فصل: قال الشوكاني في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



روي أنّ عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة أخا لبيد وفدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قاصدين لقتله فأخذه عامر بالمجادلة ودار أربد من خلفه ليضربه بالسيف فتنبه له رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «اللهمّ اكفنيهما بما شئت». فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة فقتلته، ورمى عامر بغدة فمات في بيت سلولية فكان يقول: غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية فنزلت. وعن الحسن أنه قال: كان رجل من طواغيت العرب بعث إليه النبيّ صلى الله عليه وسلم نفرًا يدعونه إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: أخبروني عن رب محمد الذي تدعونني إليه مم هو؟ أمن ذهب أو فضة أو حديد أو نحاس؟ فاستعظم القوم مقالته فانصرفوا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا رجلًا أكفر قلبًا ولا أعتى على الله منه. فقال صلى الله عليه وسلم: «ارجعوا إليه» فرجعوا إليه فجعل لا يزيدهم على مقالته الأولى وقال: أجيب محمد إلى رب لا أراه ولا أعرفه فانصرفوا وقالوا: يا رسول الله، ما زادنا على مقالته الأولى وأخبث فقال: «ارجعوا إليه» فرجعوا فبينما هم عنده ينازعونه ويدعونه وهو يقول هذه المقالة إذ ارتفعت سحابة فكانت فوق رؤوسهم فرعدت وبرقت ورمت بصاعقة فأحرقت الكافر وهم جلوس فجاؤوا يسعون ليخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبلهم قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: احترق صاحبكم فقالوا: من أين علمتم؟ فقالوا: أوحى الله تعالى إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم: {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال} واختلف المفسرون في قوله تعالى: {وهوشديد المحال} فقال عليّ رضي الله عنه: شديد الأخذ. وقال ابن عباس: شديد الحول. وقال مجاهد: شديد القوة. وقال أبو عبيدة: شديد القوة والمغالبة. واختلف في قوله تعالى: {له}، أي: الله: {دعوة الحق} فقال عليّ: دعوة الحق التوحيد. وقال ابن عباس: شهادة أن لا إله إلا الله. وقال الحسن: الحق هو الله تعالى وكل دعاء إليه دعوة الحق. {والذين يدعون}، أي: وهم الكفار. {من دونه}، أي: غير الله وهي الأصنام: {لا يستجيبون}، أي: الأصنام: {لهم}، أي: الكفار: {بشيء} مما يطلبونه من نفع أو دفع ضر: {إلا}، أي: الاستجابة: {كباسط}، أي: كاستجابة باسط: {كفيه إلى الماء}، أي: على شفير البئر يدعوه: {ليبلغ فاه}، أي: بارتفاعه من البئر إليه: {وما هو}، أي: الماء: {ببالغه}، أي: فاه أبدًا؛ لأنه جماد لا يشعر بدعائه ولا يقدر على إجابته، فكذلك ما هم بمستجيبين لهم أبدًا؛ لأنّ أصنامهم كذلك، وقيل: شبهوا في قلة فائدة دعائهم لآلهتهم بمن أراد أن يغرف الماء بيديه ليشربه فبسط كفيه ناشرًا أصابعهما، ولم يصل كفاه إلى ذلك الماء ولم يبلغ مطلوبه من مشربه، ثم أنه تعالى عمم في أنه لا يستجاب لهم بقوله تعالى: {وما دعاء الكافرين إلا في ضلال}، أي: ضياع لا منفعة فيه؛ لأنهم إن دعوا الله لم يجبهم وإن دعوا آلهتهم لم تستطع إجابتهم، وقيل: المراد بالدعاء في الحالين العبادة وقوله تعالى: {ولله يسجد من في السموات والأرض} يحتمل أن يراد به السجود على حقيقته وهو وضع الجبهة، وعلى هذا فيكون قوله تعالى: {طوعًا} للملائكة والمؤمنين من الثقلين حالتي الشدّة والرخاء وقوله تعالى: {وكرهًا} للكافرين والمنافقين الذين أكرهوا على السجود بالسيف وأن يراد به التعظيم والاعتراف بالعبودية، فكل من السموات والأرض معترف بعبودية الله تعالى كما قال تعالى: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولنّ الله} الزخرف وأن يراد به الانقياد والخضوع وترك الامتناع، وكل من في السموات والأرض ساجد لله بهذا المعنى؛ لأنّ قدرته ومشيئته نافذة في الكل.
