فصل: قال صاحب الميزان في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، عن مجاهد في قوله: {وَشَرَوْهُ} قال: إخوة يوسف باعوه حين أخرجه المدلي دلوه.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: بيع بينهم بثمن بخس، قال: حرام لم يحلّ لهم بيعه، ولا أكل ثمنه.
وأخرج ابن جرير عن قتادة: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} قال: هم السيارة.
وأخرج أبو الشيخ عن عليّ بن أبي طالب أنه قضى في اللقيط أنه حرّ، وقرأ: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ}.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال: البخس القليل.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الشعبي مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، والطبراني، والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: إنما اشتري يوسف بعشرين درهمًا، وكان أهله حين أرسل إليهم بمصر ثلاثمائة وتسعين إنسانًا: رجالهم أنبياء، ونساؤهم صدّيقات، والله ما خرجوا مع موسى حتى بلغوا ستمائة ألف وسبعين ألفًا.
وقد روي في مقدار ثمن يوسف غير هذا المقدار مما لا حاجة إلى التطويل بذكره.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {وَقَالَ الذي اشتراه مِن مّصْرَ} قال: كان اسمه قطفير.
وأخرج أبو الشيخ عن شعيب الجبائي: أن اسم امرأة العزيز زليخا.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن محمد بن إسحاق قال: الذي اشتراه أطيفير بن روحب، وكان اسم امرأته راعيل بنت رعاييل.
وأخرج ابن جرير، وابن إسحاق، وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: اسم الذي باعه من العزيز مالك بن زعر.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عنه في قوله: {أَكْرِمِى مَثْوَاهُ} قال: منزلته.
وأخرج ابن جرير، وأبو الشيخ عن قتادة مثله.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن سعد، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وأبو الشيخ، والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: أفرس الناس ثلاثة: العزيز حين تفرّس في يوسف، فقال لامرأته: {أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدًا}، والمرأة التي أتت موسى فقالت لأبيها: {يا أبت استأجره} [القصص: 26]، وأبو بكر حين استخلف عمر.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {وَلِنُعَلّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأحاديث} قال: عبارة الرؤيا.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في كتاب الأضداد، والطبراني في الأوسط، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} قال: ثلاثًا وثلاثين سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: أربعين سنة.
وأخرج عن عكرمة قال: خمسا وعشرين سنة.
وأخرج عن السدّي قال: ثلاثين سنة.
وأخرج عن سعيد بن جبير قال: ثماني عشرة سنة.
وأخرج عن ربيعة قال: الحلم.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن الشعبي نحوه.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال: عشرين سنة.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد: {اتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} قال: هو الفقه والعلم والعقل قبل النبوّة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس: {وَكَذَلِكَ نَجْزِى المحسنين} قال: المهتدين. اهـ.

.قال صاحب الميزان في الآيات السابقة:

{لقد كان في يوسف واخوته آيات للسائلين}.
(بيان) شروع في القصة بعد ذكر البشارة التي هي كالمقدمة الملوحة إلى اجمال الغاية التي تنتهى إليها القصة والآيات تتضمن الفصل الأول من فصول القصة وفيه مفارقة يوسف ليعقوب عليه السلام وخروجه من بيت ابيه إلى استقراره في بيت العزيز بمصر وقد حدث خلال هذه الأحوال ان القاه اخوته في البئر واخرجته السيارة منها وباعه اخوته من السيارة وهم حملوه إلى مصر وباعوه من العزيز فبقى عنده.
قوله تعالى: {لقد كان في يوسف واخوته آيات للسائلين} شروع في القصة وفيه التنبيه على ان القصة مشتملة على آيات الهية دالة على توحيد الله سبحانه وانه هو الولى يلى امور عباده المخلصين حتى يرفعهم إلى عرش العزة ويثبتهم في اريكة الكمال فهو تعالى الغالب على امره يسوق الأسباب إلى حيث يشاء لا إلى حيث يشاء غيره ويستنتج منها ما يريد لا ما هو اللائح الظاهر منها.
