فصل: بحث بعنوان: من أسرار القرآن الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية: {وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمي}:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقد تقدَّم. هذا إذا قُلْنَا: إنَّ {تَرَوْنها} صفةٌ، أمَّا إذا قلنا: إنها مستأنفةٌ-كما سيأتي- فيتعيَّن أنْ لا عَمَدَ لها البتةَ.
والعامَّةُ على فتحِ العين والميم وهو اسمُ جمعٍ، وعبارةُ بعضِهم إنه جمعٌ، نَظَرَ إلى المعنى دون الصناعة، وفي مفرده احتمالان، أحدهما: أنه عِماد، ونظيرُه إهاب وأَهَب. والثاني: أنه عمود كأَدِيْم وأَدَم وقضيم وقَضَم، كذا قال الشيخ: وقال أبو البقاء: جمع عِماد، أو عَمود مثل: أَدِيمْ وأَدَم، وأَفِيْق وأَفَق، وإِهاب وأَهَب، ولا خامسَ لها. قلت: فجعلوا فَعُولًا كفَعِيْل في ذلك، وفيه نظر؛ لأنَّ الأوزانَ لها خصوصيةٌ فلا يلزمُ مِنْ جَمْعِ فَعِيل على كذا أن يُجْمع عليه فَعُول، فكان ينبغي أن يُنَظِّروه بأنَّ فَعُولًا جُمِعَ على فَعَل.
ثم قول أبي البقاء ولا خامسَ لها. يعني أنه لم يُجْمَعْ على فَعَل إلاَّ هذه الخمسةُ: عِماد، وعَمُود، وأَدِيم، وأَفِيْق، وإِهاب، وهذا الحصرُ ممنوعٌ لِما ذكرْتُ لكَ مِنْ نحو: قَضِيم وقَضَم. ويُجْمعان في القِلَّة على أَعْمِدة.
وقرأ أبو حَيْوة ويحيى بن وثاب {عُمُد} بضمتين، ومفرُده يحتمل أن يكونَ عِمادًا كشِهاب وشُهُب، وكِتاب وكُتُب، وأن يكون عَمُودًا كرَسُول ورُسُل، وقد قرِئ في السبع: {فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ} [الهمزة: 9] بالوجهين. وقال ابن عطية في {عَمَد}: اسم جمعِ عَمُود، والبابُ في جمعه عُمُد بضم الحروفِ الثلاثة كرَسُوْل ورُسُل.
قال الشيخ: وهذا وهمٌ، وصوابُه بضم الحرفين؛ لأن الثالث هو حرفُ الإِعراب، فلا تُعْتبر ضمةً في كيفية الجمع.
والعِماد والعَمود: ما يُعَمَّد به، أي: يُسْنَدُ، يقال: عَمَدْتُ الحائطَ أَعْمِدُه عَمْدًا، أي: أدْعَمْتُه فاعتمد الحائطُ على العِماد. والعَمَدُ: الأساطينُ. قال النابغة:
وخَيَّسَ الجنَّ إني قد أَذِنْتُ لهمْ ** يَبْنُون تَدْمُرَ بالصُّفَّاح والعَمَدِ

والعَمْدُ: هو قَصْدُ الشيءِ والاستنادُ إليه، فهو ضِدُّ السهو، وعمودُ الصبح: ابتداءُ ضوئِه تشبيهًا بعمود الحديد في الهيئة، والعُمْدَةُ: ما يُعتمد عليه مِنْ مالٍ وغيرِهِ، والعَميد: السيِّدُ الذي يَعْمِدُه الناسُ، أي: يَقْصِدُونه.
قوله: {تَرَوْنَهَا} في الضميرِ المنصوبِ وجهان، أحدهما: أنه عائدٌ على {عَمَد} وهو أقربُ مذكورٍ، وحينئذٍ تكون الجملةُ في محل جرٍّ صفةً ل {عَمَد}، ويجيءُ فيه الاحتمالان المتقدمان: من كونِ العَمَد موجودةً، لكنها لا تُرى، أو غيرَ موجودةٍ البتةَ.
والثاني: أن الضميرَ عائدٌ على {السماوات}. ثم في هذه الجملة وجهان، أحدُهما: أنها مستأنفةٌ لا محلَّ لها، أي: استشهد برؤيتهم لها كذلك، ولم يَذْكر الزمخشريُّ غيرَه. والثاني: أنها في محلِّ نصبٍ على الحال مِن {السماوات}، وتكونُ حالًا مقدرة؛ لأنها حين رَفْعِها لم نكن مَخْلُوْقِينَ، والتقدير: رَفَعَها مَرْئيةً لكم.
