فصل: فوائد لغوية وإعرابية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما: {وأعتدت لهن متكأ} قال: أعطتهن أترنجًا، وأعطت كل واحدة منهن سكينًا، فلما رأين يوسف أكبرنه وجعلن يقطعن أيديهن وهن يحسبن أنهن يقطعن الأترنج.
وأخرج مسدد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: المتكأ، الأترنج، وكان يقرؤها خفيفة.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {متكأ} قال: هو الأترنج.
وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من وجه ثالث، عن مجاهد رضي الله عنه قال: من قرأ: {متكأ} شدها، فهو الطعام. ومن قرأ {مَتَكًا} خففها فهو الأترنج.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن سلمة بن تمام أبي عبيد الله القسري رضي الله عنه قال: {متكًا} بكلام الحبش، يسمون الأترنج مَتَكًا.
وأخرج ابو الشيخ عن أبان بن تغلب رضي الله عنه أنه كان يقرؤها: {واعتدت لهن متكا} مخففة. قال: الأترنج.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {واعتدت لهن متكأ} قال: طعام وشراب وتكاء.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن الضحاك رضي الله عنه مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {متكأ} قال: كل شيء يقطع بالسكين.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن زيد رضي الله عنه قال: أعطتهن ترنجًا وعسلًا، فكن يحززن الترنج بالسكين، ويأكلن بالعسل، فلما قيل له اخرج عليهن، خرج. فلما رأينه أعظمنه وتهيمن به حتى جعلن يحززن أيديهن بالسكين وفيها الترنج ولا يعقلن، لا يحسبن إلا أنهن يحززن الأترنج، قد ذهبت عقولهن مما رأين وقلن: {حاشا لله ما هذا بشرًا} ما هكذا يكون البشر، ما هذا إلا ملك كريم.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق دريد بن مجاشع، عن بعض أشياخه قال: قالت للقيم: أدخله عليهن وألبسه ثيابًا بيضًا، فإن الجميل أحسن ما يكون في البياض.
فأدخله عليهن وهن يحززن ما في أيديهن، فلما رأينه حززن أيديهن وهن لا يشعرن من النظر إليه، فنظرن إليه مقبلًا، ثم أومأت إليه أن ارجع. فنظرن إليه مدبرًا وهن يحززن أيديهن بالسكاكين لا يشعرن بالوجع من نظرهن إليه، فلما خرج نظرن إلى أيديهن وجاء الوجع، فجعلن يولولن. وقالت لهن: أنتن من ساعة واحدة هكذا صنعتن، فكيف أصنع أنا؟!... {قلن حاشا لله ما هذا بشرًا إن هذا إلا ملك كريم}.
وأخرج أبو الشيخ من طريق عبد العزيز بن الوزير بن الكميت بن زيد بن الكميت الشاعر قال: حدثني أبي عن جدي قال: سمعت جدي الكميت يقول في قوله: {فلما رأينه أكبرنه} قال أمنين. وأنشد في ذلك:
لما رأته الخيل من رأس شاهق ** صهلن وأكبرن المنيّ المدفقا

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه عن جده ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فلما رأينه أكبرنه} قال: لما خرج عليهن يوسف حضن من الفرح، وقال الشاعر:
نأتي النساء لدى اطهارهن ولا ** نأتي النساء إذا أكبرن أكبارًا

