فصل: (سورة إبراهيم: آية 22)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة إبراهيم: آية 22]

{وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (22)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {قال الشيطان} مثل قال الضعفاء، {لمّا} ظرف متضمّن معنى الشرط بمعنى حين مبني في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب {قضي} فعل ماض مبنيّ للمجهول {الأمر} نائب الفاعل {إنّ} حرف توكيد ونصب {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب {وعدكم} فعل ماض، وكم ضمير مفعول به، والفاعل هو {وعد} مفعول به ثان منصوب {الحقّ} مضاف إليه مجرور الواو عاطفة {وعدتكم} فعل، وفاعل، ومفعول به الفاء عاطفة أخلفتكم مثل وعدتكم والمفعول الثاني محذوف أي أخلفتكم الوعد الواو عاطفة {ما} حرف نفي {كان} فعل ماض ناقص اللام حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر كان على حرف جرّ وكم ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من سلطان {من} حرف جرّ زائد {سلطان} مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم كان {إلّا} أداة استثناء {أن} حرف مصدريّ {دعوتكم} مثل وعدتكم الفاء عاطفة استجبتم فعل ماض وفاعله {لي} مثل الأول متعلّق بـ استجبتم.
والمصدر المؤوّل أن دعوتكم.. في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع.
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر لا ناهية جازمة {تلوموني} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل والنون للوقاية، والياء ضمير مفعول به الواو عاطفة {لوموا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل {أنفسكم} مفعول به منصوب.. وكم مضاف إليه {ما} نافية عاملة عمل ليس {أنا} ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما الباء حرف جرّ زائد مصرخكم مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.. وكم مثل الأخير الواو عاطفة {ما أنتم بمصرخيّ} مثل ما أنا بصرخكم، وعلامة الجرّ الياء لأنّه جمع مذكّر سالم، وحذفت النون للإضافة والياء الثانية مضاف إليه إنّ مثل الأول والياء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ {كفرت} مثل استجبتم الباء حرف جرّ ما حرف مصدريّ أشركتم مثل استجبتم، والواو زائدة إشباع حركة الميم والنون للوقاية، والياء المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به {من} حرف جرّ {قبل} اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بـ أشركتم، {إنّ الظالمين} مثل إنّ اللّه، وعلامة النصب الياء {لهم} مثل لي متعلّق بخبر مقدّم {عذاب} مبتدأ مؤخّر مرفوع {أليم} نعت لعذاب مرفوع.
جملة: {قال الشيطان...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قضي الأمر...} في محلّ جرّ مضاف إليه... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبل أي: قال الشيطان.. والشرط فعله وجوابه لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: {إنّ اللّه وعدكم...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {وعدكم...} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {وعدتكم...} في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّ اللّه.
وجملة: {أخلفتكم...} في محلّ نصب معطوفة على جملة وعدكم.
وجملة: {ما كان لي.. سلطان} في محلّ نصب معطوفة على جملة قول القول.
وجملة: {دعوتكم...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة: {استجبتم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة دعوتكم.
وجملة: {لا تلوموني...} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردتم الحقّ فلا تلوموني...
وجملة: {لوموا...} في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تلوموني..
وجملة: {ما أنا بمصرخكم...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {ما أنتم بمصرخيّ...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: {إنّي كفرت...} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {كفرت...} في محلّ خبر إنّ.
وجملة: {أشركتموني...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
والمصدر المؤوّل ما أشركتموني... في محلّ جرّ بالباء متعلّق بـ {كفرت}.
وجملة: {إنّ الظّالمين...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لهم عذاب...} في محلّ رفع خبر إنّ.

.الصرف:

مصرخ، اسم فاعل من الرباعيّ أصرخ بمعنى أغاث، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.

.البلاغة:

1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: {إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ} فالاشراك استعارة بتشبيه الطاعة به، وتنزيلها منزلته أو لأنهم لما أشركوا الأصنام ونحوها بإيقاعه لهم في ذلك فكأنهم أشركوه، والكفر مجاز عن التبري وكما في قوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} والمراد: إن كان إشراككم لي بالله تعالى هو الذي أطمعكم في نصرتي لكم، وخيل إليكم أن لكم حقا علي، فإني تبرأت من ذلك ولم أحمده، فلم يبق بيني وبينكم علاقة، وقد حذف المشبه وأبقى المشبه به على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.

.الفوائد:

1- الحوار، هو أحد الأساليب القرآنية المعتمدة، ورغم أن الحوار عنصر من عناصر القصة، إلّا انه في كثير من مواطن القرآن الكريم يرد لتقرير حقيقة أو عرض صورة، فهو والمثل صنوان، فنحن نرى في هذه الآيات صورة شاخصة تمثل المستضعفين، والمستكبرين وثالثهم الشيطان، وقد قاموا يتحاورون بين يدي الله، وكل يلقي اللوم على الآخر ولكن ذلك لم يغن عنهم أمام الله شيئا..!

.[سورة إبراهيم: آية 23]

{وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ (23)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {أدخل} فعل ماض مبنيّ للمجهول {الّذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل {آمنوا} فعل ماض وفاعله {عملوا} مثل آمنوا {الصّالحات} مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة {جنّات} مفعول به عامله أدخل منصوب وعلامة النصب الكسرة {تجري} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء {من تحتها} جارّ ومجرور متعلّق بـ {تجري}، وهو على حذف مضاف أي تحت أشجارها أو بيوتها، وها ضمير مضاف إليه {الأنهار} فاعل مرفوع {خالدين} حال من الموصول في حرف جرّ وها ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين {بإذن} جارّ ومجرور حال ثانية من الموصول، {ربّهم} مضاف إليه مجرور.. وهم ضمير مضاف إليه {تحيّتهم}، مبتدأ مرفوع.. وهم مثل الأخير {فيها} مثل الأول متعلّق بـ {تحيتهم}، {سلام} مبتدأ ثان مرفوع وخبره محذوف تقديره عليكم..
والجملة الاسميّة خبر التحيّة.
جملة: {أدخل الذين...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الّذين.
وجملة: {عملوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: {تجري... الأنهار} في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: {تحيّتهم... سلام} في محلّ نصب حال من الموصول.
وجملة: {سلام} عليكم في محلّ رفع خبر المبتدأ تحيّتهم.

.[سورة إبراهيم: الآيات 24- 25]

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)}.

.الإعراب:

الهمزة للاستفهام لم حرف نفي وجزم {تر} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل أنت {كيف} اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال {ضرب} فعل ماض {اللّه} لفظ الجلالة فاعل مرفوع {مثلا} مفعول به منصوب {كلمة} بدل من المفعول منصوب، {طيّبة} نعت لكلمة منصوبة {كشجرة} جارّ ومجرور متعلّق بنعت لكلمة، {أصلها} مبتدأ مرفوع.. وها مضاف إليه {ثابت} خبر مرفوع الواو عاطفة {فرعها في السماء} مثل أصلها ثابت، والخبر جاء شبه جملة- جار ومجرور-.
جملة: {لم تر...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ضرب اللّه...} في محلّ نصب مفعول به لفعل الرؤية المعلّق بالاستفهام.
وجملة: {أصلها ثابت...} في محلّ جرّ نعت لشجرة.
وجملة: {فرعها في السماء...} في محلّ جرّ معطوفة على جملة أصلها ثابت.
{تؤتي} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هي أي الشجرة {أكلها} مفعول به منصوب.. وها مضاف إليه {كلّ} اسم نائب عن الظرف منصوب متعلّق بـ {تؤتي}، {حين} مضاف إليه مجرور {بإذن ربّها} مثل بإذن ربّهم، والجار والمجرور حال من فاعل تؤتي الواو استئنافيّة {يضرب} مضارع مرفوع {اللّه} لفظ الجلالة فاعل مرفوع {الأمثال} مفعول به منصوب {للناس} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يضرب} بتضمينه معنى يبيّن {لعلّهم} حرف ترجّ ونصب.. وهم ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ {يتذكّرون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: {تؤتي...} في محلّ نصب حال من شجرة.
وجملة: {يضرب اللّه...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لعلّهم يتذكّرون...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يتذكّرون...} في محلّ رفع خبر لعلّ.

.الصرف:

{ثابت}، اسم فاعل من الثلاثي ثبت، وزنه فاعل.
{فرعها} اسم هو مصدر في الأصل وزنه فعل بفتح فسكون ثم انتقل إلى معنى اسم الفاعل بمعنى المتفرع من الأصل.

.البلاغة:

- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ} فقد ذكر تعالى في هذا التشبيه شجرة موصوفة بأربع صفات، ثم شبه الكلمة الطيبة بها، الصفة الأولى كونها {طيبة} والثانية كون {أصلها ثابت} والثالثة كون {فرعها في السماء} والرابعة كونها دائمة الثمر. ووجه الشبه في تمثيل الإيمان بالشجرة أن الشجرة لا تكون شجرة إلا بثلاثة أشياء: عرق راسخ وأصل قائم وفرع عال، كذلك الإيمان، لا يتم إلا بثلاثة أشياء: تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالأبدان، فوجود الصفات الثلاث في جانب المشبه به حسية بينما هي في جانب المشبه معنوية.

.[سورة إبراهيم: آية 26]

{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ (26)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {مثل} مبتدأ مرفوع {كلمة} مضاف إليه مجرور {خبيثة} نعت لكلمة مجرور {كشجرة} جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ، على حذف مضاف أي كمثل شجرة {خبيثة} نعت لشجرة مجرور {اجتثّت} فعل ماض مبنيّ للمجهول.. والتاء للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي {من فوق} جارّ ومجرور متعلّق بـ {اجتثّت} {الأرض} مضاف إليه مجرور {ما لها من قرار} مثل ما لها من محيص.
جملة: {مثل كلمة... كشجرة} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اجتثّت...} في محلّ جرّ نعت لشجرة.
وجملة: {ما لها من قرار} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

.الصرف:

{قرار}، مصدر سماعيّ لفعل قرّ الثلاثيّ، وزنه فعال بفتح الفاء. وثمّة مصادر أخرى للفعل هي: قرور بضمّ القاف، وقرّ بفتح القاف، وتقرار، وتقرة بفتح التاء وكسر القاف.

.البلاغة:

1- التشبيه التمثيلي: أيضا في تشبيه الكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة غير الثابتة كأنها اجتثت أو كأنها ملقاة على وجه الأرض، فلا تغوص إلى الأرض بل عروقها في وجه الأرض، ولا غصون لها تمتد صعدا إلى السماء. وهذا معنى قوله: {ما لَها مِنْ قَرارٍ}.
2- المجاز العقلي في قوله: {تُؤْتِي أُكُلَها}. ففعل الإيتاء مسند إلى غير فاعله الحقيقي، لأن النخلة لا تؤتي أكلها.

.الفوائد:

- تقريظ الكلمة:
مهما عظّم أولو الفكر من مقام الكلمة وطلبوا لها من الحرية والتقديس لم يبلغوا في تقييمها ما أراد لها اللّه من التقدير والتقديس، وبيان عظيم خطرها في المجتمعات.
فالكلمة الطيبة مثلها مثل الشجرة الطيبة، جذورها ضاربة في الأرض، وفروعها سابحة في السماء. أما الكلمة الخبيثة، فشأنها شأن الشجرة الخبيثة التي استؤصلت عن سطح الأرض ليس لها قرار أو استقرار.