فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وَيُرْسِلُ الصواعق فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء} فيُهلكه بذلك: {وَهُمْ} أي الكفرةُ المخاطبون في قوله تعالى: {هُوَ الذي يُرِيكُمُ البرق} وقد التُفت إلى الغَيبة إيذانًا بإسقاطهم عن درجة الخِطاب وإعراضًا عنهم وتعديدًا لجناياتهم لدى كلِّ من يستحق الخطابَ كأنه قيل: هو الذي يفعل أمثالَ هذه الأفاعيلِ العجيبةِ من إراءة البرقِ وإنشاء السحابِ الثقالِ وإرسالِ الصواعقِ الدالةِ على كمال علمِه وقدرتِه ويعقِلُها مَنْ يعقِلها من المؤمنين، أو الرعدُ نفسه أو الملكُ الموكلُ به والملائكةُ ويعملون بموجب ذلك من التسبيح والحمد والخوفِ من هيبته تعالى وهم أي الكفرة الذين حُكيت هَناتُهم مع ذلهم وهوانهم وحقارةِ شأنهم: {يجادلون في الله} أي في شأنه تعالى حيث يفعلون ما يفعلون من إنكار البعثِ واستعجالِ العذاب استهزاءً واقتراحِ الآيات، فالواو لعطف الجملةِ على ما قبلها من قوله تعالى: {هُوَ الذي يُرِيكُمُ البرق} الخ، أو على قوله: {الله يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ} الخ، وأما العطفُ على قوله تعالى: {وَيَقُولُ الذين كَفَرُواْ} كما قيل فلا مجال له لأن قوله تعالى: {الله يَعْلَمُ} الخ، استئنافٌ لبيان بطلانِ قولهِم ذلك ونظائرِه من استعجال العذابِ وإنكار البعثِ قاطعٌ لعطف ما بعده على ما قبله، وقيل: للحال أي فيصيب بالصواعق من يشاء وهم في الجدال.
وقد أريد به ما أصاب أربدَ بنَ ربيعةَ أخا لبيد فإنه أقبل مع عامر بن الطفيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبغيانه الغوائلَ فدخلا المسجد وهو عليه الصلاة والسلام جالسٌ في نفر من الأصحاب رضي الله عنهم فاستشرفوا لجمال عامر وكان من أجمل الناسِ وقد كان أوصى إلى أربد أنه إذا رأيتَني أكلم محمدًا عليه الصلاة والسلام فدُرْ من خلفه واضرِبْه بالسيف، فجعل يكلمه عليه الصلاة والسلام فدار أربد من خلفه عليه الصلاة والسلام فاخترط من سيفه شبرًا فحبسه الله تعالى فلم يقدِر على سلّه وجعل عامرٌ يومئ إليه فرأى النبيُّ عليه الصلاة والسلام الحالَ، فقال: «اللهم اكفِنيهما بما شئت» فأرسل الله عز وجل على أربد صاعقةً في يوم صحْوٍ صائفٍ فأحرقتْه وولى عامرٌ هاربًا فنزل في بيت امرأة سَلولية فلما أصبح ضم عليه سلاحَه وتغيّر لونُه وركب فرسه فجعل يركُض في الصحراء ويقول: ابرُزْ يا ملكَ الموت، ويقول الشعر، ويقول: واللاتِ لئن أصْحر لي محمد وصاحبُه يعني ملك الموت لأنفُذنَّهما برمحي، فأرسل الله تعالى ملكًا فلطَمه بجناحه فأرداه في التراب فخرجت على ركبته في الوقت غُدةٌ عظيمة فعاد إلى بيت السَّلولية وهو يقول: غُدة كغدة البعير وموتٌ في بيت سَلولية، ثم عاد بفرسه فركبه فأجراه حتى مات على ظهره. وقيل: أريد به ما روي عن الحسن: أنه كان رجلٌ من طواغيت العرب فبعث النبيُّ عليه الصلاة والسلام نفرًا من أصحابه يدعونه إلى الله عز وجل، فقال لهم: أخبروني عما تدعونني إليه ما هو ومم هو؟ من ذهب، أم من فضة، أم من نحاس، أم من حديد، أم من دُرّ؟ فاستعظموا مقالتَه فرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ما رأينا رجلًا أكفرَ قلبًا ولا أعتى على الله منه، فقال عليه الصلاة والسلام: «ارجُعوا إليه» فما زاد إلا مقالتَه الأولى وأخبثَ، فرجعوا إليه عليه الصلاة والسلام وأخبَروه بما صنع، فقال عليه الصلاة والسلام: «ارجِعوا إليه» فبينما هم عنده ينازعونه إذ ارتفعت سحابةٌ ورعَدت وبرِقت ورمَتْ بصاعقة فاحترق الكافرُ فجاءوا يسعَوْن ليخبروه عليه الصلاة والسلام بالخبر فاستقبلهم الأصحاب فقالوا: احترق صاحبُكم، قالوا: من أين علمتم؟ قالوا: أُوحيَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
{وَهُوَ شَدِيدُ المحال} أي والحالُ أنه شديدُ المماحلة والمماكرةِ لأعدائه من مَحَله إذا كاده وعرّضه للهلاك، ومنه تمحّل إذا تلكف استعمال الحِيل، وقيل: هو مُحالٌ من المَحْل بمعنى القوة، وقيل: مُحوّل من الحول أو الحيلة أُعلَّ على غير قياس، ويعضُده أنه قرئ بفتح الميم على أنه مَفعَل من حال يحول إذا احتال ويجوز أن يكون بمعنى الفقار فيكون مثلًا في القوة والقدرة كقولهم: فساعدُ الله أشدُّ وموساه أحدّ.
