فصل: قال ابن كثير:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن كثير:

وقد أنزل الله عز وجل في شأنه وما كان من أمره سورة من القرآن العظيم ليتدبر ما فيها من الحكم والمواعظ والآداب والأمر الحكيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الر تلك آيات الكتاب المبين إنا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين قد تكلمنا على الحروف المقطعة في أول تفسير سورة البقرة فمن أراد تحقيقه فلينظر ثم وتكلمنا على هذه لسورة مستقصى في موضعها من التفسير ونحن نذكر هاهنا نبذا مما هناك على وجه الإيجاز والنجاز.
وجملة القول في هذا المقام أنه تعالى يمدح كتابه العظيم الذي أنزله على عبده ورسوله الكريم بلسان عرب فصيح بين واضح جلي يفهمه كل عاقل ذكي زكي فهو أشرف كتاب نزل من السماء انزله أشرف الملائكة على أشرف الخلق في أشرف زمان ومكان بأفصح لغة وأظهر بيان فإن كان السياق في الأخبار الماضية أو الآتية ذكر احسنها وأبينها وأظهر الحق مما اختلف الناس فيه ودمغ الباطل وزيفه ورده وإن كان في الأوامر والنواهي فأعدل الشرائع وأوضح المناهج وأبين حكما وأعدل حكما فهو كما قال تعالى وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا يعني صدقا في الأخبار عدلا في الأوامر والنواهي ولهذا قال تعالى نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين أي بالنسبة إلى ما أوحي إليك فيه كما قال تعالى وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور وقال تعالى كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا يعني من اعرض عن هذا القرآن واتبع غيره من الكتب فإنه يناله هذا الوعيد كما قال في الحديث المروي في المسند والترمذي عن أمير المؤمنين على مرفوعا وموقوفا من ابتغى الهدى في غيره أضله الله وقال الإمام أحمد حدثنا سريج بن النعمان حدثنا هشام أنبأنا خالد عن الشعبي عن جابر أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض اهل الكتاب فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم قال فغضب وقال أتتهوكون فيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبرونكم بحق فتكذبونه أو بباطل فتصدقونه والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني إسناد صحيح ورواه أحمد من وجه آخر عن عمرو فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم إنكم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين»
قد أوردت طرق هذا الحديث وألفاظه في أول سورة يوسف وفي بعضها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال في خطبته: «أيها الناس إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه واختصر لي اختصارا ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تتهوكوا ولا يغرنكم المنهوكون» ثم أمر بتلك الصحيفة فمحيت حرفا حرفا.
{إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحق إن ربك عليم حكيم} قد قدمنا أن يعقوب كان له من البنين اثنا عشر ولدا ذكرا وسميناهم وإليهم تنسب أسباط بني إسرائيل كلهم وكان أشرفهم وأجلهم وأعظمهم يوسف عليه السلام وقد ذهب طائفة من العلماء إلى أنه لم يكن فيهم نبي غيره وباقي إخوته لم يوح إليهم وظاهر ما ذكر من فعالهم ومقالهم في هذه القصة يدل على هذا القول ومن استدل على نبوتهم بقوله: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط} وزعم أن هؤلاء هم الأسباط فليس استدلاله بقوي لأن المراد بالأسباط شعوب بني إسرائيل وما كان يوجد فيهم من الأنبياء الذين ينزل عليهم الوحي من السماء والله أعلم.
ومما يؤيد أن يوسف عليه السلام هو المختص من بين إخوته بالرسالة والنبوة أنه نص على واحد من إخوته سواه فدل على ما ذكرناه ويستأنس لهذا بما قال الإمام أحمد حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد الرحمن عن عبد الله بن دينار عن أبيه عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الكريم بن الكريم ابن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم».
انفرد به البخاري فرواه عن عبد الله بن محمد وعبدة عن عبد الصمد بن عبد الوارث به وقد ذكرنا طرقه في قصة إبراهيم بما أغنى عن إعادته هاهنا ولله الحمد والمنة.
قال المفسرون وغيرهم رأى يوسف عليه السلام وهو صغير قبل أن يحتلم كأن أحد عشر كوكبا وهم إشارة إلى بقية أخوته والشمس والقمر هما عبارة عن ابويه قد سجدوا له فهاله ذلك فلما استيقظ قصها على أبيه فعرف أبوه أنه سينال منزلة عالية ورفعة عظيمة في الدنيا والآخرة بحيث يخضع له أبواه وأخوته فيها فأمره بكتمانها وأن لا يقصها على إخوته كيلا يحسدوه ويبغوا له الغوائل ويكيدوه بأنواع الحيل والمكر وهذا يدل على ما ذكرناه ولهذا جاء في بعض الآثار استعينوا على قضاء حوائجكم بكتمانها فإن كل ذي نعمة محسود وعند أهل الكتاب انه قصها على أبيه وأخوته معا وهو غلط منهم.
