فصل: (سورة الرعد: آية 26)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الرعد: آية 26]

{اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ مَتاعٌ (26)}

.الإعراب:

{اللّه} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع {يبسط} مضارع مرفوع، والفاعل هو {الرّزق} مفعول به منصوب اللام حرف جرّ من اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ {يبسط}، {يشاء} مثل يبسط الواو عاطفة {يقدر} مثل يبسط الواو استئنافيّة {فرحوا} فعل ماض وفاعله، ويعود إلى الذين ينقضون عهد اللّه.. {بالحياة} جارّ ومجرور متعلّق بـ {فرحوا}، {الدّنيا} نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو واو الحال {ما} ناف مهمل {الحياة} مبتدأ مرفوع {الدّنيا} مثل الأول، مرفوع {في الآخرة} جار ومجرور حال من الحياة الدّنيا أي مقيسة في جنب الآخرة.. وفيه حذف مضاف {إلّا} أداة حصر {متاع} خبر المبتدأ مرفوع.
جملة: {اللّه يبسط...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يبسط الرّزق...} في محلّ رفع خبر المبتدأ {اللّه}.
وجملة: {يشاء...} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {يقدر...} في محلّ رفع معطوفة على جملة يبسط.
وجملة: {فرحوا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ما الحياة... إلّا متاع} في محلّ نصب حال.

.البلاغة:

- المجاز: في قوله تعالى: {وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا} أي بما بسط لهم فيها من النعيم، لأن فرحهم ليس بنفس الدنيا، فنسبة الفرح إليها مجازية. أو هناك تقديرا أي يبسط الحياة، أو الحياة الدنيا مجاز عما فيها.

.[سورة الرعد: الآيات 27- 28]

{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ (27) الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)}

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {يقول} مضارع مرفوع {الذين} موصول في محلّ رفع فاعل {كفروا} فعل ماض وفاعله {لولا} حرف تحضيض {أنزل} فعل ماض مبنيّ للمجهول على حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {أنزل}، {آية} نائب الفاعل مرفوع {من ربّه} جارّ ومجرور نعت لآية. والهاء مضاف إليه {قل} فعل أمر، والفاعل أنت {إنّ} حرف توكيد ونصب- ناسخ- {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب {يضلّ} مثل يقول، والفاعل هو {من} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به {يشاء} مثل يقول، والفاعل هو أي اللّه الواو عاطفة {يهدي} مثل يقول {إليه} مثل عليه متعلّق بـ {يهدي}، {من} مثل الأول {أناب} فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد.
جملة: {يقول...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفروا...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {أنزل عليه آية...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {قل...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {إنّ اللّه يضلّ...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يضلّ...} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {يشاء...} لا محلّ لها صلة الموصول {من} الأول.
وجملة: {يهدي...} في محلّ رفع معطوفة على جملة يضلّ.
وجملة: {أناب...} لا محلّ لها صلة الموصول {من} الثاني.
{الذين} موصول في محلّ نصب بدل من الموصول الثاني {من}- أو عطف بيان {آمنوا} مثل كفروا الواو عاطفة {تطمئنّ} مثل يقول {قلوبهم} فاعل مرفوع.. و{هم} ضمير مضاف إليه {بذكر} جارّ ومجرور متعلّق بـ {تطمئنّ}، {اللّه} مضاف إليه مجرور {ألا} أداة تنبيه {بذكر اللّه تطمئنّ القلوب} مثل تطمئنّ قلوبهم...
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {تطمئنّ قلوبهم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {تطمئنّ القلوب...} لا محلّ لها في حكم التعليل.

.البلاغة:

- العدول إلى صيغة المضارع: في قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ} فقد عدل عن عطف الماضي على الماضي، فلم يقل واطمأنت قلوبهم لسر من الأسرار يدق إلا على العارفين بأسرار هذه اللغة. وذلك لإفادة دوام الاطمئنان وتجدده حسب تجدد المنزل من الذكر.

.[سورة الرعد: آية 29]

{الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (29)}

.الإعراب:

{الذين} موصول مبتدأ {آمنوا} فعل ماض وفاعله الواو عاطفة {عملوا} مثل آمنوا {الصالحات} مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة {طوبى} مبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف اللام حرف جرّ و{هم} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ طوبى الواو عاطفة {حسن} معطوف على طوبى مرفوع {مآب} مضاف إليه مجرور.
جملة: {الذين آمنوا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {عملوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {طوبى لهم...} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.

