فصل: قال القرطبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القرطبي:

قوله تعالى: {قَالُواْ ادع لَنَا رَبَّكَ} هذا تعنيت منهم وقلّة طواعية؛ ولو امتثلوا الأمر وذبحوا أيّ بقرة كانت لحصل المقصود، لكنهم شدّدوا على أنفسهم فشدّد الله عليهم؛ قاله ابن عباس وأبو العالية وغيرهما.
ونحو ذلك روى الحسن البصريّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
ولغة بني عامر {ادع} وقد تقدم.
و{يُبَيِّنَ} مجزوم على جواب الأمر.
{مَا هِيَ} ابتداء وخبر.
وماهِيّة الشيء: حقيقته وذاته التي هو عليها.
قوله تعالى: {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذلك} في هذا دليل على جواز النسخ قبل وقت الفعل؛ لأنه لما أمر ببقرة اقتضى أيّ بقرة كانت، فلما زاد في الصفة نسخ الحكم الأوّل بغيره؛ كما لو قال: في ثلاثين من الإبل بنتُ مَخَاض، ثم نَسَخه بابنة لَبُون أو حِقة.
وكذلك ها هنا لما عيّن الصفة صار ذلك نسخًا للحكم المتقدّم.
والفارض: المُسِنّة.
وقد فَرَضَت تَفْرِض فروضًا؛ أي أسَنَّت.
ويقال للشيء القديم فارض؛ قال الراجز:
شَيّبَ أصداغِي فرأسِي أبيضُ ** مَحاملٌ فيها رجال فُرّضُ

يعني هَرْمَي؛ قال آخر:
لَعَمرُك قد أعطيتَ جارك فارضًا ** تُساق إليه ما تقوم على رِجْلِ

أي قديمًا؛ وقال آخر:
يا رُبّ ذي ضِغْن عليّ فارِض ** له قُروء كقُروء الحائِض

أي قديم.
و{لاَّ فَارِضٌ} رفع على الصفة لبقرة.
{وَلاَ بِكْرٌ} عطف.
وقيل: {لاَّ فَارِضٌ} خبر مبتدأ مضمر؛ أي لا هي فارض وكذا {لا ذلول}، وكذلك {لاَ تَسْقِي الْحَرْثَ} وكذلك {مُسَلَّمَةٌ} فاعلمه.
وقيل: الفارض التي قد ولدت بطونًا كثيرة فيتّسع جَوْفها لذلك؛ لأن معنى الفارض في اللغة الواسع؛ قاله بعض المتأخرين.
والبِكر: الصغيرة التي لم تحمل.
وحكى القُتَبِيّ أنها التي ولدت.
والبكر: الأوّل من الأولاد؛ قال:
يا بِكْرِ بِكْرَينِ ويا خِلْبَ الكَبِدْ ** أصبحتَ مِنّي كذراع مِن عَضُدْ

والبِكْرُ أيضًا في إناث البهائم وبني آدم: ما لم يَفْتَحِلْه الفحل؛ وهي مكسورة الباء.
وبفتحها الفَتِيّ من الإبل.
والعَوَان: النَّصَف التي قد ولدت بطنًا أو بطنين؛ وهي أقوى ما تكون من البقر وأحسنه، بخلاف الخيل؛ قال الشاعر يصف فرسًا:
كُمَيْت بَهِيم اللّوْنِ ليس بفارضٍ ** ولا بِعَوان ذاتِ لَوْن مُخَصّفِ

فرس أَخْصَف: إذا ارتفع البَلَق من بطنه إلى جنبه.
وقال مجاهد: العَوَان من البقر هي التي قد ولدت مَرّة بعد مَرّة.
وحكاه أهل اللغة.
ويقال: إن العَوَان النّخلةُ الطويلة؛ وهي فيما زعموا لغة يمانية.
وحَرْبٌ عَوَانٌ: إذا كان قبلها حَرْب بِكرٌ؛ قال زُهير:
إذا لَقِحتْ حربٌ عَوانٌ مُضِرّةٌ ** ضَروسٌ تُهِرّ الناسَ أنيابُها عُصْلُ

