي له فغلب أمره سبحانه فأنساه ذكره حتى مضى الأجل الذي ضربه سبحانه، وكم من أمر كان في هذه القصة وفي غيرها يرشد إلى أن لا أمر لغيره سبحانه!: {ولكن أكثر الناس} أي الذين هم أهل الاضطراب: {لا يعلمون} لعدم التأمل أنه تعالى عالٍ على كل أمر، وأن الحكم له وحده، لاشتغالهم بالنظر في الظواهر للأسباب التي يقيمها، فهو سبحانه محتجب عنهم بحجاب الأسباب.