فهذه اخوة يوسف عليه السلام حسدوا اخاهم وكادوه والقوه في قعر بئر ثم شروه من السيارة عبدا يريدون بذلك ان يسوقوه إلى الهلاك فاحياه الله بعين هذا السبب اللائح منه الهلاك وان يذللوه فاعزه الله بعين سبب التذليل ووضعوه فرفعه الله بعين سبب الوضع والخفض وان يحولوا حب ابيهم إلى انفسهم فيخلوا لهم وجه ابيهم فعكس الله الأمر وذهبوا ببصر ابيهم حيث نعوا إليه يوسف بقميصه الملطخ بالدم فأعاد الله إليه بصره بقميصه الذي جاء به إليه البشير والقاه على وجهه.
ولم يزل يوسف ع كلما قصده قاصد بسوء انجاه الله منه وجعل فيه ظهور كرامته وجمال نفسه وكلما سير به في مسير أو ركب في سبيل يهديه إلى هلكة أو رزية هداه الله بعين ذلك السبيل إلى غاية حسنة ومنقبة شريفة ظاهرة وإلى ذلك يشير يوسف عليه السلام حيث يعرف نفسه لا خوته ويقول: {انا يوسف وهذا اخى قد من الله علينا انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين} الآية 91 من السورة ويقول لأبيه بحضرة من اخوته: {يا ابت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربى حقا وقد احسن بى إذ اخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد ان نزغ الشيطان بينى وبين اخوتى} ثم تأخذه الجذبة الإلهية فيقبل بكلية نفسه الوالهة إلى ربه ويعرض عن غيره فيقول: {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السماوات والأرض انت وليى في الدنيا والاخرة} الآية 101 من السورة.
وفي قوله تعالى: {للسائلين} دلالة على انه كان هناك جماعة سألوا النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- عن القصة أو عما يرجع بوجه إلى القصة فأنزلت في هذه السورة.
قوله تعالى: {إذ قالوا ليوسف واخوه احب إلى ابينا منا ونحن عصبة ان ابانا لفى ضلال مبين} ذكر في المجمع ان العصبة هي الجماعة التي يتعصب بعضها لبعض ويقع على جماعة من عشرة إلى خمسة عشر وقيل ما بين العشرة إلى الاربعين ولا واحد له من لفظه كالقوم والرهط والنفر انتهى.
وقوله: {إذ قالوا ليوسف واخوه احب إلى ابينا منا} القائلون هم ابناء يعقوب ما خلا يوسف واخاه الذي ذكروه معه وكانت عدتهم عشرة وهم رجال اقوياء بيدهم تدبير بيت ابيهم يعقوب وادارة مواشيه وامواله كما يدل عليه قولهم: {ونحن عصبة}.
وقولهم: {ليوسف واخوه} بنسبته إلى يوسف مع انهم جميعا ابناء ليعقوب واخوة فيما بينهم يشعر بان يوسف واخاه هذا كانا اخوين لام واحدة واخوين لهؤلاء القائلين لاب فقط الروايات تذكر ان اسم اخى يوسف هذا بنيامين والسياق يشهد انهما كانا صغيرين لا يقومان بشئ من أمر بيت يعقوب وتدبير مواشيه وامواله.
وقولهم: {ونحن عصبة} أي عشرة اقوياء مشدود ضعف بعضنا بقوة بعض وهو حال عن الجملة السابقة يدل على حسدهم وحنقهم لهما وغيظهم على ابيهم يعقوب في حبه لهما اكثر منهم وهو بمنزلة تمام التعليل لقولهم بعده: {ان ابانا لفى ضلال مبين}.
وقولهم: {ان ابانا لفى ضلال مبين} قضاء منهم على ابيهم بالضلال ويعنون بالضلال الاعوجاج في السليقة وفساد السيرة دون الضلال في الدين.
اما اولا: فلان ذلك هو مقتضى ما تذاكروا فيما بينهم انهم جماعة اخوان اقوياء متعاضدون متعصب بعضهم لبعض يقومون بتدبير شؤن ابيهم الحيوية واصلاح معاشه ودفع كل مكروه يواجهه ويوسف واخوه طفلان صغيران لا يقويان من امور الحياة على شيء وليس كل منها الا كلا عليه وعليهم وإذا كان كذلك كان توغل ابيهم في حبهما واشتغاله بكليته بهما دونهم واقباله عليهما بالاعراض عنهم طريقة معوجة غير مرضية فإن حكمة الحياة تستدعى ان يهتم الإنسان بكل من اسبابه ووسائله على قدر ما له من التأثير وقصر الإنسان اهتمامه على من هو كل عليه ولا يغنى عنه طائلا والاعراض عمن بيده مفاتيح حياته وازمة معاشه ليس الا ضلالا من صراط الاستقامة واعوجاجا في التدبير واما الضلال في الدين فله اسباب اخر كالكفر بالله وآياته ومخالفة أو امره ونواهيه.