.الصرف:

{طوبى}، مصدر من الطيب مثل البشرى والرجعى، وزنه فعلى بضمّ الفاء، وفيه إعلال بالقلب وأصله طيبي بضمّ الطاء وسكون الياء... فهو من طاب يطيب، فلمّا جاءت الياء ساكنة بعد ضمّ قلبت واوا.

.الفوائد:

(1) يقول ابن مالك:
ولا يجوز الابتداء بالنكرة ** ما لم تخصّص كعند زيد تمرة

فالأصل في المبتدأ أن يكون معرفة، ولا يكون نكرة الا بمسوّغ، والمسوغات كثيرة، قد تبلغ نيفا وثلاثين مسوغا، وترجع جميعها إلى العموم والخصوص. وإليك أهم هذه المسوغات:
أ- أن يتقدم الخبر على النكرة.
ب- أن يتقدم استفهام على النكرة.
ج- أن يتقدم عليها نفي.
ء- أن توصف النكرة.
ه- أن تكون النكرة عاملة.
و- أن تكون مضافة.
ز- أن تكون شرطا.
ح- أن تكون جوابا.
ط- أن تكون عامة.
ي- أن تكون دعاء.
ك- أن يكون فيها معنى التعجب.
ل- أن تكون خلفا عن موصوف.
م- أن تكون مصغرة.
ن- أن يقع قبلها واو الحال.
س- أن تكون معطوفة على معرفة.
ع- أن يعطف عليها موصوف.
ف- أن تكون مبهمة.
ص- أن تقع بعد لولا.
وثمة مسوغات أخرى ترجع إلى ما ذكرنا لك من المسوغات. وهذا بحث دقيق حقيق بالمراجعة والمعاودة.

.[سورة الرعد: آية 30]

{كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ (30)}

.الإعراب:

الكاف حرف جرّ وتشبيه، {ذلك} اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أرسلناك، والإشارة إلى إرسال الرسل، واللام للبعد، والكاف للخطاب {أرسلنا} فعل ماض مبنيّ على السكون.. ونا فاعل والكاف ضمير مفعول به {في أمّة} جارّ ومجرور متعلّق بـ {أرسلناك} أي إلى أمّة {قد} حرف تحقيق {خلت} فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والتاء للتأنيث، {من قبلها} جارّ ومجرور متعلّق بـ {خلت}.. وها ضمير مضاف إليه {أمم} فاعل خلت مرفوع اللام للتعليل {تتلو} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت {على} حرف جرّ و{هم} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {تتلو}، {الّذي} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به {أوحينا} مثل أرسلنا {إليك} مثل عليهم متعلّق بفعل أوحينا.
والمصدر المؤوّل: {أن تتلو..} في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ {أرسلناك}. الواو واو الحال {هم} ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {يكفرون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل {بالرّحمن} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يكفرون}، {قل} فعل أمر، والفاعل أنت {هو} مثل هم {ربّي} خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء. والياء مضاف إليه {لا} نافية للجنس {إله} اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب.. وخبر لا محذوف تقديره موجود {إلّا} أداة استثناء {هو} ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر {عليه} مثل عليهم متعلّق بـ {توكّلت} فعل ماض وفاعله الواو عاطفة {إليه} مثل عليهم متعلّق بخبر مقدّم {متاب} مبتدأ مؤخّر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.
والياء المحذوفة ضمير مضاف إليه أي متابي.
جملة: {أرسلناك...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قد خلت.. أمم} في محلّ جرّ نعت لأمّة.
وجملة: {تتلو...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن} المضمر.
وجملة: {أوحينا...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {هم يكفرون...} في محلّ نصب حال.
وجملة: {يكفرون...} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.
وجملة: {قل...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هو ربّي...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لا إله إلّا هو...} في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ {هو}.
وجملة: {توكّلت...} في محلّ رفع خبر ثالث للمبدأ {هو}.
وجملة: {إليه متاب...} في محلّ معطوفة على جملة توكّلت.

.الصرف:

{متاب}، مصدر ميميّ من تاب يتوب، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وفيه إعلال بالقلب، أصله متوب- بسكون التاء وفتح الواو- ثمّ سكّنت الواو ونقلت الحركة إلى التاء قبلها، ثمّ قلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها.