فصل: قال أبو حيان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقال الواحدي: يعني جميع مكر الماكرين له ومنه أي هو من خلقه وإرادته فالمكر جميعًا مخلوق له بيده الخير والشر وإليه النفع والضر.
والمعنى أن المكر لا يضر إلا بإذنه وإرادته، وفي هذه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وأمان له من مكرهم كأنه قيل: قد فعل من كان قبلهم من الكفار مثل فعلهم وصنعوا مثل صنيعهم، فلم يضروا إلا من أراد الله ضره، وإذا كان الأمر كذلك وجب أن لا يكون الخوف إلا من الله لا من أحد من المخلوقين: {يعلم ما تكسب كل نفس} يعني أن جميع اكتساب العباد وتأثيراتها معلومة لله هو خالقها أو خلاف المعلوم ممتنع الوقوع وإذا كان كذلك فكل ما علم وقوعه فهو واجب الوقوع وكل ما علم عدمه كان ممتنع الوقوع وإذا كان كذلك فلا قدرة للعبد على الفعل والترك، فكان الكل من الله ولا يحصل ضررًا إلا بإذنه وإرادته، وفيه وعيد للكفار الماكرين: {وسيعلم الكافر} على التوحيد وقرئ {وسيعلم الكفار} على الجمع.
قال ابن عباس: يعني أبا جهل.
وقيل: أراد المستهزئين وهم خمسة نفر من كفار مكة: {لمن عقبى الدار} والمعنى أنهم وإن كانوا جهالًا بالعواقب فسيعلمون أن العاقبة الحميدة للمؤمنين، ولهم العاقبة المذمومة في الآخرة حين يدخلون النار، ويدخل المؤمنون الجنة قوله تعالى: {ويقول الذين كفروا لست مرسلًا} لما أنكر الكفار كون محمد رسولًا من عند الله أمره الله بقوله: {قل} أي قل: يا محمد لهؤلاء الكفار الذين أنكروا نبوتك: {كفى بالله شهيدًا بيني وبينكم} المراد بشهادة الله على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ما أظهر على يديه من المعجزات الباهرات والآيات القاهرات الدالة على صدقه، وكونه نبيًا مرسلًا من عند الله: {ومن عنده علم الكتاب} يعني ومن عنده علم الكتاب أيضًا يشهد على نبوتك يا محمد وصحتها.
واختلفوا في الذي عنده علم الكتاب من هو فروى العوفي عن ابن عباس أنهم علماء اليهود والنصارى، والمعنى أن كل من كان عالمًا من اليهود بالتوراة ومن النصارى بالإنجيل علم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم مرسل من الله لما يجد من الدلائل الدالة على نبوته فيهما شهد بذلك من شهد به وأنكره من أنكره منهم، وقيل: إنهم مؤمنو أهل الكتاب يشهدون أيضًا على نبوته.
قال قتادة: هو عبد الله بن سلام، وأنكر الشعبي هذا وقال: هذه السورة مكية وعبد الله بن سلام بالمدينة المنورة وقال يونس لسعيد بن جبير ومن عنده علم الكتاب أهو عبد الله بن سلام؟ فقال: كيف يكون عبد الله بن سلام وهذه السورة مكية؟ وقال الحسن ومجاهد ومن عنده علم الكتاب هو الله تعالى.
وعلى هذا القول يكون المعنى: كفى بالذي يستحق العبادة وبالذي لا يعلم علم ما في اللوح المحفوظ إلا هو شهيدًا بيني وبينكم.
قال الزجاج: الأشبه أن الله لا يشهد على صحة حكمه لغيره.
وهذا قول مشكل لأن عطف الصفة على الموصوف وإن كان جائزًا إلا أنه خلاف الأصل.
فلا يقال شهد بهذا زيد والفقيه.
بل يقال: شهد بهذا زيد الفقيه لكن يشهد لصحة هذا القول قراءة من قرأ ومن عنده علم الكتاب بكسر الميم والدال، وهي قراءة ابن عباس وغيره على البناء للمفعول والمعنى ومن عند الله علم الكتاب ودليل هذه القراءة قوله: {وعلمناه من دلنا علمًا} وقيل: معناه إن من علم أن القرآن الذي جئتكم به معجز ظاهر وبرهان باهر لما فيه من الفصاحة والبلاغة والإخبار عن الغيوب، وعن الأمم الماضية فمن علم بهذه الصفة كان شهيدًا بيني وبينكم والله أعلم بمراده وأسرار كتابه. اهـ.

.قال أبو حيان:

{وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ}
إنّ جواب الشرط الأول محذوف، وكلام ابن عطية في ما ونون التوكيد.
