فصل: تفسير الآيات (3- 4):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ثانيا: تسخير القمر:
القمر تابع صغير للأرض يبعد عنها بمسافة تقدر بحوالي 384،400 كيلو متر في المتوسط، وهو علي هيئة شبه كرة من الصخر، يقدر قطرها بحوالي 3474 كيلو مترا، ومساحة سطحها بحوالي 38 مليون كيلو متر مربع، وحجمها بحوالي 22 مليون مليون كيلو متر مكعب، ومتوسط كثافتها بحوالي 3،34 جرام للسنتيمتر المكعب، وكتلتها بحوالي 735 مليون مليون طن، ويتمثل تسخير القمر في النقاط التالية:
(1) تحديد الشهر القمري بدورة القمر حول الأرض:
يدور القمر حول الأرض في مدار شبه دائري يقدر طوله بحوالي 2،4 مليون كيلو متر بسرعة متوسطة تقدر بحوالي كيلو متر واحد في الثانية ليتم دورته الاقترانية حول الأرض في حوالي 29،5 يوم من أيام الأرض، هي الشهر القمري الاقتراني للأرض.
(2) تسخير أطوار شكل القمر لتقسيم الشهر إلى أسابيع وأيام:
إن كلا من منازل القمر، وأطواره المتتالية والتي يحددها مساحة وشكل الجزء المرئي من سطح القمر المنير وهو يتزايد سعة من الهلال الوليد حتي يصل إلى البدر الكامل، ثم يبدأ في التناقص حتي يصل إلى الهلال الأخير ومن بعده يدخل في طور المحاق لمدة يوم أو يومين إلى ميلاد الهلال الجديد يمكن تقسيم الشهر القمري إلى أسابيع متتالية وتقسيم كل اسبوع إلى أيام متتابعة بدقة فائقة.
(3) إضاءة سماء الأرض بمجرد غياب الشمس:
سطح القمر معتم تماما، وعلي الرغم من ذلك فإن الله تعالى قد أعطاه القدرة علي عكس ما قيمته 7.3% من أشعة الشمس الساقطة عليه، وبذلك ينير سماء الأرض بمجرد غياب الشمس، وذلك بمراحله المتتالية من الهلال الوليد، إلى ميلاد الهلال الجديد في أول الشهر التالي. وعلي ذلك فإن القمر في دورته الشهرية حول الأرض قد سخره ربنا-تبارك وتعالى- مصدرا للنور في ليل الأرض.
(4) تسخير القمر وسيلة من وسائل إتمام عمليتي المد والجزر وهما قوتان من قوي الأرض يعملان علي تفتيت صخور الشواطئ، وتكوين انواع عديدة من الرسوبيات والصخور الرسوبية علي طول تلك الشواطيء، كما تعملان علي تركيز العديد من الثروات المعدنية في رمالها.
هذا قليل من كثير من صور التسخير التي أعدتها الإرادة الإلهية بحكمة بالغة لكي يكون كل من الشمس والقمر لبنات صالحة في بناء الكون وفي انتظام حركة الحياة علي الأرض.
ثالثا: من الشواهد الحسية علي حتمية فناء كل من الشمس والقمر:
جاءت الإشارة القرآنية إلى تسخير كل من الشمس والقمر وإلي جريهما إلى أجل مسمي أو لأجل مسمي في أربعة مواضع من القرآن الكريم علي النحو التالي:
(1) {الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوي علي العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمي يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون} [الرعد: 2].
(2) {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمي ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه مايملكون من قطمير} [فاطر: 13].
(3) {خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل علي النهار ويكور النهار علي الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمي ألا هو العزيز الغفار} [الزمر: 5].
(4) {ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمي وأن الله بما تعملون خبير} [لقمان: 29].
ومعني ذلك أن كلا من الشمس والقمر يجري إلى نهايته المحتومة بقيام الساعة وأن هذا الأجل المسمي صورة من صور التسخير؛ والساعة لا تأتي إلا بغتة كما جاء في قول الحق-تبارك وتعالى-: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لايجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لايعلمون} [الأعراف: 187]
ولذلك فقد أبقي ربنا-تبارك وتعالى- في صفحة السماء من الشواهد الحسية ما يؤكد لكل ذي بصيرة حتمية فناء كل من الشمس والقمر.
