فصل: فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة الرعد:
قوله تعالى: {يغشى الليل النهار} يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكرت علته في الأعراف قوله تعالى: {وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان} يقرأ ذلك كله بالرفع والخفض فالحجة لمن رفع أنه رده على قوله: {وفي الأرض قطع متجاورات وجنات} والحجة لمن خفض أنه رده على قوله: {من أعناب وزرع} فإن قيل لم ظهرت الواو في {صنوان} وحقها الإدغام فقل عن ذلك جوابان أحدهما أنها لو أدغمت لأشبه فعلان فعالا والآخر أن سكون النون ها هنا وفي قوله: {بنيان} و{قنوان} عارض لانها قد تتحرك في الجمع والتصغير فلما كان السكون فيها غير لازم كان الإدغام كذلك قوله تعالى: {تسقى بماء واحد} يقرأ بالياء والتاء فالحجة لمن قرأه بالياء أنه أراد {يسقى} المذكور والحجة لمن قرأه بالتاء أنه رده على لفظ {جنات} ولفظها مؤنث قوله تعالى: {ونفضل} يقرأ بالياء والنون فالحجة لمن قرأه بالياء أنه جعله إخبارا عن الله تعالى من الرسول والحجة لمن قرأه بالنون أنه جعله من إخبار الله تعالى عن نفسه وقوله تعالى: {أئذا كنا ترابا} {أئنا} يقرآن بالاستفهام فيهما وباستفهام الأول والإخبار في الثاني وقد تقدم ذكر علله والاحتجاج لمن قرأ به قوله تعالى: {المتعال} يقرأ بإثبات الياء وصلا ووقفا وبإثباتها وصلا وحذفها وقفا وبحذفها وصلا ووقفا فالحجة لمن أثبتها وصلا ووقفا أنه أتى بالكلمة على ما أوجبه القياس لها لأن الياء إنما كانت تسقط لمقارنة التنوين في النكرة فلما دخلت الألف واللام زال التنوين فعاد لزواله ما سقط لمقارنته والحجة لمن أثبتها وصلا وحذفها وقفا أنه اتبع خط السواد في الوقف وأخذ بالأصل في الوصل فأتى بالوجهين معا والحجة لمن حذفها فيهما أن النكرة قبل المعرفة فلما سقطت فيها الياء ثم دخلت الألف واللام دخلتا على شيء محذوف فلم يكن لهما سبيل إلى رده وله أن يقول إن العرب تجتزئ بالكسرة من الياء فلذلك سقطت الياء في السواد ووزن متعال متفاعل من العلو لام الفعل منن واو انقلبت ياء لوقوعها طرفا وكسر ما قبلها والدليل على أن اللغة لا تقاس وإنما تؤخذ سماعا قولهم الله متعال من تعالى ولا يقال متبارك من تبارك فأما قولهم تعال يا رجل فكان أصله ارتفع ثم كثر استعماله حتى قيل لمن كان في أعلى الدار تعال إلى اسفل فإن قيل كيف تنهي من قولك تعال لأن نقيض الأمر النهي فقل إن العرب إذا غيرت كلمة عن جهتها أو جمعت بين حرفين أو أقامت لفظا مقام لفظ الزمته طريقة واحدة كالأمثال التي لا تنقل عن لفظ من قيلت فيه أبدا كقولهم في الأمر هلم وهات يا رجل وصه ومه فأمرت بذلك ولم تنه منه لانها حروف أفعال وضعت معانيها للأمر فقط فأجريت مجرى الأمثال اللازمة طريقة واحدة بلفطها قوله تعالى: {أم هل يستوى} يقرأ بالتاء والياء وقد مضى الجواب في علته آنفا ومثله {ومما توقدون عليه} بالتاء والياء قوله تعالى: {وصدوا عن السبيل} يقرأ يفتح الصاد وضمها فالحجة لمن قرأها بالفتح أنه دل بذلك على بناء الفعل لفاعله والحجة لمن قرأها بالضم أنه دل بذلك على بناء الفعل لما لم يسم فاعله قوله تعالى: {ويثبت} يقرأ بالتخفيف والتشديد فالحجة لمن خفف أنه أخذه من أثبت يثبت والحجة لمن شدد أنه أخذه من ثبت يثبت ومعناه يبقيه ثابتا فلا يمحوه ومنه {يثبت الله الذين آمنوا} والنحويون يختارون التخفيف لموافقته للتفسير لأن الله تعالى إذا عرضت أعمال عبده عليه أثبت ما شاء ومحا ما شاء فإن قيل كيف يمحو ما قد أخبر نبيه عليه السلام بأنه قد فرغ منه فقل إنما فرغ منه علما وعلمه لا يوجب ثوابا ولا عقابا إلا بالعمل فإذا كتب الملك ثم تاب العبد فمحاه الله تعالى قبل ظهور العمل كان ذلك له لأن علمه به قبل الظهور كعلمه به بعده قوله تعالى: {وسيعلم الكافر} يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أراد به أبا جهل فقط والحجة لمن جمع أنه أراد كل الكفار ودليله أنه في حرف أبي: {وسيعلم الذين كفروا} وفي حرف عبد الله: {وسيعلم الذين كفروا} وإنما وقع الخلف في هذا الحرف لأنه في خط الإمام بغير ألف وإنما هو الكفر. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

13- سورة الرعد:
{يغشي الليل النهار} 3.
قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر {يغشي} بالتشديد وحجتهم قوله تعالى: {فغشاها ما غشى}، وقرأ الباقون {يغشي} بالتخفيف وحجتهم قوله: {فأغشيناهم}.
{وفي الأرض قطع متجورات وجنت من أعنب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل} [4] قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص {وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان} بالرفع وحجتهم ذكرها العباس فقال سألت أبا عمرو كيف لا تقرأ {وزرع} بالجر قال الجنات لا تكون من زرع فذهب أبو عمرو إلى أن الزرع وما بعده مردود على قوله: {قطع} كأنه قال في الأرض قطع متجاورات وفيها جنات وفيها زرع ونخيل.
وقرأ الباقون بالجر كلها حملوا الزرع والنخيل على الأعناب كأنه قال جنات من أعناب وغير ذلك من زرع ونخيل وحجتهم في ذلك على أن الأرض إذا كان فيها النخل والكرم والزرع سميت جنة قوله: {جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا} فكما سميت الأرض ذات النخل والزرع جنة كذلك يكون في قراءة من قرأ وجنات من أعناب وزرع ونخيل أن يكون الزرع والنخيل محمولين على الأعناب.
قرأ عاصم وابن عامر {يسقى بماء واحد} أي يسقى المذكور بماء واحد وحجتهما قوله: {وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره} على معنى من ثمر المذكور. وقرأ الباقون {تسقى} بالتاء أي تسقى هذه الأشياء بماء واحد قالوا ولا يكون التذكير لأنك إن حملته على الزرع فقد تركت غيره وإن حملته على الجنات مع حمله على الزرع فقد ذكرت المؤنث وحجتهم قوله تعالى بعدها: {ونفضل بعضها على بعض} فقال: {بعضها} فكما حمل هذا على التأنيث كذلك يحمل {تسقى}. قرأ حمزة والكسائي {ويفضل بعضها} بالياء إخبارا عن الله أي يفضل الله بعضها على بعض وحجتهما أن ابتداء الكلام جرى من أول السورة بقوله: {وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي} [3] وفعل وفعل فردوا قوله: {ويفضل} على لفظ ما تقدمه إذ كان في سياقه ليأتلف نظام الكلام على سياق واحد. وقرأ الباقون {ونفضل} بالنون إخبار الله عز وجل عن نفسه وحجتهم قوله: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض} وقال: {ونفصل الآيات} بلفظ الجمع.
