فصل: تفسير الآيات (105- 107):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.تفسير الآيات (105- 107):

قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106) أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما كان القرآن العظيم أعظم الآيات بما أنبأ فيه عن الإخبار الماضية والكوائن الآتية على ما هي عليه مضمنة من الحكم والأحكام، في أساليب البلاغة التي لا ترام، وغير ذلك ما لا يحصر بنظام، كما أشار إليه أول السورة، كان ربما قيل: إن هذا ربما لا يعلمه إلا الراسخون في العلوم الإلهية، عطف عليه الإشارة إلى أن له تعالى غيره من الآيات إلتي لا تحتاج لوضوحها إلى أكثر من العقل ما لا يحيط به الحصر، ومع ذلك فلم ينتفعوا به، فقال: {وكأين من آية} أي علامة كبيرة دالة على وحدانيته: {في السماوات} أي كالنيرين وسائر الكواكب والسحاب وغير ذلك: {والأرض} من الجبال والشجر والدواب وغير ذلك مما لا يحصيه العد- كما سيأتي بيانه في سورة الرعد مفصلًا: {يمرون عليها} مشاهدة بالحس ظاهرة غير خفية: {وهم عنها} أي خاصة لا عن ملاذهم وشهواتهم بها: {معرضون} أي عن دلالتها على السعادة من الوحدانية وما يتبعها.
ولما كان ربما قيل: كيف يوصفون بالإعراض وهم يعتقدون أن الله فاعل تلك الآيات، بين أن إشراكهم مسقط لذلك، فقال: {ما يؤمن أكثرهم} أي الناس: {بالله} أي الذي لا شيء إلا وهو داع إلى الإيمان به، لأنه المختص بصفات الكمال: {إلا وهم مشركون} به مَن لا يقدر على شيء فضلًا عن أن يأتي بآية، كانوا يقرون بأن الله خالقهم ورازقهم ويعبدون غيره، وكذا المنافقون يظهرون الإيمان ويبطنون الكفران، وكذا أهل الكتابين يؤمنون بكتابهم ويقلدون علماءهم في الكفر بغيره، فعلم أن إذعانهم بهذا الإيمان غير تابع لدليل، وهو محض تقليد لمن زين له سوء علمه فرآه حسنًا، لما سبق فيه من علم الله أنه لا صلاحية له فأفسده بما شابهه به من الشرك، والآية صالحة لإرادة الشرك الخفي الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل» وهو شرك الأسباب التي قدر الله وصول ما يصل إلى العبد بواسطتها، فقل من يتخطى من الأسباب إلى مسببها! قال الرازي في اللوامع: وقال الإمام محمد بن علي الترمذي: إنما هو شك وشرك فالشك ضيق الصدر عند النوائب، ومنه ثوب مشكوك، والشرك بنور التوحيد، فعند هذا يتولاه الله تعالى، وقال الواسطي: إلا وهم مشركون: في ملاحظة الخواطر والحركات.
ولما أخبر الله تعالى عن ارتباكهم في أشراك إشراكهم، وأنهم يتعامون عن الأدلة في الدنيا، وكان الأكثر المبهم القطع بعدم إيمانهم من توجيه الأمر والنهي والحث والزجر إلى الجميع وهم في غمارهم، وكان بعض الناس كالحمار لا ينقاد إلا بالعذاب، قال سبحانه وتعالى: {أفأمنوا} إنكارًا فيه معنى التوبيخ والتهديد: {أن تأتيهم غاشية} أي شيء يغطيهم ويبرك عليهم ويحيط بهم: {من عذاب الله} أي الذي له الأمر كله في الدنيا كما أتى من ذكرنا قصصهم من الأمم.
ولما كان العاقل ينبغي له الحذر من كل ممكن وإن كان لا يقربه، قال تعالى: {أو تأتيهم الساعة} وأشار إلى أشد ما يكون من ذلك على القلوب بقوله: {بغتة} أي وهم عنها في غاية الغفلة بعدم توقعها أصلًا؛ قال الرماني: قال يزيد بن مقسم الثقفي:
ولكنهم بانوا ولم أدر بغتة ** وأفظع شيء حين يفجؤك البغت