وقرأ اُبَيٌّ {تَرَوْنَه} مراعاةً للفظ {عَمَدَ} إذ هو اسمُ جمعٍ. وهذه القراءةُ رجَّح بها الزمخشريُّ كونَ الجملةِ صفةً ل {عَمَد}.
وزعم بعضُهم أنَّ {تَرَوْنَها} خبرٌ لفظًا، ومعناه الأمر، أي: رَوْها وانظروا إليها لتعتبروا بها. وهو بعيدٌ، ويتعيَّنُ على هذا أن تكونَ مستأنفةً؛ لأنَّ الطلبَ لا يقع صفةً ولا حالًا.
و{ثم} في {ثم استوى} لمجردِ العطفِ لا للترتيب؛ لأنَّ الاستواءَ على العرش غيرُ مرتَّبٍ على رَفْع السماوات.
قوله: {يُدَبِّرُ الأمر يُفَصِّلُ الآيات} قرأ العامَّةُ هذين الحرفين بالياء مِنْ تحتُ جَرْيًا على ضميرِ اسمِ الله تعالى، وفيهما وجهان، أحدُهما-وهو الظاهر-: أنهما مستأنفان للإِخبارِ بذلك. والثاني: أن الأولَ حالٌ مِنْ فاعلِ {سَخَّر}، والثاني حالٌ مِنْ فاعل {يُدَبِّر}.
وقرأ النخعي وأبان بن تغلب: {نُدَبِّرُ الأمرَ نُفَصِّل} بالنون فيهما، والحسنُ والأعمشُ {نُفَصِّل} بالنون، {يُدَبِّر} بالياء. قال المهدوي: لم يُخْتَلَفْ في {يُدَبِّر}، يعني أنه بالياء، وليس كما ذَكَر لِما قدَّمْتُه عن النخعيِّ وأبان بن تغلب. اهـ.

.بحث بعنوان: من أسرار القرآن الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية: {وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمي}:

بقلم الدكتور: زغلول النجار
هذا النص القرآني المعجز جاء في مستهل سورة الرعد، وهي سورة مكية مدنية، وعدد آياتها ثلاث وأربعون بعد البسملة، وبها سجدة تلاوة واحدة، وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة إلى حقيقة أن الرعد كغيره من ظواهر الكون يمثل صورة من صور تسبيح الكائنات غير المكلفة لله الخالق الذي أنزل في محكم كتابه قوله الحق: {تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا} [الإسراء: 44].
ويدور المحور الرئيسي لسورة الرعد حول قضية العقيدة ومن ركائزها الإيمان بالله الخالق الواحد القهار، وبالوحي الخاتم المنزل من الله الخالق علي خاتم انبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم وبأنه الحق الكامل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والايمان بملائكة الله وكتبه ورسله وبالبعث بعد الموت، وبالحساب وبالجنة وبالنار.
وتبدأ سورة الرعد بأربعة من الحروف الهجائية المقطعة وهي المر وقد وردت مرة واحدة في القرآن كله.
وهذه الفواتح الهجائية أو الحروف المقطعة هي من أسرار القرآن الكريم، التي توقف عن الخوض فيها أعداد من علماء المسلمين، مكتفين بتفويض الأمر فيها إلى الله-تعالى-، بينما يري عدد منهم ضرورة الاجتهاد في تفسيرها، وفهم دلالاتها، وإن لم يصلوا بعد إلى إجماع علي رأي واحد في ذلك.
وتؤكد سورة الرعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن القرآن الذي أنزل إليه من ربه هو الحق ولكن أكثر الناس لايؤمنون؛ ثم تعرض لعدد من آيات الله في الكون للاستشهاد بها علي طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في إنشاء الخلق، والاستدلال بذلك علي قدرته-سبحانه وتعالى- علي إفناء خلقه، وإعادة بعثه من جديد، وذلك لأن حجة الكافرين والمتشككين في كفرهم أو تشككهم كانت- ولاتزال- هي عجزهم عن فهم إمكانية البعث بعد تحلل الأجساد وتحولها إلى تراب، متجاهلين أن قدرة الله تعالى لاتحدها حدود؛ ولذلك ترد عليهم الآيات بصورة من صور عقاب المكذبين بالبعث يوم القيامة.