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلما رأينه أكبرنه} قال: أعظمنه: {وقطعن أيديهن} قال: حزًّا بالسكين حتى ألقينها: {وقلن حاشا لله} قال: معاذ الله.
وأخرج ابن أبي داود في المصاحف والخطيب في تالي التلخيص، عن أسيد بن يزيد أن في مصحف عثمان: {وقلن حاش لله} ليس فيها ألف.
وأخرج ابن جرير، عن أبي الحويرث الحنفي أنه قرأها: {ما هذا بشرا} أي ما هذا بمشترى.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إن هذا إلا ملك كريم} قال: قلن ملك من الملائكة من حسنه.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن يزيد بن أساس رضي الله عنه قال: لما قررن وطابت أنفسهن، قالت لقيمها: آتهن ترنجًا وسكينًا. فأتاهن بهن، فجعلن يقطعن ويأكلن، فقالت: هل لكن في النظر إلى يوسف؟ قلن: ما شئت فأمرت قيمها فأدخله عليهن، فلما رأينه جعلن يقطعن أصابعهن مع الأترنج وهن لا يشعرن، فلا يجدن ألمًا مما رأين من حسنه، فلما ولى عنهن قالت: هذا الذي لمتنني فيه، فلقد رأيتكن تقطعن أيديكم وما تشعرن. قال: فنظرن إلى أيديهن فجعلن يصحن ويبكين. قالت: فكيف أصنع؟ فقلن: {حاشا لله ما هذا بشرًا إن هذا إلا ملك كريم} وما نرى عليك من لوم بعد الذي رأينا.
وأخرج أبو الشيخ عن منبه عن أبيه قال: مات من النسوة اللاتي قطعن أيديهن، تسع عشرة امرأة كمدًا.
وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعطي يوسف وأمه شطر الحسن». وأخرج ابن سعد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «أعطي يوسف وأمه ثلث الحسن».
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان وجه يوسف مثل البرق، وكانت المرأة إذا أتت لحاجة ستر وجهه مخافة أن تفتتن به.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أوتي يوسف عليه السلام وأمه ثلث حسن خلق الإنسان: في الوجه والبياض وغير ذلك.
وأخرج أبو الشيخ، عن إسحق بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان يوسف عليه الصلاة والسلام إذا سار في أزقة مصر، تلألأ وجهه على الجدران كما يتلألأ الماء والشمس على الجدران.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعطي يوسف وأمه ثلث حسن أهل الدنيا، وأعطي الناس الثلثين». وأخرج ابن عساكر، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قسم الله الحسن عشرة أجزاء، فجعل منها ثلاثة أجزاء في حواء، وثلاثة أجزاء في سارة، وثلاثة أجزاء في يوسف، وجزأ في سائر الخلق. وكانت سارة من أحسن نساء الأرض، وكانت من أشد النساء غيرة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ربيعة الجرشي رضي الله عنه قال: قسم الله الحسن نصفين، فجعل ليوسف وسارة النصف، وقسم النصف الآخر بين سائر الناس. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الحسن رضي الله عنه قال: قسم الحسن ثلاثة أقسام، فأعطي يوسف الثلث، وقسم الثلثان بين الناس، وكان أحسن الناس.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ، عن عكرمة رضي الله عنه قال: كان فضل حسن يوسف على الناس، كفضل القمر ليلة البدر على نجوم السماء.
وأخرج الحاكم عن كعب رضي الله عنه قال: قسم الله ليوسف عليه السلام من الجمال الثلثين، وقسم بين عباده الثلث، وكان يشبه آدم عليه السلام يوم خلقه الله تعالى، فلما عصى آدم عليه السلام نزع منه النور والبهاء والحسن، ووهب له الثلث من الجمال مع التوبة، فأعطى الله ليوسف عليه السلام ذلك الثلثين، وأعطاه تأويل الرؤيا. وإذا تبسم رأيت النور من ضواحكه. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ}
قوله تعالى: {وَقَالَ نِسْوَةٌ} النسوةُ فيها أقوالُ، المشهور أنها جمعُ تكسير للقلة على فِعْله كالصِّبْيَة والغِلْمَة. ونصَّ بعضُهم على عَدَمِ اطِّرادها وليس لها واحدٌ مِنْ لفظها. والثاني: أنها اسمٌ مفردٌ لجمع المرأة، قاله الزمخشري. والثالث: أنها اسمُ جمعٍ قاله أبو بكر بن السراج وكذلك أخواتها كالصِّيْبَة والفِتْية. وعلى كل قولٍ فتأنيثها غير حقيقي باعتبار الجماعة، ولذلك لم يلحق فعلَها تاءُ التأنيث، والمشهورُ كسرُ نونها، ويجوز ضمُّها في لغةٍ، ونقلها أبو البقاء قراءةً ولم أَحْفَظْه، وإذا ضُمَّتْ نونُه كان اسمَ جمع بلا خلاف، ويُكسَّر في الكثرة على نِسْوان، والنساء جمع كثرة أيضًا ولا واحدَ له من لفظه، كذا قال الشيخ، ومقتضى ذلك أن لا يكونَ النساءُ جمعًا لنسوة لقوله: لا واحد له من لفظه.
وفي المدينة يجوز تعلُّقه بمحذوفٍ صفةً لنسوة وهو الظاهر، وب {قال} وليس بظاهر.
قوله: {تُرَاوِدُ} خبر {امرأة العزيز}، وجيء بالمضارع تنبيهًا على أن المراوَدَةَ صارَتْ سَجِيَّةً لها ودَيْدَنًا، دون الماضي، فلم يَقُلن راوَدَتْ. ولام الفتى ياء لقولهم الفتيان وفُتَيّ، وعلى هذا فقولُهم الفتوَّة في المصدر شاذ.
قوله: {قَدْ شَغَفَهَا} هذه الجملةُ يجوز أن تكون خبرًا ثانيًا، وأن تكونَ مستأنفة، وأن تكونَ حالًا: إمَّا من فاعل {تُراوِدُ} وإمَّا مِنْ مفعوله. و{حبًّا} تمييزٌ، وهو منقولٌ من الفاعلية، والأصل: قد شَغَفها حبُّه. والعامَّة على {شَغَفها} بالغين المعجمة مفتوحةً بمعنى خَرَقَ شِغاف قلبها، وهو مأخوذ من الشَّغاف والشَّغاف: حجاب القلب جُليْدَة رقيقة. وقيل: سويداء القلب. وقيل: داءٌ يَصل إلى القلب من أجل الحب وقيل: جُلَيْدَةٌ رقيقة يقال لها لسان القلب ليسَتْ محيطةً به، ومعنى شَغَفَ قلبَه، أي: خرق حجابَه أو أصابه فأحرقه بحرارة الحبِّ، وهو مِنْ شَغَفَ البعيرَ بالهِناء إذا طَلاَه بالقَطِران فأحرقه. والمَشْغوف: مَنْ وصل الحبُّ لقلبه، قال الأعشى:
تَعْصِي الوُشاةَ وكان الحُبُّ آوِنَةً ** مِمَّا يُزَيِّنُ للمَشْغوف ما صنعا

وقال النابغة الذبياني:
وقد حالَ هَمٌّ دونَ ذلك والِجٌ ** مكانَ الشَّغافِ تَبْتَغيه الأصابعُ

وقرأ ثابت البناني بكسر الغين. قيل: وهي لغة تميم.
وقرأ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وعلي بن الحسين وابنه محمد وابنه جعفر والشعبي وقتادة بفتح العين المهملة، وروي عن ثابت البناني وأبي رجاء كَسْرُ المهملة أيضًا. واختلف الناس في ذلك فقيل: هو مِنْ شَعَفَ البعيرَ إذا هَنَأَ فأحرقه بالقَطِران، قاله الزمخشري، وأنشد:
......................... ** كما شَعَفَ المَهْنُؤْءَةَ الرجلُ الطالي

والناسُ إنما يَرْوونه بالمعجمة ويُفَسِّرونه بأنه أصاب حبي شَغَافَ قلبها أي أحرق حجابَه، وهي جُلَيْدَة رقيقة دونه، كما شَغَفَ، أي: كما أَحْرق وبالغ المهنوءة، أي: المَطْلِيَّة بالهِناء وهو القَطِران، ولا ينشدونه بالمهملة.
وقال أبو البقاء لمَّا حكى هذه القراءة: مِنْ قولك: فلان مَشْعوفٌ بكذا، أي: مغرى به، وعلى هذه الأقوال فمعناها متقارب. وفرَّق بعضُهم بينهما فقال ابن زيد: الشَّغَف يعني بالمعجمة في الحب، والشَّعَفُ في البغض. وقال الشعبي: الشَّغَف والمَشْغوف بالغين منقوطةً في الحُبِّ، والشَّعَفُ الجنون، والمَشْعوف: المجنون.
قوله: {مُتَّكَئًا} العامَّةُ على ضم الميم وتشديدِ التاءِ وفَتْحِ الكاف والهمز، وهو مفعولٌ به بأَعْتَدَتْ، أي: هَيَّأَتْ وأَحْضَرَتْ. والمتَّكأ الشيءُ الذي يُتَّكَأُ عليه من وسادةٍ ونحوها. وقيل: المتكأ: مكان الاتِّكاء. وقيل: طعام يُحَزُّ حَزًّا وهو قول مجاهد. قال القتبيُّ: يُقال: اتَّكَأْنا عند فلانٍ، أي: أَكَلْنا.
قال الزمخشري: مِنْ قولك: اتَّكَأْنا عند فلان: طَعِمنا، على سبيل الكناية؛ لأنه مِنْ دَعَوْتَه ليَطْعَمَ عندك: اتخذتَ له تُكَأَة يتكِئ عليها. قال جميل:
فَظَلِلْنا بنعمةٍ واتَّكَأْنا ** وشَرِبْنا الحَلالَ مِنْ قُلَلِهْ