{لَهُ دَعْوَةُ الحق} أي الدعوةُ الثابتة الواقعة في محلها المجابةُ عند وقوعِها، والإضافةُ للإيذان بملابستها للحق واختصاصِها به وكونِه بمعزل من شائبة البطلانِ والضَّياع والضلال كما يقال كلمةُ الحق، وقيل: له دعوةُ الله سبحانه أي الدعوةُ اللائقة بحضرته كما في قوله عليه الصلاة والسلام: «فمن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله فهجرتُه إلى الله ورسوله» والتعرضُ لوصف الحقّية لتربية معنى الاستجابةِ، والأولى هو الأولُ لقوله تعالى: {وَمَا دُعَاء الكافرين إِلاَّ في ضلال} وتعلقُ الجملتين بما قبلهما من حيث أن إهلاكَ أربد وعامرٍ مِحالٌ من الله تعالى وإجابةٌ لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما إن كانت الآية نزلت في شأنهما أو من حيث إنه وعيدٌ للكفرة على مجادلة رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلول مِحالِه بهم وتحذيرٌ لهم بإجابة دعوتِه عليهم: {والذين يَدْعُونَ} أي الأصنامَ الذين يدعوهم المشركون فحُذف العائد: {مِن دُونِهِ} من دون الله عز وجل: {لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَئ} من طلباتهم: {إِلاَّ كباسط كَفَّيْهِ إِلَى الماء} أي إلا استجابةً كائنة كاستجابه الماء لمن بسَط كفيه إليه من بعيد، فالاستجابةُ مصدرٌ من المبني للفاعل على ما يقتضيه الفعلُ الظاهر أعني لا يستجيبون، ويجوز أن يكون من المبنيِّ للمفعول ويُضاف إلى الباسط بناءً على استلزام المصدرِ من المنبي للفاعل للمصدر من المبني للمفعول وجودًا وعدمًا، فكأنه قيل: لا يستجيبون لهم بشيء فلا يستجاب لهم إلا استجابةً كائنة كاستجابة من بسط كفيه إلى الماء كما في قوله:
وعضةُ دهرٍ يا ابنَ مروانَ لم تدَع ** من المال إلا مُسْحتٌ أو مجلِّفُ

أي لم تدع فلم يبق إلا مسحتٌ أو مجلِّف: {لِيَبْلُغَ} أي الماءُ بنفسه من غير أن يؤخذ بشيء من إناء ونحوه: {فَاهُ وَمَا هُوَ} أي الماء: {بِبَالِغِهِ} ببالغ فيه أبدًا لكونه جمادًا لا يشعُر بعطشه ولا ببسط يدِه إليه فضلًا عن الاستطاعة لما أراده من البلوغ إلى فيه، شبّه حالُ المشركين في عدم حصولهم في دعاء آلهتِهم على شيء أصلًا وركاكةِ رأيهم في ذلك بحال عطشانَ هائمٍ لا يدري ما يفعل قد بسط كفيه من بعيد إلى الماء يبغي وصولَه إلى فيه من غير ملاحظةِ التشبيه في جميع مفرداتِ الأطراف، فإن الماءَ في نفسه شيءٌ نافع بخلاف آلهتِهم، والمرادُ نفيُ الاستجابةِ رأسًا إلا أنه قد أُخرج الكلامُ مُخرج التهكم بهم فقيل: لا يستجيبون لهم شيئًا من الاستجابة إلا استجابةً كائنة في هذه الصورةِ التي ليست فيها شائبةُ الاستجابة قطعًا فهو في الحقيقة من باب التعليقِ بالمحال، وقرئ {تدعون} بالتاء وكباسطٍ بالتنوين: {وَمَا دُعَاء الكافرين إِلاَّ في ضلال} أي ذهاب وضَياعٍ وخَسار. اهـ.