تنبيه: قوله تعالى: {طوعًا وكرهًا} إمّا مفعول من أجله وإمّا حال، أي: طائعين وكارهين. واختلف في تفسير قوله تعالى: {وظلالهم بالغدوّ}، أي: البكر: {والآصال}، أي: العشايا، أي: تسجد فقال أكثر المفسرين: كل شخص سواء كان مؤمنًا أو كافرًا، فإن ظله يسجد لله. قال مجاهد: ظل المؤمن يسجد لله تعالى وهو طائع، وظل الكافر يسجد لله تعالى وهو كاره. وقال الزجاج: جاء في التفسير أن الكافر يسجد لغير الله وظله يسجد لله. قال ابن الأنباريّ: ولا يبعد أن يخلق الله تعالى في الظلال عقولًا وأفهامًا تسجد بها لله وتخشع. وقيل: المراد من سجود الظلال ميلها من جانب إلى جانب وطولها بسبب انحطاط الشمس وقصرها بسبب ارتفاع الشمس وهي منقادة مسلسلة في طولها وقصرها وميلها من جانب إلى جانب. وإنما خص الغدوّ والآصال بالذكر؛ لأنّ الظلال إنما تعظم وتكثر في هذين الوقتين.
تنبيه: الغدوّ جمع غداة كقنى وقناة، والآصال جمع الأصل، والأصل جمع أصيل، وهو ما بين العصر إلى غروب الشمس. ولما بيّن تعالى أن كل من في السموات والأرض ساجد لله تعالى عدل إلى الردّ على عباد الأصنام بقوله تعالى: {قل} يا أشرف الخلق على الله تعالى لقومك: {من رب السموات والأرض}، أي: من مالكهما وما فيهما ومدبرهما وخالقهما؟: {قل الله}، أي: أجب عنهم بذلك إن لم يقولوه، ولا جواب لهم غيره، ولأنه البين الذي لا يمكن المراء فيه ولقنهم الجواب به. وروي أنه لما قال للمشركين ذلك عطفوا عليه وقالوا: أجب أنت فأمره الله تعالى، فأجاب بذلك، ثم ألزمهم الحجة على عبادتهم الأصنام بقوله تعالى: {قل} لهم: {أفاتخذتم من دونه}، أي: غير الله: {أولياء}، أي: أصنامًا تعبدونها: {لا يملكون لأنفسهم نفعًا} يجلبونه: {ولا ضرًّا} يدفعونه فكيف يملكون لكم ذلك؟ وقرأ ابن كثير وحفص بإظهار الذال في اتخذتم عند التاء، والباقون بالإدغام، ثم ضرب الله تعالى مثلًا للمشركين الذين يعبدون الأصنام والمؤمنين الذين يعبدون الله فقال تعالى: {قل هل يستوي الأعمى والبصير} قال ابن عباس: يعني المشرك والمؤمن، وإنما مثل الكافر بالأعمى؛ لأنه لا يهتدي سبيلًا، فكذلك الكافر لا يهتدي سبيلًا. ثم ضرب الله مثلًا للإيمان والكفر بقوله تعالى: {أم هل تستوي الظلمات}، أي: الكفر: {والنور}، أي: الإيمان؟ الجواب: لا. وقرأ شعبة وحمزة والكسائي: {يستوي} بالياء على التذكير، والباقون بالتاء على التأنيث، وأمّا اللام من هل هنا فلا تدغم على القراءتين. {أم جعلوا لله شركاء} والهمزة للانكار، وقوله تعالى: {خلقوا كخلقه} صفة شركاء، أي: خلقوا سموات وأرضين وشمسًا وقمرًا وجبالًا وبحارًا وجنًا وإنسًا. {فتشابه الخلق}، أي: خلق الشركاء بخلق الله: {عليهم} من هذا الوجه فلا يدرون ما خلق الله ولا ما خلق آلهتهم، فاعتقدوا استحقاق عبادتهم بخلقهم، وهذا استفهام إنكار، أي: ليس الأمر كذلك ولا يستحق العبادة إلا الخالق. ولما كان من المعلوم قطعًا أن جوابهم أن الخلق كله لله لزمتهم الحجة فقال تعالى: {قل} لهؤلاء المشركين: {الله خالق كل شيء}، أي: مما يصح أن يكون مخلوقًا، فهو من العموم الذي يراد به الخصوص، فلا يدخل في ذلك صفات الله تعالى، وإذا كان لا خالق غيره فلا يشاركه في العبادة أحد، فوجب أن ينفرد بالإلهية كما قال تعالى: {وهو الواحد}، أي: الذي لا يجانسه شيء، وكل ما سواه لا يخلو عن مماثل يماثله، وأين رتبة من يماثل من رتبة من لا مثل له؟