وتعجب الآيات من استعجال الكافرين لعذاب الله وكأنهم لم يعتبروا من قصص الأمم السابقة، وتؤكد أن الله تعالى.. لذو مغفرة للناس علي ظلمهم وأنه تعالى لشديد العقاب.
وتعجب الآيات كذلك من طلب الكافرين للمعجزات الحسية من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأن القرآن الكريم- علي عظم قدره- لم يكن معجزة كافية لهم، ولقد أرسل الرسول منذرا به وهاديا إليه، كما أرسل كل الرسل إلى أقوامهم من قبل؛ وأن الله تعالى هو عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال وأنه سبحانه قد أوكل بكل عبد من عباده ملائكة يحفظونه إلى أن يأتي أمر الله، وأنه تعالى لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم، وأنه سبحانه شديد المحال وأن له دعوة الحق ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال.
وتعيب الآيات علي الكافرين اتخاذهم أولياء من دون الله، لايملكون لأنفسهم نفعا ولاضرا، ولم يخلقوا شيئا، والله خالق كل شيء وهو الواحد القهار؛ وتتساءل: {..هل يستوي الأعمي والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور...}؟.
وتتحدث الآيات عن مصائر كل من المؤمنين والكافرين يوم القيامة، وتعرض لشيء من صفات كل منهم، وتؤكد أن الله-سبحانه وتعالى- يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، وأنه تعالى يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لايحب وتكرر تساؤل الكافرين عن المعجزات الحسية وترد عليهم بأن الله تعالى يضل من يشاء ممن أراد الضلالة، ويهدي من يشاء ممن طلب الهداية، وأن المؤمنين تطمئن قلوبهم بذكر الله لأن القلوب المؤمنة لاتطمئن إلا بذكره.
وتؤكد الآيات لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قد أرسله في أمة قد خلت من قبلها أمم، ليتلو عليهم الذي أوحي إليه، ويعلن إيمانه بالتوحيد الخالص لله تعالى، والتوكل الكامل عليه وحده، والإيمان بأن مرد كل موجود إليه!!
وتؤكد الآيات أنه لو أن كتابا إذا تليت آياته تحركت بها الجبال عن مواضعها، وتصدعت الأرض وغارت أجزاء منها، وخوطب بها الموتي فأجابوا من قبورهم... لكان هو القرآن الكريم؛ وعلي الرغم من ذلك فإن كثيرا من الكفار والمشركين قديما وحديثا في صدود عنه، وتآمر عليه وعلي أهله وخاصته، ولله الأمر جميعا...!!
وتطمئن الآيات المؤمنين بأن الله تعالى لو يشاء لهدي الناس جميعا، وأنه تعالى يعاقب الذين كفروا في الدنيا قبل الآخرة، فلا يزالون- بأعمالهم السيئة- تصيبهم القوارع الشديدة أو تنزل قريبا منهم، حتي يأتي أمر الله بإفنائهم والقضاء عليهم، والله لايخلف الميعاد.
وتثبت الآيات رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الرسل من قبله قد استهزيء بهم كما استهزأ الكافرون والمشركون- ولايزالون يستهزئون- بما يدعو إليه من الحق، وأن من سنن الله تعالى أن يأخذ الذين يستهزئون برسله أخذا وبيلا في الدنيا، وأن يجعل لهم في الآخرة من العذاب ما هو أشد وأنكي، وأن ليس لهم من واق من عذاب الله أبدا.
وبسبب كفر الكافرين، ومكرهم أضلهم الله، وجعل عقابهم النار، وهو سبحانه القائم علي كل نفس بما كسبت، والمجازي كلا بما يستحق، وفي المقابل تعرض الآيات لشيء من أوصاف الجنة التي وعد الله المتقين، وتؤكد ان من المفروض أن يفرح أهل الكتاب بما أنزل إلى خاتم الأنبياء والمرسلين صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين لأنه الصورة النهائية التي تكاملت فيها رسالة السماء، ولكن قطاعا غفيرا منهم قد كفر بها وجحدها جحودا كبيرا..!! وتؤكد الآيات أن إنزال القرآن الكريم حكما عربيا هو معجزة الرسول الخاتم والنبي الخاتم، وأنه ما كان لرسول أن يأتي بمعجزة إلا بإذن الله، وأن لكل أجل كتاب، وأن الله تعالى يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب؛ وأنه تعالى يحكم ولا معقب لحكمه، وهو سريع الحساب...!!