ولما كان هذا المعنى مهولًا، أكده الله بقوله: {وهم لا يشعرون} أي نوعًا من الشعور ولو أنه كالشعرة، إعلامًا بشدة جهلهم في أن حالهم حال من هو في غاية الأمن مما أقل أحواله أنه ممكن، لأن الشعور إدراك الشيء بما يلطف كدقة الشعر، وإنما قلت: إنه تأكيد، لأنه معنى البغتة؛ قال الإمام أبو بكر الزبيدي في مختصر العين: البغتة: المفاجأة، وقال الإمام أبو عبد الله القزاز في ديوانه: فاجأت الرجل مفاجأة- إذا جئته على غفلة مغافصة، ثم قال: وفاجأته مفاجأة- إذا لقيته ولم يشعر بك، وفي ترتيب المحكم: فجئه الأمر وفجأه وفاجأه مفاجأة: هجم عليه من غير أن يشعر به، ويلزم ذلك الإسراع وهو مدار هذه المادة، لأنه يلزم أيضًا التغب- بتقديم المثناة محركًا وهو الهلاك، لأنه أقرب شيء إلى الإنسان إذ هو الأصل في حال الحدث، والسلامة فيه هي العجب، والتغب أيضًا: الوسخ والدرن، وتغب- بكسر الغين: صار فيه عيب، ويقال للقحط: تغبة- بالتحريك، والتغب- ساكنًا: القبيح والريبة، وكل ذلك أسرع إلى الإنسان من أضداده إلا من عصم الله، وما ذاك إلا لأن هذه الدار مبنية عليه. اهـ.

.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{سبيلي} بفتح الياء: أبو جعفر ونافع: {نوحي} بالنون وكسر الحاء: حفص. الآخرون بالياء وفتح الحاء: {يعقلون} على الغيبة: أبو عمرو وحمزة وعلي وخلف وهشام وابن كثير والأعشى والبرجمي. والباقون بتاء الخطاب. {كذبوا} مخففًا: عاصم وحمزة وعلي وخلف ويزيد. الباقون بالتشديد. {فنجي} بضم النون وكسر الجيم المشددة وفتح الياء: ابن عامر وعاصم وسهل ويعقوب. فعلى هذا يكون فعلًا ماضيًا مبنيًا للمفعول. وعن الكسائي مثل هذا ولكن بسكون الياء. وخطأه علي بن عيسى بناء على أنه فعل مستقب من الإنجاء والنون لا يدغم في الجيم، أو من التنجية والنون المتحركة لا تدغم في الساكن. وأقول: إن كان فعلًا ماضيًا من التنجية والنون المتحركة لا تدغم كما في القراءة الأولى ولكن سكن الياء للتخفيف لم يلزم منه خطأ. الآخرون: قرأوا بنونين وتخفيف الجيم وسكون الياء فعلًا مضارعًا من الإنجاء على حكاية الحال الماضية.

.الوقوف:

{إليك} ج لابتداء النفي مع واو العطف: {يمكرون} o {بمؤمنين} o {أجر} ط {للعالمين} o {معرضون} o {مشركون} o {لا يشعرون} o {ومن اتبعن} ط {المشركين} o {القرى} ط {من قبلهم} ط {اتقوا} ط {تعقلون} o {نصرنا} ط رمن قرأ: {فننجي} بالتخفيف ولا وقف على: {من نشاء} ومن قرأ: {فنجي} مشددة وصله بما قبله ووقف على: {من نشاء}، {المجرمين} o {الألباب} ط {يؤمنون} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