واما ثانيا: فلانهم كانوا مؤمنين بالله مذعنين بنبوة ابيهم يعقوب كما يظهر من قولهم: {وتكونوا من بعده قوما صالحين} وقولهم اخيرا: {يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا} الآية 97 من السورة وقولهم ليوسف اخيرا: {تا لله لقد آثرك الله علينا} وغير ذلك ولو ارادوا بقولهم: {ان ابانا لفى ضلال مبين} ضلاله في الدين لكانوا بذلك كافرين.
وهم مع ذلك كانوا يحبون اباهم ويعظمونه ويو قرونه وانما فعلوا بيوسف ما فعلوا ليخلص لهم حب ابيهم كما قالوا: {اقتلوا يوسف أو اطرحوه ارضا يخل لكم وجه ابيكم} فهم كما يدل عليه هذا السياق كانوا يحبونه ويحبون ان يخلص لهم حبه ولو كان خلاف ذلك لا نبعثوا بالطبع إلى ان يبدؤا بابيهم دون اخيهم وان يقتلوا يعقوب أو يعزلوه أو يستضعفوه حتى يخلو لهم الجو ويصفو لهم الأمر ثم الشأن في يوسف عليهم اهون.
ولقد جبهوا اباهم اخيرا بمثل قولهم هذا حين قال لهم: {إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم} الآية 95 من السورة ومن المعلوم ان ليس المراد به الضلال في الدين بل الافراط في حب يوسف والمبالغة في امره بما لا ينبغى.
ويظهر من الآية وما يرتبط بها من الآيات انه كان يعقوب عليه السلام يسكن البدو وكان له اثنا عشر ابنا وهم اولاد علة وكان عشرة منهم كبارا هم عصبة اولوقوة وشدة يدور عليهم رحى حياته ويدبر بايديهم امور امواله ومواشيه وكان اثنان منهم صغيرين اخوين لام واحدة في حجر ابيهما وهما يوسف واخوه لامه وابيه وكان يعقوب عليه السلام مقبلا اليهما يحبهما حبا شديدا لما يتفرس في ناصيتهما من آثار الكمال والتقوى لا لهوى نفساني فيهما كيف؟ وهو من عباد الله المخلصين الممدوح بمثل قوله تعالى: {انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار} ص: 46 وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك.
فكان هذا الحب والايثار يثير حسد سائر الاخوة لهما ويؤجج نائرة الاضغان منهم عليهما ويعقوب عليه السلام يتفرس ذلك ويبالغ في حبهما وخاصة في حب يوسف وكان يخافهم عليه ولا يرضى بخلوتهم به ولا يأمنهم عليه وذلك يزيد في حسدهم وغيظهم فصار يتفرس من وجوههم الشر والمكر كما مرت استفادته من قوله: {فيكيدوا لك كيدا} حتى رآى يوسف الرؤيا وقصها لأبيه فزاد بذلك اشفاق ابيه عليه وازداد حبه له ووجده فيه واوصاه ان يكتم رؤياه ولا يخبر اخوته بها لعله يأمن بذلك كيدهم لكن التقدير غلب تدبيره.
فاجتمع الكبار من بنى يعقوب وتذاكروا فيما بينهم ما كانوا يشاهدونه من أمر ابيهم وما يصنعه بيوسف واخيه حيث يشتغل بهما عنهم ويؤثر هما عليهم وهما طفلان صغيران لا يغنيان عنه بطائل وهم عصبة اولوقوة وشدة اركان حياته واياديه الفعالة في دفع كل رزية عادية وجلب منافع المعيشة وادارة الاموال والمواشى وليس من حسن السيرة واستقامة الطريقة ايثار هذين الضعيفين على ضعفهما على اولئك العصبة القوية على قوتهم فذموا سيرة ابيهم وحكموا بأنه في ضلال مبين من جهة طريقته هذه.