فالشمس تفقد في كل ثانية من عمرها علي هيئة طاقة مايعادل 4،6 مليون طن من كتلتها، مما يعني أن الشمس تحترق بتدرج واضح ينتهي بها حتما إلى الفناء التام، ولكن الآخرة لن تنتظر فناء الشمس باحتراقها بالكامل، وذلك لأن الآخرة أمر إلهي بكن فيكون، وعلي ذلك لا تأتي إلا بغتة دون انتظار لحركة السنن الراهنة والتي أبقاها الله تعالى شاهدة علي حتمية الآخرة، وإن كانت الآخرة لن تتم بواسطتها..!!
ولما كانت الشمس تفقد من كتلتها باستمرار، فلابد أن تفقد الأرض من كتلتها قدرا متناسبا من أجل بقاء المسافة بينهما ثابتة، وهي محكومة بكتلتي هذين الجرمين ويتحدد بواسطتها قدر الطاقة التي تصل من الشمس إلى الأرض، والتي إن زادت أحرقت الأرض ومن عليها، وإن قلت جمدت الأرض ومن عليها. والأرض تفقد من كتلتها ملايين الأطنان من الغازات والأبخرة والأتربة عن طريق نشاطها البركاني، ويعود جزء من ذلك مرة أخري إلى الأرض، بينما تهرب الغازات والأبخرة والهباءات الخفيفة إلى فسحة السماء متفلتة من عقال جاذبية الأرض بالقدر الكافي الذي يبقي المسافة بين الأرض والشمس ثابتة وذلك كله بتقدير من الخالق الحكيم الخبير العليم.
كذلك فإن المسافة بين القمر والأرض تحكمها- بعد إرادة الله تعالي- قوانين الجاذبية المعتمدة علي كتلة كل منهما؛ ولما كانت الأرض تفقد من كتلتها بمعدلات ثابتة، ومتوازية مع ماتفقده الشمس، كان لابد للقمر لكي يبقي علي نفس المسافة من الأرض ان يفقد من كتلته قدرا موازيا. ولكن هذا لا يتحقق. كذلك فإنه لما كان مدار القمر حول الأرض، ومدار كل من الأرض والقمر حول الشمس مدارا بيضاني الشكل أي علي هيئة القطع الناقص، ولما كان من قوانين الحركة في مدار القطع الناقص أن السرعة المحيطية تخضع لقانون تكافؤ المساحات مع الزمن، بمعني اختلاف مقدار السرعة علي طول المحيط باختلاف مقدار البعد عن مركز الثقل، فإن القمر عندما يقترب من الأرض في مداره حولها تزداد سرعته المحيطية فتزداد قوة الطرد المركزي له من الأرض، وإلا ارتطم بها فدمرها ودمرته. وعندما يبتعد القمر عن الأرض وهو يسبح في مداره حولها فإن سرعته المحيطية تقل، فتقل قوة الطرد المركزي له، وإلا انفلت من عقال جاذبية الأرض حتي يضيع في فسحة السماء أو تلتهمه الشمس؛ ولذلك تتراوح سرعة سبح القمر في مداره حول الأرض بين 3888،3483 كيلو مترا في الساعة، بمتوسط 3675 كيلومترا في الساعة، أي في حدود كيلو متر واحد في الثانية تقريبا وهي نفس سرعة دورانه حول محوره، ولذا نري منه وجها واحدا.
ولكن نظرا لوجود غلاف مائي غامر لثلاثة أرباع سطح الأرض تقريبا، ووجود غلاف غازي ممتد لآلاف الكيلو مترات حول الأرض، وانعدام ذلك تقريبا حول القمر وعلي سطحه، فقد ثبت ان الأرض تفقد من سرعة دورانها حول محورها- بفعل كل من الأمواج البحرية خاصة عمليتي المد والجزر في البحار الضحلة، وحركة الرياح- مايقدر بحوالي الواحد من الألف من الثانية في كل قرن من الزمان.