قوله تعالى: {وَكَأَيّن مِن ءايَةٍ في السموات والأرض يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}
يعني: أنه لا عجب إذا لم يتأملوا في الدلائل الدالة على نبوتك، فإن العالم مملوء من دلائل التوحيد والقدرة والحكمة ثم إنهم يمرون عليها ولا يلتفتون إليها.
واعلم أن دلائل التوحيد والعلم والقدرة والحكمة والرحمة لابد وأن تكون من أمور محسوسة، وهي إما الأجرام الفلكية وأما الأجرام العنصرية، أما الأجرام الفلكية: فهي قسمان: إما الأفلاك وإما الكواكب.
أما الأفلاك: فقد يستدل بمقاديرها المعينة على وجود الصانع وقد يستدل بكون بعضها فوق البعض أو تحته، وقد يستدل بأحوال حركاتها إما بسبب أن حركاتها مسبوقة بالعدم فلابد من محرك قادر، وإما بسبب كيفية حركاتها في سرعتها وبطئها، وإما بسبب اختلاف جهات تلك الحركات.
وأما الأجرام الكوكبية فتارة يستدل على وجود الصانع بمقاديرها أحيازها وحركاتها، وتارة بألوانها وأضوائها، وتار بتأثيراتها في حصول الأضواء والأظلال والظلمات والنور، وأما الدلائل المأخوذة من الأجرام العنصرية: فإما أن تكون مأخوذة من بسائط، وهي عجائب البر والبحر، وإما من المواليد وهي أقسام: أحدها: الآثار العلوية كالرعد والبرق والسحاب والمطر والثلج والهواء وقوس قزح.
وثانيها: المعادن على اختلاف طبائعها وصفاتها وكيفياتها.
وثالثها: النبات وخاصية الخشب والورق والثمر واختصاص كل واحد منها بطبع خاص وطعم خاص وخاصية مخصوصة.
ورابعها: اختلاف أحوال الحيوانات في أشكالها وطبائعها وأصواتها وخلقتها.
وخامسها: تشريح أبدان الناس وتشريح القوى الإنسانية وبيان المنفعة الحاصلة فيها فهذه مجامع الدلائل.
ومن هذا الباب أيضًا قصص الأولين وحكايات الأقدمين وأن الملوك الذين استولوا على الأرض وخربوا البلاد وقهروا العباد ماتوا ولم يبق منهم في الدنيا خبر ولا أثر، ثم بقي الوزر والعقاب عليهم هذا ضبط أنواع هذه الدلائل والكتاب المحتوي على شرح هذه الدلائل هو شرح جملة العالم الأعلى والعالم الأسفل والعقل البشري لا يفي بالإحاطة به فلهذا السبب ذكره الله تعالى على سبيل الإبهام قال صاحب الكشاف قرئ: {والأرض} بالرفع على أنه مبتدأ و: {يَمُرُّونَ} عليها خبره وقرأ السدي: {والأرض} بالنصب على تقدير أن يفسر قوله: {يَمُرُّونَ عَلَيْهَا} بقولنا يطوفونها، وفي مصحف عبد الله: {والأرض يَمْشُونَ عَلَيْهَا} برفع الأرض.
أما قوله: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بالله إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ} فالمعنى: أنهم كانوا مقرين بوجود الإله بدليل قوله: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السموات والأرض لَيَقُولُنَّ الله} [لقمان: 25] إلا أنهم كانوا يثبتون له شريكًا في المعبودية، وعن ابن عباس رضي الله عنهما هم الذين يشبهون الله بخلقه وعنه أيضًا أنه قال: نزلت هذه الآية في تلبية مشركي العرب لأنهم كانوا يقولون: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك، وعنه أيضًا أن أهل مكة قالوا: الله ربنا وحده لا شريك له الملائكة بناته فلم يوحدوا، بل أشركوا، وقال عبدة الأصنام: ربنا الله وحده والأصنام شفعاؤنا عنده، وقالت اليهود: ربنا الله وحده وعزيز ابن الله، وقالت النصارى: ربنا الله وحده لا شريك له والمسيح ابن الله، وقال عبدة الشمس والقمر: ربنا الله وحده وهؤلاء أربابنا، وقال المهاجرون والأنصار ربنا الله وحده ولا شريك معه، واحتجت الكرامية بهذه الآية على أن الإيمان عبارة عن الإقرار باللسان فقط، لأنه تعالى حكم بكونهم مؤمنين مع أنهم مشركون، وذلك يدل على أن الإيمان عبارة عن مجرد الإقرار باللسان، وجوابه معلوم، أما قوله: {أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مّنْ عَذَابِ الله} أي عقوبة تغشاهم وتنبسط عليهم وتغمرهم: {أَوْ تَأْتِيَهُمُ الساعة بَغْتَةً} أي فجأة.
وبغتة نصب على الحال يقال: بغتهم الأمر بغتًا وبغتة إذا فاجأهم من حيث لم يتوقعوا وقوله: {وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} كالتأكيد لقوله: {بَغْتَةً}. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله عز وجل: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}
فيه خمسة أوجه:
أحدها: أنه قول المشركين الله ربنا وآلهتنا ترزقنا، قاله مجاهد.
الثاني: أنه في المنافقين يؤمنون في الظاهر رياء وهم في الباطن كافرون بالله تعالى، قاله الحسن.
الثالث: هو أن يشبه الله تعالى بخلقه، قاله السدي.
الرابع: أنه يشرك في طاعته كقول الرجل لولا الله وفلان لهلك فلان، وهذا قول أبي جعفر.
الخامس: أنهم كانوا يؤمنون بالله تعالى ويكفرون بمحمد صلى الله عليه وسلم، فلا يصح إيمانهم حكاه ابن الأنباري. اهـ.

.قال ابن عطية:

{وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ}
وقرأت الجماعة: {وكأيّن} بهمز الألف وشد الياء، قال سيبويه: هي كاف التشبيه اتصلت بأي، ومعناها معنى كم في التكثير. وقرأ ابن كثير: {وكائن} بمد الألف وهمز الياء، وهو من اسم الفاعل من كان، فهو كائن ولكن معناه معنى كم أيضًا. وقد تقدم استعاب القراءات في هذه الكلمة في قوله: {وكأين من نبي قتل} [آل عمران: 146].
وال: {آيه} هنا المخلوقات المنصوبة للاعتبار والحوادث الدالة على الله سبحانه في مصنوعاته، ومعنى: {يمرون عليها} الآية- أي إذا جاء منها ما يحس أو يعلم في الجملة لم يتعظ الكافر به، ولا تأمله ولا أعتبر به بحسب شهواته وعمهه، فهو لذلك كالمعرض، ونحو هذا المعنى قول الشاعر: الطويل:
تمر الصبا صفحًا بساكن ذي الغضا ** ويصدع قلبي أن يهب هبوبها

وقرأ السدي: {والأرضَ} بالنصب بإضمار فعل، والوقف- على هذا- في: {السماوات} وقرأ عكرمة وعمرو بن فائد: {والأرضُ} بالرفع على الابتداء، والخبر قوله: {يمرون} وعلى القراءة بخفض: {الأرضِ} ف: {يمرون} نعت الآية. وفي مصحف عبد الله: {والأرض يمشون عليها}. وقوله: {وما يؤمن أكثرهم} الآية، قال ابن عباس: هي في أهل الكتاب الذين يؤمنون بالله ثم يشركون من حيث كفروا بنبيه، أو من حيث قالوا عزير ابن الله، والمسيح ابن الله. وقال عكرمة ومجاهد وقتادة وابن زيد هي في كفار العرب، وإيمانهم هو إقرارهم بالخالق والرازق والمميت، فسماه إيمانًا وإن أعقبه إشراكهم بالأوثان والأصنام-فهذا الإيمان لغوي فقط من حيث هو تصديقها. وقيل: هذه الآية نزلت بسبب قول قريش في الطواف والتلبية: لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع أحدهم يقول: لبيك لا شريك لك، يقول له: قط قط، أي قف هنا ولا تزد: إلا شريك هو لك.
وال: {غاشية} ما يغشي ويغطي ويغم، وقرأ أبو حفص مبشر بن عبد الله: {يأتيهم الساعة بغتة} بالياء، و: {بغتة} معناه: فجأة، وذلك أصعب، وهذه الآية من قوله: {وكأين} وإن كانت في الكفار-بحكم ما قبلها- فإن العصاة يأخذون من ألفاظها بحظ، ويكون الإيمان حقيقة والشرك لغويًا كالرياء، فقد قال عليه السلام: «الرياء: الشرك الأصغر». اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السماوات والأرض}
قال الخليل وسيبويه: هي أيّ دخل عليها كاف التشبيه وبُنيت معها، فصار في الكلام معنى كَمْ، وقد مضى في آل عمران القول فيها مستوفى.
ومضى القول في آية: {السَّمَوَاتِ والأرْضِ} في البقرة.
وقيل: الآيات آثار عقوبات الأمم السالفة؛ أي هم غافلون معرضون عن تأملها.
وقرأ عكرمة وعمرو بن فائد: {وَالأَرْضُ} رفعًا ابتداء، وخبره.
{يَمُرُّونَ عَلَيْهَا}.
وقرأ السّدي: {وَالأَرْضَ} نصبًا بإضمار فعل، والوقف على هاتين القراءتين على: {السموات}.
وقرأ ابن مسعود: {يمشون عليها}.
قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بالله إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ} نزلت في قوم أقرّوا بالله خالقهم وخالق الأشياء كلها، وهم يعبدون الأوثان؛ قاله الحسن ومجاهد وعامر والشَّعبي وأكثر المفسرين.
وقال عِكرمة هو قوله: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله} [الزخرف: 87] ثم يصفونه بغير صفته ويجعلون له أندادًا؛ وعن الحسن أيضًا: أنهم أهل كتاب معهم شِرْكٌ وإيمان، آمنوا بالله وكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ فلا يصح إيمانهم؛ حكاه ابن الأنباري.
وقال ابن عباس: نزلت في تلبية مشركي العرب: لبيك لا شريك لك إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك.
وعنه أيضًا أنهم النصارى.