فصل: قال الخازن:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقيل: يهوذا قال: أنا أذهب بالقميص اليوم كما ذهبت به مُلَطَّخًا بالدّم؛ قاله ابن عباس.
وعن السدّي أنه قال لإخوته: قد علمتم أني ذهبت إليه بقميص التَّرْحة فدعوني أذهب إليه بقميص الفَرْحة.
وقال يحيى بن يمان عن سفيان: لما جاء البشير إلى يعقوب قال له: على أيّ دِينٍ تركت يوسف؟ قال: على الإسلام؛ قال: الآن تمت النعمة؛ وقال الحسن: لما ورد البشير على يعقوب لم يجد عنده شيئًا يُثِيبه به؛ فقال: والله ما أصبتُ عندنا شيئًا، وما خبزنا شيئًا منذ سبع ليال، ولكن هوّن الله عليك سكراتِ الموت.
قلت: وهذا الدعاء من أعظم ما يكون من الجوائز، وأفضل العطايا والذخائر.
ودلّت هذه الآية على جواز البذل والهِبات عند البشائر.
وفي الباب حديث كعب بن مالك الطويل وفيه: «فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشّرني نزعت ثوبيّ فكسوتهما إياه ببشارته» وذكر الحديث، وقد تقدّم بكماله في قصة الثلاثة الذين خُلِّفوا، وكسوة كعب ثوبيه للبشير مع كونه ليس له غيرهما دليل على جواز مثل ذلك إذا ارتجى حصول ما يستبشر به، وهو دليل على جواز إظهار الفرح بعد زوال الغمّ والتّرَح. ومن هذا الباب جواز حِذَاقة الصبيان، وإطعام الطعام فيها، وقد نحر عمر بعد (حفظه) سورة البقرة جَزُورًا. والله أعلم.
قوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إني أَعْلَمُ مِنَ الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ} ذَكَّرهم قوله: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى الله وَأَعْلَمُ مِنَ الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ}.
قوله تعالى: {قَالُواْ ياأبانا استغفر لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} في الكلام حذف، التقدير: فلما رجعوا من مصر قالوا يا أبانا؛ وهذا يدلّ على أن الذي قال له: {تَاللَّهِ إنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ} بنو بنيه أو غيرهم من قرابته وأهله لا ولده؛ فإنهم كانوا غُيّبًا، وكان يكون ذلك زيادة في العقوق.
والله أعلم.
وإنما سألوه المغفرة، لأنهم أدخلوا عليه من ألم الحزن ما لم يسقط المأثم عنه إلا بإحلاله.
قلت: وهذا الحكم ثابت فيمن آذى مسلمًا في نفسه أو ماله أو غير ذلك ظالمًا له؛ فإنه يجب عليه أن يَتَحَلَّل له ويخبره بالمَظْلِمة وقدرها؛ وهل ينفعه التّحليل المطلق أم لا؟ فيه خلاف، والصحيح أنه لا ينفع؛ فإنه لو أخبره بمظلِمة لها قَدْرٌ وبَالٌ ربما لم تَطب نفس المظلوم في التَّحلُّل منها.
والله أعلم.
وفي صحيح البخاريّ وغيره عن أبي هُريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت له مَظْلِمَة لأخيه من عِرْضه أو شيءٌ فلْيحلّله منه اليوم قبل ألا يكونَ دينارٌ ولا دِرْهمٌ إن كان له عمل صالح أُخِذ منه بقدر مَظلِمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فُحمِل عليه» قال المهلَّب فقوله صلى الله عليه وسلم: «أُخذ منه بقدر مَظْلِمته» يجب أن تكون المظلمة معلومة القدر مشارًا إليها مبيّنة، والله أعلم.
قوله تعالى: {قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ ربي} قال ابن عباس: أَخَّر دعاءه إلى السَّحَر. وقال المُثَنَّى بن الصَّبَّاح عن طاوس قال: سَحَر ليلة الجمعة، ووافق ذلك ليلة عاشوراء.
وفي دعاء الحِفِط من كتاب الترمذيّ عن ابن عباس أنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: بأبي أنت وأمِّي تَفَلَّتَ هذا القرآنُ من صدرِي، فما أجدني أقدر عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفلا أعلمك كلماتٍ يَنفعْكَ اللَّهُ بهنّ ويَنفعْ بهنّ من عَلَّمته ويُثبِّت ما تعلمتَ في صدرك قال: أجل يا رسول الله! فَعلَّمني؛ قال: إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخرِ فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب وقد قال أخي يعقوب لبنيه: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} يقول حتى تأتي ليلة الجمعة». وذكر الحديث.
وقال أيوب بن أبي تميمة السَّخْتِيَاني عن سعيد بن جُبير قال: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} في الليالي البيض، في الثالثة عشرة، والرابعة عشرة، والخامسة عشرة فإن الدعاء فيها مستجاب.
وعن عامر الشّعبي قال: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} أي أسأل يوسف إن عفا عنكم استغفرت لكم ربي؛ وذكر سُنَيد بن داود قال: حدّثنا هشيم قال حدّثنا عبد الرحمن بن إسحق عن محارب بن دِثَار عن عَمّه قال: كنت آتي المسجد في السَّحر فأمرُّ بدار ابن مسعود فأسمعه يقول: اللهم إنك أمرتني فأطعت، ودعوتني فأجبت، وهذا سَحَرٌ فاغفر لي، فلقيت ابن مسعود فقلت: كلمات أسمعك تقولهنّ في السحر؟ فقال: إن يعقوب أخر بنيه إلى السَّحَر بقوله: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي}. اهـ.