{وإن تعجب فعجب قولهم أءذا كنا ترابا أءنا لفي خلق جديد (5)}
قرأ ابن عامر {وإن تعجب فعجب قولهم إذا كنا} على الخبر {أئنا} بهمزتين على الاستفهام وحجته في ذلك أن الاستفهام منهم على إحيائهم بعد الممات ولم يستفهموا في كونهم ترابا لأنهم كانوا يعلمون أنهم يصيرون ترابا وما كانوا ينكرون وإنما أنكروا البعث والنشور فيجب على هذا أن يكون موضع الاستفهام في الكلمة الثانية في قوله: {أئنا لفي خلق جديد} لا الأولى. وقرأ نافع والكسائي بالاستفهام في الأولى والثاني على الخبر، غير أن الكسائي قرأ بهمزتين ونافع بالمد وحجتهما في ذلك أن الاستفهام إذا دخل في أول الكلام أحاط بآخره والذي يدل على هذا قوله تعالى: {أئذا ما مت لسوف أخرج حيا} وقوله أيضا {أفإن مت فهم الخالدون} ألا ترى أنه لم يعد الاستفهام في قوله: {فهم الخالدون} وأخرى لما كان أحد الاستفهامين علة للآخر كان المعنى في أحدهما دون الآخر وكان الآخر علة له يقع لوقوعه ويرتفع بارتفاعه ويدل عليه {أفإن مت فهم الخالدون} ولم يعد الاستفهام في فهم وهو موضعه وكذلك قال: {أفإن مات أو قتل انقلبتم} فلم يعد الاستفهام مع قوله: {انقلبتم على أعقابكم} وهناك معقد الاستفهام لأن معنى الكلام أفهم الخالدون إن مت وأفتنقلبون على أعقابكم إن مات أو قتل فالموت والقتل علة للانقلاب والخلود وكذلك كونهم ترابا وموتهم علة لإحيائهم ورجوعهم خلقا جديدا فلما كان ذلك كذلك جعل الاستفهام لما هو سبب للإحياء وهو الموت والتراب. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة {أئذا} {أئنا} بالاستفهام في الكلمتين ومذهب ابن كثير القصر ومذهب أبي عمرو المد ومذهب عاصم وحمزة الهمزتان وحجتهم أن موضع الاستفهام في الكلمة الثانية لأن المعنى أئنا لفي خلق جديد إذا كنا ترابا فإنما كان الاستفهام منهم عن إحيائهم بعد الممات ولم يستفهموا عن كونهم ترابا أعيد في موضعه الذي هو فائدة السامعين في استفهامهم والعرب إذا بدؤوا بحرف قبل الموضع الذي أرادوا إيقاعه فيه أعادوه في موضعه وقد نزل بذلك القرآن قال الله جل وعز: {أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون} وإنما موضع الفائدة في الكلام الإخراج فلما بدئ بـ: أن قبل الإخراج أعيدت مع الإخراج وقد قيل إن الاستفهام الأول رد على كلام محذوف كأنهم قالوا لهم إنكم مبعوثون بعد الموت فردوا الاستفهام وقالوا أئذا كنا ترابا.
{علم الغيب والشهدة الكبير المتعال} [9]
قرأ ابن كثير {المتعالي} بإثبات الياء في الوصل والوقف وهو القياس وليس ما فيه الألف واللام من هذا كما لا ألف ولام فيه من هذا النحو نحو غاز وقاض قال سيبويه إذا لم يكن في موضع تنوين يعني اسم الفاعل فإن البيان أجود في الوقف وذلك قولك هذا القاضي لأنها ثابتة في الوصل يريد أن الياء مع الألف واللام تثبت ولا تحذف كما تحذف في اسم الفاعل إذا لم يكن فيه الألف واللام نحو هذا قاض فاعلم فالياء مع غير الألف واللام تحذف في الوصل ومع الألف واللام لا تحذف. وقرأ الباقون {المتعال} بغير ياء وحجتهم خط المصحف بغير ياء و{المتعال} متفاعل من العلو والأصل متعالو فانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها لقولك الداعي والغازي والأصل الداعو والغازو.
{أم هل تستوي الظلمت والنور} [16]
قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر {أم هل يستوي الظلمات} بالياء وحجتهم في ذلك أن تأنيث الظلمات غير حقيقي فجاز تذكيره مثل قوله: {فمن جاءه موعظة} ذهب إلى الوعظ كذلك ذهبوا في {الظلمات} إلى معنى المصدر فيكون بمعنى الإظلام والظلام ومثله {وأخذ الذين ظلموا الصيحة} يعني الصياح. وقرأ الباقون {أم هل تستوي الظلمات} بالتاء وحجتهم تأنيث {الظلمات} ذهبوا إلى اللفظ لا إلى المعنى.
{ومما يوقدون عليه في النار وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} [17]
قرأ حمزة والكسائي وحفص {ومما يوقدون عليه} بالياء وحجتهم أن الكلام خبر لا خطاب فيه بدلالة قوله: {وأما ما ينفع الناس} فأخبر عنهم فكذلك {ومما يوقدون} جرى بلفظ الخبر نظيرا لما أتى عقيبه من الخبر. وقرأ الباقون بالتاء ردوا على المخاطبة في قوله قبلها {قل أفاتخذتم من دونه(16)}.
{بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل} [33]
قرأ عاصم وحمزة والكسائي {وصدوا عن السبيل} بضم الصاد على ما لم يسم فاعله وحجتهم أن الكلام أتى عقيب الخبر من الله بلفظ ما لم يسم فاعله وهو قوله: {بل زين للذين كفروا مكرهم} فجرى الكلام بعده بترك تسمية الفاعل ليأتلف الكلام على نظام واحد. وقرأ الباقون {وصدوا عن السبيل} بفتح الصاد أسندوا الفعل إلى الفاعل وحجتهم قوله: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله} وقال سبحانه: {هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام} فلما رأوا الصد مسندا إليهم في هذ الآيات كذلك يكون مسندا إليهم في قوله: {وصدوا عن السبيل}.
{يمحو الله ما يشاء ويثبت} [39]
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم {ويثبت} بالتخفيف من أثبت يثبت إثباتا فهو مثبت إذا كتب وحجتهم قولهم فلان ثابت. وقرأ الباقون {يثبت} بالتشديد أي يقر الله ما قد كتبه فيتركه على حاله وحجتهم قوله: {وأشد تثبيتا} وقال قوم هما لغتان مثل وفيت وأوفيت وعظمته وأعظمته.
{وقد مكر الذين من قبلهم وسيعلم الكفر لمن عقبى الدار} [42]
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {وسيعلم الكافر} على التوحيد قال أبو عمرو عني به أبو جهل وحجتهم قوله: {ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا} وقال آخرون الكافر واحد والمعنى جمع ولم يرد كافرا واحدا وإنما أراد الجنس كما تقول أهلك الناس الدينار والدرهم تريد الجنس المعنى سيعلم كل من كفر من الناس. وقرأ الباقون {وسيعلم الكفار} على الجمع وحجتهم في ذلك أن الكلام أتى عقيب قوله: {وقد مكر الذين من قبلهم} ثم قال: {وسيعلم الكفار} بلفظ ما تقدمه ليأتلف الكلام على سياق واحد وفي التنزيل ما يقوي هذا وهو قوله: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}.
وقف ابن كثير على {هادي} و{واقي} و{والي} بالياء ووقف الباقون بغير ياء وهو الوجه لأنك تقول هذا قاض وهاد وواق فتحذف في الوصل الياء لسكونها والتقائها مع النون لأنهم استثقلوا الكسرة على الياء فحذفوها فالتقى ساكنان الياء والتنوين فحذفت الياء لالتقاء الساكنين مثل {ما أنت قاض} ووجه قول ابن كثير أن سيبويه قال حدثنا أبو الخطاب أن بعض من يوثق به من العرب يقول هذا داعي فيقفون بالياء ووجه ذلك أنهم كانوا قد حذفوا الياء في الوصل لالتقائها مع التنوين وقد أمن في الوقف أن يلحق التنوين فإذا أتى التنوين الذي كانت الياء حذفت في الوصل من أجل التقائها معه في الوصل ردت الياء فصار هذا قاضي وهادي وواقي ووالي ومن ثم قال الخليل في نداء قاض يا قاضي بإثبات الياء لأن النداء موضع لا يلحق فيه التنوين فثبتت الياء في النداء لما أمن من لحاق التنوين فيه كما ثبتت مع الألف واللام لما أمن التنوين معها في نحو المعالي والداعي. اهـ.

.أسئلة وأجوبة في السورة الكريمة:

قال الخطيب الإسكافي:
سورة الرعد:
120 الآية الأولى منها:
قوله عز وجل: {وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} الرعد: 3.
وقال في الآية التي بعدها: {وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان} إلى قوله: {إن في ذلك لآيات قوم يعقلون} الرعد: 4.
للسائل أن يسأل عن قوله تعالى: {يتفكرون} في هذه الآية وقوله في الآية التي بعدها: {يعقلون}، هل كان يصح أحدهما مكان الآخرة؟
والجواب أن يقال: إن التفكر هو المؤدي إلى معرفة الشيء، والعلم بالآيات التي تدل على وحدانية الله تعالى، فهو قبل، فإذا استعمل على وجه عقل ما جعلت هذه الأشياء أمارة له ودلالة عليه.
فبدئ في الأول بما يحتاج إليه أولا من التفكر والتدبر المفضيين بصاحبهما إلى إدراك المطلوب، وخص الآخر بما يستقر عليه آخر التفكر من سكون النفس إلى عرفان ما دلت الآيات عليه، فكان في تقديم ما قدم وتأخير ما أخر إشارة إليه. اهـ.