فصل: قال أبو السعود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فالحسنى مبتدأ، وخبره في قوله: للذين.
والذين لم يستجيبوا مبتدأ، خبره ما بعده.
وغاير بين جملتي الابتداء لما يدل عليه تقديم الجار والمجرور في الاعتناء والاهتمام، وعلى رأي الزمخشري من الاختصاص أي: لهؤلاء الحسنى لا لغيرهم.
ولأن قراءة شيوخنا يقفون على قوله: {الأمثال}، ويبتدئون {للذين}.
وعلى هذا المفهوم أعرب الحوفي {الحسني} مبتدأ، و{للذين} خبره، وفسر ابن عطية وفهم السلف.
قال ابن عباس: جزاء الحسنى وهي لا إله إلا الله.
وقال مجاهد: الحياة الحسنى ما في الطيبة.
وقيل: الجنة لأنها في نهاية الحسنى.
وقيل: المكافأة أضعافًا.
وعلق الزمخشري للذين بقوله يضرب فقال: {للذين استجابوا} متعلقة بـ: {يضرب} أي: كذلك يضرب الله الأمثال للمؤمنين الذين استجابوا، وللكافرين الذين لم يستجيبوا أي: هما مثلًا الفريقين.
والحسنى صفة لمصدر {استجابوا} أي: استجابوا الاستجابة الحسنى.
وقولهم: {لو أن لهم} كلام مبتدأ، ذكر ما أعد لغير المستجيبين انتهى.
والتفسير الأول أولى، لأنه فيه ضرب الأمثال غير مقيد بمثل هذين، والله تعالى قد ضرب أمثالًا كثيرة في هذين وفي غيرهما، ولأنه فيه ذكر ثواب المستجيبين بخلاف قول الزمخشري، فكما ذكر ما لغير المستجيبين من العقاب، ذكر ما للمستجيبين من الثواب.
ولأنّ تقديره الاستجابة الحسنى مشعر بتقييد الاستجابة، ومقابلتها ليس نفي الاستجابة مطلقًا، إنما مقابلها نفي الاستجابة الحسنى، والله تعالى قد نفى الاستجابة مطلقًا.
ولأنه على قوله يكون قوله: {لو أن لهم ما في الأرض جميعًا}، كلامًا مفلتًا مما قبله، أو كالمفلت، إذ يصير المعنى: كذلك يضرب الله الأمثال للمؤمنين والكافرين.
{لو أن لهم ما في الأرض}، فلو كان التركيب بحرف رابط لو بما قبلها زال التفلت، وأيضًا فيوهم الاشتراك في الضمير، وإن كان تخصيص ذلك بالكافرين معلومًا لهم.
وأيضًا فقد جاء هذا التركيب، وتقدم تفسير مثل قوله: {لو أن لهم ما في الأرض جميعًا ومثله معه لافتدوا به}، و{سوء الحساب} قال ابن عباس: أن لا تقبل حسناتهم ولا تغفر سيئاتهم.
وقال النخعي: وشهد وفرقران يحاسب على ذنوبه كلها، ويحاسب ويؤاخذ بها من غير أن يغفر له شيء.
وقال أبو الجوزاء: المناقشة.
وقيل: للتوبيخ عند الحساب والتقريع، وتقدم تفسير مثل: {ومأواهم جهنم وبئس المهاد}. اهـ.