.قال الألوسي:

{هُوَ الذي يُرِيكُمُ البرق خَوْفًا}
من الصاعقة: {وَطَمَعًا} في الغيث قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن أنه قال: خوفًا لأهل البحر وطمعًا لأهل البر.
وعن قتادة خوفًا للمسافر من أذى المطر وطمعًا للمقيم في نفعه، وعن الماوردي خوفًا من العقاب وطمعًا في الثواب، والمراد من البر معناه المتبادر وعن ابن عباس أن المراد به الماء فهو مجاز من باب إطلاق اليء على ما يقارنه غالبًا.
ونصب: {خَوْفًا وَطَمَعًا} على أنهعما مفعول له ليركم واتحاد فاعل العلة والفعل المعلل ليس شرطًا للنصب مجمعًا، ففي شرح الكافية للرضى وبعض النحاة لا يشترط تشاركهما في الفاعل وهو الذي يقوي في ظني وإن كان الأغلب هو الأول.
واستدل على جواز عدم التشارك بما ذكرناه في حواشينا على شرح القطر للمصنف.
وفي همع الهوامع وشرط الأعلم والمتأخرون المشاركة للفعل في الوقت والفاعل ولم يشترط ذلك سيبويه ولا أحد من المتقدمين، واحتاج المشترطون إلى تأويل هذا للاختلاف في الفاعل فإن فاعل الإراءة هو الله تعالى وفاعل الطمع والخوف غيره سبحانه فقيل: في الكلام مضاف مقدر وهو إرادة أي يريكم ذلك إرادة أن تخافوا وتطمعوا فالمفعول له المضاف المقدر وفاعله وفاعل الفعل المعلل به واحد، وقيل: الخوف والطمع موضوعان موضع الإخافة والأطماع كما وضع النبات موضع الإنبات في قوله تعالى: {والله أَنبَتَكُمْ مّنَ الأرض نَبَاتًا} [نوح: 17] والمصادر ينوب بعضها عن بعض أو هما مصدران محذوفًا الزوائد كما في شرح التسهيل، وقيل: إنهما مفعول له باعتبار أن المخاطبين رائين لأن إراءتهم متضمنة لرؤيتهم والخوف والطمع من أفعالهم فهم فعلوا الفعل المعلل بذلك وهو الرؤية فيرجع إلى معنى قعدت عن الحرب جبنًا وهذا على طريقة قول النابغة الذبياني:
وحلت بيوتي في يفاع ممنع ** يخال به راعي الحمولة طائرًا

حذارا على أن لا تنال مقادتي ** ولانسوتي حتى يمتن حرائرا

حيث قيل: إنه على معنى أحللت بيوتي حذارًا، ورد ذلك المولى أبو السعود بأنه لا سبيل إليه لأن ما وقع في معرض العلة الغاثية لاسيما الخوف لا يصلح علة لرؤيتهم.
وتعقبه عزمي زاده وغيره بأن كلام واه لأن القائل صرح بأنه من قبيل قعدت عن الحرب جبنًا ويريد أن المقعول له حامل على الفعل وموجود قبله وليس مما جعل في معرض العلة الغائية كما قالوا في ضربته تأديبًا فلا وجه للرد عليه بما ذكر، وقيل: التعليل هنا مثله في لام العاقبة لا أن ذلك من قبيل قعدت عن الحرب جبنًا كما ظن لأن الجبن باعث على القعود دونهما للرؤية وهو غير وارد لأنه باعث بلا شيبهة، واعترض عليه العزمي بأن اللام المقدرة في المفعول له لم يقل أحد بأنها تكون لام العاقبة ولا يساعده الاستعمال وهو ليس بشيء، كيف وقد قال النحاة كما في الدر المصون: إنه كقول النابغة السابق، وقال أيضًا: بقي هاهنا بحث وهو أن مقتضى جعل الآية نحو قعدت إلى آخره على ما قاله ذلك القائل أن يكون الخوف والطمع مقدمين في الوجود على الرؤية وليس كذلك بل هما إنما يحصلان منها ويمكن أن يقال: المراد بكل من الخوف والطمع على ما قاله ما هو من الملكات النفسانية كالجبن في المثال المذكور ويصح تعليل الرؤية من الإراءة بهما يعني أن الرؤية من الإراءة بهما يعني أن الرؤية التي تقع بإراءة الله سبحانه إنما كانت لما فيهم من الخوف والطمع إن لو لم يكن في جبلتهم ذلك لما كان لتلك الرؤية فائدة. اهـ، ولا يخفى ما فيه من التعسف، وقد علمت أنه غير وارد، وقيل: إن النصب على الحالية من: {البرق} أو المخاطبين بتقدير مضاف أو تأويل المصدر باسم المفعول أو الفاعل أو إبقاء المصدر على ما هو عليه للمبالغة كما قيل في زيد عدل: {وَيُنْشِئ} أي الغمام المنسحب في الهواء: {السحاب الثقال} بالماء وهي جمع ثقيلة وصف بها السحاب لكونه اسم جنس في معنى الجمع ويذكر ويؤنث فكأنه جمع سحابة ثقيلة لا أنه جمع أو اسم جنس جمعى لا طلاقة على الواحد وغيره.