وقال الزمخشري: {وإما نرينك}، وكيفما دارت الحال أريناك مصارعهم، وما وعدناهم من إنزال العذاب عليهم، أو نتوفينك قبل ذلك، فما يجب عليك إلا تبليغ الرسالة، وعلينا لا عليك حسابهم وجزاؤهم على أعمالهم، فلا يهمنك إعراضهم، ولا تستعجل بعذابهم.انتهى.
وقال الحوفي وغيره: فإنما عليك البلاغ جواب الشرط، والذي تقدم شرطان، لأنّ المعطوف على الشرط شرط.
فأما كونه جوابًا للشرط الأول فليس بظاهر، لأنه لا يترتب عليه، إذ يصير المعنى: وإما نرينك بعض ما نعدهم من العذاب فإنما عليك البلاغ.
وأما كونه جوابًا للشرط الثاني هو {أو نتوفينك} فكذلك، لأنه يصير التقدير: إن ما نتوفينك فإنما عليك البلاغ، ولا يترتب وجوب التبليغ عليه على وفاته عليه السلام، لأنّ التكليف ينقطع بعد الوفاة فيحتاج إلى تأويل وهو: أن يتقدر لكل شرط منهما ما يناسب أن يكون جزاء مترتبًا عليه.
وذلك أن يكون التقدير والله أعلم وأنّ ما نرينك بعض الذي نعدهم به من العذاب فذلك شافيك من أعدائك، ودليل على صدقك، إذا أخبرت بما يحل بهم.
ولم يعين زمان حلوله بهم، فاحتمل أن يقع ذلك في حياتك، واحتمل أن يقع بهم بعد وفاتك {أو نتوفينك} أي: أو أن نتوفينك قبل حلوله بهم، فلا لوم عليك ولا عتب، إذ قد حل بهم بعض ما وعد الله به على لسانك من عذابهم، {فإنما عليك البلاغ} لا حلول العذاب بهم. إذ ذاك راجع إلى، وعلينا جزاؤهم في تكذيبهم إياك، وكفرهم بما جئت به.
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ}
الضمير في {أو لم يروا} عائد على الذين وعدوا، وفي ذلك اتعاظ لمن اتعظ، نبهوا على أنْ ينظروا بعض الأرض من أطرافها.
ونأتي يعني بالأمر والقدرة كقوله: {فأتى الله بنيانهم} والأرض أرض الكفار المذكورين، ويعني بنقصها من أطرافها للمسلمين: من جوانبها.
كان المسلمون يغزون من حوالى أرض الكفار مما يلي المدينة، ويغلبون على جوانب أرض مكة، والأطراف: الجوانب.
وقيل: الطرف من كل شيء خياره، ومنه قول علي بن أبي طالب: العلوم أودية، في أي واد أخذت منها خسرت، فخذوا من كل شيء طرفًا يعني: خيارًا قاله ابن عطية، والذي يظهر أن معنى طرفًا جانبًا وبعضًا، كأنه أشار إلى أنّ الإنسان يكون مشاركًا في أطراف من العلوم، لأنه لا يمكنه استيعاب جميعها، ولم يشر إلى أنه يستغرق زمانه في علم واحد.
وقال ابن عباس والضحاك: نأتي أرض هؤلاء بالفتح عليك، فتنقصها بما يدخل في دينك من القبائل والبلاد المجاورة لهم، فما يؤمنهم أن يمكنه منهم.
وهذا التفسير لا يتأتى إلا أن قدر نزول هذه الآية بالمدينة.
وقيل: الأرض اسم جنس، والانتقاص من الأطراف بتخريب العمران الذي يحله الله بالكفرة.
وروي هذا عن ابن عباس أيضًا، ومجاهد، وعنهما أيضًا: الانتقاص هو بموت البشر، وهلاك الثمرات، ونقص البركة.
وعن ابن عباس أيضًا: موت أشرافها وكبرائها، وذهاب الصلحاء والأخيار، فعلى هذا الأطراف هنا الأشراف.
وقال ابن الأعرابي: الطرف والطرف الرجل الكريم.
وعن عطاء بن أبي رباح: ذهاب فقهائها وخيار أهلها.
وعن مجاهد: موت الفقهاء والعلماء.
وقال عكرمة والشعبي: هو نقص الأنفس.
وقيل: هلاك من أهلك من الأمم قبل قريش، وهلاك أرضهم بعدهم.
والمناسب من هذه الأقوال هو الأول.
ولم يذكر الزمخشري إلا ما هو قريب منه قال: {نأتي الأرض} أرض الكفر {ننقصها من أطرافها} بما يفتح على المسلمين من بلادهم، فينقص دار الحرب، ويزيد في دار الإسلام، وذلك من آيات الغلبة والنصرة.
