فصل: (سورة الرعد: الآيات 14- 15)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الرعد: الآيات 14- 15]

{لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلاَّ كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (14) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (15)}

.الإعراب:

{له دعوة} مثل له معقّبات، {الحقّ} مضاف إليه مجرور الواو عاطفة {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {يدعون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل {من دونه} جارّ ومجرور متعلّق بحال من مفعول يدعون المقدّر والهاء مضاف إليه {لا} نافية {يستجيبون} مثل يدعون اللام حرف جرّ و{هم} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {يستجيبون} {بشيء} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يستجيبون} على معنى يجيبون {إلّا} أداة حصر {كباسط} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي: إلّا استجابة كاستجابة باسط كفّيه، فهو على حذف مضاف {كفّيه} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.. والهاء مضاف إليه {إلى الماء} جارّ ومجرور متعلّق بـ {باسط} اللام للتعليل {يبلغ} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو أي الماء {فاه} مفعول به منصوب وعلامة النصب الألف.. والهاء مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل: {أن يبلغ..} في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ {باسط}.
الواو واو الحال {ما} نافية عاملة عمل ليس {هو} ضمير منفصل اسم ما في محلّ رفع الباء زائدة بالغه مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما..
والهاء مثل الأخير الواو استئنافيّة {ما} نافية مهملة {دعاء} مبتدأ مرفوع {الكافرين} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء {إلّا} أداة حصر {في ضلال} جارّ ومجرور خبر المبتدأ.
جملة: {له دعوة...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {الّذين يدعون...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {يدعون...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {لا يستجيبون...} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.
وجملة: {يبلغ...} لا محلّ لها صلة الموصول {أن} المضمر.
وجملة: {ما هو ببالغه...} في محلّ نصب حال.
وجملة: {ما دعاء الكافرين...} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{دعوة}، مصدر مرّة من دعا يدعو، وزنه فعلة بفتح الفاء، وقد يكون مصدرا خالصا مجرّدا من الوحدة.
{كفّيه}، مثنّى كف، اسم جامد للعضو المعروف، وزنه فعل بفتح فسكون.
الواو عاطفة {للّه} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يسجد} وهو مضارع مرفوع {من} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل {في السموات} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول {الأرض} معطوف على السموات بالواو مجرور {طوعا} مصدر في موضع الحال أي طائعا {كرها} معطوف على {طوعا} بالواو منصوب الواو عاطفة {ظلالهم} معطوف على الموصول من مرفوع. وهم ضمير مضاف إليه {بالغدوّ} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يسجد}، {الآصال} معطوف على الغدوّ بالواو مجرور مثله.
وجملة: {يسجد...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة السابقة.

.البلاغة:

1- التشبيه المركب التمثيلي: في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ} أي لكونه جمادا لا يشعر بعطشه وبسط يديه إليه، حيث شبه آلهتهم حين استكفائهم إياهم ما أهمهم بلسان الاضطرار في عدم الشعور فضلا عن الاستطاعة للاستجابة وبقائهم لذلك في الخسارة بحال ماء بمرأى من عطشان باسط كفيه إليه يناديه عبارة وإشارة فهو لذلك في زيادة الكباد والبوار.
وعن أبي عبيدة، أن ذلك تشبيه بالقابض على الماء، في أنه لا يحصل على شيء، ثم قال: والعرب تضرب المثل في الساعي فيما لا يدركه بالقابض على الماء، وأنشد قول الشاعر:
فأصبحت فيما كان بيني وبينها ** في الود مثل القابض الماء باليد

2- التهكم: في الآية الكريمة، حيث أخرج الكلام مخرج التهكم بهم، فقيل لا يستجيبون لهم شيئا من الاستجابة إلا استجابة كائنة في هذه الصورة التي ليست فيها شائبة الاستجابة قطعا، فهو في الحقيقة من باب التعلق بالحال.
3- الاستعارة: في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ} حيث استعار السجود للانقياد والخضوع.

.[سورة الرعد: آية 16]

{قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (16)}

.الإعراب:

{قل} فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت {من} اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {ربّ} خبر مرفوع {السموات} مضاف إليه مجرور {الأرض} معطوف على السموات بالواو مجرور {قل} مثل الأول {اللّه} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف تقديره ربّ السموات {قل} مثل الأول الهمزة للاستفهام الفاء عاطفة {اتّخذتم} فعل ماض مبنيّ على السكون.. وتم ضمير في محلّ رفع فاعل {من دونه} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من أولياء- نعت تقدّم على المنعوت- والهاء مضاف إليه {أولياء} مفعول به منصوب {لا يملكون لأنفسهم} مثل لا يستجيبون لهم {نفعا} مفعول به منصوب الواو عاطفة {لا} زائدة لتأكيد النفي {ضرا} معطوف على {نفعا} منصوب مثله {قل} مثل الأول {هل} حرف استفهام {يستوي} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء {الأعمى} فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الألف {البصير} معطوف على الأعمى بالواو مرفوع {أم} بمعنى بل للإضراب {هل تستوي.. النور} مثل هل يستوي... البصير {أم} مثل الأول وبعده همزة مقدّرة {جعلوا} فعل ماض وفاعله {للّه} جارّ ومجرور متعلّق بحال من {شركاء} وهو مفعول جعلوا منصوب {خلقوا} مثل جعلوا {كخلقه} جار ومجرور نعت لمحذوف هو مفعول به- والهاء مضاف إليه الفاء عاطفة {تشابه} فعل ماض {الخلق} فاعل مرفوع على حرف جرّ وهم ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {تشابه}، {قل اللّه} مثل السابقة {خالق} خبر المبتدأ مرفوع {كلّ} مضاف إليه مجرور {شيء} مضاف إليه مجرور الواو عاطفة {هو} ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {الواحد} خبر مرفوع {القهّار} خبر ثان مرفوع.
جملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {من ربّ...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {قل...} الثانية لا محلّ لها استئناف مقرّر لحكاية قولهم.
وجملة: {اللّه ربّ السموات...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {قل...} الثالثة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اتّخذتم...} في محلّ نصب معطوفة على مقدّر هو مقول القول.
وجملة: {لا يملكون...} في محلّ نصب نعت لأولياء.
وجملة: {قل...} الرابعة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هل يستوي الأعمى...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {هل تستوي الظلمات...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {جعلوا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {خلقوا...} في محلّ نصب نعت لشركاء.
وجملة: {تشابه الخلق...} في محلّ نصب معطوفة على جملة خلقوا.
وجملة: {قل...} الخامسة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اللّه خالق...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {هو الواحد...} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