أي لا هي صغيرة ولا هي مُسِنّة؛ أي هو عَوان، وجمعها عُوْنٌ بضم العين وسكون الواو؛ وسُمع عُوُن بضم الواو كرُسُل. وقد تقدم.
وحكى الفَرّاء من العوان عَونَت تَعْوينًا. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ}.
جيء في مراجعتهم لنبيهم بالطريقة المألوفة في حكاية المحاورات، وهي طريقة حذف العاطف بين أفعال القول وقد بيناها لكم في قصة خلق آدم.
ومعنى {ادع لنا} يحتمل أن يراد منه الدعاء الذي هو طلب بخضوع وحرص على إجابة المطلوب فيكون في الكلام رغبتهم في حصول البيان لتحصيل المنفعة المرجوة من ذبح بقرة مستوفية للصفات المطلوبة في القرابين المختلفة المقاصد، بنوه على ما ألفوه من الأمم عبدة الأوثان من اشتراط صفات وشروط في القرابين المقربة تختلف باختلاف المقصود من الذبيحة، ويحتمل أنهم أرادوا مطلق السؤال فعبروا عنه بالدعاء لأنه طلب من الأدنى إلى الأعلى، ويحتمل أنهم أرادوا من الدعاء النداء الجهير بناء على وهمهم أن الله بعيد المكان، فسائله يجهر بصوته، وقد نهي المسلمون عن الجهر بالدعاء في صدر الإسلام.
واللام في قوله: {لنا} لام الأجل أي ادع عنا، وجزم {يبين} في جواب {ادع} لتنزيل المسبب منزلة السبب، أي إن تدعه يسمع فيبين وقد تقدم.
وقوله: {ما هي} حكى سؤالهم بما يُدل عليه بالسؤال بما في كلام العرب وهو السؤال عن الصفة لأن ما يسأل بها عن الصفة، كما يقول من يسمع الناس يذكرون حاتمًا أو الأحنف وقد علم أنهما رجلان ولم يعلم صفتيهما ما حاتم؟ أو ما الأحنف؟ فيقال: كريم أو حليم.
وليس ما موضوعة للسؤال عن الجنس كما توهمه بعض الواقفين على كلام (الكشاف) فتكلفوا لتوجيهه حيث إن جنس البقرة معلوم بأنهم نزلوا هاته البقرة المأمور بذبحها منزلة فرد من جنس غير معلوم لغرابة حكمة الأمر بذبحها وظنوا أن الموقع هنا للسؤال بأي أو كيف وهو وهم نبه عليه التفتازاني في (شرح الكشاف) واعتضد له بكلام (المفتاح) إذ جعل الجنس والصفة قسمين للسؤال بما.
والحق أن المقام هنا للسؤال بما لأن أيًّا إنما يسأل بها عن مميز الشيء عن أفراد من نوعه التبستْ به وعلامة ذلك ذكر المضاف إليه مع أي نحو: {أي الفريقين خير} [مريم: 73] وأي البقرتين أعجبتك وليس لنا هنا بقرات معينات يراد تمييز إحداها.
وقوله: {قال إنه يقول إنها بقرة} أكد مقول موسى ومقول الله تعالى بإن لمحاكاة ما اشتمل عليه كلام موسى من الاهتمام بحكاية قول الله تعالى فأكده بإن، وما اشتمل عليه مدلول كلام الله تعالى لموسى من تحقيق إرادته ذلك تنزيلًا لهم منزلة المنكرني لما بدا من تعنتهم وتنصلهم، ويجوز أن يكون التأكيد الذي في كلام موسى لتنزيلهم منزلة أن يكون الله قال لموسى ذلك جريًا على اتهامهم السابق في قولهم: {أتتخذنا هزؤًا} [البقرة: 67] جوابًا عن قوله: {إن الله يأمركم}.
ووقع قوله: {لا فارض ولا بكر} موقع الصفة لبقرة وأقحم فيه حرف لا لكون الصفة بنفي وصف ثم بنفي آخر على معنى إثبات وصف واسطة بين الوصفين المنفيين فلما جيء بحرف لا أجري الإعراب على ما بعده لأن لا غيرعاملة شيئًا فيعتبر ما قبل لا على عمله فيما بعدها سواء كان وصفًا كما هنا وقوله تعالى: {زيتونة لا شرقية ولا غربية} [النور: 35] وقول جويرية أو حويرثة بن بدر الرامي:
وقد أدركْتني والحوادثُ جمة ** أسنة قوم لا ضعاف ولا عُزْلِ

أو حالًا كقول الشاعر وهومن شواهد النحو:
قهرْتَ العِدَا لا مستعينًا بعُصبة ** ولكنْ بأنواع الخدائع والمكر

أو مضافًا كقول النابغة:
وشيمة لاوَان لا وَاهِن القُوى ** وجَدَ إذا خَاب المُفيدونَ صَاعِدِ