ولم يريدوا برمى ابيهم بالضلال الضلال في الدين حتى يكفروا بذلك بل الضلال في مشيته الاجتماعية كما توفرت بذلك شواهد الآيات وقد تقدمت الإشارة إليها.
وبذلك يظهر ما في مختلف التفاسير من الانحراف في تقرير معنى الآية منها ما ذكره بعضهم ان هذا الحكم منهم بضلال ابيهم عن طريق العدل والمساواة جهل مبين وخطأ كبير لعل سببه اتهمهام اياه بافراطه في حب امهما من قبل فيكون مثاره الأول اختلاف الامهات بتعدد الزوجات ولاسيما الاماء منهن وهو الذي اضلهم من غريزة الوالدين في زيادة العطف على صغار الاولاد وضعافهم وكانا اصغر اولاده.
قال ومن فوائد القصة وجوب عناية الوالدين بمداراة الاولاد وتربيتهم على المحبة والعدل وانقاء وقوع التحاسد والتباغض بينهم ومنه اجتناب تفضيل بعضهم على بعض بما يعده المفضول اهانة له ومحاباة لاخيه بالهوى وقد نهى عنه النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- مطلقا ومنه سلوك سبيل الحكمة في تفضيل من فضل الله تعالى بالمواهب الفطرية كمكارم الاخلاق والتقوى والعلم والذكاء.
وما كان يعقوب بالذى يخفى عليه هذا وما نهى يوسف عن قص رؤياه عليهم الا من علمه بما يجب فيه ولكن ما يفعل الإنسان بغريزته وقلبه وروحه؟ أيستطيع ان يحول دون سلطانها على جوارحه؟ كلا انتهى.
اما قوله ان منشأ حسدهم وبغيهم اختلاف الامهات وخاصة الاماء منهن الخ ففيه ان استدعاء اختلاف الامهات اختلاف الاولاد وان كان مما لا يسوغ انكاره ووجود ذلك في المورد محتمل لكن السبب المذكور في كلامه تعالى لذلك غير هذا ولو كان هو السبب الوحيد لفعلوا باخى يوسف ما فعلوا به ولم يقنعوا به.
واما قوله وهو الذي اضلهم من غريزة الوالدين في زيادة العطف على صغار الاولاد وضعافهم ومفاده ان محبة يعقوب ليوسف انما كانت رقة وترحما غريزيا منه لصغرهما كما هو المشهود من الاباء بالنسبة إلى صغار اولادهم ما داموا صغارا فإذا كبروا انتقلت إلى من هو اصغر منهم.
ففيه ان هذا النوع من الحب المشوب بالرقة والترحم مما يسلمه الكبار للصغار وينقطعون عن مزاحمتهم ومعارضتهم في ذلك ترى كبراء الاولاد إذا شاهدوا زيادة اهتمام الوالدين بصغارهم وضعفائهم واعترضوا بان ذلك خلاف التعديل والتسوية فاجيبوا بانهم صغار ضعفاء يجب ان يرق لهم ويرحمو ويعانوا حتى يصلحوا للقيام على ساقهم في أمر الحياة سكتوا وانقطعوا عن الاعتراض واقنعهم ذلك.
فلو كانت صورة حب يعقوب ليوسف واخيه صورة الرقة والرأفة والرحمة لهما لصغرهما وهى التي يعهدها كل من العصبة في نفسه ويذكرها من ابيه له في حال صغره لم يعيبوها ولم يذموا اباهم عليها ولكان قولهم: {ونحن عصبة} دليلا عليهم يدل على ضلالهم في نسبة ابيهم إلى الضلال لا دليلا لهم يدل على ضلال ابيهم في زيادة حبه لهما.
على انهم قالوا لابيهم حينما كلموا اباهم في أمر يوسف: {ما لك لا تأمنا على يوسف وانا له لناصحون} ومن المعلوم ان اكرامه ليوسف وضمه إليه ومراقبته له وعدم امن احد منهم عليه أمر وراء المحبة بالرقة والرحمة له ولصغره وضعفه واما قوله وما كان يعقوب يخفى عليه هذا إلى آخر ما قال ومعناه ان هوى يعقوب في ابنه صرفه عن الواجب في تربية اولاده على علم منه بان ذلك خلاف العدل والانصاف وانه سيدفعه إلى بلوى في اولاده ثم تعذيره بأن مخالفة هوى القلب وعلقة الروح مما لا يستطيعه الإنسان.