فصل: فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة إبراهيم عليه السلام ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث:
655- الحَدِيث الأول:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ: {من أَذَى جَاره وَرثهُ الله دَاره}
656- الحَدِيث الثَّانِي:
عَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ ذَات يَوْم: «إِن الله ضرب مثل الْمُؤمن بشجرة فَأَخْبرُونِي مَا هِيَ؟ فَوَقع النَّاس فِي شجر الْبَوَادِي وَكنت صَبيا فَوَقع فِي قلبِي أَنَّهَا النَّخْلَة فَهبت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَأَنا أَصْغَر الْقَوْم وَرُوِيَ فَمَنَعَنِي مَكَان عمر وَاسْتَحْيَيْت فَقَالَ عمر يَا بني لَو كنت قلتهَا لَكَانَ أحب إِلَيّ من حمر النعم ثمَّ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّهَا النَّخْلَة» قَالَ الطَّيِّبِيّ وَيُوجد فِي بعض النّسخ ابْن عَبَّاس وَلَيْسَ بِصَحِيح.
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي الْعلم وَفِي الْبيُوع وَفِي الْأَطْعِمَة وَمُسلم فِي صفة الْقِيَامَة من حَدِيث مُجَاهِد عَن ابْن عمر قَالَ: «كُنَّا عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَأَتَى بِحِمَار فَقَالَ: إِن من الشّجر شَجَرَة مثلهَا كَمثل الْمُسلم. فَأَرَدْت أَن أَقُول هِيَ النَّخْلَة فَإِذا أَنا أَصْغَر الْقَوْم فَسكت فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: هِيَ النَّخْلَة» وَزَاد مُسلم: «فَذكرت ذَلِك لعمر فَقَالَ لِأَن يكون قلت هِيَ النَّخْلَة أحب إِلَيّ من كَذَا وَكَذَا» انْتَهَى.
657- الحَدِيث الثَّالِث:
عَن الْبَراء بن عَازِب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذكر قبض روح الْمُؤمن فَقَالَ: «ثمَّ تُعَاد روحه فِي جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فِي قَبره ويقولان لَهُ من رَبك وَمَا دينك وَمن نبيك فَيَقُول رَبِّي الله وديني الْإِسْلَام وَنَبِي مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فينادي مُنَاد من السَّمَاء أَن صدق عَبدِي». قلت: رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب السّنة من حَدِيث الْمنْهَال بن عَمْرو عَن زَاذَان عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ: «خرجنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي جَنَازَة رجل من الْأَنْصَار قَالَ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْر وَلما يلْحد بعد قَالَ فَقَعَدْنَا حول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَجعل ينظر إِلَى السَّمَاء يرفع بَصَره وَيخْفِضهُ ثمَّ قَالَ: إِنِّي أعوذ بك من عَذَاب الْقَبْر» إِلَى أَن قَالَ: «ثمَّ يُعَاد روحه إِلَى جسده فَتَأْتِيه الْمَلَائِكَة فَيَقُولُونَ من رَبك فَيَقُول الله فَيَقُولُونَ وَمَا دينك فَيَقُول الْإِسْلَام فَيَقُولُونَ مَا هَذَا الرجل الَّذِي خرج فِيكُم فَيَقُول رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فينادي مُنَاد من السَّمَاء أَن صدق عَبدِي». مُخْتَصر.
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْإِيمَان وَقَالَ حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ. انْتَهَى.
وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن رَاهَوَيْه وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم بِطُولِه وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مُخْتَصر أَخْرجَاهُ عَن سعد بن عُبَيْدَة عَن الْبَراء بن عَازِب مَرْفُوعا قَالَ: «{يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة} نزلت فِي عَذَاب الْقَبْر يُقَال لَهُ من رَبك فَيَقُول رَبِّي الله ونبيي مُحَمَّد فَذَلِك قَوْله تَعَالَى: {يثبت الله الَّذين آمنُوا...} الْآيَة». انْتَهَى.
658- الحَدِيث الرَّابِع قَالَ المُصَنّف وَمِنْه قَوْله: «من غَشنَا فَلَيْسَ منا».
قلت هُوَ حَدِيث مَرْفُوع رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود وَمن حَدِيث الْحَارِث بن سعيد النَّخعِيّ وَمن حَدِيث أبي بردة وَمن حَدِيث أبي الْحَمْرَاء وَمن حَدِيث أبي مُوسَى وَمن حَدِيث عَلّي وَمن حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث الْبَراء بن عَازِب وَمن حَدِيث عَائِشَة وَمن حَدِيث أنس وَمن حَدِيث عبد الله بن أبي ربيعَة.
أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ «من حمل علينا السَّيْف فَلَيْسَ منا وَمن غَشنَا فَلَيْسَ منا». انْتَهَى.
وَأما حَدِيث ابْن مَسْعُود فَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الرَّابِع والثمانين من الْقسم الثَّانِي من حَدِيث عَاصِم بن أبي النجُود عَن زر عَن عبد الله بن مَسْعُود عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «من غَشنَا فَلَيْسَ منا وَالْمَكْر وَالْخداع فِي النَّار». انْتَهَى.
وَأما حَدِيث الْحَارِث بن سعيد النَّخعِيّ فَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْبيُوع من حَدِيث عبد الله بن عِيسَى عَن عُمَيْر بن سعيد عَن عَمه واسْمه الْحَارِث بن سعيد النَّخعِيّ قَالَ خرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى البقيع فَرَأَى طَعَاما يُبَاع فِي غَرَائِر فَأدْخل يَده فَأخْرج شَيْئا كرهه فَقَالَ: «من غَشنَا فَلَيْسَ منا». انْتَهَى.
وَقَالَ حَدِيث صَحِيح وَأما حَدِيث أبي بردة فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده حَدثنَا أسود بن عَمْرو حَدثنَا شريك عَن عبد الله بن عِيسَى عَن جَمِيع بن عُمَيْر عَن خَاله أبي بردة بن نيار أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ... بِنَحْوِهِ.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى أخبرنَا أَحْمد بن عُثْمَان بن حَكِيم حَدثنَا أَبُو الْمُنْذر يَحْيَى بن الْمُنْذر الْكِنْدِيّ شيخ صَدُوق أَنا شريك عَن عبد الله بن عِيسَى بِهِ سَوَاء وَأما حَدِيث أبي الْحَمْرَاء فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة أَيْضا حَدثنَا فضل بن دُكَيْن عَن يُونُس عَن أبي دَاوُد عَن أبي الْحَمْرَاء مَرْفُوعا... نَحوه.
قَالَ التِّرْمِذِيّ فِي علله الْكُبْرَى بعد أَن رَوَاهُ بِسَنَدِهِ سَأَلت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ لَا يَصح لأبي الْحَمْرَاء عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَدِيث وَأَبُو دَاوُد نفيع الْأَعْمَى ذَاهِب الحَدِيث لَا أكتب حَدِيثه قلت فَأَبُو الْحَمْرَاء مَا أُسَمِّهِ فَلم يعرفهُ. انْتَهَى.
وَرَأَيْت فِي حَاشِيَة بِخَط بعض الْفُضَلَاء أَبُو الْحَمْرَاء ذكره فِي الصَّحَابَة ابْن أبي خَيْثَمَة وَابْن أبي حَاتِم وَالْبَغوِيّ وَذكره العسكري أَيْضا فِي الصَّحَابَة وَسَماهُ هِلَال بن الْحَارِث مولَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَكَذَلِكَ ذكره ابْن عَسَاكِر فِي التَّارِيخ فِي موَالِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَسَماهُ هِلَال بن الْحَارِث.
وَأما حَدِيث أبي مُوسَى فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا أَبُو حُسَيْن القَاضِي حَدثنَا يَحْيَى الْحمانِي حَدثنَا أَبُو أُسَامَة عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «من غَشنَا فَلَيْسَ منا». انْتَهَى.
وَرَوَاهُ فِي الْوسط حَدثنَا الْعَبَّاس بن الرّبيع بن ثَعْلَب حَدثنَا أبي حَدثنَا يَحْيَى بن عقبَة بن أبي الْعيزَار عَن عبد الله بن عِيسَى حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن مجمع بن بَحر عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى.
وَأما حَدِيث عَلّي فَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْخَامِس وَالسبْعين من طَرِيق عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ حَدثنَا القعْنبِي أَن حُسَيْن بن عبد الله بن ضميرَة حَدثهمْ عَن أَبِيه عَن جده عَن عَلّي قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ «لَيْسَ منا من لم يرحم صَغِيرنَا وَيعرف حق كَبِيرنَا وَلَيْسَ منا من غَشنَا وَلَا يكون الْمُؤمن مُؤمنا حَتَّى يحب للنَّاس مَا يحب لنَفسِهِ». انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أبي أويس حَدثنَا حُسَيْن بن عبد الله بن ضميرَة عَن أَبِيه عَن جده مَرْفُوعا نَحوه وَلم يذكر فِيهِ عليا ذكره فِي تَرْجَمَة ضميرَة بن أبي ضميرَة مولَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
وَأما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا عبد الْعَزِيز ابْن مُحَمَّد عَن ثَوْر بن يزِيد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا «من غَشنَا فَلَيْسَ منا». انْتَهَى.
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده أَيْضا أخبرنَا يَحْيَى بن آدم حَدثنَا يَحْيَى بن المتَوَكل عَن الْقَاسِم بن عبيد الله عَن عَمه سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه عبد الله بن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر فِي السُّوق بِطَعَام لرجل فَأدْخل يَده فِيهِ فَأخْرج مِنْهُ شَيْئا لَيْسَ كَالظَّاهِرِ فَأَنف بِصَاحِبِهِ ثمَّ قَالَ لرجل مَعَه «نَاد فِي النَّاس لَيْسَ منا من غَشنَا». انْتَهَى.
وَعَن ابْن رَاهَوَيْه رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الكنى لم يذكر فِيهِ قصَّة الطَّعَام ثمَّ قَالَ وَأَبُو عقيل يَحْيَى بن المتَوَكل أَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو بكر بن عَيَّاش. انْتَهَى. وَلم يُضعفهُ هُوَ بِشَيْء.
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن معمر حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن الْخطاب حَدثنَا أَبُو معشر عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «من غَشنَا فَلَيْسَ منا». انْتَهَى.
وَسكت عَنهُ وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل وَأعله بِيَحْيَى بن المتَوَكل أبي عقيل الْبَاهِلِيّ وَضَعفه عَن النَّسَائِيّ وَأحمد وَابْن معِين وَالسَّعْدِي وَالْفَلَّاس وَوَافَقَهُمْ وَأما حَدِيث الْبَراء فَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْكَبِير فِي تَرْجَمَة سعيد بن مَيْمُون قَالَ قَالَ لي مَنْصُور عَن مُحَمَّد بن عِيسَى الواشبي أَنه سمع شَرِيكا عَن سعيد بن مَيْمُون عَن الْبَراء بن عَازِب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «من غَشنَا فَلَيْسَ منا». انْتَهَى.
وَله لفظ آخر عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه رَوَاهُ من حَدِيث قيس بن أبي عَرزَة الْغِفَارِيّ وَيُقَال الْجُهَنِيّ وَيُقَال البَجلِيّ وَكَانَ من الصَّحَابَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر عَلَى رجل يَبِيع طَعَاما فَقَالَ لَهُ «يَا هَذَا أَسْفَل هَذَا الطَّعَام مثل أَعْلَاهُ» قَالَ نعم فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام «من غش الْمُسلمين فَلَيْسَ مِنْهُم». انْتَهَى.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث أبي عَلّي الْحَنَفِيّ حَدثنَا أَبُو هَارُون السَّامِي عَن الحكم بن عُيَيْنَة عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «من غَشنَا فَلَيْسَ منا». انْتَهَى.
وَقَالَ لَا نعلمهُ يرْوَى عَن عَائِشَة إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد. انْتَهَى.
وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي جُزْء وَضعه فِي جمع طرق حَدِيث «من غَشنَا فَلَيْسَ منا» فَقَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد حَدثنَا عَلّي بن الْمُبَارك الصَّنْعَانِيّ حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس حَدثنِي سُلَيْمَان بن هِلَال عَن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ربيعَة عَن أنس بن مَالك مَرْفُوعا «من غَشنَا فَلَيْسَ منا».
وَأما حَدِيث عبد الله بن أبي ربيعَة فَرَوَاهُ أَبُو نعيم أَيْضا حَدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن حَدثنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة حَدثنَا سعيد بن عَمْرو حَدثنَا حَاتِم ابْن إِسْمَاعِيل حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم المَخْزُومِي عَن أَبِيه عَن جده عَن عبد الله بن أبي ربيعَة مَرْفُوعا نَحوه وَأخرج الطَّبَرَانِيّ حَدِيث الْبَراء فِي مُعْجَمه الْوسط عَن سوار بن مُصعب عَن مطرف بن طريف عَن أبي الجهم عَن الْبَراء بن عَازِب أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مر بِطَعَام فَأدْخلهُ فِيهِ وَقَالَ: «من غَشنَا فَلَيْسَ منا». انْتَهَى.
659- الحَدِيث الْخَامِس:
فِي الحَدِيث «مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ»
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَمُسلم فِي الصَّلَاة من حَدِيث مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ». انْتَهَى.
وَأَعَادَهُ فِي سُورَة الانشقاق.
660- الحَدِيث السَّادِس:
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ: «من قَرَأَ سُورَة إِبْرَاهِيم أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد كل من عبد الْأَصْنَام وَعدد من لم يَعْبُدهَا» قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي حَدثنَا هَارُون بن كثير حَدثنَا زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ... فَذكره وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره كَمَا تقدم فِي آل عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس. اهـ.

.فصل في ذكر آيات الأحكام في السورة الكريمة:

قال إلكيا هراسي:
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
سورة إبراهيم:
قوله تعالى: {تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها}، الآية/ 25.
روي عن ابن عباس أنه قال: غدوة وعشية، ولعله أخذ ذلك من قوله تعالى: {فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}.
وعن ابن عباس رواية أخرى أنه قال: هي النخلة تطعم في كل ستة أشهر.
وعن علي أنه قال: الحين سنة.
وقال ابن المسيب: الحين شهران من حين تصرم النخل إلى حين تطلع.
وروي عنه أنه قال: النخلة لا يكون فيها أكلها إلا شهران.
وقال تعالى: {لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ}، وعنى به ثلاث عشرة سنة.
وقال تعالى: {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ}: يوم القيامة.
وعن عكرمة أن رجلا قال: إن فعلت كذا وكذا إلى حين فغلامه حر، فأتى إلى عمر بن عبد العزيز فسأله عن ذلك، فسألني عنها فقلت: إن من الحين حين لا يدرك.
قوله تعالى: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ}. فأرى أن يمسك ما بين صرام النخل إلى حملها، فأعجبه ذلك.
وبالجملة: للحين مصارف، ولم ير للشافعي تعيين مصرف من هذه المصارف، لأنه لم يوضع في اللغة لمعنى معين، والذي ذكره أبو حنيفه من تقييد الحين في الحلف بستة أشهر اتباعا لعكرمة تحكم، وتخصيصه بإدراك النخل لا مأخذ له فلا معنى لاعتباره. اهـ.