.قال أبو السعود:

وبعد ما بُيِّن شأنُ كل من الحق والباطلِ حالًا ومآلًا أُكملَ بيانٍ شُرع في بيان حالِ أهلِ كل منهما مآلًا تكميلًا للدعوة ترغيبًا وترهيبًا فقيل: {لِلَّذِينَ استجابوا لِرَبّهِمُ} إذ دعاهم إلى الحق بفنون الدعوةِ التي من جملتها ضربُ الأمثال فإنه ألطفُ ذريعةٍ إلى تفهيم القلوب الغبيةِ وأقوى وسيلةٍ إلى تسخير النفوسِ الأبية، كيف لا وهو تصويرٌ للمعقول بصورة المحسوسِ وإبرازٌ لأوابد المعاني في هيئة المأنوس فأيُّ دعوةٍ أولى منه بالاستجابة والقَبول: {الحسنى} أي المثوبةُ الحسنى وهي الجنة: {والذين لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ} وعاندوا الحقَّ الجليَّ: {لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا في الأرض} من أصناف الأموال: {جَمِيعًا} بحيث لم يشِذَّ منه شاذٌّ في أقطارها أو مجموعًا غيرَ متفرقٍ بحسب الأزمان: {وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ} أي بما في الأرض ومثلَه معه جميعًا ليتخلّصوا عما بهم، وفيه من تهويل ما يلقاهم ما لا يحيط به البيانُ، فالموصولُ مبتدأٌ والشرطيةُ كما هي خبرُه لكن لا على أنها وضُعت موضِعَ السوآى فوقعت في مقابلة الحُسنى الواقعةِ في القرينة الأولى لمراعاة حسنِ المقابلة فصار كأنه قيل: وللذين لم يستجيبوا له السوآى كما يوهم، فإن الشرطيةَ وإن دلت على كمال سوءِ حالِهم لكنها بمعزل من القيام مقامَ لفظ السوآى مصحوبًا باللام الداخلةِ على الموصول أو ضميرِه، وعليه يدور حصولُ المرام، وإنما الواقعُ في تلك المقابلة سوءُ الحساب في قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوء الحساب} وحيث كان اسمُ الإشارة الواقعُ مبتدأً في هذه الجملة عبارةً عن الموصول الواقعِ مبتدأً في الجملة السابقة كان خبرُها أعني الجملةَ الظرفية خبرًا عن الموصول في الحقيقة ومبيِّنًا لإبهام مضمونِ الشرطيةِ الواقعةِ خبرًا عنه أولًا، ولذلك تُرك العطفُ فصار كأنه قيل: والذين لم يستجيبوا له لهم سوءُ الحساب، وذلك في قوة أن يقال: وللذين لم يستجيبوا له لهم سوءُ الحساب مع زيادة تأكيدٍ فتم حسنُ المقابلة على أبلغ وجهٍ وآكدِه، ثم بيِّن مؤدى ذلك فقيل: {وَمَأْوَاهُمُ} أي مرجعهم: {
جَهَنَّمَ} وفيه نوعُ تأكيد لتفسير الحسنى بالجنة: {وَبِئْسَ المهاد} أي المستقرُّ، والمخصوصُ بالذم محذوفٌ، وقيل: اللام في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ استجابوا لِرَبّهِمُ} متعلقةٌ بقوله: {يَضْرِبُ الله الامثال} أي الأمثالَ السالفةَ وقوله: {الحسنى} صفةٌ للمصدر أي استجابوا الاستجابةَ الحسنى وقوله: {والذين لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ} معطوفٌ على الموصول الأولِ، وقوله: لو أن لهم الخ، كلامٌ مستأنفٌ مسوقٌ لبيان ما أُعدّ لغير المستجيبين من العذاب، والمعنى كذلك يضرب الله الأمثالَ للمؤمنين المستجيبين والكافرين المعاندين، أي هما مثلًا الفريقين.
وأنت خبير بأن عنوانَ الاستجابة وعدمَها لا مناسبة بينه وبين ما يدور عليه أمرُ التمثيل وأن الاستعمالَ المستفيضَ دخولُ اللامِ على من يُقصد تذكيره بالمثَل، نعم قد يُستعمل في هذا المعنى أيضًا كما في قوله سبحانه:
{ضَرَبَ الله مَثَلًا لّلَّذِينَ امرأة فِرْعَوْنَ إِذْ} ونظائرِه، على أن بعضَ الأمثالِ المضروبة لاسيما المثلُ الأخيرُ الموصول بالكلام ليس مثلَ الفريقين بل مثلٌ للحق والباطل ولا مساغ لجعل الفريقين مضروبًا لهم أيضًا بأن يُجعل في حكم أن يقال: كذلك يضربُ الله الأمثالَ للناس إذ لا وجه حينئذ لتنويعهم إلى المستجيبين وغيرِ المستجيبين فتأمل. اهـ.

.قال الألوسي:

وبعد ما بين تعالى شأنه شأن كل من الحق والباطل حالًا ومآلا أكمل بيان شرع في بيان حال أهل كل منهما مآلا تكميلا للدعوة ترغيبًا وترهيبًا فقال سبحانه: {لِلَّذِينَ استجابوا لِرَبّهِمُ} إذ دعاهم إلى الحق بفنون الدعوة التي من جملتها ضرب الأمثال فإن له لما فيه من تصوير المعقول بصورة المحسوس تأثيرًا بليغًا في تسخير والنفوس، والجار والمجرور خبر مقدم، وقوله سبحانه: {الحسنى} أي المثوبة الحسنى وهي الجنة كما قال قتادة وغيره، وعن مجاهد الحياة الحسنى أي الطيبة التي لا يشوبها كدر أصلا.