{وَيُسَبّحُ الرعد} قيل: هو اسم للصوت المعلوم والكلام على حذف مضاف أي سامعو الرعد أو الإسناد مجازي من باب الإسناد للحامل والسبب، والباء في قوله سبحانه: {بِحَمْدِهِ} للملابسة، والجار والمجرور في موضع الحال أي يسبح السامعون لذلك الصوت ملتبسين بحمد الله تعالى فيضجون بسبحان الله والحمد لله.
وقيل: لا حذف ولا تجوز في الإسناد وإنما التجوز في التسبيح والتحميد حيث شبه دلالة الرعد بنفسه على تنزيهه تعالى عن الشريك والعجز بالتسبيح والتنزيه اللفظي ودلالته على فضله جل شأنه ورحمته بحمد الحامل لما فيهما من الدلالة على صفات الحمال، وقيل: إنه مجاز مرسل استعمل في لازمه، وقيل: الرعد اسم ملك فإسناد التسبيح والتحميد إليه حقيقة.
قال في الكشف: والأشبه في الآية الحمل على الإسناد المجازي ليتلاءم الكلام فإن الرعد في المتعارف يقع على الصوت المخصوص وهو الذي يقرن بالذكر مع البرق والسحاب والكلام في إراءة الآيات الدالة على القدرة الباهرة وإيجادها وتسبيح ملك الرعد لا يلائم ذلك، أما حمل الصوت المخصوص للسامعين على التسبيح والحمد فشديد الملائمة جدًا، وإذا حمل على الإسناد حقيقة فالوجه أن يكون اعتراضًا دلالة على اعتراف الملك الموكل بالسحاب وسائر الملائكة بكمال قدرته سبحانه جلت قدرته وجحود الإنسان ذلك، وأنت تعلم أن تسبيح الملائكة على ما ادعى أنه الأشبه يبقى كالاعتراض في البين، والذي اختاره أكثر المحدثين كون الإسناد حقيقيًا بناء على أن الرد اسم للملك الذي يسوق السحاب، فقد أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وآخرون عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أخبرنا ما هذا الرعد؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ملك من ملائكة الله تعالى موكل بالسحاب بيديه مخراق من نار يزجر به السحاب يسوق حيث أمره الله تعالى قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال عليه الصلاة والسلام: صوته فقالوا: صدقت، والأخبار في ذلك كثيرة، واستشكل بأنه لو كان علمًا للملك لما ساغ تنكيره وقد تنكيره وقد نكر في البقرة، وأجيب بأن له إطلاقين ثانيهما إطلاقه على نفس الصوت والتنكير على هذا الإطلاق، وقال ابن عطية: وقيل: إن الرعد ريح تخفق بين السحاب، وروى ذلك عن ابن عباس، وتعقبه أبو حيان بقوله: وهذا عندي لا يصح فإن ذلك من نزغات الطبيعيين وغيره.
وقال الإمام: إن المحققين من الحكماء يذكرون أن هذه الآثار العلوية إنما تتم بقوى روحانية فلكية وللسحاب روح معين من الأرواح الفلكية يدبره وكذا القول في الرياح وسائر الآثار العلوية، وهو عين ما قلنا: من أن الرعد اسم لملك من الملائك يسبح الله تعالى، فهذا الذي قاله المفسرون بهذه العبارة هو عين ما ذكره المحققون من الحكماء فكيف يليق بالعاقل الإنكار. اهـ.
وتعقبه أبو حيان أيضًا بأن غرضه جريان ما يتخيله الفلاسفة على مناهج الشريعة ولن يكون ذلك أبدًا، ولقد صدق رحمه الله تعالى في عدم صحة التطبيق بين ما جاءت به الشريعة وما نسجته عناكب أفكار الفلاسفة.