فصل: فوائد لغوية وإعرابية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج إسحق وابن أبي حاتم، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {بل لله الأمر جميعًا} لا يصنع من ذلك إلا ما يشاء، ولم يكن ليفعل.
وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه كان يقرأ: {أفلم ييأس الذين آمنوا}.
وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أنه قرأ {أفلم يتبين الذين آمنوا} فقيل له: إنها في المصحف: {أفلم ييأس} فقال: أظن الكاتب كتبها وهو ناعس.
وأخرج ابن جرير عن علي رضي الله عنه أنه كان يقرأ {أفلم يتبين الذين آمنوا}.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس- رضي الله عنهما-: {أفلم ييأس} يقول: يعلم.
وأخرج الطستي عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: أفلم يعلم، بلغة بني مالك. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت مالك بن عوف يقول:
لقد يئس الأقوام أني أنا ابنه ** وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا

وأخرج ابن الأنباري، عن أبي صالح رضي الله عنه قال: في قوله: {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: أفلم يعلم، بلغة هوازن، وأنشد قول مالك بن عوف النضري:
أقول لهم بالشعب إذ ييئسونني ** ألم تعلموا أني ابن فارس زهدم؟!

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن عباس- رضي الله عنهما-: {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: أفلم يعلم الذين آمنوا؟.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه: {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: أفلم يعرف الذين آمنوا.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه: {أفلم ييأس} أفلم يعلم. ومن الناس من يقرؤها: {أفلم يتبين} وإنما هو كالاستنقاء، أفلم يعقلوا ليعلموا أن الله يفعل ذلك؟ لم ييأسوا من ذلك وهم يعلمون أن الله تعالى لو شاء فعل ذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن أبي العالية رضي الله عنه: {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال: يئس الذين آمنوا أن يهدوا، ولو شاء الله: {لهدى الناس جميعًا}.
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن مردويه من طريق عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال: السرايا.
وأخرج الطيالسي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق سعيد بن جبير رضي الله عنه- عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال: سرية: {أو تحل قريبًا من دارهم} قال: أنت يا محمد: {حتى يأتي وعد الله} قال فتح مكة.
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه في قوله: {تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال: سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أو تحل} يا محمد: {قريبًا من دارهم}.
وأخرج ابن شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في الدلائل، عن مجاهد رضي الله عنه قال: {القارعة} السرايا: {أو تحل قريبًا من دارهم} قال: الحديبية: {حتى يأتي وعد الله} قال: فتح مكة.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {ولا يزال الذين كفروا...} الآية.
قال: نزلت بالمدينة في سرايا النبي صلى الله عليه وسلم. {أو تحل} أنت يا محمد: {قريبًا من دارهم}.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال: نكبة.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {تصيبهم بما صنعوا قارعة} قال: عذاب من السماء: {أو تحل قريبًا من دارهم} يعني، نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم وقتاله إياهم.
وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {أو تحل قريبًا من دارهم} قال: أو تحل القارعة قريبًا من دارهم: {حتى يأتي وعد الله} قال: يوم القيامة.
أما قوله تعالى: {ولقد استهزئ برسل من قبلك}.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه، عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: كان رجل خلف النبي صلى الله عليه وسلم يحاكيه ويلمطه، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «كذلك فكن». فرجع إلى أهله فلبث به مغشيًا شهرًا، ثم أفاق حين أفاق وهو كما حاكى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} قال: يعني بذلك نفسه.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن عطاء رضي الله عنه في قوله: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} قال: الله تعالى، قائم بالقسط والعدل.