ونحوه: {أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون}: {سنريهم آياتنا في الآفاق} والمعنى: عليك بالبلاغ الذي حملته، ولا تهتم بما وراء ذلك فنحن نكفيكه، ونتم ما وعدناك من الظفر، ولا يضجرك تأخره، فإنّ ذلك لما نعلم من المصالح التي لا تعلمها، ثم طيب نفسه ونفس عنها بما ذكر من طلوع تباشير الظفر.
ويتجه قول من قال: النقص بموت الأشراف والعلماء والخيار وتقريره: أو لم يروا أنا نحدث في الدنيا من الاختلافات خرابًا بعد عماره، وموتًا بعد حياة، وذلا بعد عز، ونقصًا بعد كمال، وهذه تغييرات مدركة بالحس. فما الذي يؤمنهم أن يقلب الله الأمر عليهم ويصيرون دليلين بعد أن كانوا قاهرين.
وقرأ الضحاك: {ننقصها مثقلًا}، من نقص عداه بالتضعيف من نقص اللازم، والمعقب الذي يكر على الشيء فيبطله، وحقيقته الذي يعقبه أي: بالرد والإبطال، ومنه قيل لصاحب الحق: معقب، لأنه يقفي غريمه بالاقتضاء والطلب.
قال لبيد:
طلب المعقب حقه المظلوم

والمعنى: أنه حكم للإسلام بالغلبة والإقبال، وعلى الكفر بالإدبار والانتكاس.
وقيل: تتعقب أحكامه أي: ينظر في أعقابها أمصيبة هي أم لا، والجملة من قوله: {لا معقب لحكمه} في موضع الحال أي: نافذ حكمه، وهو سريع الحساب تقدم الكلام على مثل هذه الجملة.
ثم أخبر تعالى أن الأمم السابقة كان يصدر منهم المكر بأنبيائهم كما فعلت قريش، وأنّ ذلك عادة المكذبين للرسل، مكر بإبراهيم نمروذ، وبموسى فرعون، وبعيسى اليهود، وجعل تعالى مكرهم كلا مكر إذ أضاف المكر كله له تعالى.
ومعنى مكره تعالى عقوبته إياهم، سماها مكرًا إذ كانت ناشئة عن المكر وذلك على سبيل المقابلة كقوله: {الله يستهزئ بهم} ثم فسر قوله: {فللَّه المكر}، بقوله: {يعلم ما تكسب كل نفس}، والمعنى: يجازي كل نفس بما كسبت.
ثم هدد الكافر بقوله: {وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار}، إذ يأتيه العذاب من حيث هو في غفلة عنه، فحينئذ يعلم لمن هي العاقبة المحمودة.
وقرأ جناح بن حبيش: {وسيعلم الكافر} مبنيًا للمفعول من أعلم أي: وسيخبر.
وقرأ الحرميان، وأبو عمرو: {الكافر} على الإفراد والمراد به الجنس، وباقي السبعة {الكفار} جمع تكسير، وابن مسعود: {الكافرون} جمع سلامة وأبي: {الذين كفروا}، وفسر عطاء {الكافر} بالمستهزئين وهم خمسة، والمقتسمين وهم ثمانية وعشرون.
وقال ابن عباس: يريد بالكافر أبا جهل.
وينبغي أن يحمل تفسيره عطاء على التمثيل، لأنّ الإخبار بعلم الكافر لمن عقبى الدار معنى يعم جميع الكفار، ولما قال الكفار: {لست مرسلًا} أي: إنما أنت مدع ما ليس لك، أمره تعالى أن يكتفي بشهادة الله تعالى بينهم، إذ قد أظهر على يديه من الأدلة على رسالته ما في بعضها كفاية لمن وفق، ثم أردف شهادة الله بشهادة من عنده علم الكتاب.
والكتاب هنا القرآن، والمعنى: إنّ من عرف ما ألف فيه من المعاني الصحيحة والنظم المعجز الفائت لقدر البشر يشهد بذلك.
وقيل: الكتاب التوراة والإنجيل، والذي عنده علم الكتاب: من أسلم من علمائهم، لأنهم يشهدون نعته عليه الصلاة والسلام في كتبهم.
قال قتادة، كعبد الله بن سلام، وتميم الداري، وسلمان الفارسي.
وقال مجاهد: يريد عبد الله بن سلام خاصة.
وهذان القولان لا يستقيمان إلا على أن تكون الآية مدنية، والجمهور على أنها مكية.
وقال محمد بن الحنفية، والباقر: هو علي بن أبي طالب.
وقيل: جبريل، والكتاب اللوح المحفوظ.
وقيل: هو الله تعالى قاله: الحسن، وابن جبير والزجاج، وعن الحسن: لا والله ما يعني إلا الله، والمعنى: كفى بالذي يستحق العبادة، وبالذي لا يعلم ما في اللوح إلا هو شهيدًا بيني وبينكم.
