فصل: قال الغزنوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



9- {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ} قال أبو عبيدة: تكروا ما أمروا به، ولم يسلموا.
ولا أعلم أحدا قال: ردّ يده في فيه، إذا أمسك عن الشي ء! والمعنى: ردّوا أيديهم في أفواههم، أي عضّوا عيها حنقا وغيظا، كما قال الشاعر:
يردّون في فيه عشر الحسود

يعني: أنهم يغيظون الحسود حتى يعض على أصابعه العشر ونحوه قول الشاعر:
قد أفنى أنامله أزمه ** فأضحى بعضّ على الوظيفا

يقول: قد أكل أصابعه حتى أفناها بالعض، فأضحى بعضّ عليّ وظيف الذراع. وهكذا فسر هذا الحرف ابن مسعود واعتباره قوله عز وجل في موضع آخر: {وَإِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}.
15- {وَاسْتَفْتَحُوا أي} استنصروا. {وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ}.
16- و{مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ} أي أمامه.
{وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ} والصديد: القيح والدم. أي يسقى الصديد مكان الماء. كأنه قال: يجعل ماؤه صديدا.
ويجوز أن يكون على التشبيه. أي يسقى ماء كأنه صديد.
17- {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ} أي من كل مكان من جسده.
{وَما هُوَ بِمَيِّتٍ}.
18- {أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ} أي شديد الريح. شبه أعمالهم بذلك: لأنه يبطلها ويمحقها.
21- {ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ} أي معدل. يقال: حاص عن الحق يحيص، إذا زاغ وعدل.
22- {لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ} أي فرغ منه، فدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار.
24- {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً} شهادة أن لا إله إلّا اللّه، {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} يقال: هي النخلة. {أَصْلُها ثابِتٌ} في الأرض، {وَفَرْعُها}: أعلاها، {فِي السَّماءِ}.
25- {تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ} يقال: كلّ ستة أشهر، ويقال: كلّ سنة.
26- {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ} يعني: الشرك {كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} قال أنس بن مالك: هي الحنظلة.
{اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ} أي استؤصلت وقطعت.
{ما لَها مِنْ قَرارٍ} أي فما لها من أصل.
فشبّه كلمة الشرك، بحنظلة قطعت: فلا أصل لها في الأرض، ولا فرع لها في السماء، ولا حمل.
38- {دارَ الْبَوارِ} دار الهلاك. وهي: جهنم.
31- {وَلا خِلالٌ} مصدر خاللت فلانا خلالا ومخالّة والاسم الخلة، وهي: الصداقة.
35- {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ} أي اجنبني وإيّاهم.
36- {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ} أي ضل بهن كثير من الناس.
37- {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} أي تنزع إليهم.
43- {مُهْطِعِينَ أي} مسرعين. يقال: أهطع البعير في سيره واستهطع، إذا أسرع.
{مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ} والمقنع رأسه: الذي رفعه وأقبل بطرفه على ما بين يديه. والإقناع في الصلاة هو من إتمامها.
{لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} أي نظرهم إلى شيء واحد.
{وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ} يقال: لا تعي شيئا من الخير. ونحوه قول الشاعر في وصف الظّليم:
................ **......... جؤجؤه هواء

أي ليس لعظمه مخّ ولا فيه شيء.
ويقال: أفئدتهم هواء منخوبة من الخوف والجبن.
49- {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ} أي قد قرن بعضهم إلى بعض في الأغلال واحدها: صفد.
50- {سَرابِيلُهُمْ} أي قمصهم. واحدها: سربال. {مِنْ قَطِرانٍ}.
ومن قرأ: {من قطر آن} أراد: نحاسا قد بلغ منتهى حرّه. أنى فهو آن. اهـ.

.قال الغزنوي:

ومن سورة إبراهيم:
3 {يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ}: يعتاضونها ويؤثرونها عليها.
5 {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّه}: بنعم أيامه ونقمها.
7 {تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ}: آذن وأعلم، كقولك: توعّد وأوعد.
9 {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ}: عضوا عليها من الغيظ، أو ردّوا أيديهم على أفواه الرّسل على المثل، إما على ردّهم قولهم، وإما لخوفهم منهم، وإما بإيمائهم إليهم أن اسكتوا.
وحكى أبو عبيدة: كلّمته في حاجتي فرد يده في فيه: إذا سكت فلم يجب.
16 {مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ}: من ماء مثل الصديد كقولك: هو أسد، أو من ماء يصدّ الصّادي عنه لشدته.
17 {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ}: أي: أسبابه من جميع جسده.
18 {فِي يَوْمٍ عاصِفٍ}: ذي عصوف، أو عاصف الرّيح.
22 {بِمُصْرِخِكُمْ}: الصّارخ: المستغيث، والمصرخ: المغيث. من لغات السّلب كالمشكي والمعتب.
26 {اجْتُثَّتْ}: انتزعت كأنه أخذت جثتها بكمالها.
27 {بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}: المسألة في القبر.
28 {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا}: قال عليّ رضي اللّه عنه: هم الأفجران من قريش: بنو أمية، وبنو المغيرة، فأما بنو أمية فمتّعوا إلى حين، وأمّا بنو المغيرة فأخزاهم اللّه يوم بدر. وعن ابن عمر رضي اللّه عنهما مثله.
33 {دائِبَيْنِ}: دائمين فيما سخرهما اللّه عليه.
34 {وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ}: ما احتجتم إليه من غنى وعافية وولد وخول ونجاة وشرح صدر ونحوها.
37 {أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ}: تكسير وفود على أوفدة ثم قلب اللّفظ وقلبت الواو ياء كما قلبت في الأفئدة جمع فؤاد.
{تَهْوِي إِلَيْهِمْ}: تقصدهم.
40 {وتقبّل دعائي}: عبادتي.
41 {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ}: كانا في الأحياء فرجي إيمانهما، أو هو على وجه التعليم.
42 {تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ}: ترتفع.
43 {مُهْطِعِينَ}: مسرعين، وبعير مهطع: في عنقه تصويب خلقة، ولا يفسّر بالإطراق، لقوله: {مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ}، والإقناع: رفع الرأس إلى السّماء من غير إقلاع. وقيل: المقنع والمقمح الشّاخص ببصره.
{وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ}: جوف عن القلوب للخوف. وقيل: منخرقة للرّعب كهواء الجوّ في الانخراق وبطلان الإمساك.
44 {يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ}: نصب يَوْمَ على المفعول به والعامل فيه {أنذرهم}، وليس بظرف. إذا لم يؤمر بالإنذار في ذلك اليوم.
46 {وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ}: أي: ما كان توهينا لأمرهم.
48 {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ}: تصوّر صورة أخرى أرضا بيضاء كالفضّة لم يعمل عليها معصية، {وَالسَّماواتُ}: بانتشار نجومها.
49 {مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ}: يجمعون في الأغلال كما كانوا مقترنين على الضلال. اهـ.

.قال ملا حويش:

تفسير سورة ابراهيم:
عدد 22- 72- 14
نزلت بمكة بعد سورة نوح، عدا الآيتين 28/ 29 فإنهما نزلنا في المدينة، وهي اثنتان وخمسون آية، وثمنمئة وإحدى وستون كلمة، وثلاثة آلاف وأربعمائة وأربعة وثلاثون حرفا، ومثلها في عدد الآي الحافة ونون.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى: {الر} تقدم ما فيه أول سورة يونس لمارة، هذا القرآن العظيم المدون في أنزلنا: {كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ} يا سيد الرسل: {لِتُخْرِجَ النَّاسَ} بهديه وإرشاده: {مِنَ الظُّلُماتِ} الكفر والطغيان والجهالة: {إِلَى النُّورِ} الإيمان والطاعة والعلم، تشير هذه الآية إلى أن طرق الإضلال كثيرة، لأنه جمع لفظ الظلمات الداخل فيه جميع أنواعها، وأفرد لفظ النور لأن طريق الإيمان واحد، وهكذا في جميع ما ورد في كتاب اللّه تعالى يكون النور مفردا والظلمات جمعا، وإنما شبه الكفر بالظلمات لأنها نهاية ما يتحيّر فيها الرجل من طرق الهدى، وشبه الإيمان بالنور لأنه غاية ما ينجلي به طريق الهداية، وهذا الإخراج: {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} وأمره وتوفيقه وتسهيله وتيسيره: {إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}
1 الذي أمر عباده بسلوكه ويجوز في اللفظ العظيم الآتي الجر على أنه صفة لما قبله والرفع على الابتداء: {اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ} ملكا وعبيدا: {وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ} به التاركين عبادته: {مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ} 2 في الآخرة لا تطيقه أجسامهم، ووصف الكافرين بأنهم: {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ} وآثروها عليها طوعا واختيارا ورضاء: {وَيَصُدُّونَ} الناس مع ذلك: {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} فيمنعونهم من سلوكها: {وَيَبْغُونَها} الطريق الموصلة إلى اللّه المؤدية لدينه القويم المسببة لدخول الجنة: {عِوَجًا} ميلا وزيغا حائدين عن القصد السوي، راجع الآية الأولى من سورة الكهف المارة: {أُولئِكَ} الذين هذه صفتهم كانوا: {فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ} عن الصواب ناء عن الحق في هذه الدنيا ويوم القيامة في أشد العذاب إذا لم يتوبوا ويرجعوا، قال تعالى: {وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ} يتكلم بلغتهم، وقرئ {بلسن} على الجمع، ثم بين العلة في ذلك بقوله: {لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} ما يفعلون ويذرون فيفهمهم ويفهموا عنه، ولا يفهم من هذه الآية كون محمدا عربيا وقد أرسل للعرب خاصة لأنه لا يعرف لغة الآخرين ممن على وجه الأرض، لأن اللّه تعالى آذنه بإرسال رسل من قبله إلى الأطراف يترجمون لهم بألسنتهم ما يتعلق بالإيمان والإسلام، لأن القرآن العظيم أثبت عموم رسالته بالآية 158 من الأعراف المارة، لأن لفظ الناس يدخل فيه العربي والأعجمي، فضلا عن الناس كلهم تبعا للعرب، لأن القرآن جاء بلغتهم ليجتمعوا عليه والاجتماع خير من التفرقة، وجاء في تفسير أبو السعود والرازي أن اللّه تعالى أنزل الكتب كلها عربية ثم ترجمها السيد جبريل على الأنبياء بلغة أقوامهم ليفهموها.
هذا وإذا كان الكتاب واحدا بلغة واحدة مع اختلاف الأمم وتباين اللغات كان ذلك أبلغ في اجتهاد المجتهدين في تعليم معانيه وتفهيم فوائده وغوامضه وأسراره وحدوده وأحكامه.
وقد ألمعنا إلى عموم الرسالة في الآية 28 من سورة سبأ المارة فراجعها وما ترشدك إليه.
وبعد بيان الرسول للمرسل إليهم ذلك: {فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ} ممن آثر الضلالة على الهدى: {وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ} ممن فضّل الهدى على الضلال تبعا لما هو مخلوق له أزلا: {وَهُوَ الْعَزِيزُ} الغالب على أمره الذي لا يكون في ملكه إلا ما يريد: {الْحَكِيمُ} فيمن يضل ويهدي بحسب معدنه وجبلته: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا} التسع المار ذكرها في الآية 129 من الأعراف، وقلنا له: {أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ} بني إسرائيل من بين القبط وأنقذهم: {مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ} مر تفسيرها آنفا: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} التي أوقعها على الأمم السابقة بعد ما ابتلاهم بنعمه وأظهروا للناس كفرها، والمراد من الأيام هنا الوقائع لأن العرب يعبرون عن الحوادث بأيام فيقولون يوم الفجار وذي قار ويوم قضّه وغيرها، قال عمرو بن كلثوم:
وأيام لنا غور طوال ** عصينا الملك فيها ان ندينا

ونظير هذه الآية بالمعنى الآية 14 من سورة الجاثية المارة،: {إِنَّ فِي ذلِكَ} التذكير بالوقائع الكائنة على الأمم السالفة: {لَآياتٍ} عبر وعظات: {لِكُلِّ صَبَّارٍ} على البلاء وعلى الجور والأذى: {شَكُورٍ} لنعم اللّه وعطائه وهما صفة خيرة الخلق من المؤمنين لأن الإيمان نصفه صبر ونصفه شكر: {وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ} أي اذكر يا خاتم الرسل ما قاله أخوك موسى لبني إسرائيل إذ يعدد نعمه عليهم لتقصها على قومك ومقول القول: {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ} عذا بعد أن خلصهم من رق الفراعنة الملمع إليه في الآية 127 من الأعراف فما بعدها، وبعد أن أراهم آيات ربهم في إغراق عدوهم ونجاتهم بآن واحد والآيات التي بعدها كالمن والسلوى والإظلال بالغمام وتفجير الماء وقد كانوا فرعون وآله: {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ} يبغونكم باشده وأشنعه: {وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ} يسترقونهم ويستخدمونهم: {وَفِي ذلِكُمْ} الحال الذي أجروه معكم: {بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} لا أعظم منه، لأن قتل الذكور وإبقاء النسوة للاسترقاق غاية في الذل ونهاية في العار، وقيل في المعنى:
ومن أعظم الرزء فيما أرى ** بقاء البنات وموت البنينا

وهذه الواو التي في ويذبحون يسميها القراء الواو الكبيرة، إذ مر قبلها في الآية 141 من سورة الأعراف ويأتي بعدها في الآية 29 من البقرة بلا واو: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ} أعلم ووعد وأوعد: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ} نعمه التي من جملتها خلاصكم من رق القبط والغرق: {لَأَزِيدَنَّكُمْ} نعما فأجعل منكم ملوكا وأنبياء راجع الآية 23 من المائدة،: {وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ} تلك النعم وجحدتموها: {إِنَّ عَذابِي} لمن يكفرها: {لَشَدِيدٌ} 7 أشد من عذاب استرقاق القبط وإماتة الرجال وإبقاء النساء منكم: {وَقالَ مُوسى} لبني إسرائيل: {إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} فضره يعود عليكم وعليهم في الدنيا والآخرة واللّه لا يعبا بكم: {فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ} عن جميع خلقه لا حاجة له في شكرهم: {حَمِيدٌ} 8 بذاته وإن لم يحمده خلقه ثم ذكرهم بمن قبلهم فقال: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ} كقوم إبراهيم وموسى وشعيب وغيرهم: {لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ} لعدم إحاطة علم البشر بهم لكثرتهم ولأن اللّه لم يبينهم لنا، قال تعالى: {مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ} الآية 79 من الفرقان المارة ونظيرتها الآية 79 من سورة المؤمن المارة، ولهذا قال ابن مسعود كذب النسّابون الذين يدعون معرفة الأنساب إلى آدم، واللّه تعالى نفى معرفة العلم بذلك عن عباده، وجاء عنه صلى اللّه عليه وسلم فيمن ينتسب لآدم عليه السلام وفيمن ينتسب من عدنان إلى إسماعيل عليه السلام كذب النسّابون، لأن اللّه تعالى لم يبين القرون ما بين النّبيين.