فصل: قال الكَرْماني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الكَرْماني:

سورة الرعد:
233- قوله تعالى: {كل يجري لأجل مسمى (2)} وفي سورة لقمان: {إلى أجل (39)} لا ثاني له لأنك تقول في الزمان جرى ليوم كذا وإلى يوم كذا والأكثر اللام كما في هذه السورة وسورة الملائكة [13] وكذلك في يس: {تجري لمستقر لها (38)} لأنه بمنزلة التاريخ تقول لبثت لثلاث بقين من الشهر وآتيك لخمس تبقى من الشهر وأما في لقمان فوافق ما قبلها وهو قوله: {ومن يسلم وجهه إلى الله(22)} والقياس لله كما في قوله: {أسلمت وجهي لله} [3: 20] لكنه حمل على المعنى أي يقصد بطاعته إلى الله وكذلك: {يجري إلى أجل مسمى} [29: 31] أي يجري إلى وقته المسمى له.
234- قوله: {إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (3)} وبعدها {إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون(4)} لأن بالتفكر في الآيات يعقل ما جعلت الآيات دليلا عليه فهو الأول المؤدي إلى الثاني.
235- قوله: {ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه} [7: 27] في هذه السورة في موضعين وزعموا أنه لا ثالث لهما ليس بتكرار محض لأن المراد بالأول آية مما اقترحوا نحو ما في قوله: {لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} [17: 90] والمراد بالثاني آية ما لأنهم لم يهتدوا إلى أن القرآن آية فوق كل آية وأنكروا سائر آياته صلى الله عليه وسلم.
236- قوله: {ولله يسجد من في السموات والأرض (15)} وفي النحل {ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة (49)} وفي الحج {ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم (18)} لأن ما في هذه السورة تقدم آية السجدة ذكر العلويات من البرق والسحاب والصواعق ثم ذكر الملائكة وتسبيحهم وذكر بآخرة الأصنام والكفار فبدأ في آية السجدة بذكر من في السموات لذلك وذكر الأرض تبعا ولم يذكر من فيها استخفافا بالكفار والأصنام.
وأما ما في الحج فقد تقدم ذكر المؤمنين وسائر الأديان فقدم ذكر من في السموات تعظيما لهم ولها وذكر من في الأرض لأنهم هم الذين تقدم ذكرهم.
وأما في النحل فقد تقدم ذكر ما خلق الله على العموم ولم يكن فيه ذكر الملائكة ولا الإنس بالصريح فاقتضت الآية ما في السموات فقال في كل آية ما لاق بها.
237- قوله: {نفعا ولا ضرا(16)} قد سبق.
238- قوله: {كذلك يضرب الله الحق والباطل(17)} ليس بتكرار لأن التقدير كذلك يضرب الله الحق والباطل الأمثال فلما اعترض بينهما فأما وأما وأطال الكلام أعاد فقال: {كذلك يضرب الله الأمثال (17)}.
239- قوله: {لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به (18)} وفي المائدة {ليفتدوا به (36)} لأن لو وجوابها يتصلان بالماضي فقال في هذه السورة {لافتدوا به} وجوابه في المائدة {ما تقبل منهم (36)} وهو بلفظ الماضي وقوله: {ليفتدوا به} علة وليس بجواب.
240- قوله: {ما أمر الله به أن يوصل} [21-25] في موضعين من هذه السورة ليس بتكرار لأن الأول متصل بقوله: {يصلون (21)} وعطف عليه {ويخشون (21)} والثاني متصل بقوله: {يقطعون (25)} وعطف عليه {ويفسدون}.
241- قوله: {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك(38)} ومثله في المؤمن [78] ليس بتكرار قال ابن عباس عيروا رسول الله صلى الله عليه وسلم باشتغاله بالنكاح والتكثر منه فأنزل الله تعالى: {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية (38)} بخلاف ما في المؤمن فإن المراد منه لست ببدع من الرسل {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك (78)}.
242- قوله: {وإما نرينك (40)} مقطوع وفي سائر القرآن وأما موصل وهو من اللهجات وقد ذكر في موضعه. اهـ.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال محمد أبو زهرة:

سورة الرعد سورة مدنية، وعدد آياتها ثلاث وأربعون آية، وسميت سورة الرعد لقوله تعالى فيها: {ويسبح الرعد بحمده والملائكة...} ولو سميت الكون والهداية لكانت التسمية محكمة.