قال ابن عطية: ويعترض هذا القول بأن فيه عطف الصفة على الموصوف، وذلك لا يجوز، وإنما تعطف الصفات بعضها على بعض انتهى.
وليس ذلك كما زعم من عطف الصفة على الموصوف، لأنّ من لا يوصف بها ولا لشيء من الموصولات إلا بالذي والتي وفروعهما، وذو وذوات الطائيتين.
وقوله: وإنما تعطف الصفات بعضها على بعض ليس على إطلاقه، بل له شرط وهو أن تختلف مدلولاتها.
ويعني ابن عطية: لا تقول مررت بزيد.
والعالم فتعطف، والعالم على الاسم وهو علم لم يلحظ منه معنى صفة، وكذلك الله علم.
ولما شعر بهذا الاعتراض من جعله معطوفًا على الله قدر قوله: بالذي يستحق العبادة، حتى يكون من عطف الصفات بعضها على بعض، لا من عطف الصفة على الاسم.
ومن في قراءة الجمهور في موضع خفض عطفًا على لفظ الله، أو في موضع رفع عطفًا على موضع الله، إذ هو في مذهب من جعل الباء زائدة فاعل بكفى.
وقال ابن عطية: ويحتمل أن يكون في موضع رفع بالابتداء، والخبر محذوف تقديره: أعدل وأمضى قولًا ونحو هذا مما يدل عليه لفظة شهيدًا، ويراد بذلك الله تعالى.
وقرئ: {وبمن} بدخول الباء على من عطفًا على بالله.
وقرأ علي وأبي وابن عباس وعكرمة وابن جبير وعبد الرحمن بن أبي بكرة والضحاك وسالم بن عبد الله بن عمرو بن أبي إسحاق، ومجاهد، والحكم، والأعمش: {ومن عنده علم الكتاب} بجعل من حرف جر، وجر ما بعده به، وارتفاع علم بالابتداء، والجار والمجرو في موضع الجر.
وقرأ علي أيضًا وابن السميقع، والحسن بخلاف عنه.
{ومن عنده} بجعل من حرف جر {علم الكتاب}، بجعل {علم} فعلًا مبنيًا للمفعول، و{الكتاب} رفع به.
وقرئ {ومن عنده} بحرف جر {علم الكتاب} مشددًا مبنيًا للمفعول، والضمير في عنده في هذه القراءات الثلاث عائد على الله تعالى.
وقال الزمخشري في القراءة التي وقع فيها عنده صلة يرتفع العلم بالمقدر في الظرف فيكون فاعلًا، لأنّ الظرف إذا وقع صلة أو غل في شبه الفعل لاعتماده على الموصول، فعمل على الفعل كقولك: مررت بالذي في الدار أخوه، فأخوه فاعل، كما تقول: بالذي استقر في الدار أخوه انتهى.
وهذا الذي قاله الزمخشري ليس على وجه التحتم، لأنّ الظرف والجار والمجرور إذا وقعا صلتين أو حالين أو خبرين، إما في الأصل، وإما في الناسخ، أو تقدمهما أداة نفي، أو استفهام، جاز فيما بعدهما من الاسم الظاهر أن يرتفع على الفاعل وهو الأجود، وجاز أن يكون ذلك المرفوع مبتدأ، والظرف أو الجار والمجرور في موضع رفع خبره، والجملة من المبتدأ والخبر صلة أو صفة أو حال أو خبر، وهذا مبني على اسم الفاعل.
فكما جاز ذلك في اسم الفاعل، وإن كان الأحسن إعماله في الاسم الظاهر، فكذلك يجوز في ما ناب عنه من ظرف أو مجرور.
وقد نص سيبويه على إجازة ذلك في نحو: مررت برجل حسن وجهه، فأجاز حسن وجهه على رفع حسن على أنه خبر مقدم، وهكذا تلقفنا هذه المسألة عن الشيوخ.
وقد يتوهم بعض النشأة في النحو أن اسم الفاعل إذا اعتمد على شيء مما ذكرناه يتحتم إعماله في الظاهر، وليس كذلك.
وقد أعرب الحوفي عنده علم الكتاب مبتدأ وخبرًا في صلة من.
وقال أبو البقاء: ويجوز أن يكون خبرًا يعني عنده، والمبتدأ علم الكتاب انتهى.
ومن قرأ: ومن عنده، على أنه حرف جر فالكتاب في قراءته هو القرآن، والمعنى: أنه تعالى من جهة فضله وإحسانه علم الكتاب، أو علم الكتاب على القراءتين، أي: علمت معانيه وكونه أعظم المعجزات الباقي على مر الأعصار، فتشريف العبد بعلوم القرآن إنما ذلك من إحسان الله تعالى إليه وتوفيقه على كونه معجزًا، وتوفيقه لإدراك ذلك. اهـ.