فصل: فوائد لغوية وإعرابية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر، عن وهب بن منبه رضي الله عنه عن محمد بن علي بن الحسين بن فاطمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى، لو يسير الراكب الجواب في ظلها، لسار فيه مائة عام قبل أن يقطعه، وورقها برود خضر، وزهرها رياط صفر، وأقتادها سندس واستبرق، وثمرها حلل خضر، وصمغها زنجبيل وعسل، وبطحاؤها ياقوت أحمر وزمرد أخضر، وترابها مسك وعنبر، وكافور أصفر، وحشيشها زعفران منبع، والأجوج ناجحان في غير وقود، ينفجر من أصلها. أنهارها السلسبيل والمعين في الرحيق، وظلها مجلس من مجالس أهل الجنة يألفونه، ومتحدث يجمعهم. فبينما هم يومًا في ظلها يتحدثون، إذ جاءتهم ملائكة يقودون نجبًا جبلت من الياقوت ثم نفخ فيها الروح، مزمومة بسلاسل من ذهب كأن وجوهها المصابيح نضارة، وبرها خز أحمر ومرعز أحمر يخترطان. لم ينظر الناظرون إلى مثله حسنًا وبهاء، ولا من غير مهانة، عليها رحال ألواحها من الدر والياقوت، مفضضة باللؤلؤ والمرجان فأناخوا إليهم تلك النجائب، ثم قالوا لهم: ربكم يقرئكم السلام ويستزيركم لتنظروا إليه وينظر إليكم، وتحيونه ويحييكم، وتكلمونه ويكلمكم ويزيدكم من فضله وسعته إنه ذو رحمة واسعة وفضل عظيم، فتحوّل كل رجل منهم على راحلته حتى انطلقوا صفًا واحدًا معتدلًا، لا يفوت منه شيء ولا يفوت اذن ناقة إذن صاحبتها، ولا بركة ناقة بركة صاحبها، ولا يمرون بشجرة من أشجار الجنة إلا أتحفتهم بثمرها ورجلت لهم عن طريقها كراهية أن تثلم صفهم، أو تفرق بين رجل ورفيقه، فلما دفعوا إلى الجبار تعالى، سفر لهم عن وجهه الكريم وتجلى لهم في عظمته العظيم يحييهم بالسلام. فقالوا: ربنا أنت السلام، ومنك السلام، لك حق الجلال والإِكرام. قال لهم ربهم: أنا السلام ومني السلام ولي حق الجلال والاكرام، فمرحبًا بعبادي الذي حفظوا وصيتي ورعوا عهدي وخافوني بالغيب، وكانوا مني على كل حال مشفقين. قالوا: أما وعزتك وعظمتك وجلالك وعلو مكانك، ما قدرناك حق قدرك، ولا أدينا إليك كل حقك، فأذن لها بالسجود لك. قال لهم ربهم: إني قد وضعت عنكم مؤنة العبادة وأرحت لكم أبدانكم طالما نصبتم لي الأبدان وأعنتم لي الوجوه، فالآن أفضتم إلى روحي ورحمتي وكرامتي وطولي وجلالي وعلو مكاني وعظمة شأني. فما يزالون في الأماني والعطايا والمواهب حتى أن المقصر منهم في أمنيته ليتمنى مثل جميع الدنيا منذ يوم خلقها الله تعالى إلى يوم يفنيها. قال لهم ربهم: لقد قصرتم في أمانيكم ورضيتم بدون ما يحق لكم، فقد أوجبت لكم ما سألتم وتمنيتم، وألحقت بكم وزدتكم ما قصرت عنه أمانيكم... فانظروا إلى مواهب ربكم التي وهبكم.... فإذا بقباب في الرفيق الأعلى وغرف مبنية من الدر والمرجان، أبوابها من ذهب وسررها من ياقوت وفرشها من سندس واستبرق، ومنابرها من نور يفور من أبوابها، وأعراصها نور مثل شعاع الشمس عنده مثل الكوكب الدري في النهار المضيء، وإذا بقصور شامخة في أعلى عليين من الياقوت يزهر نورها. فلولا أنه مسخر إذن لالتمع الأبصار، فما كان من تلك القصور من الياقوت الأبيض، فهو مفروش بالحرير الأبيض. وما كان منها من الياقوت الأحمر، فهو مفروش بالعبقري. وما كان منها من الياقوت الأخضر، فهو مفروش بالسندس الأخضر. وما كان منها من الياقوت الأصفر، فهو مفروش بالأرجوان الأصفر مبوبة بالزمرد الأخضر والذهب الأحمر والفضة البيضاء. قواعدها