فصل: قال الماوردي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الماوردي:

قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُ مِّن دِيَارِكُمْ} أما النفس فمأخوذة من النفاسة، وهي الجلالة، فنفس الإنسان أنفس ما فيه، وأما الديار فالمنزل، الذي فيه أبنية المقام، بخلاف منزل الارتحال، وقال الخليل: كل موضع حَلَّهُ قوم، فهو دار لهم، وإن لم يكن فيه أبنية.
فإن قيل: فهل يسفك أحد دمه، ويخرج نفسه من داره؟ ففيه قولان:
أحدهما: معناه لا يقتل بعضكم بعضًا، ولا يخرجه من داره، وهذا قول قتادة، وأبي العالية.
والثاني: أنه القصاص الذي يقتص منهم بمن قتلوه.
وفيه قول ثالث: أن قوله: {أنفسكم} أي إخوانكم فهو كنفس واحدة.
قوله تعالى: {تَظَاهَرُونَ عَليْهِم بالإثْمِ وَالعُدْوَانِ} يعني تتعاونون، والإثم هو الفعل الذي يستحق عليه الذم، وفي العدوان قولان:
أحدهما: أنه مجاوزة الحق.
والثاني: أنه في الإفراط في الظلم.
{وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُم} وقرأ حمزة {أُسْرَى}. وفي الفرق بين أَسْرَى وأُسَارَى قولان:
أحدهما: أن أَسْرَى جمع أسير، وأُسَارَى جمع أَسْرَى.
والثاني: أن الأَسْرى الذين في اليد وإنْ لم يكونوا في وَثَاق، وهذا قول أبي عمرو بن العلاء، والأُسارَى: الذين في وَثَاق. اهـ.

.قال أبو السعود:

{وَإِذْ أَخَذْنَا ميثاقكم} منصوب بفعل مُضمرٍ خوطب به اليهودُ قاطبةً على ما ذكر من التغليب ونُعي عليهم إخلالُهم بمواجب الميثاق المأخوذِ منهم في حقوق العبادِ على طريقة النهي إثرَ بيانِ ما فعلوا بالميثاق المأخوذِ منهم في حقوق الله سبحانه وما يجري مَجراه على سبيل الأمرِ فإن المقصودَ الأصليَّ من النهي عن عبادة غيرِ الله تعالى هو الأمرُ بتخصيص العبادةِ به تعالى أي واذكروا وقت أخذِنا ميثاقَكم في التوراة وقوله تعالى: {لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مّن دياركم} كما قبله إخبارٌ في معنى النهي غُيِّر السبكُ إليه لما ذَكر من نُكتة المبالغة. والمرادُ به النهيُ الشديدُ عن تعرُّض بعضِ بني إسرائيلَ لبعضٍ بالقتل والإجلاءِ، والتعبيرُ عن ذلك بسفك دماءِ أنفسِهم وإخراجِها من ديارهم بناءً على جَرَيان كلِّ واحدٍ منهم مجرى أنفسِهم لما بينهم من الاتصال القويِّ نسَبًا ودينًا، للمبالغة في الحمل على مراعاة حقوقِ الميثاق بتصوير المنهيِّ عنه بصورةٍ تكرَهها كلُّ نفس وتنفِرُ عنها كلُّ طبيعةٍ. فضميرُ أنفسَكم للمخاطبين حتمًا إذ به يتحقق تنزيلُ المخْرِجين منزلتَهم كما أن ضميرَ ديارِكم للمخرَجين قطعًا، إذ المحذورُ إنما هو إخراجُهم من ديارهم لا من ديار المخاطَبين من حيث إنهم مخاطبون كما يفصحُ عنه ما سيأتي من قوله تعالى: {مِن ديارهم} وإنما الخطابُ هاهنا باعتبار تنزيلِ ديارِهم منزلةَ ديارِ المخاطَبين بناءً على تنزيل أنفسِهم منزلتَهم لتأكيد المبالغةِ وتشديدِ التشنيع، وأما ضميرُ دماءَكم فمحتملٌ للوجهين: مَفادُ الأول كونُ المسفوكِ دماءً ادعائيةً للمخاطَبين حقيقةً، ومَفادُ الثاني كونُه دماءً حقيقيةً للمخاطبين ادعاءً وهما متقاربان في إفادة المبالغةِ فتدَّبرْ.
وأما ما قيل من أن المعنى لا تباشروا ما يؤديّ إلى قتل أنفسِكم قِصاصًا، أو ما يبيح سفكَ دمائِكم وإخراجَكم من دياركم ويصرِفُكم عن دياركم، أو لا تفعلوا ما يُرديكم ويصرِفُكم عن الحياة الأبدية فإنه القتلُ في الحقيقة ولا تقترفوا ما تُحْرَمون به عن الجنة التي هي دارُكم فإنه الجلاءُ الحقيقيُّ فمما لا يساعده سياقُ النظمِ الكريم بل هو نصٌّ فيما قلناه كما ستقف عليه {ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ} أي بالميثاق وما يوجب المحافظةَ عليه، {وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} توكيدٌ للإقرار كقولك: أقرَّ فلانٌ شاهدًا على نفسه، وقيل: وأنتم أيها الحاضرون تشهدون اليوم على إقرار أسلافِكم بهذا الميثاق. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من فوائد ابن عرفة في الآية:

قال رحمه الله:
قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءِكُمْ}.
تضمن الكلام السابق أمرا اعتقاديا وأمرا فرعيا، وهذا تضمّن أمرا فرعيا فقط وسفك الدماء أشد من الإخراج من الديار، فالنّهي عنه لا يستلزم النهي عن الإخراج من الديار، فكان ذلك ترقيا في الذمّ.
وقراءة {يسفكون} بالتخفيف أعم من قراءة التشديد لأنه نهي عن مطلق السفك.
ووجه قراءة التشديد أنّ النّهي أتى على وفق حالهم في سفك الدّماء، وكانوا قد تَنَاهَوْا وبلغوا الغاية.
قوله تعالى: {ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ}.
قال ابن عرفة: إما أنّ المراد أقررتم بذلك إقرارا يتضمن أنّكم حصل لكم بذلك العلم اليقيني، فهو يبلغ إلى درجة الشهادة، لأنّ الإنسان يُقِرّ بها: يظن ولا يشهد إلا بما يعلم.
قلت: وأشار الزمخشري إليه حيث جعله كقولك: فلان مُقر على نفسه بكذا، شاهد عليه.
قال ابن عرفة: وإمّا أن يراد أقر كل واحد منكم على نفسه وشهد على غيره.
الزمخشري: وقيل: وأنتم تشهدون اليوم يا معشر اليهود على إقرار أسلافكم بهذا الميثاق.
زاد ابن عطية: أقررتم خلفا بعد سلف أنّ هذا الميثاق أخذ عليكم، والتزمتموه، فيتجه في هذه اللفظة أن تكون من الإقرار الذي هو ضد الجحد، ويتعدى بالباء، وأن تكون من الإقرار الذي هو إبقاء الأمر على حاله أي أقررتم هذا الميثاق ملتزما.
{وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} أي تحضرون أخذ الميثاق والإقرار. اهـ.

.من فوائد الألوسي في الآية:

قال رحمه الله:
{وَإِذْ أَخَذْنَا ميثاقكم لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مّن دياركم} على نحو ما سبق في {لاَ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 38] والمراد أن لا يتعرض بعضكم بعضًا بالقتل والإجلاء وجعل قتل الرجل غيره قتل نفسه لاتصاله نسبًا أو دينًا، أو لأنه يوجبه قصاصًا، ففي الآية مجاز، إما في ضمير كم حيث عبر به عمن يتصل به أو في {تَسْفِكُونَ} حيث أريد به ما هو سبب السفك.
وقيل: معناه لا ترتكبوا ما يبيح سفك دمائكم وإخراجكم من دياركم، أو لا تفعلون ما يرديكم ويصرفكم عن لذات الحياة الأبدية فإنه القتل في الحقيقة ولا تقترفوا ما تمنعون به عن الجنة التي هي داركم، وليس النفي في الحقيقة جلاء الأوطان بل البعد من رياض الجنان ولعل ما يسعده سياق النظم الكريم هو الأول.
والدماء جمع دم معروف وهو محذوف اللام وهي ياء عند بعض لقوله:
جرى الدميان بالخبر اليقين

وواو عند آخرين لقولهم دموان ووزنه فعل أو فعل، وقد سمع مقصورًا وكذا مشددًا، وقرأ طلحة وشعيب {تَسْفِكُونَ} بضم الفاء وأبو نهيك بضم التاء وفتح السين وكسر الفاء مشددة وابن أبي إسحاق كذلك إلا أنه سكن السين وخفف الفاء {ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ} أي بالميثاق واعترفتم بلزومه خلفًا بعد سلف فالإقرار ضد الجحد ويتعدى بالباء قيل ويحتمل أنه بمعنى إبقاء الشيء على حاله من غير اعتراف به وليس بشيء إذ لا يلائمه حينئذ.
{وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} حال مؤكدة رافعة احتمال أن يكون الإقرار ذكر أمر آخر لكنه يقتضيه، ولا يجوز العطف لكمال الاتصال ولا الاعتراض إذ ليس المعنى وأنتم عادتكم الشهادة بل المعنى على التقييد وقيل: وأنتم أيها الموجودون تشهدون على إقرار أسلافكم فيكون إسناد الإقرار إليهم جازًا، وضعف بأن يكون حينئذ استبعاد القتل والإجلاء منهم مع أن أخذ الميثاق والإقرار كان من أسلافهم لاتصالهم بهم نسبًا ودينًا بخلاف ما إذا اعتبر نسبة الإقرار إليهم على الحقيقة فإنه يكون بسبب إقرارهم وشهادتهم وهو أبلغ في بيان قبيح صنيعهم وادعى بعضهم أن الأظهر: أن المراد أقررتم حال كونكم شاهدين على إقراركم بأن شهد كل أحد على إقرار غيره كما هو طريق الشهادة ولا يخفي انحطاظ المبالغة حينئذ. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
هذا الخطاب كله كالذي قبله: وقوله: {لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ} كقوله: {لاَ تَعْبُدُونَ إَلاَّ اللهَ} في الإعراب سواء.
و{تُسْفِكُونَ} من أَسْفَك الرّباعي.
وقرأ طلحة بن مصرف، وشعيب بن أبي حمزة بضم الفاء وهي لغة وأبو نهيك {تُسَفْكْونَ} بضم التاء، وفتح السين وتشديد الفاء.
و{وَلاَ تْخْرِجُونَ} معطوف.
{مِنْ دِيَارِكُمْ} متعلّق ب {تخرجون}، و{من} لابتداء الغاية، وديار جمع دار الاصل: دَوَرَ؛ لأنه من دَارَ يَدُورُ دَوَرَانًا، فأصل دِيَار: دِوَار، وإنما قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، واعتلالها في الواحد.
وهذه قاعدة مطّردة في كل جمع على فِعَال صحيح اللام قد اعتلت عين مفردة، أو سكنت حرف علة نحو: ديار وثياب، ولذلك صحّ رِوَاء لاعتلال لامه، وطِوَال لتحرك عين مفردة، وهو طويل.
فأما طيال في طوال فَشَاذّ، وحكم المصدر حكم هذا نحوك قام قيامًا، وصام صيامًا، ولذلك صح لِوَاذ لصحة فعله في قولهم: لاوذ.
وأما دَيَّار فهو من لفظه الدار، وأصله: ديوان، فاجتمع الياء والواو فأعلًا على القاعدة المعروفة فوزنه: فَيْعَال لا فَعَّال، إذ لو كان فَعَّالًا لقيل: دَوَّار كصَوَّام وقَوَّام والدَّار: مجتمع القوم من الأَبنية.
وقال الخَلِيلُ: كل موضع حَلَّه الناس، وإن لم يكن أبنية.
وقيل: سميت دارًا لدورها على سكانها، كمى سمي الحائط حائطًا لإحاطته على ما يحويه.
والنفس مأخوذ من النّفَاسة، فنفس الإنسان أشرف ما فيه.
وقوله: {ثم أقررتم}.
قال أبو البقاء: فيه وجهان:
أحدهما: أن {ثُمّ} على بابها في إفادة العطف والتراخي، والمعطوف عليه محذوف تقديره: فَقَبِلْتُمْ، ثم أقررتم.
والثاني: أن تكون {ثم} جاءت لترتيب الخبر لا لترتيب المخبر عنه، كقوله تعالى: {ثُمَّ الله شَهِيدٌ} [يونس: 46]. اهـ. باختصار.

.تفسير الآية رقم (85):

قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما كان هذا بما أكد به من ذكر الميثاق في مظهر العظمة وإضافة الجناية إلى نفس الجاني جديرًا بالبعد منه أشار إلى ذلك بقوله: {ثم أنتم هؤلاء} الحقيرون المقدور عليهم المجهولون الذين لا يعرف لهم اسم ينادون به، أو الموجودون الآن؛ ثم استأنف البيان عن هذه الجملة فقال: {تقتلون أنفسكم} من غير التفات إلى هذا العهد الوثيق {وتخرجون فريقًا منكم} أي ناسًا هم أشقّاء لكم فهم جديرون منكم بالإحسان لا بالإخراج {من ديارهم}.
ولما كان من المستبعد جدًا بعد الاستبعاد الأول أن يقعوا في ذلك على طريق العدوان استأنف البيان لذلك بقوله: {تظاهرون} أي تتعاونون، من التظاهر، وهو تكلف المظاهرة وهي تساند القوة كأنه استناد ظهر إلى ظهر- قاله الحرالي: {عليهم بالإثم} أي مصاحبين للإثم وهو أسوأ الاعتداء في قول أو فعل أو حال، ويقال لكذوب: أثوم، لاعتدائه بالقول على غيره، والإثم الخمر لما يقع بها من العدواة والعدوى- قاله الحرالي: {والعدوان} أي والامتلاء في مجاوزة الحدود {وإن يأتوكم} أي هؤلاء الذين تعاونتم أو عاونتم عليهم {أسارى} جمع أسرى جمع أسير، وأصله المشدود بالأسر، وهو القد وهو ما يقد أي يقطع من السير {تفادوهم} أي تخلصوهم بالمال، من الفداء وهو الفكاك بعوض، و{تفادوهم} من المفاداة وهي الاستواء في العوضين. قاله الحرالي.
ثم أكد تحريم الإخراج بزيادة الضمير والجملة الاسمية في قوله: {وهو محرم} من التحريم وهو تكرار الحرمة بالكسر وهي المنع من الشيء لدنايته، والحرمة بالضم المنع من الشيء لعلوه- قاله الحرالي: {عليكم} ولما كان يُظن أن الضمير للفداء عينه فقال: {إخراجهم} ثم أنكر عليهم التفرقة بين الأحكام فقال: {أفتؤمنون ببعض الكتاب} أي التوراة وهو الموجب للمفاداة {وتكفرون ببعض} وهو المحرم للقتل والإخراج، ثم سبب عن ذلك قوله: {فما جزاء من يفعل ذلك} الأمر العظيم الشناعة {منكم إلا خزي} ضد ما قصدتم بفعلكم من العز، والخزي إظهار القبائح التي يستحي من إظهارها عقوبة- قاله الحرالي: {في الحياة الدنيا} تعجيلًا للعقوبة له في الدار التي جعلها محط قصده.
وقد فعل سبحانه ذلك بأنواع الذل والقتل فما دونه، {ويوم القيامة} هي فعالة تفهم فيها التاءُ المبالغةَ والغلبة، وهو قيام أمر مستعظم، والقيام هو الاستقلال بأعباء ثقيلة {يردون} أي بالبعث، والرد هو الرجوع إلى ما كان منه بدء المذهب- قاله الحرالي: {إلى أشد العذاب} لأنه الخزي الأعظم.
ولما كانت المواجهة بالتهديد أدل على الغضب التفت إليهم في قراءة الجماعة فعطف على ما تقديره ذلك بأن الله عالم بما قصدتموه في ذلك فهو يجازيكم بما تستحقون قوله: {وما الله} أي المحيط علمًا وقدرة {بغافل عما} أي عن شيء بما {تعملون} من ذلك ومن غيره، وقراءة نافع وابن كثير بالغيب على الأسلوب الماضي. اهـ.