{وكذلك يجتبيك ربك} أي وكما أراك هذه الرؤيا العظيمة فإذا كتمتها يجتبيك ربك أي يخصك بأنواع اللطف والرحمة {ويعلمك من تأويل الأحاديث} أي يفهمك من معاني الكلام وتعبير المنام ما لا يفهمه غيرك ويتم نعمته عليك أي بالوحي إليك وعلى آل يعقوب أي بسببك ويحصل لهم بك خير الدنيا والآخرة {كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق} أي ينعم عليك ويحسن إليك بالنبوة كما أعطاها أباك يعقوب وجدك إسحاق ووالد جدك إبراهيم الخليل {إن ربك عليم حكيم} كما قال تعالى: {الله أعلم حيث يجعل رسالته} لهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل أي الناس اكرم قال: «يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله».
وقد روى ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيريهما وأبو يعلى والبزار في مسنديهما من حديث الحكم بن ظهير وقد ضعفه الأئمة عن السدي عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود يقال له بستانة اليهودي فقال يا محمد أخبرني عن الكواكب التي رآها يوسف أنها ساجدة له ما أسماؤها قال فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجبه بشيء ونزل جبريل عليه السلام بأسمائها قال فبعث إليه رسول الله فقال: «هل أنت مؤمن إن أخبرتك بأسمائها؟» قال: نعم. فقال: «هي جريان والطارق والديال وذو الكتفان وقابس ووثاب وعمردان والفيلق والمصبح والضروح وذو الفرع والضياء والنور». فقال اليهودي: إي والله إنها لأسماؤها.
وعند أبي يعلى فلما قصها على أبيه قال هذا أمر مشتت يجمعه الله والشمس أبوه والقمر أمه {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين}.
ينبه تعالى على ما في هذه القصة من الآيات والحكم والدلالات والمواعظ والبينات ثم ذكر حسد إخوة يوسف له على محبة أبيه له ولأخيه يعنون شقيقه لامه بنيامين أكثر منهم وهم عصبة أي جماعة يقولون فكنا نحن أحق بالمحبة من هذين {إن أبانا لفي ضلال مبين} أي بتقديمه حبهما علينا ثم اشتوروا فيما بينهم في قتل يوسف أو إبعاده إلى أرض لا يرجع منها ليخلو لهم وجه أبيه أي لتتمحض محبته لهم وتتوفر عليهم وأضمروا التوبة بعد ذلك فلما تمالؤا على ذلك وتوافقوا عليه {قال قائل منهم} قال مجاهد هو شمعون وقال السدي هو يهودا وقال قتادة ومحمد بن إسحاق هو أكبرهم روبيل {لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة} أي المارة من المسافرين {إن كنتم فاعلين} ما تقولون لا محالة فليكن هذا الذي أقول لكم فهو أقرب حالا من قتله أو نفيه وتغريبه فاجمعوا رأيهم على هذا فعند ذلك {قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون} طلبوا من أبيهم أن يرسل معهم أخاهم يوسف وأظهروا له أنهم يريدون أن يرعى معهم وأن يلعب وينبسط وقد أضمروا له ما الله به عليم فأجابهم الشيخ عليه من الله أفضل الصلاة والتسليم يا بني يشق علي ان افارقه ساعة من النهار ومع هذا اخشى أن تشتغلوا في لعبكم وما أنتم فيه فيأتي الذئب فيأكله ولا يقدر على دفعه عنه لصغره وغفلتكم عنه {قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون} أي لئن عدا عليه الذئب فأكله من بيننا أو اشتغلنا عنه حتى وقع هذا ونحن جماعة {إنا إذا لخاسرون} أي عاجزون هالكون.
وعند اهل الكتاب أنه ارسله وراءهم يتبعهم فضل عن الطريق حتى أرشده رجل إليهم وهذا أيضا من غلطهم وخطئهم في التعريب فإن يعقوب عليه السلام كان أحرص عليه من أن يبعثه معهم فكيف يبعثه وحده.
{فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب وأوحينا إليه لننبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون وجاؤا اباهم عشاء يبكون قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بؤمن لنا ولو كنا صادقين وجاؤا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون} لم يزالوا بأبيهم حتى بعثه معهم فما كان إلا أن غابوا عنه عينيه فجعلوا يشتمونه ويهينونه بالفعال والمقال وأجمعوا على القائه في غيابت الجب أي في قعره على راعوفته وهي الصخرة التي تكون في وسطه يقف عليها المائح وهو الذي ينزل ليملي الدلاء إذا قل الماء والذي يرفعها بالحبل يسمى الماتح فلما ألقوه فيه أوحى الله إليه أنه لابد لك من فرج ومخرج من هذه الشدة التي أنت فيها ولتخبرن أخوتك بصنيعهم هذا في حال أنت فيها عزيز وهم محتاجون إليك خائفون منك وهم لا يشعرون.
قال مجاهد وقتادة {وهم لا يشعرون} بإيحاء الله إليه ذلك وعن ابن عباس {وهم لا يشعرون} أي لتخبرنهم بأمرهم هذا في حال لا يعرفونك فيها رواه ابن جرير عنه فلما وضعوه فيه ورجعوا عنه أخذوا قميصه فلطخوه بشيء من دم ورجعوا إلى أبيهم عشاء وهم يبكون أي على أخيهم ولهذا قال بعض السلف لا يعرنك بكاء المتظلم فرب ظالم وهو باك وذكر بكاء إخوة يوسف وقد جاءوا أباهم عشاء يبكون أي في ظلمة الليل ليكون أمشى لغدرهم لا لعذرهم {قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا} أي ثيابنا {فأكله الذئب} أي في غيبتنا عنه في استباقنا وقولهم: {وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين} أي وما أنت بمصدق لنا في الذي أخبرناك من أكل الذئب له ولو كنا غير متهمين عندك فكيف وأنت تتهمنا في هذا فإنك خشيت أن يأكله الذئب وضمنا لك أن لا يأكله لكثرتنا حوله فصرنا غير مصدقين عندك فمعذور أنت في عدم تصديقك لنا والحالة هذه {وجاؤا على قميصه بدم كذب} أي مكذوب مفتعل لأنهم عمدوا إلى سخلة ذبحوها فأخذوا من دمها فوضعوه على قميصه ليوهموا أنه أكله الذئب قالوا ونسوا أن يخرقوه وآفة الكذب النسيان ولما ظهرت عليهم علائم الريبة لم يرج صنيعهم على أبيهم فإنه كان يفهم عداوتهم له وحسدهم اياه على محبته له من بينهم أكثر منهم لما كان يتوسم فيه من الجلالة والمهابة التي كانت عليه في صغره لما يريد الله أن يخصه به من نبوته ولما راودوه عن أخذه فبمجرد ما أخذوه أعدموه وغيبوه عن عينيه جاؤا وهم يتباكون وعلى ما تمالؤا عليه يتواطؤن ولهذا قال: {بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}.
وعند أهل الكتاب أن روبيل أشار بوضعه في الجب ليأخذه من حيث لا يشعرون ويرده إلى أبيه فغافلوه وباعوه لتلك القافلة فلما جاء روبيل من آخر النار ليخرج يوسف لم يجده فصاح وشق ثيابه وعمد أولئك إلى جدي فذبحوه ولطخوا من دمه جبة يوسف فلما علم يعقوب شق ثيابه ولبس مئزرا أسود وحزن على إبنه أياما كثيرة وهذه الركاكة جاءت من خطئهم في التعبير والتصوير {وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين} يخبر تعالى عن قصة يوسف حين وضع في الجب أنه جلس ينتظر فرج الله ولطفه به فجاءت سيارة أي مسافرون.
قال أهل الكتاب كانت بضاعتهم من الفستق والصنوبر والبطم قاصدين ديار مصر من الشام فأرسلوا بعضهم ليستقوا من ذلك البئر فلما أدلى أحدهم دلوه تعلق فيه يوسف فلما رآه ذلك الرجل قال {يا بشرى} أي يا بشارتي {هذا غلام وأسروه بضاعة} أي أوهموا أنه معهم غلام من جملة متجرهم {والله عليم بما يعملون} أي هو عالم بما تمالأ عليه أخوته وبما يسره واجدوه من أنه بضاعة لهم ومع هذا لا يغيره تعالى لما له في ذلك من الحكمة العظيمة والقدر السابق والرحمة بأهل مصر بما يجري الله على يدي هذا الغلام الذي يدخلها في صورة أسير رقيق ثم بعد هذا يملكه أزمة الأمور وينفعهم الله به في دنياهم وأخراهم بما لا يحد ولا يوصف ولما استشعر إخوة يوسف بأخذ السيارة له لحقوهم وقالوا هذا غلامنا أبق منا فاشتروه منهم بثمن بخس أي قليل نزر وقيل هو الزيف دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين قال ابن مسعود وابن عباس ونوف البكالي والسدي وقتادة وعطية العوفي باعوه بعشرين درهما اقتسموها درهمين درهمين وقال مجاهد اثنان وعشرون درهما وقال عكرمة ومحمد بن إسحاق أربعون درهما فالله أعلم {وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه} أي أحسني إليه {عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا} وهذا من لطف الله به ورحمته وإحسانه إليه بما يريد أن يؤهله له ويعطيه من خيري الدنيا والآخرة قالوا وكان الذي اشتراه من أهل مصر عزيزها وهو الوزير بها الذي الخزائن مسلمة إليه قال ابن إسحاق واسمه اطفير بن روحيب قال وكان ملك مصر يومئذ الريان بن الوليد رجل من العماليق قال واسم امرأة العزيز راعيل بنت رعاييل وقال غيره كان اسمها زليخا والظاهر أنه لقبها وقيل فكا بنت ينوس رواه الثعلبي عن أبي هشام الرفاعي وقال محمد بن إسحاق عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس كان اسم الذي باعه بمصر يعني الذي جلبه إليها مالك بن ذعر بن نويب بن عفقا بن مديان بن إبراهيم فالله أعلم.