.قال الخازن:

{اذهبوا بقميصي هذا}
قال الضحاك كان هذا القميص من نسج الجنة، وقال مجاهد: أمره جبريل أن يرسل إليه قميصه وكان ذلك القميص قميص إبراهيم وذلك أنه لما جرد من ثيابه وألقي في النار عريانًا أتاه جبريل بقميص من حرير الجنة فألبسه إياه فكان ذلك القميص عند إبراهيم، فلما مات ورثه إسحاق فلما مات ورثه يعقوب فلما شب يوسف جعل يعقوب ذلك القميص في قصبة من فضة وسد رأسها وجعلها في عنق يوسف كالتعاويذ لما كان يخاف عليه من العين وكانت لا تفارقه فلما ألقي يوسف في البئر عريانًا أتاه جبريل وأخرج ذلك القميص وألبسه إياه فلما كان هذا الوقت جاءه جبريل فأمره أن يرسل هذا القميص إلى أبيه لأن فيه ريح الجنة فلا يقع على مبتلى ولا سقيم إلا عوفي في الوقت فدفع ذلك القميص يوسف إلى إخوته وقال اذهبوا بقميصي هذا: {فألقوه على وجه أبي يأت بصيرًا} قال المحققون: إن علم يوسف أن إلقاء ذلك القميص على وجه يعقوب يوجب رد البصر كان بوحي الله إليه ذلك ويمكن أن يقال إن يوسف لما علم أن أباه قد عمي من كثرة البكاء عليه وضيق الصدر بعث إليه قميصه ليجد ريحه فيزول بكاؤه وينشرح صدره ويفرح قلبه فعند ذلك يزول الضعف ويقوى البضر فهذا القدر تمكن معرفته من جهة العقل وقوله: {وأتوني بأهلكم أجمعين} قال الكلبي: كانوا نحوًا من سبعين إنسانًا وقال مسروق: كانوا ثلاثة وسبعين ما بين رجل وامرأة: {ولما فصلت العير} يعني خرجت من مصر وقيل من عريش مصر متوجهين إلى أرض كنعان: {قال أبوهم} يعني: قال يعقوب لولد ولده: {إني لأجد ريح يوسف} قيل: إن ريح الصبا استأذنت ربها في أن تأتي يعقوب بريح يوسف قبل أن يأتيه البشير، وقال مجاهد: أصابت يعقوب ريح يوسف من مسيرة ثلاث أيام، وقال ابن عباس: من مسيرة ثمان ليل وقال الحسن كان بينهما ثمانون فرسخًا، وقيل: هبت ريح فاحتملت ريح القميص إلى يعقوب فوجد يعقوب ريح الجنة فعلم أنه ليس في الأرض من ريح الجنة إلا ما كان من ذلك القميص فعلم بذلك أنه من ريح يوسف فلذلك قال: إني لأجد ريح يوسف: {لولا أن تفندون} أصل التفنيد من الفند وهو ضعف الرأي وقال ابن الأنباري أفند الرجل إذا خرف وفند إذا جهل ونسب ذلك إليه وقال الأصمعي: إذا كثر كلام الرجل من خرف فهو الفنيد والفند يكون المعنى لولا أن تفندوني أي تنسبوني إلى الخرف وقيل تسفهوني وقيل: تلوموني وقيل تجلهوني وهو قول ابن عباس:، وقال الضحاك تهرموني فتقولون شيخ كبير قد خرف وذهب عقله: {قالوا} يعني أولاد أولاد يعقوب وأهله الذين عنده لأن أولاده لصلبه كانوا غائبين عنه: {تالله إنك لفي ضلالك القديم} يعني من ذكر يوسف ولا تنساه لأنه كان عندهم ان يوسف قد مات وهلك ويرون أن يعقوب قد لهج بذكره فلذلك قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم من ذكره والضلال الذهاب عن طريق الصواب.
{فلما أن جاء البشير}
وهو المبشر بخبر يوسف، قال ابن مسعود: جاء البشير بين يدي العير قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنهما هو يهوذا، قال السدي: قال يهوذا أنا ذهبت بالقميص ملطخًا بالدم إلى يعقوب وأخبرته أن يوسف أكله الذئب فأنا أذهب اليوم بالقميص وأخبره أنه حي فأفرحه كما أحزنته.