وعن ابن عباس أن المراد جزاء الكلمة الحسنى وهي لا إله إلا الله وفيه من البعد ما لا يخفى مبتدأ مؤخر: {والذين لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ} سبحانه وعاندوا الحق الجلي: {لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا في الأرض} من أصناف الأموال: {جَمِيعًا} بحيث لم يشذ منه شاذ في أقطارها أو مجموعًا غير متفرق بحسب الأزمان: {وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ} أي بالمذكور مما في الأرض ومثله معه جميعًا ليتخلصوا عما بهم، وفيه من تهويل ما يلقاهم ما لا يحيط به البيان، والموصول مبتدأ والجملة الشرطية خبره وهي على ما قيل واقعة موقع السوأي المقابلة للحسنى الواقعة في القرينة الأولى فكأنه قيل: وللذين لم يستجيبوا له السوأى.
وتعقب بأن الشرطية وان دلت على سوء حالهم لكنها بمعزل عن القيام مقام لفظ السوأى مصحوبًا باللام الجارة الداخلة على الموصول أو ضميره وعليه يدور حصول المرام؛ فالذي ينبغي أن يعول عليه أن الواقع في تلك المقابلة سوء الحساب في قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوء الحساب} وحيث كان اسم الإشارة الواقع مبتدأ في هذه الجملة عبارة عن الموصول الواقع مبتدأ في الجملة السابقة كان خبره أعني الجملة الظرفية خبرًا عن الموصول في الحقيقة ومبينًا لإبهام مضمون الشرطية الواقعة خبرًا عنه أولا ولذلك ترك العطف فكأنه قيل: والذين لم يستجيبوا له لهم سوء الحساب وذلك في قوة أن يقال: وللذين لم يستجيبوا له سوء الحساب مع زيادة تأكيد فتم حسن المقابلة على أبلغ وجه وآكده.
واعتذر بأنه يمكن أن يكون المراد أن: {لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا في الأرض جَمِيعًا} إلى آخر الآية واقع موقع ذلك على معنى أن رعاية حسن المقابلة لقوله تعالى: {لِلَّذِينَ استجابوا لِرَبّهِمُ الحسنى} تقتضي أن يقال: وللذين لم يستجيبوا له السوأى ولا يزاد على ذلك لكنه جيئ بقوله سبحانه: {لَوْ أَنَّ لَهُمْ} إلخ بدل ما ذكر، ولعل في كلام الطيبي ما يستأنس به لذلك.
وإلى اعتبار السوأى في المقابلة ذهب أيضًا صاحب الكشف قال: إن قوله تعالى: {لَوْ أَنَّ لَهُمْ} في مقابلة الحسنى يدل السوأى مع زيادة تصوير وتحسير، وأوثر الأجمال في الأول دلالة على أن جزاء المستجيبين لا يدخل تحت الوصف فتدبر، والمراد بسوء الحساب أي الحساب السيء على ما روي عن إبراهيم النخعي والحسن أن يحاسبوا بذنوبهم كلها لا يغفر لهم منها شيء وهو المعنى بالمناقشة.
وعن ابن عباس هو أن يحاسبوا فلا تقبل حسناتهم ولا تغفر سيآتهم: {وَمَأْوَاهُمُ} أي مرجعهم: {جَهَنَّمَ} بيان لمؤدي ما تقدم وفيه نوع تأييد لتفسير الحسنى بالجنة: {وَبِئْسَ المهاد} أي المستقر، والمخصوص بالذم محذوف أي مهادهم أو جهنم.
وقال الزمخشري: اللام في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ استجابوا} متعلقة: {يَضْرِبُ الله الامثال} [الرعد: 17] وقوله سبحانه: {الحسنى} صفة للمصدر أي استجابوا الاستجابة الحسنى، وقوله عز وجل: {والذين لَمْ يَسْتَجِيبُواْ} معطوف على الموصول الأول، وقوله جل وعلا: {لَوْ أَنَّ لَهُمْ} إلخ كلام مستأنف مسوق لبيان ما أعد لغير المستجيبين من العذاب، والمعنى كذلك يضرب الله تعالى الأمثال للمؤمنين المستجيبين والكافرين المعاندين أي هما مثلا الفريقين انتهى، قال أبو حيان: والتفسير الأول أولى لأن فيه ضرب الأمثال غير مقيد بمثل هذين، والله تعالى قد ضرب أمثالًا كثيرة في هذين وفي غيرهما ولأن فيه ذكر ثواب المستجيبين بخلاف هذا ولأن تقدير الاستجابة الحسنى مشعر بتقييد الاستجابة ومقابلها ليس نفي الاستجابة مطلقًا وإنما هو نفى الاستجابة الحسنى والله تعالى قد نفى الاستجابة مطلقًا ولأنه حينئذ يكون: {لَوْ أَنَّ لَهُمْ} إلخ كلامًا مفلتًا أو كالمفلت إذ يصير المعنى كذلك يضرب الله الأمثال للمؤمنين والكافرين لو أن لهم الخ، ولو كان هناك حرف يربط: {لَوْ} بما قبلها زال التفلت، وأيضًا أنه يوهم الإشراك في الضمير وإن كان تخصيص ذلك بالكافرين معلومًا: وتعقب بأنه لا كلام في أولوية التفسير الأول لكن كون ما ذكر وجهًا لها محل كلام إذ لا مقتضى في التفسير الثاني لتقييد الأمثال عمومًا بمثل هذين، ألا ترى قوله تعالى: {كذلك} ثم إن فيه تفهيم ثواب المستجيبين أيضًا ألا يرى إلى القصر المستفاد من تقديم الظرف، وأيضًا قوله تعالى: {الحسنى} صفة كاشفة لا مفهوم لها فإن الاستجابة لله تعالى لا تكون إلا حسنى وكيف يكون قوله سبحانه: {لَوْ أَنَّ لَهُمْ} إلخ مفلتًا وقد قالوا: إنه كلام مبتدأ لبيان حال المستجيبين يعنون انه استئناف بياني جواب للسؤال عن مآل حالهم ثم كيف يتوهم الإشتراك مع كون تخصيصه بالكافرين معلومًا. انتهى.