انتهى. قلت: فقوله: وشَرِبْنا مُرَشِّح لمعنى اتَّكَأْنا بأكلنا.
وقرأ أبو جعفر والزهري {مُتَّكَا} مشدد التاء دون همزٍ وفيه وجهان، أحدهما: أن يكونَ أصلُه مُتَّكأ كقراءة العامَّة وإنما خُفِّفَ همزُه كقولهم تَوَضَّيْتُ في تَوَضَّأْتُ، فصار بزنة مُتَّقَى. والثاني: أن يكونَ مُفْتَعَلًا مِنْ أَوْكَيْتُ القِرْبة إذا شَدَدْتَ فاها بالوِكاء، فالمعنى: أَعْتَدَتْ شيئًا يَشْتَدِدْن عليه: إمَّا بالاتِّكاء وإمَّا بالقطع بالسكين، وهذا الثاني تخريج أبي الفتح.
وقرأ الحسن وابن هرمز {مُتَّكاءً} بالتشديد والمدِّ، وهي كقراءةِ العامَّة إلا أنه أشبع الفتحة فتولَّد منها ألفٌ كقوله:
......................... ** ومِنْ ذَمِّ الرجالِ بمنتزاحِ

وقوله:
يَنْباع مِنْ ذفرى غَضُوبٍ جَسْرَةٍ **.........................

وقوله:
أَعوذُ باللَّه مِنَ العَقْرابِ ** الشَّائِلاتِ عُقَدَ الأَذْنابِ

أي: بمنتزح ويَنْبَع والعقرب الشائلة.
وقرأ ابن عباس وابن عمر ومجاهد وقتادة والضحاك والجحدري وأبان بن تغلب {مُتْكًا} بضم الميم وسكون التاء وتنوين الكاف، وكذلك قرأ ابن هرمز وعبد اللَّه ومعاذ، إلا أنهما فتحا الميم. والمُتْكُ بالضم والفتح الأُتْرُجُّ، ويقال الأُتْرُنْجُ لغتان، وأنشدوا:
فَأَهْدَتْ مُتْكَةً لبني أبيها ** تَخُبُّ بها العَثَمْثَمَةُ الوَقاحُ

وقيل: بل هو اسم لجميع ما يُقطع بالسكين كالأُتْرُجِّ وغيره من الفواكه، ونشدوا:
نَشْرَبُ الإِثمَ بالصُّواعِ جِهارًا ** وترى المُتْكَ بيننا مُسْتعارا

قيل: وهو مِنْ مَتَك بمعنى بَتَك الشيءَ، أي: قطعه، فعلى هذا يحتمل أن تكونَ الميم بدلًا من الباء وهو بدل مُطَّرد في لغة قومٍ، واحتُمِل أن يكونَ من مادةٍ أخرى وافَقَتْ هذه. وقيل: بالضم العسلُ الخالص عند الخليل، والأُتْرُجُّ عند الأصمعي. ونقل أبو عمرو فيه اللغات الثلاث، أعني ضمَّ الميمِ وفتحَها وكسرَها قال: وهو الشرابُ الخالص.
وقال المفضل: هو بالضم المائدة، أو الخمر في لغة كِنْدة.
وقوله: {لَهُنَّ مُتَّكَئًا}: إمَّا أَنْ يريدَ كل واحدةٍ مُتَّكَأً، ويَدُلُّ له قوله: {وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا}، وإمَّا أن يريدَ الجنس.
والسِّكِّين يُذَكَّرُ ويؤنَّثُ، قاله الكسائي والفراء، وأنكر الأصمعي تأنيثه. والسَّكِينة فَعِيلة من السكون. وقال الراغب: سُمِّي به لإِزالتهِ حركةَ المذبوح.
قوله: {أَكْبَرْنَهُ} الظاهر أن الهاء ضمير يوسف. ومعنى أَكْبَرْنَه عَظَّمْنه ودُهِشْن مِنْ حُسْنه. وقيل: هي هاء السكت. قال الزمخشري: وقيل: أَكْبَرْنَ بمعنى حِضْنَ والهاء للسكت، يقال: أَكْبَرَتِ المرأةُ إذا حاضَتْ، وحقيقتُه: دَخَلَتْ في الكِبَر؛ لأنها بالحيض تخرُجُ مِنْ حَدِّ الصِّغَرِ إلى الكِبَرِ، وكأنَّ أبا الطيب أخذ من هذا التفسير قولَه:
خَفِ اللَّهَ واسْتُرْ ذا الجمالَ ببُرْقُعٍ ** فإنْ لُحْتَ حاضَتْ في الخُدورِ العواتِقُ