أو خبر مبتدأ كما وقع في حديث أم زرع قول الأولى: لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينتقل على رواية الرفع أي هو أي الزوج لا سهل ولا سمين.
وجمهور النحاة أن لا هذه يجب تكريرها في الخبر والنعت والحال أي بأن يكون الخبر ونحوه شيئين فأكثر فإن لم يكن كذلك لم يجز إدخال لا في الخبر ونحوه وجعلوا بيت جويرية أو حويرثة ضرورة وخالف فيه المبرد.
وليست لا في مثل هذا بعاملة عمل ليس ولا عمل إن، وذكر النحاة لهذا الاستعمال في أحد هذين البابين لمجرد المناسبة.
واعلم أن نفي وصفين بحرف لا قد يستعمل في إفادة إثبات وصف ثالث هو وسط بين حالي ذينك الوصفين مثل ما في هذه الآية بدليل قوله: {عوان بين ذلك} ومثل قوله تعالى: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء} [النساء: 143] وقد يستعمل في إرادة مجرد نفي ذينك الوصفين لأنهما مما يطلب في الغرض الواردين فيه ولا يقصد إثبات وصف آخر وسط بينهما وهو الغالب كقوله تعالى: {في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم} [الواقعة: 42 44].
والفارض المسنة لأنها فرضت سنها أي قطعتها، والفرض القطع ويقال للقديم فارض.
والبكر الفتية مشتقة من البكرة بالضم وهي أول النهار لأن البكر في أول السنوات عمرها والعوان هي المتوسطة السن.
وإنما اختيرت لهم العوان لأنها أنفس وأقوى ولذلك جعلت العوان مثلًا للشدة في قول النابغة:
ومن يتَربّص الحَدَثَانَ تنزل ** بمَولاه عوان غيرُ بِكر

أي مصيبة عوان أي عظيمة.
ووصفوا الحرب الشديدة فقالوا: حرب عوان.
وقوله: {بين ذلك} أي بين هذين السنين، فالإشارة للمذكور المتعدد.
ولهذا صحت إضافة بين لاسم الإشارة كما تضاف للضمير الدال على متعدد وإن كان كلمة واحدة في نحو بينها.
وإفراد اسم الإشارة على التأويل بالمذكور كما تقدم قريبًا عند قوله تعالى: {ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله} [البقرة: 61].
وجاء في جوابهم بهذا الإطناب دون أن يقول من أول الجواب إنها عوان تعريضًا بغباوتهم واحتياجهم إلى تكثير التوصيف حتى لا يترك لهم مجالًا لإعادة السؤال.
فإن قلت: هم سألوا عن صفة غيرمعينة فمن أين علم موسى أنهم سألوا عن السن؟ ومن أين علم من سؤالهم الآتي ب {ما هي} أيضًا أنهم سألوا عن تدربها على الخدمة؟
قلت: يحتمل أن يكون {ما هي} اختصارًا لسؤالهم المشتمل على البيان وهذا الاختصار من إبداع القرآن اكتفاء بما يدل عليه الجواب، ويحتمل أن يكون ما حكى في القرآن مرادف سؤالهم فيكون جواب موسى عليه السلام بذلك لعلمه بأن أول ما تتعلق به أغراض الناس في معرفة أحوال الدواب هو السن فهو أهم صفات الدابة ولما سألوه عن اللون ثم سألوا السؤال الثاني المبهم علم أنه لم يبق من الصفات التي تختلف فيها مقاصد الناس من الدواب غير حالة الكرامة أي عدم الخدمة لأن ذلك أمر ضعيف إذ قد تخدم الدابة النفيسة ثم يكرمها من يكتسبها بعد ذلك فتزول آثار الخدمة وشعثها. اهـ.

.قال الفخر:

قوله تعالى: {فافعلوا مَا تُؤْمَرونَ} فيه تأويلان:
الأول: فافعلوا ما تؤمرون به من قولك: أمرتك الخير.
والثاني: أن يكون المراد فافعلوا أمركم بمعنى مأموركم تسمية للمفعول بالمصدر كضرب الأمير.
واعلم أن المقصود الأصلي من هذا الجواب كون البقرة في أكمل أحوالها، وذلك لأن الصغيرة تكون ناقصة لأنها بعدما وصلت إلى حالة الكمال، والمسنة كأنها صارت ناقصة وتجاوزت عن حد الكمال، فأما المتوسطة فهي التي تكون في حالة الكمال. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {فافعلوا مَا تُؤْمَرونَ} تجديد للأمر وتأكيد وتنبيه على ترك التعنّت فما تركوه.
وهذا يدل على أن مقتضى الأمر الوجوب كما تقوله الفقهاء؛ وهو الصحيح على ما هو مذكور في أصول الفقه، وعلى أن الأمر على الفَوْر؛ وهو مذهب أكثر الفقهاء أيضًا.
ويدلّ على صحة ذلك أنه تعالى استقصرهم حين لم يبادروا إلى فعل ما أمِروا به فقال: {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ}.
وقيل: لا، بل على التراخي؛ لأنه لم يَعنِّفهم على التأخير والمراجعة في الخطاب.
قاله ابن خُوَيْزِ مَنْدَاد. اهـ.