وقد ابتدأت بالحروف المفردة: {المر}، وأعقبها بإشارة إلى القرآن الكريم: {والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون}. ثم بعد ذلك بين الله سبحانه وتعالى ما في الكون مما يدل على قدرة القادر ووحدانيته، فالله هو الذي رفع السماوات بغير عمد مرئية، ولكن عدم رؤيتها لا ينفى وجودها، وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى، فسبحان الذي يدبر الأمر يفصل الآيات لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون.
وهو الذي مد الأرض وبسطها، وجعل فيها جبالا رواسي، وأنهارا وجعل من كل الثمرات، ومن كل من الحيوان وكل الأحياء زوجين اثنين، وجعل الليل والنهار آيتين يغشى الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون، وجعل في الأرض قطعا متجاورات وجنات من أعناب، وزرع، ونخيل صنوان وغير صنوان، يسقى بماء واحد، ومع أنها متجاورة وتسقى بماء واحد، يفضل الله بعضها على بعض في الأكل، إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون.
وإن هذا الكون وما فيه يدل على أن الذي قدر على خلق الإنسان قادر على إعادته، كما بدأكم تعودون، {وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} بالعذاب واستعجلوه إمعانا منهم في الإنكار، {ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب}.
وإنهم لينكرون المعجزات التي جاءت دالة على رسالة الرسول الذي أرسل إليهم، ويتجرءون على الله باقتراح معجزات، وينكرون أن يكون غيرها آية {ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}.
ثم يبين سبحانه إحاطة علمه {الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال}.
ثم يبين الله سبحانه عجائب خلقه {هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء...}، ينشئ كل ذلك، ويرونه عيانا ومع ذلك يجادلون في شأن الله تعالى {وهو شديد المحال}.
ويبين الله تعالى الحقائق التي يجب أن يذعن لها المؤمن {له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال}، وبين سبحانه وتعالى بعد ذلك أن كل ما في الوجود ومن في الوجود خاضع له بمقتضى التكوين طوعا وكرها، ونبه سبحانه إلى أنه خالق السماوات والأرض فسألهم {... من رب السموات والأرض...} ووبخهم على اتخاذهم آلهة من دون الله {... قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} وضرب الله مثلا بين الحق والباطل، فقال تعالى: {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ (17)}.
وبعد ذلك يبين جزاء الذين يستجيبون، ويشير إلى الذين يكفرون وهم الذين لم يستجيبوا له {... لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد}.
ويبين الله على طريقة الاستفهام فيقول: {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (19)}
ويبين أوصاف أهل الحق بأنهم... يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق و: {... يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ} وهم الذين {...صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ...}، ثم يبين جزاءهم في الآخرة فيقول: {...أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23) سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)}.
وبين الله سبحانه وتعالى أوصاف الكفار، وهى نقيض أوصاف المؤمنين فهم: {والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض...} وجزاؤهم بينه سبحانه بقوله: {...أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار}.
وقد كان المشركون يتخذون من بسط الرزق وضيقه دليلا على الفضل عند الله، وإذا كان الله تعالى قد بعث محمدا-صلى الله عليه وسلم- فقيرا، ومجيبوه من الفقراء فقد ظنوا أنهم أولى، فقال تعالى: {الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع}.
وقد طلبوا آيات أخرى مادية، وما كانوا ليؤمنوا إذا جاءتهم، فقال تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (29)}.
ثم بين سبحانه أن مثل هذه الآيات جاءت من قبلهم ولم يؤمنوا، فقال تعالى: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوا عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30)}.
ويبين منزلة معجزة النبي-صلى الله عليه وسلم-، وهى القرآن فيقول تبارك وتعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31)}.
وإذا كانوا يستهزئون بك وبمن معك فقد استهزئ برسل من قبلك {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32) أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ (34)}.
وبعد بيان عذابهم في الدنيا والآخرة ذكر الجنة التي ينالها المؤمنون، فقال سبحانه: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (35)}.
وبين سبحانه وتعالى موقف اليهود من القرآن والنبي، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (36) وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ (37)}.
ولقد بين سبحانه من بعد ذلك أن الله أرسل رسلا من قبله من البشر لهم أزواج وذرية {وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله} {يمحو الله ما يشاء} من الآيات {ويثبت وعنده أم الكتاب}، وهو التوحيد، وألا يشركوا بالله شيئا ومهما يكن من أمر المشركين، {فإما نرينك بعض الذي نعدهم} من العذاب، وإما {نتوفينك}. {فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب}.
ولقد بين سبحانه وتعالى العبر، وقدرة الله تعالى ليعتبروا فلم يعتبروا: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41)}، وبين سبحانه أنهم يدبرون تدبيرهم الخبيث والله يعلم ما تكسب كل نفس: {... وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)}. اهـ.