: {القهار} الذي كل شيء تحت قهره، فيدخل تحت قضائه ومشيئته وإرادته، ثم ضرب تعالى مثلًا للحق والباطل بقوله تعالى: {أنزل من السماء}، أي: السحاب أو السماء نفسها: {ماء}، أي: مطرًا: {فسالت أودية}، أي: أنهار جمع واد، وهو الموضع الذي يسيل الماء فيه بكثرة فاتسع فيه، واستعمل للماء الجاري فيه، وتنكيرها؛ لأنّ المطر يأتي على تناوب بين البقاع: {بقدرها}، أي: بمقدارها الذي علم الله تعالى أنه نافع غير ضارّ، أو بمقداره في الصغر والكبر. {فاحتمل السيل زبدًا رابيًا}، أي: عاليًا هو ما على وجهه من قذر ونحوه: {ومما توقدون عليه من النار}، أي: من جواهر الأرض الذهب والفضة والنحاس والحديد: {ابتغاء}، أي: طلب: {حلية}، أي: زينة: {أو متاع}، أي: ينتفع به كالأواني إذا أذيبت، وآلات الحرب والحرث، والمقصود من هذا بيان منافعها: {زبد مثله}، أي: مثل زبد السيل، وهو خبثه الذي ينفيه الكير، ومن للابتداء أو للتبعيض. وقرأ حفص وحمزة والكسائي بالياء على الغيبة على أن الضمير للناس وإضماره للعلم به، والباقون بالتاء على الخطاب: {كذلك}، أي: مثل هذا الضرب العلي الرتب المتبين السبب: {يضرب الله}، أي: الذي له الأمر كله: {الحق والباطل}، أي: مثلهما، فإنه تعالى مثل الحق في إفادته وثباته بالماء الذي ينزل من السماء، فتسيل به الأودية على قدر الحاجة والمصلحة، فيننتفع به أنواع المنافع، ويمكث في الأرض بأن يثبت بعضه في منافعه، ويسلك بعضه في عروق الأرض إلى العيون والقنيّ والآبار، ومثل الباطل في قلة نفعه وسرعة زواله بزبدهما وهو قوله تعالى: {فأما الزبد}، أي: من السيل وما أوقد عليه من الجواهر: {فيذهب جفاء}.
قال أبو حيان: مضمحلًا، أي: متلاشيًا لا منفعة فيه ولا بقاء له. وقال ابن الأنباري: متفرّقًا، وانتصابه على الحال. {وأما ما ينفع الناس} من الماء ومن الجواهر الذي هو مثل الحق. {فيمكث في الأرض}، أي: يثبت ويبقى لينتفع به أهلها: {كذلك}، أي: مثل ذلك الضرب: {يضرب}، أي: يبين: {الله} الذي له الإحاطة الكاملة علمًا وقدرة: {الأمثال} فيجعلها في غاية الوضوح، وإن كانت في غاية الغموض. قال أهل المعاني: هذا مثل ضربه الله تعالى للحق والباطل، فالباطل وإن علا على الحق في بعض الأوقات والأحوال، فإن الله يمحقه ويبطله، ويجعل العاقبة للحق وأهله كالزبد الذي يعلو على الماء، فيذهب الزبد فيبقى الماء الصافي الذي ينفع، وكذلك الصفو من هذه الجواهر يبقى، ويذهب العلو الذي هو الكدر وهو ما ينفيه الكير مما يذاب من جواهر الأرض كذلك الحق والباطل. وقيل: هذا مثل للمؤمن واعتقاده وانتفاعه بالإيمان كمثل الماء الصافي الذي ينتفع به الناس، ومثل الكافر وخبث اعتقاده كمثل الزبد الذي لا ينتفع به البتة. ثم إنه تعالى لما ذكر الحق والباطل ذكر ما لأهلهما من الثواب والعقاب فقال تعالى: {للذين استجابوا لربهم}، أي: أجابوه إلى ما دعاهم إليه من التوحيد والعدل والنبوّة وبعث الأموات، والتزام الشرائع الواردة على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم: {الحسنى} قال ابن عباس وقال أهل المعاني: الحسنى هي المنفعة العظمى في الحسن، وهي المنفعة الخالصة عن شوائب المضرّة الدائمة الخالصة عن الانقطاع المقرونة بالتعظيم والإجلال، ولم يذكر تعالى الزيادة هاهنا؛ لأنه تعالى ذكرها في سورة أخرى وهي قوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} يونس هذا ما لأهل الحق، وأمّا ما لأهل الباطل فهو ما ذكره بقوله جل من قائل: {والذين لم يستجيبوا له} وهم الكفرة فلهم أنواع ثلاثة من العذاب والعقوبة، فالنوع الأوّل قوله تعالى: {لو أنّ لهم ما في الأرض جميعًا ومثله معه لافتدوا به}، أي: جعلوه فكاك أنفسهم بغاية جهدهم؛ لأنّ المحبوب بالذات لكل إنسان هو ذاته، وكل ما هو سواه فهو إنما يحبه لكونه وسيلة إلى مصالح ذاته، فإذا كانت النفس في الضر والألم والتعب وكان مالكًا لما يساوي عالم الأجناس والأرواح، فإنه يرضى بأن يجعله فداء نفسه؛ لأنّ المحبوب بالعرض لابد وأن يكون فداء لما كان محبوبًا بالذات، والكناية في به عائدة إلى ما في قوله ما في الأرض.