.قال ابن عاشور:

وقوله: {فافعلوا ما تؤمرون} الفاء للفصيحة وموقعها هنا موقع قطع العذر مع الحث على الامتثال كما هي في قول عباس بن الأحنف:
قالوا خراسانُ أقْصَى ما يُراد بنا ** ثم القُفُولُ فقد جئْنا خُرَاسَانا

أي فقد حصل ما تعللتم به من طول السفر.
والمعنى فبادروا إلى ما أمرتم به وهو ذبح البقرة، وما موصولة والعائد محذوف بعد حذف جاره على طريقة التوسع لأنهم يقولون أمرتك الخير، فتوسلوا بحذف الجار إلى حذف الضمير.
وفي حث موسى إياهم على المبادرة بذبح البقرة بعدما كلفوا به من اختيارها عوانًا دليل على أنهم مأمورون بذبح بقرة مّا غير مراد منها صفة مقيدة لأنه لما أمرهم بالمبادرة بالذبح حينئذ علمنا وعلموا أن ما كلفوا به بعد ذلك من طلب أن تكون صفراء فاقعة وأن تكون سالمة من آثار الخدمة ليس مما أراده الله تعالى عند تكليفهم أول الأمر وهو الحق، إذ كيف تكون تلك الأوصاف مرادة مع أنها أوصاف طردية لا أثر لها في حكمة الأمر بالذبح لأنه سواء كان أمرًا بذبحها للصدقة أو للقربان أو للرش على النجس أو للقسامة فليس لشيء من هاته الصفات مناسبة للحكم، وبذلك يعلم أن أمرهم بهاته الصفات كلها هو تشريع طارئ قصد منه تأديبهم على سؤالهم فإن كان سؤالهم للمطل والتنصل فطلب تلك الصفات المشقة عليهم تأديب على سوء الخلق والتذرع للعصيان، وإن كان سؤالًا ناشئًا عن ظنهم أن الاهتمام بهاته البقرة يقتضي أن يراد منها صفات نادرة كما هو ظاهر قولهم بعد: {وإنا إن شاء الله لمهتدون} [البقرة: 70] فتكليفهم بهاته الصفات العسير وجودها مجتمعة تأديب علمي على سوء فهمهم في التشريع كما يؤدَّب طالب العلم إذا سأل سؤالًا لايليق برتبته في العلم.
وقد قال عمر لأبي عبيدة في واقعة الفرار من الطاعون لو غيرك قالها يا أبا عبيدة.
ومن ضروب التأديب الحمل على عمل شاق، وقد أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه عباسًا رضي الله عنه على الحرص حين حمل من خمس مال المغنم أكثر من حاجته فلم يستطع أن يقله فقال له: مر أحدًا رفعه لي فقال: لا آمر أحدًا فقال له: ارفعه أنت لي فقال: لا، حتى جعل العباس يحثو من المال ويرجعه لصبرته إلى أن استطاع أن يحمل ما بقي فذهب والنبيء صلى الله عليه وسلم يتبعه بصره تعجبًا من حرصه كما في (صحيح البخاري).
ومما يدل على أنه تكليف لقصد التأديب أن الآية سيقت مساق الذم لهم، وعدت القصة في عداد قصص مساويهم وسوءِ تلقيهم للشريعة بأصناف من التقصير عملًا وشكرًا وفهمًا بدليل قوله تعالى آخر الآيات: {وما كادوا يفعلون} [البقرة: 71] مع ما روي عن ابن عباس أنه قال: لو ذبحوا أي بقرة أجزأتهم ولكن شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم.
وبهذا تعلمون أن ليس في الآية دليل على تأخير البيان عن وقت الخطاب ولا على وقوع النسخ قبل التمكن لأن ما طرأ تكليف خاص للإعنات، على أن الزيادة على النص ليست بنسخ عند المحققين، وتسميتها بالنسخ اصطلاح القدماء. اهـ.