وهذا النقص في سرعة دوران الأرض حول محورها- علي ضآلته- يؤدي إلى تزايد مطرد في سرعة دوران القمر حول محوره مما يدفعه إلى التباعد عن الأرض بمعدل ثلاثة سنتيمترات في كل سنة، ويقدر علماء الفلك أن هذا التباعد التدريجي للقمر سوف يخرجه حتما في لحظة من اللحظات من نطاق أسر الأرض له إلى نطاق جاذبية الشمس فتبتلعه وتكون في ذلك نهايته الحتمية وهنا تكفي الإشارة إلى سبق القرآن الكريم بتقرير حتمية ابتلاع الشمس للقمر من قبل ألف وأربعمائة سنة وذلك بقول الحق-تبارك وتعالى-: {فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر} [القيامة:7- 9].
وقد يقول قائل أننا إذا عرفنا معدل ما تفقده الشمس من كتلتها أو معدل تباعد القمر عن الأرض في كل سنة فإنه بإمكاننا أن نحدد لحظة ابتلاع الشمس له، ولحظة انهيارها وفنائها وهي بداية الآخرة، والآخرة من الغيب المطلق الذي لايعلمه إلا الله-تعالى-. وللرد علي ذلك اكرر ان الآخرة أمر إلهي، لا علاقة له بسنن الدنيا، ولكن الله تعالى من رحمته بنا قد ابقي لنا في صخور الأرض، وفي صفحة السماء، من الشواهد الحسية مايقطع بحتمية فناء الكون حتي لايتشكك متنطع في الإيمان بحتمية الآخرة فإنها إذا لم تقع بالأمر الإلهي كن فيكون- كما لايريد الكافرون أن يؤمنوا- فسوف تقع حتما بالسنن القائمة الحاكمة لدنيانا الراهنة، وهي واضحة لكل ذي بصيرة..!!
هذه الحقائق العلمية لم يصل اليها العلم الكسبي إلا في أواخر القرن العشرين.
كذلك فإن في قوله تعالى في أربعة مواضع من القرآن الكريم بتسخير الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمي أو إلى أجل مسمي، تأكيد علي حتمية فناء الكون.
فسبحان الذي انزل القرآن الكريم: أنزله بعلمهعلي خاتم أنبيائه ورسله، وتعهد بحفظه بنفس لغة وحيه اللغة العربية، فحفظه حفظا كاملا علي مدي أربعة عشر قرنا أو يزيد، وإلي أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، حفظه الله تعالى بصفائه الرباني، وإشراقاته النورانية، وحقائقه الكونية، وعقائده الصحيحة، وعباداته المفروضة من الله-تعالى-، ودستوره الأخلاقي الفريد، وتشريعاته العادلة، واستعراضه التاريخي الدقيق لعدد من الأمم البائدة، وصدق إنبائه بالغيب،، فالحمد لله علي نعمة الإسلام، والحمدلله علي نعمة القرآن، وصلي الله وسلم وبارك علي الرسول الخاتم الذي تلقاه، وعلي من تبعه بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. اهـ..

.تفسير الآيات (3- 4):

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

.قال البقاعي:

ولما انقضى ما أراد من آيات السماوات، ثنى بما فيما ثنى به في آية يوسف من الدلالات فقال: {وهو} أي وحده: {الذي مد الأرض} ولو شاء لجعلها كالجدار أو الأزج لا يستطاع القرار عليها، وهذا لا ينافي أن تكون كرية، لأن الكرة إذا عظمت كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح، كما أن الجبال أوتاد والحيوان يستقر عليها: {وجعل فيها} جبالًا مع شهوقها: {رواسي} أي ثوابت، واحدها راسية أي ثابتة باقية في حيزها غير منتقلة عن أماكنها لا تتحرك، فلا يتحرك ما هي راسية فيه.