وأركانها من الجوهر، وشرفها قباب من لؤلؤ، وبروجها غرف من المرجان. فلما انصرفوا إلى ما أعطاهم ربهم، قربت لهم براذين من ياقوت أبيض منفوخ فيها الروح، بجنبها الولدان المخلدون، بيد كل وليد منهم حكمة برذون من تلك البراذين، ولجمها وأعنتها من فضة بيضاء منظومة بالدر والياقوت، سروجها سرر موضونة مفروشة بالسندس والاستبرق، فانطلقت بهم تلك البراذين تزف بهم وتطأ رياض الجنة، فلما انتهوا إلى منازلهم وجدوا الملائكة قعودًا على منابر من نور ينتظرونهم ليزوروهم ويصافحوهم ويهنوهم كرامة ربهم. فلما دخلوا قصورهم وجدوا فيها جميع ما تطاول به عليهم ربهم مما سألوا وتمنوا، وإذا على باب كل قصر من تلك القصور أربعة جنان: {جنتان}: {ذواتا أفنان} وجنتان: {مدهامتان} و: {فيهما عينان نضاختان} [الرحمن: 66] وفيهما من كل فاكهة زوجان و: {حور مقصورات في الخيام} [الرحمن: 72] فلما تبوأوا منازلهم واستقروا قرارهم، قال لهم ربهم: هل وجدتم ما وعد ربكم حقًا؟ قالوا: نعم وربنا. قال: هل رضيتم بثواب ربكم؟ قالوا: ربنا رضينا فارض عنا. قال برضاي عنكم حللتم داري ونظرتم إلى وجهي وصافحتم ملائكتي، فهنيئًا لكم عطاء غير مجذوذ ليس فيه تنغيص ولا تصريد، فعند ذلك قالوا: {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وأحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب إن ربنا لغفور شكور}».
وأخرج عبد بن حميد، عن زيد مولى بني مخزوم قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: «إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، واقرؤوا إن شئتم: {وظل ممدود}» فبلغ ذلك كعبًا رضي الله عنه فقال: صدق والذي أنزل التوراة على موسى، والفرقان على محمد صلى الله عليه وسلم. لو أن رجلًا ركب حقة أو جذعة ثم دار بأصل تلك الشجرة ما بلغها حتى يسقط هرمًا. إن الله عز وجل غرسها بيده ونفخ فيها من روحه، وإن أفنانها من وراء سور الجنة، وما في الجنة نهر إلا يخرج من أصل تلك الشجرة.
وأخرج ابن جرير عن مغيث بن سميّ رضي الله عنه قال: {طوبى} شجرة في الجنة، لو أن رجلًا ركب قلوصًا جذعًا أو جذعة، ثم دار بها، لم يبلغ المكان الذي ارتحل منه حتى يموت هرمًا. وما من أهل الجنة منزل إلا غصن من تلك الشجرة متدل عليهم، فإذا أرادوا أن يأكلوا من الثمرة تدلى إليهم فيأكلون ما شاؤوا. ويجيء الطير فيأكلون منه قديدًا وشويًا ما شاؤوا ثم يطير.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح رضي الله عنه قال: {طوبى} شجرة في الجنة، لو أن راكبًا ركب حقة أو جذعة فأطاف بها، ما بلغ ذلك الموضع الذي ركب فيه حتى يقتله الهرم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم: {طوبى} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بكر، هل بلغك طوبى؟ قال: الله تعالى ورسوله أعلم. قال: {طوبى} شجرة في الجنة لا يعلم طولها إلا الله تعالى، يسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفًا. ورقها الحلل، يقع عليها الطير كأمثال البخت. قال أبو بكر- رضي الله عنه-: إن ذلك الطير ناعم، قال: أنعم منه من يأكله، وأنت منهم يا أبا بكر إن شاء الله».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طوبى، شجرة في الجنة غرسها الله بيده ونفخ فيها من روحه، وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة، تنبت الحلى، والثمار منهدلة على أفواهها».
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد بن السري في الزهد، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مغيث بن سمي رضي الله عنه قال: {طوبى} شجرة في الجنة ليس في الجنة دار إلا يظلها غصن من أغصانها، فيه من ألوان الثمر. ويقع عليها طير أمثال البخت، فإذا اشتهى الرجل طيرًا دعاه فيقع على خوانه، فيأكل من إحدى جانبيه شواء، والآخر قديدًا، ثم يصير طائرًا فيطير فيذهب.
وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء، وابن أبي حاتم عن خالد بن معدان رضي الله عنه قال: إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى، كلها ضروع، فمن مات من الصبيان الذين يرضعون رضع من طوبى.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {طوبى لهم} قال: غبطة: {وحسن مآب} قال: حسن مرجع.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه: {وحسن مآب} قال: حسن منقلب.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه مثله. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

.قال السمين:

{اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26)}
وقرأ زيدُ بنُ عليّ: {ويَقْدُر} بضم العين.
قوله: {وفَرِحوا} هذا استئنافُ إخبار. وقيل: بل هو عطفٌ على صلةِ: {الذين} قبله. وفيه نظرٌ: من حيث الفصلُ بين أبعاضِ الصلةِ بالخبر، وأيضًا فإنَّ هذا ماضٍ وما قبله مستقبلٌ، ولابد من التوافق في الزمان، إلا أن يُقال: المقصودُ استمرارُهم بذلك، وإنَّ الماضي متى وقع صلةً صَلَحَ للمُضِيِّ والاستقبال.
قوله: {وَمَا الحياة الدنيا فِي الآخرة}، أي: في جنب الآخرة. وهذا الجارُّ في موضع الحال تقديرُه: وما الحياةُ القريبةُ كائنةً في جنب الآخرة إلا متاعٌ، ولا يجوز تعلُّقُه بالحياة ولا بالدنيا لأنهما لا يقعان في الآخرة.
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)}
والضميرُ في: {عليه} عائدٌ على الله تعالى، أي: إلى دينِهِ وشَرْعه. وقيل: على الرسول. وقيل: على القرآن.
{الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)}
قوله تعالى: {الذين آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ} يجوز فيه خمسةُ أوجهٍ، أحدُها: أن يكون مبتدأً خبرُه الموصولُ الثاني، وما بينهما اعتراضٌ. الثاني: أنه بدلٌ مِنْ: {مَنْ أناب}. الثالث: أنه عطفُ بيانٍ له. الرابع: أنه خبرُ مبتدأ مضمرٍ. أنه منصوبٌ بإضمارِ فعل.
قوله: {بِذِكْرِ الله} يجوز أَنْ يتعلَّقَ ب: {تطمئنُّ} فتكون الباءُ سببيةً، أي: بسبب ذِكْرِ الله. وقال أبو البقاء: «ويجوز أن يكونَ مفعولًا به، أي: الطمأنينةُ تَحْصُل بذكْر الله، الثاني: أنه متعلِّقٌ بمحذوف على أنه حالٌ مِنْ: {قلوبُهم} أي: تطمئنُّ وفيها ذِكْرُ اللهِ».
{الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآَبٍ (29)}
قوله تعالى: {الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ}: فيه أوجه: أن يكونَ بدلًا من القلوبُ على حَذْفِ مضاف، أي: قلوب الذين آمنوا، وأن يكونَ بدلًا مِن: {مَنْ أناب}، وهذا على قولِ مَنْ لم يجعلِ الموصولَ الأول بدلًا مِن: {مَنْ أناب}، وإلا كان يَتَوالَى بدلان. وأن يكونَ مبتدأً، و: {طُوْبَى لهم} جملةٌ خبرية، وأن يكونَ خبرَ مبتدأ مضمر. وأن يكونَ منصوبًا بإضمارِ فعلٍ. والجملةُ مِنْ: {طُوبَى لهم} على هذين الوجهين حالٌ مقدَّرة، العاملُ فيها: {آمَنُوا وعَمِلوا}.
وواوُ: {طُوبَى} منقلبةٌ عن ياءٍ لأنها من الطِّيب، وإنما قُلِبَتْ لأجلِ الضمة قبلها كمُوسِر ومُوْقِن من اليُسْر واليقين. واختلفوا فيها: فقيل: هي اسمٌ مفردٌ مصدر كبُشْرى ورُجْعى، مِنْ طاب يطيب. وقيل: بل هي جمعُ طَيِّبة كما قالوا: كُوْسَى في جمع كَيِّسَة، وضُوْقَى في جمع ضَيِّقة. ويجوز أن يقال: طِيْبى بكسر الفاء وكذلك الكِيْسَى والضِيقَى. وهل هي اسمٌ لشجرةٍ بعينِها أو اسمٌ للجنة بلغةِ الهند أو الحبشة؟ خلافٌ مشهور.
وجاز الابتداءُ ب: {طُوبَى}: إمَّا لأنها عَلَمٌ لشيءٍ بعينه، وإمَّا لأنها نكرةٌ في معنى الدعاء كسَلام عليك ووَيْل له، كذا قال سيبويه. وقال ابن مالك: إنه يُلزم رَفْعُها بالابتداء، ولا تدخُلُ عليها نواسِخُه. وهذا يَرُدُّ عليه: أنَّ بعضَهم جعلها في الآيةِ منصوبةً بإضمارِ فِعْلٍ، أي: وجَعَلَ لهم طُوْبَى، وقد يَتَأَيَّد ذلك بقراءةِ عيسى الثقفي: {وحُسْنَ مآب} بنصب النون. قال: إنه معطوفٌ على: {طُوْبَى}، وإنها في موضع نَصْبٍ. قال ثعلب: {وطُوْبَى} على هذا مصدرٌ كما قالوا: سُقْيًا. وخَرَّج هذه القراءةَ صاحبُ اللوامح على النداء ك: {يا أسفى} [يوسف: 84] على الفَوْت، يعني أنَّ: {طُوْبَى} تضاف للضمير، واللام مقحمةٌ، كقوله:
-...................... ** يا بُؤْسَ للجهلِ ضَرَّارًا لأقوامِ

وقوله:
يا بُوسَ للحَرْبِ التي ** وَضَعَتْ أراهِطَ فاستراحوا

ولذلك سقط التنوينُ مِنْ بؤس كأنه قيل: يا طِيْباهم، أي: ما أَطيبَهم وأحسنَ مآبَهم. قال الزمخشري: ومعنى طُوْبَى لك: أَصَبْتَ خيرًا وطِيبًا، ومحلُّها النصبُ أو الرفع كقولك: طِيبًا لك وطِيبٌ لك، وسلامًا لك، وسلامٌ لك، والقراءةُ في قوله: {وحُسن مآب} بالنصب والرفع تدلُّك على مَحَلَّيْها، واللامُ في: {لهم} للبيان، مثلها في سَقْيًا لك. فهذا يدلُّ على أنها تتصرَّفُ ولا تلزم الرفعَ بالابتداء.
وقرأ مَكْوَزَةُ الأعرابي {طِيْبَى} بكسرِ الطاء لِتَسْلَمَ الياءُ نحو: بِيْض ومَعِيْشة.
وقُرِئ: {وحُسْنَ مآبٌ} بفتح النون ورفع: {مآب} على أنه فعلٌ ماضٍ، أصلُه: {حَسُن} فَنُقِلَت ضمةُ العينِ إلى الفاءِ قَصْدًا للمدح، كقولهم:
-.................................... ** حُسْنَ ذا أَدَبا

و{مَآبٌ} فاعلُه. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

بصيرة في الذكر:
قال الله تعالى: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} أَي ذُكر فيه قصص الأَوّلين والآخرين. وقيل: ذى الشَّرف.
وقوله تعالى: {فِيهِ ذِكْرُكُمْ} أى شرفكم وما تُذكرونَ به.
وكذلك كقوله عزَّ وجلَّ: {بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ} أى بما فيه شرفُهم.
والذِّكر تارة يقال ويراد به هيئة للنفس بها يمكن الإِنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة، وهو كالحفظ إِلاَّ أَنَّ الحفظ يقال اعتبارًا بإِحرازه، والذِّكرُ يقال اعتبارًا باستحضاره.