والنوع الثاني من أنواع العذاب الذي أعده الله تعالى لهم ما ذكره بقوله تعالى: {أولئك لهم سوء الحساب} وهو المناقشة فيه، وعن النخعي بأن يحاسب العبد بذنبه كله لا يغفر منه شيء، وإنما نوقشوا؛ لأنهم أحبوا الدنيا وأعرضوا عن المولى، فلما ماتوا بقوا محرومين عن معشوقهم الذي هو الدنيا وبقوا محرومين من الفوز بسعادة خدمة المولى.
والنوع الثالث من عقوباتهم ما ذكره بقوله تعالى: {ومأواهم}، أي: مرجعهم: {جهنم} وذلك لأنهم كانوا غافلين عن الاشتغال بخدمة المولى عاشقين للذات الدنيا، فإذا ماتوا فارقوا معشوقهم، فيحترقون على مفارقتها، وليس عندهم شيء آخر يجبر هذه المصيبة، فلذلك كان مأواهم جهنم. ثم إنه تعالى وصف هذا المأوى بقوله عز من قائل: {وبئس المهاد}، أي: الفراش، والمخصوص بالذم محذوف، أي: جهنم. ونزل في حمزة وأبي جهل، وقيل: في عمار وأبي جهل. اهـ.

.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12)}
لما خوّف سبحانه عباده بإنزال مالًا مرد له أتبعه بأمور ترجى من بعض الوجوه، ويخاف من بعضها، وهي البرق، والسحاب، والرعد، والصاعقة، وقد مر في أول البقرة تفسير هذه الألفاظ وأسبابها.
وقد اختلف في وجه انتصاب: {خَوْفًا وَطَمَعًا} فقيل: على المصدرية، أي: لتخافوا ولتطمعوا طمعًا، وقيل: على العلة بتقدير إرادة الخوف والطمع، لئلا يختلف فاعل الفعل المعلل وفاعل المفعول له، أو على الحالية من البرق، أو من المخاطبين بتقدير ذوي خوف.
وقيل غير ذلك مما لا حاجة إليه.
قيل: والمراد بالخوف هو الحاصل من الصواعق، وبالطمع هو الحاصل في المطر، وقال الزجاج: الخوف للمسافر لما يتأذى به من المطر، والطمع للحاضر.
لأنه إذا رأى البرق طمع في المطر، الذي هو سبب الخصب: {وَيُنْشِئ السحاب الثقال} التعريف للجنس، والواحدة سحابة، والثقال: جمع ثقيلة، والمراد أن الله سبحانه يجعل السحاب التي ينشئها ثقالًا بما يجعله فيها من الماء.
{وَيُسَبّحُ الرعد بِحَمْدِهِ} أي: يسبح الرعد نفسه بحمد الله أي: متلبسًا بحمده، وليس هذا بمستبعد، ولا مانع من أن ينطقه الله بذلك: {وَإِن مّن شيء إِلاَّ يُسَبّحُ بِحَمْدَهِ} [الإسراء: 44].
وأما على تفسير الرعد بملك من الملائكة فلا استبعاد في ذلك، ويكون ذكره على الإفراد مع ذكر الملائكة بعده لمزيد خصوصية له، وعناية به، وقيل: المراد: ويسبح سامعو الرعد، أي يقولون: سبحان الله والحمدلله: {والملائكة مِنْ خِيفَتِهِ} أي: ويسبح الملائكة من خيفة الله سبحانه.