قال ابن عباس: حمله يهوذا وخرج به حافيًا حاسرًا يعدو ومعه سبعة أرغفة فلم يستوف أكلها حتى أتى أباه وكانت المسافة ثمانين فرسخًا: {ألقاه على وجهه} يعني فألقى البشير قميص يوسف على وجه يعقوب: {فارتد بصيرًا} يعني فرجع بصيرًا بعد ما كان قد عمي وعادت إليه قوته بعد الضعف وسروره بعد الحزن: {قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون} يعني من حياة يوسف وأن الله يجمع بيننا، وروي أن يعقوب قال للبشير كيف تركت يوسف قال تركته ملك مصر قال يعقوب ما أصنع بالملك على أي دين تركته؟ قال على دين الإسلام قال الآن تمت النعمة.
قوله تعالى: {قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا} يعني قال أولاد يعقوب حين وصلوا إليه وأخذوا يعتذرون إليه مما صنعوا به وبيوسف استغفر لنا أي اطلب لنا غفر ذنوبنا من الله: {إنا كنا خاطئين} يعني في صنيعنا: {قال سوف أستغفر لكم ربي} قال أكثر المفسرين: إن يعقوب أخر الدعاء والاستغفار لهم إلى وقت السحر لأنه أشرف الأوقات وهو الوقت الذي يقول الله فيه هل من داع فأستجب له فلما انتهى يعقوب إلى وقت السحر قام إلى الصلاة متوجهًا إلى الله تعالى فلما فرغ رفع يديه إلى الله تعالى وقال اللهم اغفر لي جزعي على يوسف وقلة صبري عنه واغفر لأولادي ما أتوا إلى أخيهم يوسف فأوحى الله إليه أني قد غفرت لك ولهم أجمعين قال عكرمة عن ابن عباس: إنه أخر الاستغفار لهم إلى ليلة الجمعة لأنها أشرف الأوقات قال وهب كان يستغفر لهم كل ليلة جمعة نيفًا وعشرين سنة وقال طاوس أخر الاستغفار إلى وقت السحر من ليلة الجمعة فوافق ذلك ليلة عاشوراء وقال الشعبي سوف أستغفر لكم ربي قال حتى أسأل يوسف فإن كان قد عفا عنكم أستغفر لكم ربي: {إنه هو الغفور} يعني لذوب عباده: {الرحيم} بجميع خلقه قال عطاء الخراساني طلب الحوائج إلى الشباب أسهل منه إلى الشيوخ ألا ترى إلى قول يوسف لإخوته لا تثريب عليكم الآية وقول يعقوب سوف أستغفر لكم ربي، قال أصحاب الأخبار إن يوسف بعث مع إخوته إلى أبيه مائتي راحلة وجهازًا كثيرًا ليأتوه بيعقوب وجميع أهله إلى مصر فلما أتوه تجهز يعقوب للخروج إلى مصر فجمع أهله وهم يومئذ اثنان وسبعون ما بين رجل وامرأة وقال مسروق كانوا ثلاثة وسبعين فلما دنا يعقوب من مصر كلم يوسف الملك الأكبر يعني ملك مصر وعرفه بمجيء أبيه وأهله فخرج يوسف ومعه الملك في أربعة آلاف من الجند وركب أهل مصر معهم يتلقون يعقوب وكان يعقوب يمشي وهو يتوكأ على يد ابنه يهوذا فلما نظر إلى الخيل والناس قال ياهوذا هذا فرعون مصر قال لا بل هذا ابنك يوسف فلما دنا كل واحد من صاحبه أراد يوسف أن يبدأ يعقوب بالسلام فقال له جبريل لا حتى يبدأ يعقوب بالسلام فقال يعقوب السلام عليك يا مذهب الأحزان، وقيل: إنهما نزلا وتعانقا وفعلا كما يفعل الوالد بولده والولد بوالده وبكيا، وقيل: إن يوسف قال لأبيه يا أبت بكيت حتى ذهب بصرك ألم تعلم أن القيامة تجمعنا قال بلى ولكن خشيت أن يسلب دينك فيحال بيني وبينك. اهـ.