وتشير الآيات إلى مكر الأمم السابقة والذي لايكاد يختلف عن مكر الأمم الكافرة والمشركة اليوم، وفي كل زمان وتؤكد أن لله المكر جميعا، فهو تعالى يعلم ما تكسب كل نفس، وسوف يعلم الكفار لمن عقبي الدار...!!
وتختتم السورة الكريمة بخطاب موجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه إذا كان الكافرون والمشركون والضالون ينكرون بعثته الشريفة فإن الله تعالى يشهد بصدقها، كما يشهد كل من كان عنده علم من الكتاب، ويكفيه ذلك عن كل شاهد، والآيات تنطق بقول الحق-تبارك وتعالى-: {ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفي بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} [الرعد:43].
وتأكيدا علي صدق ما جاء بها من قواعد الدين، وأمور الغيب المطلق استشهدت سورة الرعد بعدد كبير من الآيات الكونية التي يمكن إيجازها فيما يلي:
(1) رفع السماوات بغير عمد مرئية أي بعمد غير مرئية أو بواسطة أخري غير العمد المرئية.
(2) تسخير كل من الشمس والقمر، وجعل كل منهما يجري لأجل مسمي، تأكيدا علي نهاية الكون.
(3) مد الأرض، وخلق الجبال رواسي لها، ومنابع للأنهار الجارية علي سطحها.
(4) خلق كل شيء في زوجية واضحة حتي يبقي الله تعالى متفردا بالوحدانية المطلقة فوق كافة خلقه.
(5) إغشاء الليل بالنهار في إشارة واضحة إلى دوران الأرض حول محورها أمام الشمس.
(6) الإشارة إلى تقسيم الغلاف الصخري للأرض بواسطة شبكة من الصدوع وذلك بالوصف القرآني المعجز الذي يقول فيه ربنا-تبارك وتعالى-: وفي الأرض قطع متجاورات...
(7) الإشارة إلى تفضيل الله تعالى بعض الثمار علي بعضها في الأكل، علي الرغم من تشابهها أحيانا وتباين أشكالها في أحيان أخري، وعلي الرغم من نموها علي أرض واحدة وسقياها بماء واحد. وهي إشارة إلى شيء من طلاقة القدرة الإلهية في إبداع الخلق.
(8) الإشارة إلى علم الله تعالى بما تحمل كل أنثي، وبما تغيض الأرحام وما تزداد، وأن كل شيء عنده بمقدار.
(9) التأكيد علي أن الله تعالى لاتخفي عليه خافية في الأرض ولا في السماء، وأن الغيب المكنون الذي لا تدركه حواس الإنسان مكشوف لعلم الله-تعالى-، الذي يتساوي فيه كل من عالمي الغيب والشهادة، في الماضي والحاضر والمستقبل.
(10) الإشارة إلى عدد من الظواهر الكونية المبهرة كالرعد، والبرق، والصواعق.
(11) الإشارة إلى إنشاء السحاب الثقال وإلي إنزال المطر منه.
(12) التأكيد علي سجود كل من في السماوات والأرض لله تعالى طوعا وكرها، وسجود ظلالهم لله-سبحانه وتعالى- بالغدو والآصال.
(13) الإقرار بأن الله تعالى هو خالق كل شيء.
(14) التأكيد علي إنقاص الأرض من أطرافها، وهي حقيقة لم تدرك إلا في القرن العشرين.
(15) تشبيه الباطل بزبد السيل، أو بزبد الفلزات المصهورة، وتشبيه الحق بما يمكث في الأرض مترسبا من ماء السيل من الجواهر والمعادن النفيسة والنافعة، أو بما يبقي بعد صهر الفلزات الثمينة والمفيدة مع خلطة من المركبات الكيميائية لتخليصها مما فيها من شوائب تطفو علي هيئة الخبث {الزبد}.
وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلى معالجة خاصة، ولذلك فسوف أقصر حديثي هنا علي قضية تسخير كل من الشمس والقمر، وجعل كل منهما يجري إلى أجل مسمي وقبل الوصول إلى ذلك أري لزاما علي استعراض أقوال عدد من كبار المفسرين في شرح دلالة هذا النص القرآني المعجزة.