.البلاغة:

1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ} والأعمى هو المشرك الجاهل بالعبادة ومستحقها، والبصير هو الموحد العالم بذلك. وقيل: إن الكلام على التشبيه، والمراد لا يستوي المؤمن والكافر كما لا يستوي الأعمى والبصير فلا مجاز.
2- التهكم: في قوله تعالى: {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ} في سياق الإنكار، جيء به للتهكم، فإن غير الله تعالى لا يخلق شيئا لا مساويا ولا منحطا.

.الفوائد:

استعارة السجود للانقياد والخضوع في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} وهما من خصائص العقلاء للكائنات العاقلة وغير العاقلة، والطوع الناشئ عن اختيار، وهو الصادر عن الإنسان، والكره الناشئ عن غير اختيار وهو الصادر عن الجماد. ومعنى انقياد الظلال مطاوعتها لما يراد منها كطولها وقصرها وامتدادها وتقلصها.
ولأبي حيان كلام لطيف نثبته فيما يلي، دفعا للأوهام، قال: وكون الظلال يراد بها الأشخاص كما قال بعضهم ضعيف، وأضعف منه قول ابن الأنباري: إنه تعالى جعل للظلال عقولا تسجد لها، وتخشع بها، كما جعل للجبال أفهاما حتى خاطبت وخوطبت، لأن الجبل لا يمكن أن يكون له عقل بشرط تقدير الحياة، وأما الظل فعرض لا يتصور قيام الحياة به.

.[سورة الرعد: آية 17]

{أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ (17)}

.الإعراب:

{أنزل} فعل ماض، والفاعل هو {من السماء} جارّ ومجرور متعلّق بـ {أنزل}، {ماء} مفعول به منصوب الفاء عاطفة سالت فعل ماض.. والتاء للتأنيث {أودية} فاعل مرفوع {بقدرها} جارّ ومجرور متعلّق بـ سالت وها ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة احتمل مثل أنزل {السيل} فاعل مرفوع {زبدا} مفعول به منصوب {رابيا} نعت للمفعول منصوب الواو عاطفة من حرف جرّ ما اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {يوقدون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل على حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {يوقدون}، {في النّار} جارّ ومجرور متعلّق بحال من الضمير في {عليه}، {ابتغاء} مفعول لأجله، {حلية} مضاف إليه مجرور {أو} حرف عطف {متاع} معطوف على حلية مجرور {زبد} مبتدأ مؤخّر مرفوع {مثله} نعت لزبد مرفوع.. والهاء مضاف إليه الكاف حرف جرّ وتشبيه {ذلك} اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يضرب، والإشارة إلى المذكور المتقدّم واللام للبعد والكاف للخطاب {يضرب} مضارع مرفوع {اللّه} لفظ الجلالة فاعل مرفوع {الحقّ} مفعول به منصوب على حذف مضاف أي مثل الحقّ {الباطل} معطوف على {الحقّ} بالواو منصوب الفاء عاطفة تفريعيّة أمّا حرف شرط وتفصيل {الزبد} مبتدأ مرفوع الفاء رابطة لجواب الشرط يذهب مثل يضرب، والفاعل هو {جفاء} حال منصوبة الواو عاطفة أمّا مثل الأول {ما} اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ {ينفع الناس} مثل يضرب.. الحقّ، والفاعل هو وهو العائد، {فيمكث} مثل فيذهب {في الأرض} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يمكث}، {كذلك يضرب اللّه الأمثال} مثل كذلك... الحق.
جملة: {أنزل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {سالت أودية...} لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل.
وجملة: {احتمل السيل...} لا محلّ لها معطوفة على جملة سالت.
وجملة: {يوقدون...} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {ممّا يوقدون... زبد} لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل فهي مثل آخر.
وجملة: {يضرب اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أمّا الزبد فيذهب...} لا محلّ لها معطوفة على جملة يضرب اللّه..
وجملة: {يذهب جفاء...} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الزبد}.
وجملة: {ما ينفع الناس فيمكث...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الزبد فيذهب.
وجملة: {ينفع...} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {يمكث...} في محلّ رفع خبر المبتدأ {ما}.
وجملة: {يضرب اللّه...} الثانية لا محلّ لها استئنافيّة للتأكيد.