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} قال: ذلكم ربكم تبارك وتعالى قائم على بني آدم بأرزاقهم وآجالهم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} قال: الله عز وجل، القائم على كل نفس: {بما كسبت} على رزقها وعلى علمها. وفي لفظ: قائم على كل بر وفاجر، يرزقهم ويكلؤهم ثم يشرك به منهم من أشرك: {وجعلوا لله شركاء} يقول: آلهة معه: {قل سموهم} ولو سموا آلهة لكذبوا وقالوا في ذلك غير الحق؛ لأن الله تعالى واحد لا شريك له: {أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض} يقول: لا يعلم الله تعالى في الأرض إلهًا غيره: {أم بظاهر من القول} يقول: أم بباطل من القول وكذب.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن جريج رضي الله عنه: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} يعني بذلك نفسه، يقول: {قائم على كل نفس} على كل بر وفاجر: {بما كسبت} وعلى رزقهم، وعلى طعامهم، فأنا على ذلك وهم عبيدي، ثم جعلوا لي شركاء: {قل سموهم} ولو سموهم كذبوا في ذلك لا يعلم الله تعالى من إله غير الله، فذلك قوله: {أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض}.
وأخرج أبو الشيخ عن ربيعة الجرشي رضي الله عنه أنه قام في الناس يومًا، فقال: اتقوا الله في السرائر وما ترخى عليه الستور... ما بال أحدكم ينزع عن الخطيئة للنبطي يمر به، والأمة من إمائه، والله تعالى يقول: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} ويحكم فأجلوا مقام الله سبحانه وتعالى: ما يؤمن أحدكم أن يمسخه قردًا أو خنزيرًا بمعصيته إياه، فإذا هو خزي في الدنيا وعقوبة في الآخرة. فقال رجل من القوم: والله الذي لا إله إلا هو، ليكونن ذاك يا ربيعة، فنظر القوم من الحالف فإذا هو عبد الرحمن بن غنم.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {أم بظاهر من القول} قال: بظن: {بل زين للذين كفروا مكرهم} قال: قولهم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أم بظاهر من القول} قال: الظاهر من القول، هو الباطل. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ}
قوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ}: {مَنْ} موصولةٌ، صلتُها: {هو قائم} والموصولُ مرفوعٌ بالابتداء، وخبرُه محذوفٌ تقديرُه: كمَنْ ليس كذلك مِنْ شركائِهم التي لا تَضُرُّ ولا تنفع. ودلَّ على هذا المحذوفِ قولُه: {وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَاءَ} ونحوُه قولُه تعالى: {أَفَمَن شَرَحَ الله صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ} [الزمر: 22] تقديره: كَمَنْ قَسا قلبُه، يَدُلُّ عليه: {فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِّن ذِكْرِ الله} وإنما حَسَّن حَذْفَه كونُ الخبرِ مقابلًا للمبتدأ. وقد جاء منفيًا كقولِه: {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ} [النحل: 17]: {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الحق كَمَنْ هُوَ أعمى} [الرعد: 19].
قوله: {وَجَعَلُواْ} يجوز أن يكونَ استئنافًا وهو الظاهرُ، جيءَ به للدلالةِ على الخبرِ المحذوفِ كما تقدم تقريرُه. وقال الزمخشري: ويجوز أَن يُقَدَّر ما يقع خبرًا للمبتدأ، ويُعْطَفَ عليه و: {جعلُوا}، وتمثيلُه: أفَمَنْ هو بهذه الصفةِ لم يوحِّدوه، وجعلوا له وهو اللهُ الذي يستحقُّ العبادةَ وحدَه شركاءَ. قال الشيخ: وفي هذا التوجيهِ إقامةُ الظاهر مُقامَ المضمر في قوله: {وجعلوا لله}: أي له، وفيه حَذْفُ الخبرِ عن المقابل، وأكثرُ ما جاء هذا الخبرُ مقابلًا. وقيل: الواو للحال والتقدير: اَفَمَنْ هو قائمٌ على نفسٍ موجودٌ، والحالُ أنهم جعلوا له شركاءَ، فَأُقيم الظاهرُ-وهو الله- مُقامَ المضمرِ، تقريرًا للإِلهية وتصريحًا بها.
وقال ابن عطيَّة: ويظهر أن القولَ مرتبطٌ بقوله: {وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَاءَ} كأن التقديرَ: أَفَمَنْ له القدرةُ والوحدانيةُ، ويُجْعَلُ له شريكٌ، أَهْلٌ أن ينتقمَ ويعاقِبَ أم لا. وقيل: {وجعلوا} عطفٌ على: {استُهزِئ} بمعنى: ولقدِ استهزَؤُوا وجعلوا.
وقال أبو البقاء: وهو معطوفٌ على: {كَسَبَت}، أي: وبجَعْلِهم لله شركاءَ.
قوله: {أَمْ تُنَبِّئُونَهُ} أم هذه منقطعةٌ مقدَّرةٌ ب بل والهمزةِ، والاستفهامُ للتوبيخ: بل أتُنَبِّئونه شركاء لا يعلمهم في الأرض، ونحوُه: {قُلْ أَتُنَبِّئُونَ الله بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السماوات وَلاَ فِي الأرض} [يونس: 18]، فجعل الفاعلَ ضميرًا عائدًا على الله، والعائدُ على ما محذوفٌ، تقديرُه: بما لا يعلمُهُ اللهُ، وقد تقدَّم في تلك الآيةِ أنَّ الفاعلَ ضميرٌ يعودُ على ما وهو جائزٌ هنا أيضًا.
قوله: {أَم بِظَاهِرٍ} الظاهرُ أنها منقطعة. والظاهر هنا قيل: الباطلُ. وأنشدوا:
أَعَيَّرْتَنا ألبانَها ولحومَها ** وذلك عارٌ يا بنَ رَيْطَةَ ظاهِرُ

أي باطِلٌ، وفَسَّره مجاهدٌ بكذبٍ وهو موافقٌ لهذا. وقيل: {أم} متصلةٌ، أي: اتنبئونه بظاهرٍ لا حقيقةَ له.
قوله: {وَصُدُّواْ} قرأ الكوفيون: {وصُدُّوا} مبنيًا للمفعول، وفي غافر: {وَصُدَّ عَنِ السبيل} [الآية: 37] كذلك. وباقي السبعة مبنيِّين للفاعل. و{صَدَّ} جاء لازمًا ومتعديًا فقراءةُ الكوفةِ من المتعدِّي فقط، وقراءةُ الباقين تتحمل أن يكونَ من المتعدِّي ومفعولُه محذوفٌ، أي: وصَدُّوا غيرَهم أو أنفسَهم، وأن يكونَ مِنَ اللازم، أي: أَعْرَضوا وتَوَلَّوا.
وقرأ ابنُ وثاب: {وصِدُّوا} و: {وصِدَّ عن السبيل} بكسرِ الصاد، وهو مبنيٌّ للمفعول، اجراه مُجْرى قِيْل وبِيْع، فهو كقراءة: {رِدَّت إلينا}، [وقوله:]
وما حِلَّ مِنْ جهلٍ حُبا حُلَمائِنا

وقد تقدم. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.قال في ملاك التأويل:

قوله تعالى: {فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} [الرعد: 32]، وفي سورة الحج: {فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} [الحج: 44] للسائل أن يسأل عن وجه تعقيب الأولى بقوله: {فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} والثانية بقوله: {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} مع تساوي الآيتين في مقصود الوعيد لمكذبي الرسل، عليهم السلام؟
والجواب، والله أعلم: أن العقاب أشد موقعًا من النكيير لأن الإنكار يقع على ما لا عقاب فيه بالفعل وعلى ما فيه العقاب بالفعل، وأما مسمى العقاب فإنما يراد به في الغالب أخذ بعذاب مناسب لحال المجرم إثر معصيته وعقيب جريمته، وقد تقدم في آية الرعد قوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ} [الرعد: 32]، والاستهزاء أمر مرتكب زائد على التكذيب من التهاون، والاستخفاف بجريمة مرتكبة أشنع جريمة، فناسبها الإفصاح بالعقاب. أما آية الحج فإن الوعيد بها للمذكورين بالتكذيب ولم يذكر منهم استهزاء، قال تعالى: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى} [الحج: 42-44]، فلم يخبر عن هؤلاء بغير التكذيب ليس كالاستهزاء، فقد يؤمن المكذب ويصلح حاله، أما المستهزئ فلا يصلح، وقد كفى الله نبيه إياهم، قال تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 95]، فناسب النظم تعقيب كل آية بما يناسب مرتكب من قدم، ولم يكن عكس الوارد ليناسب، والله أعلم. اهـ.

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32)}
أنزل هذه الآية على جهة التسلية للرسول صلى الله عليه وسلم عما كان يلاقيه منهم. وكما أن هؤلاء في التكذيب جَرَوْا على نهجهم فنحن أَدَمْنَا سُنَّتَنَا في التعذيب معهم.
قوله جلّ ذكره: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ}.
الجواب فيه مضمر؛ أي أفمن هو مُجْرِي ومنشئ الخَلْقِ والمُطَّلِعُ عليهم، لا يَخْفَى عليه منهم شيءٌ كَمَنْ ليس كذلك؟ لا يستويان غداَ أبدًا.
قوله جلّ ذكره: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِئُّونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ في الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ القَوْلِ}.
قُل لهم أروني أي تأثير منهم، وأي نفع لكم فيهم، وأي ضرر لكم منهم؟ أتقولون ما يعلم الله بخلافه؟ وهذا معنى قوله: {بِمَا لاَ يَعْلَمُ}.
قوله جلّ ذكره: {بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضِلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}.
أي قد تبين لكم أن ذلك من كيد الشيطان، وزين للذين كفروا مكرهم، وصاروا مصدودين عن الحق، مسدودة عليهم الطُّرُقُ، فإنَّ مَنْ أَضَلَّه حُكْمُه- سبحانه- لا يهديه أحدٌ قطعًا. اهـ.