قال بعض المحققين: إن ما ذكر متوجه بحسب بادئ الرأي والنظرة الأولى أما إذا نظر بعين الانصاف بعد تسليم أن ذاك أولى وأقوى علم أن ما قاله أبو حيان وارد فإن قوله تعالى: {كذلك} يقتضي أن هذا شأنه وعادته عز شأنه في ضرب الأمثال فيقتضي أن ما جرت به العادة القرآنية مقيد بهؤلاء وليس كذلك، وما ذكره المتعقب ولو سلم فهو خلاف الظاهر.
وأما قوله: إن المستجيبين معلوم مما ذكره ففرق بين العلم ضمنًا والعلم صراحة، وأما أن الصفة مؤكدة أو لا مفهوم لها فخلاف الأصل أيضًا، وكون الجملة غير مرتبطة بما قبلها ظاهر، والسؤال عن حال أحد الفريقين مع ذكرهما ملبس، وعود الضمير على ما قبله مطلقًا هو المتبارد وما ذكر لا يدفع الإيهام.
وفي إرشاد العقل السليم بعد نقل التفسير الأخير وحمل الأمثال فيه على الأمثال السابقة: وأنت خبير بأن عنوان الاستجابة وعدمها لا مناسبة بينه وبين ما يدور عليه أمر التمثيل وأن الاستعمال المستفيض دخول اللام على من يقصد تذكيره بالمثل.
نعم قد يستعمل في هذا المعنى أيضًا كما في قوله تعالى: {ضَرَبَ الله مَثَلًا لّلَّذِينَ امرأة فِرْعَوْنَ إِذْ} [التحريم: 11] ونظائره، على أن بعض الأمثال المضروبة لاسيما المثل الأخير الموصول بالكلام ليس مثل الفريقين بل مثل للحق والباطل ولا مساغ لجعل الفريقين مضروبًا لهم أيضًا بأن يجعل في حكم أن يقال: كذلك يضرب الله الأمثال للناس إذ لا وجه حينئذ لتنويعهم إلى المستجيبين وغير المستجيبين؛ ويؤيد هذا ما في الكشف حيث قال: إن جعل: {لِلَّذِينَ استجابوا} من تتمة الأمثال لا من صلة يضرب متكلف لأنهما مثلا الحق والباطل بالاصالة ومن صلة: {يَضْرِبُ} [الرعد: 17] أبعد لأن الأمثال إنما ضربت لمن يعقل.
ثم إن كون المراد بالأمثال الأمثال السابقة مبني على أن ما تقدم كان أمثالًا والمشهور أنه مثلان، نعم أخرج ابن جرير وغيره عن قتادة أنه قال في الآية: هذه ثلاثة أمثال ضربها الله تعالى في مثل واحد، وبعد هذا كله لا شك في سلامة التفسير الأول من القيل والقال وانه الذي يستدعيه النظم الجليل لأن تمام حسن الفاصلة أن تكون كاسمها ولهذا انحط قول امرئ القيس:
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلى ** بصبح وما إلا صباح منك بأمثل

عن قول المتنبي:
إذا كان مدحًا فالنسيب المقدم ** أكل فصيح قال شعرًا متيم

وهو الذي فهمه السلف من الآية، ومن هنا كان أكثر الشيوخ يقفون على الأمثال ويتبدءون بقوله تعالى: {لِلَّذِينَ استجابوا} وقال صاحب المرشد: إنه وقف تام والوقف على: {الحسنى} حسن وكذا على: {لاَفْتَدَوْاْ بِهِ} والعجب من الزمخشري كيف اختار خلاف ذلك مع وضوحه والله تعالى أعلم. اهـ.