ولما غلب على الجبال وصفها بالرواسي، صارت الصفة تغني عن الموصوف فجمعت جمع الاسم كحائط وكاهل- قاله أبو حيان، ولما كانت طبيعة الأرض واحدة كان حصول الجبل في جانب منها دون آخر ووجود المعادن المتخالفة فيها تارة جوهرية، وتارة خامية، وتارة نفطية، وتارة كبريتية- إلى غير ذلك، دليلًا على اختصاصه تعالى بتمام القدرة والاختيار لأن الجبل واحد في الطبع كما أن تأثير الشمس واحد، فقال تعالى: {وأنهارًا} أي وجعل فيها خارجة منها، وأكثر ما تكون الأنهار من الجبال، لأنها أجسام صلبة عالية، وفي خلال الأرض أبخرة فتصاعد تلك الأبخرة المتكونة في قعر الأرض، ولا تزال تخرق حتى تصل إليها فتحتبس بها فلا تزال تتكامل حتى يعظم تكاثفها، فإذا بردت صارت ماء فيحصل بسببها مياه كثيرة كما تنعقد الأبخرة البخارية المتكاثفة في أعالي الحمامات إذا بردت وتتقاطر، فإذا تكامل انعقاد تلك المياه وعظمت شقت أسافل الجبال أو غيرها من الأماكن التي تستضعفها لقوتها وقوة الأبخرة المصاحبة لها، فإن كان لتلك المياه مدد من جهة الفواعل والقوابل بحيث كلما نبع منها شيء حدث عقيبه شيء، وهكذا على الاتصال فهي النهر، والنهر: المجرى الواسع من مجاري الماء، وأصله الاتساع، ومنه النهار- لاتساع ضيائه.
ولما ذكر الأنهار ذكر ما ينشأ عن المياه فقال: {ومن كل الثمرات} ويجوز أن يكون متعلقًا بما قبله، ثم يكون كأنه قيل: من ينتفع بهذه الأشياء؟ فقيل: {جعل فيها} أي الأرض: {زوجين اثنين} ذكرًا وأنثى من كل صنف من الحيوان ينتفع بها، ويجوز أن يكون متعلقًا بما بعده فيكون التقدير: وجعل فيها من كل الثمرات زوجين اثنين ذكرًا وأنثى تنتفع الأنثى بلقاحها من الذكر أو قربه منها فيجود ثمرها؛ والثمرة طعمة الشجرة، والزوج: شكل له قرين من نظير أو نقيض، فكأنه قيل: ما الذي ينضجها؟ فقال: {يغشي اليل النهار} أي والنهار الليل، فينضج هذا بحره ويمسك هذا ببرده، فيعتدل فعلهما على ما قدره تعالى لهما في السير من الزيادة والنقصان للحر والبرد للإخراج والإنضاج إلى غير ذلك من الحكم النافعة في الدين والدنيا الظاهر لكل ذي عقل أنها بتدبيره بفعله واختياره وقهره واقتداره.
ولما ساق سبحانه هذه الآيات مفصلة إلى أربع وكان فيها دقة، جمعها وناطها بالفكر فقال: {إن في ذلك} أي الذي وقع التحديث عنه من الآيات متعاطفًا: {لآيات} أي دلالات واضحات عجيبات باهرات على أن ذلك كله مستند إلى قدرته واختياره، ونبه على أن المقام يحتاج إلى تعب بتجريد النفس من الهوى وتحكيم العقل صرفًا بقوله: {لقوم} أي ذوي قوة زائدة على القيام فيما يحاولونه: {يتفكرون} أي يجتهدون في الفكر، قال الرماني: وهو تصرف القلب في طلب المعنى، ومبدأ ذلك معنى يُخطره الله تعالى على بال الإنسان فيطلب متعلقاته التي فيها بيان عنه من كل وجه يمكن فيه، والختم بالتفكر إشارة إلى الاهتمام بإعطاء المقام حقه في الرد على الفلاسفة، فإنهم يسندون حوادث العالم السفلي إلى الاختلافات الواقعة في الأشكال الكوكبية، وهو كلام ساقط لمن تفكر فيما قرره سبحانه في الآية السالفة من إسقاط وروده من أنه سبحانه هو الذي أوجد الأشياء كلها من عدم ثم أخذ في تدبيرها، فاختصاص كل شيء من الأجرام العلوية بطبع وصفة وخاصية إنما هو بتخصيص المدبر الحكيم الفاعل بالاختيار، فصار وجود الحوادث السفلية لو سلم أنه متأثر عن الحوادث العلوية إنما يكون مستندًا إليها باعتبار السببية، والسبب والمسبب مستند إلى الصانع القديم المدبر الحكيم.