فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{أَلَمْ يَأْتِكُمْ} أي: في مؤاخذة من كفر: {نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ} أي: مع كثرتهم: {وَعَادٍ} أي: مع غاية قوتهم: {وَثَمُودَ} مع كثرة تحصنهم وصنائعهم: {وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ}.
قال ابن جرير: هذا من تمام قول موسى لقومه، يعني: وتذكاره إياهم بأيام الله بانتقامه من الأمم المكذبة بالرسل.
قال ابن كثير: وفيما قال ابن جرير نظر؛ والظاهر أنه خبر مستأنف من الله تعالى لهذه الأمة؛ فإنه قد قيل: إن قصة عاد وثمود ليست في التوراة، فلو كان هذا من كلام موسى لقومه لقصَّه عليهم، ولا شك حينئذ أن تكون هاتان القصتان في التوراة، والله أعلم.
وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ} جملة من مبتدأ وخبر وقعت اعتراضًا، أو عطف {الذين} على قوم نوح، و: {لاَ يَعْلَمُهُمْ} الخ اعتراض، ومعنى الاعتراض على الثاني: ألم يأتكم أنباء الجم الغفير الذي لا يحصى كثرة فتعتبروا بها؟ إن في ذلك لمعتبرًا. وعلى الأول: فهو ترق، ومعناه: ألم يأتكم نبأ هؤلاء ومن لا يحصى بعدهم؟ كأنه يقول: دع التفصيل فإنه لا مطمع فيه، وفيه لطف لإيهام الجمع بين الإجمال والتفصيل.
وقوله تعالى: {فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} يحتمل الأيدي والأفواه أن يكونا الجارحتين المعروفتين. وأن يكونا من مجاز الكلام. وفي الأول وجوه:
أي: ردوا أيديهم في أفواههم فعضوها غيظًا وضجرًا مما جاءت به الرسل، كقوله: {عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} [آل عِمْرَان: من الآية 119]، أو وضعوها على أفواههم ضحكًا واستهزاءً كمن غلبه الضحك. أو وضعوها على أفواههم مشيرين بذلك إلى الأنبياء أن يكفوا ويسكتوا. أو أشاروا بأيديهم إلى أفواه الرسل أن اسكتوا. و{في} بمعنى إلى أو وضعوا أيديهم على أفواه الرسل منعًا لهم من الكلام، أو أنهم أخذوا أيدي الرسل ووضعوها على أفواههم ليقطعوا كلامهم. ومن بالغ في منع غيره من الكلام؛ فقد يفعل به ذلك. أو أشاروا بأيديهم إلى جوابهم وهو قولهم: {إِنَّا كَفَرْنَا} أي: هذا جوابنا الذي نقوله بأفواهنا، والمراد إشارتهم إلى كلامهم كما يقع في كلام المتخاطبين، أنهم يشيرون إلى أن هذا هو الجواب ثم يقررونه، أو يقررون ثم يشيرون بأيديهم إلى أن هذا هو الجواب. قيل: وهو أقوى الوجوه المتقدمة؛ لأنهم لما حاولوا الإنكار على الرسل كل الإنكار، جمعوا في الإنكار بين الفعل والقول. ولذا أتى بالفاء تنبيهًا على أنهم لم يمهلوا، بل عقبوا دعوتهم بالتكذيب. وفي تصديرهم الجملة بـ {أن} ومواجهة الرسل بضمائر الخطاب وإعادة ذلك مبالغة في التأكيد.
وفي الثاني- أعني المعنى المجازي- وجوه:
قال أبو مسلم الأصفهاني: المراد باليد ما نطقت به الرسل من الحجج، وذلك لأن إسماع الحجة إنعام عظيم، والإنعام يسمى يدًا، يقال: لفلان عندي يد، إذا أولاه معروفًا. وقد تذكر اليد والمراد منها صفقة البيع والعقد، كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: من الآية 10]. فالبينات التي كان الأنبياء عليهم السلام يذكرونها ويقررونها نعمٌ وأيادٍ، وأيضًا العهود التي كانوا يأتون بها مع القوم أيادٍ، وجمع اليد في العدد القليل هو الأيدي، وفي العدد الكثير الأيادي. فثبت أن بيانات الأنبياء عليهم السلام وعهودهم صح تسميتها بالأيدي. وإذا كانت النصائح والعهود إنما تظهر من الفم، فإذا لم تقبل صارت مردودة إلى حيث جاءت، ونظير قوله تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} [النور: من الآية 15]، فلما كان القبول تلقيًا بالأفواه عن الأفواه كان الدفع ردًا في الأفواه. انتهى.
وفي الرازي تتمة الأوجه فانظرها إن شئت.
قال في العناية: فإن قلت: قولهم: {إِنَّا كَفَرْنَا} جزم بالكفر لاسيما وقد أكد بـ {إن}، فقولهم: {وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ} ينافيه، قلت: أجيب بأن الواو بمعنى أو، أي: أحد الأمرين لازم وهو: إنا كفرنا جزمًا فإن لم نجزم فلا أقل من أن نكون شاكين فيه. وأيا ما كان، فلا سبيل إلى الإقرار. وقيل: إن الكفر عدم الإيمان عمن هو من شأنه، فكفرنا بمعنى لم نصدق، وذلك لا ينافي الشك، أو متعلق الكفر الكتب والشرائع، ومتعلق الشك وما يدعونهم إليه من التوحيد مثلًا. انتهى.
أي: فلا ينافي شكهم في ذلك كفرهم القطعي بالأول.
وقوله تعالى: {مُرِيبٍ} بمعنى موقع في الريبة، من أرابه أوقعه فيها؛ أو ذي ريبة، من أراب: صار ذا ريبة وهي صفة مؤكدة. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}
عطف على: {إذ أنجاكم من آل فرعون} فهو من كلام موسى عليه السلام والتقدير: واذكروا نعمة الله عليكم إذ تأذّن ربكم لئن شكرتم إلخ، لأن الجزاء عن شكر النعمة بالزيادة منها نعمةٌ وفضل من الله، لأن شكر المنعم واجب فلا يستحق جزاءً لولا سعة فضل الله.
وأما قوله: {ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} فجاءت به المقابلة.
ويجوز أن يعطف: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} على: {نعمة الله عليكم}.
فيكون التقدير: واذكروا إذ تأذن ربكم، على أن: {إذ} منصوبة على المفعولية وليست ظرفًا وذلك من استعمالاتها.
وقد تقدم عند قوله تعالى في سورة الأعراف [167]: {وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم} وقوله: {واذكروا إذ كنتم قليلًا فكثركم} [سورة الأعراف: 86].
ومعنى {تأذن ربكم} تكلّم كلامًا عَلَنًا، أي كلم موسى عليه السلام بما تضمنه هذا الذي في الآية بمسمع من جماعة بني إسرائيل.
ولعل هذا الكلام هو الذي في الفقرات [9 20] من الإصحاح [19] من سفر الخروج، والفقرات [1 18، 22] من الإصحاح [20] منه، والفقرات [من 20 إلى 30] من الإصحاح [23] منه.
والتأذن مبالغة في الأذان يقال: أذن وتأذّن كما يقال: توعّد وأوعد، وتفضّل وأفضل.
ففي صيغة تفعّل زيادة معنى على صيغة أفْعَلَ.
وجملة: {لئن شكرتم} موطئة للقسم والقسم مستعلم في التأكيد.
والشكر مؤذن بالنعمة.
فالمراد: شكر نعمة الإنجاء من آل فرعون وغيرها، ولذلك حذف مفعول: {شكرتم} ومفعول: {لأزيدنكم} ليقدر عامًا في الفعلين.
والكفر مراد به كفر النعمة وهو مقابلة المنعم بالعصيان.
وأعظم الكفر جحد الخالق أو عبادة غيره معه وهو الإشراك، كما أن الشكر مقابلة النعمة بإظهار العبودية والطاعة.
واستغنى بـ: {إن عذابي لشديد} عن: {لأعذبنه عذابًا شديدًا} [النمل: 21] لكونه أعم وأوجز، ولكون إفادة الوعيد بضرب من التعريض أوقع في النفس.
والمعنى: إن عذابي لشديد لمن كفر فأنتم إذن منهم.
{وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8)}
أعيد فعل القول في عطف بعض كلام موسى عليه السلام على بعض لِئَلا يتوهّم أن هذا مما تأذّن به الرب وإنما هو تنبيه على كلام الله.
وفي إعادة فِعل القول اهتمام بهذه الجملة وتنويه بها حتى تبرز مستقلة وحتى يصغي إليها السامعون للقرآن.
ووجه الاهتمام بها أن أكثر الكفار يحسبون أنهم يحسنون إلى الله بإيمانهم، وأن أنبياءهم حين يلحّون عليهم بالإيمان إنما يبتغون بذلك تعزيز جانبهم والحرصَ على مصحلتهم.
فلمّا وعدهم على الشكر بالزيادة وأوعدهم على الكفر بالعقوبة خشي أن يحسبوا ذلك لانتقام المثيب بما أثاب عليه، ولتضرّره مما عاقب عليه، فنبّههم إلى هذا الخاطر الشيطاني حتى لا يسري إلى نفوسهم فيكسبهم إدْلاَلًا بالإيمان والشكر والإقلاع عن الكفر.
و{أنتم} فصل بين المعطوف والمعطوف عليه إذ كان هذا المعطوف عليه ضميرًا متّصلًا.
و{جميعًا} تأكيد لمن في الأرض للتنصيص على العموم.
وتقدم نظيره ونصبه غيرَ بعيد.
والغنيّ: الذي لا حاجة له في شيء، فدخل في عموم غناه أنه غني عن الذين يكفرون به.
والحميد: المحمود.
والمعنى: أنه محمود من غيركم مستغن عن حمدكم؛ على أنهم لو كفروا به لكانوا حامدين بلسان حالهم كرهًا، فإنّ كل نعمة تنالهم فيحمدونها فإنما يحمدون الله تعالى، كقوله تعالى: {ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعًا وكرهًا} [سورة الرعد: 15].
وهذه الآية تضمنت ما في الفقرات [30 إلى 33] من الإصحاح [32] من سفر الخروج.
{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ}
هذا الكلام استئناف ابتدائيّ رجع به الخطاب إلى المشركين من العرب على طريقة الالتفات في قوله: {ألم يأتكم}، لأن الموجّه إليه الخطاب هنا هم الكافرون المعنيون بقوله: {وويل للكافرين من عذاب شديد} [سورة إبراهيم: 2]، وهم معظم المعنيّ من الناس في قوله: {لتخرج الناس من الظلمات إلى النور} [سورة إبراهيم: 1]، فإنهم بعد أن أُجمل لهم الكلام في قوله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} [سورة إبراهيم: 4] الآية، ثم فُصّل بأن ضُرب المثل للإِرسال إليهم لغرض الإخراج من الظلمات إلى النور بإرسال موسى عليه السلام لإخراج قومه، وقُضي حق ذلك عقبه بكلام جامع لأحوال الأمم ورسلهم، فكان بمنزلة الحوصلة والتذييل مع تمثيل حالهم بحال الأمم السالفة وتشابه عقلياتهم في حججهم الباطلة وردّ الرسل عليهم بمثل ما رَدّ به القرآن على المشركين في مواضع، ثم ختم بالوعيد.
والاستفام إنكاري لأنهم قد بلغتهم أخبارهم، فأما قوم نوح فقد تواتر خبرهم بين الأمم بسبب خبر الطوفان، وأما عاد وثمود فهم من العرب ومساكنهم في بلادهم وهم يمرون عليها ويخبر بعضهم بعضًا بها، قال تعالى: {وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم} [سورة إبراهيم: 45] وقال: {وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون} [سورة الصافات: 137].
{والذين من بعدهم} يشمل أهل مدين وأصحابَ الرس وقومَ تُبّع وغيرَهم من أمم انقرضوا وذهبت أخبارهم فلا يعلمهم إلا الله.
وهذا كقوله تعالى: {وعادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا} [سورة الفرقان: 38].
وجملة {لا يعلمهم إلا الله} معترضة بين: {والذين من بعدهم} وبين جملة: {جاءتهم رسلهم بالبينات} الواقعة حالًا من: {والذين من بعدهم}، وهو كناية عن الكثرة التي يستلزمها انتفاء علم الناس بهم.
ومعنى: {جاءتهم رسلهم} جاءَ كلّ أمة رسولُها.
وضمائر: {ردّوا} و: {أيديهم} و: {أفواههم} عائدٌ جميعها إلى قوم نوح والمعطوفات عليه.
وهذا التركيب لا أعهد سبق مثله في كلام العرب فلعله من مبتكرات القرآن.
ومعنى: {فردوا أيديهم في أفواههم} يحتمل عدة وجوه أنهاهَا في الكشاف إلى سبعة وفي بعضها بُعدٌ، وأولاها بالاستخلاص أن يكون المعنى: أنهم وضعوا أيديهم على أفواههم إخفاء لشدة الضحك من كلام الرسل كراهية أن تظهر دواخل أفواههم.
وذلك تمثيل لحالة الاستهزاء بالرسل.
والردّ: مستعمل في معنى تكرير جعل الأيدي في الأفواه كما أشار إليه الراغب.
أي وضعوا أيديهم على الأفواه ثم أزالوها ثم أعادوا وضعها فتلك الإعادة رَدّ.
وحرف: {في} للظرفية المجازية المراد بها التمكين، فهي بمعنى: {على} كقوله: {أولئك في ضلال مبين} [سورة الزمر: 22]. فمعنى {ردّوا أيديهم في أفواههم} جعلوا أيديهم على أفواههم.
وعطفه بفاء التعقيب مشير إلى أنهم بادروا بردّ أيديهم في أفواههم بفور تلقيهم دعوة رسلهم، فيقتضي أن يكون ردّ الأيدي في الأفواه تمثيلًا لحال المتعجب المستهزئ، فالكلام تمثيل للحالة المعتادة وليس المراد حقيقته، لأن وقوعه خبرًا عن الأمم مع اختلاف عوائدهم وإشاراتهم واختلاف الأفراد في حركاتهم عند التعجب قرينة على أنه ما أريد به إلاّ بيان عَربي.
ونظير هذا قوله تعالى حكاية عن أهل الجنة: {وقالوا الحمد لله الذي صَدَقنا وعده وأورثنا الأرض} [سورة الزمر: 74]، فميراث الأرض كناية عن حسن العاقبة جريًا على بيان العرب عند تنافس قبائلهم أن حسن العاقبة يكون لمن أخذ أرض عدوّه.
وأكّدوا كفرهم بما جاءت به الرسل بما دلّت عليه {إنّ} وفعل المضيّ في قوله: {إنا كفرنا}.
وسموا ما كفروا به مُرسلًا به تهكمًا بالرسل، كقوله تعالى: {وقالوا يا أيها الذي نُزّل عليه الذكر إنك لمجنون} [سورة الحجر: 6]، فمعنى ذلك: أنهم كفروا بأن ما جاءوا به مرسل به من الله، أي كفروا بأن الله أرسلهم.
فهذا مما أيقنوا بتكذيبهم فيه.
وأما قولهم: {وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه} فذلك شك في صحة ما يدعونهم إليه وسداده، فهو عندهم معرض للنظر وتمييز صحيحه من سقيمه، فمورد الشك مَا يدعونهم إليه، ومورد التكذيب نسبة دعوتهم إلى الله.
فمرادهم: أنهم وإن كانوا كاذبين في دعوى الرسالة فقد يكون في بعض ما يدعون إليه ما هو صدق وحقّ فإن الكاذب قد يقول حقًّا.
وجعلوا الشك قويًا فلذلك عبر عنه بأنهم مَظروفون فيه، أي هو محيط بهم ومتمكن كمال التمكن.
و{مريب} تأكيد لمعنى: {في شك}، والمريب: المُتوقع في الريب، وهو مرادف الشك، فوصف الشك بالمريب من تأكيد ماهيته، كقولهم: لَيل ألْيَل، وشِعر شَاعر.
وحذفت إحدى النونين من قوله: {إنا} تخفيفًا تجنبًا للثقل الناشئ من وقوع نونين آخرين بعد في قوله: {تدعوننا} اللازم ذكرهما، بخلاف آية سورة هود [62]: {وإننا لفي شك مما تدعونا} إذ لم يكن موجب للتخفيف لأن المخاطب فيها بقوله: {تدعونا} واحد. اهـ.