.قال أبو حيان:

{اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا}
والباء في بقميصي الظاهر أنها للحال أي: مصحوبين أو ملتبسين به.
وقيل: للتعدية أي: اذهبوا بقميصي، أي احملوا قميصي.
قيل: هو القميص الذي توارثه يوسف وكان في عنقه، وكان من الجنة، أمره جبريل عليه السلام أنْ يرسله إليه فإن فيه ريح الجنة، لا يقع على مبتلى ولا سقيم إلا عوفي.
وقيل: كان لابراهيم كساه الله إياه من الجنة حين خرج من النار، ثم لإسحاق، ثم ليعقوب، ثم ليوسف.
وقيل: هو القميص الذي قدّ من دبر، أرسله ليعلم يعقوب أنه عصم من الفاحشة.
والظاهر أنه قميص من ملبوس يوسف بمنزلة قميص كل واحد، قال ذلك: ابن عطية.
وهكذا تتبين الغرابة في أنْ وجد يعقوب ريحه من بعد، ولو كان من قمص الجنة ما كان في ذلك غرابة ولوجده كل أحد.
وقوله: فألقوه على وجه أبي يأت بصيرًا، يدل على أنه علم أنه عمى من الحزن، إما بإعلامهم، وإما بوحي.
وقوله: يأت بصيرًا، يظهر أنه بوحي.
وأهلوه الذين أمر بأن يؤتي بهم سبعون، أو ثمانون، أو ثلاثة وتسعون، أو ستة وتسعون، أقوال أولها للكلبي وثالثها المسروق.
وفي واحد من هذا العدد حلوا بمصر ونموا حتى خرج من ذريتهم مع موسى عليه السلام ستمائة ألف.
ومعنى: يأت، يأتيني، وانتصب بصيرًا على الحال.
{وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ}
الفند: الفساد، قال:
ألا سليمان إذ قال الإله له ** قم في البرية فاحددها عن الفند

وفندت الرجل أفسدت رأيه ورددته قال:
يا عاذليّ دعا لومي وتفيدي ** فليس ما قلت من أمر بمردود

وأفند الدهر فلانًا أفسده.
قال ابن مقبل:
دع الدهر يفعل ما أراد فإنه ** إذا كلف الإفناد بالناس أفندا

القديم: الذي مرت عليه أعصار، وهو أمر نسبي.
البدو البادية وهي خلاف الحاضرة.
{ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرًا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون قالوا يأبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم}: فصل من البلد يفصل فصولًا انفصل منه وجاوز حيطانه، وهو لازم.
وفصل الشيء فصلًا فرق، وهو متعد.
ومعنى فصلت العير: انفصلت من عريش مصر قاصدة مكان يعقوب، وكان قريبًا من بيت المقدس.
وقيل: بالجزيرة، وبيت المقدس هو الصحيح، لأنّ آثارهم وقبورهم هناك إلى الآن.
وقرأ ابن عباس: {ولما انفصل العير} قال ابن عباس: وجد ريحه من مسيرة ثمانية أيام، هاجت ريح فحملت عرفه.
وقال الحسن وابن جريج: من ثمانين فرسخًا، وكان مدة فراقه منه سبعًا وسبعين سنة.
وعن الحسن أيضًا: وجده من مسيرة ثلاثين يومًا، وعنه: مسيرة عشر ليال.
وعن أبي أيوب المهروي: أن الريح استأذنت في إيصال عرف يوسف إلى يعقوب، فأذن لها في ذلك.
وقال مجاهد: صفقت الريح القميص فراحت روائح الجنة في الدنيا، واتصلت بيعقوب فوجد ريح الجنة، فعلم أنه ليس في الدنيا من ريح الجنة إلا ما كان من ذلك القميص.
ومعنى لأجد: لأشم فهو وجود حاسة الشم.
وقال الشاعر:
وإني لأستشفي بكل غمامة ** يهب بها من نحو أرضك ريح

ومعنى تفندون قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة: تسفهون.