فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن عاشور:

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35)}.
عطف على جملة {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرًا} [إبراهيم: 28] فإنهم كما بدّلوا نعمة الله كفرًا أهملوا الشكر على ما بوأهم الله من النعم بإجابة دعوة أبيهم إبراهيم عليه السلام، وبدلوا اقتداءهم بسلفهم الصالح اقتداءً بأسلافهم من أهل الضلالة، وبدلوا دُعاء سلفهم الصالح لهم بالإنعام عليهم كفرًا بمفيض تلك النّعَم.
ويجوز أن تكون معطوفة على جملة الله: {الذي خلق السموات والأرض} بأن انتقل من ذكر النعم العامة للناس التي يدخل تحت مِنتها أهل مكة بحكم العموم إلى ذكر النعم التي خص الله بها أهل مكة.
وغير الأسلوب في الامتنان بها إلى أسلوب الحكاية عن إبراهيم لإدماج التنويه بإبراهيم عليه السلام والتعريض بذريته من المشركين.
{وإذ} اسم زمان ماض منصوب على المفعولية لفعل محذوف شائع الحذف في أمثاله، تقديره: واذكر إذ قال إبراهيم، زيادة في التعجيب من شأن المشركين الذي مر في قوله: {ألم تر إلى الذين بدلّوا نعمة الله كفرًا}، فموقع العبرة من الحالين واحد.
و{رب} منادى محذوف منه حرف النداء.
وأصله ربي، حذفت ياء المتكلم تخفيفًا، وهو كثير في المنادى المضاف إلى الياء.
والبلد: المكان المعين من الأرض، ويطلق على القرية.
والتعريف في {البلد} تعريف العهد لأنه معهود الحضور.
و{البلد} بدل من اسم الإشارة.
وحكاية دعائه بدون بيان البلد إبهام يرد بعده البيان بقوله: {عند بيتك المحرم} [سورة إبراهيم: 37]، أو هو حَوالة على ما في علم العرب من أنه مكة.
وقد مضى في سورة البقرة تفسير نظيره.
والتعريف هنا للعهد، والتنكير في آية البقرة تنكير النوعية، فهنا دَعَا للبلد بأن يكون آمنا، وفي آية سورة البقرة دَعَا لِمشار إليه أن يجعله الله من نوع البلاد الآمنة، فمآل المفادين متحد.
{واجنبني} أمر من الثلاثي المجرد، يقال: جنبه الشيء، إذا جعله جانبًا عنه، أي باعده عنه، وهي لغة أهل نجد.
وأهلُ الحجاز يقولون: جنبه بالتضعيف أو أجنبه بالهمز.
وجاء القرآن هنا بلغة أهل نجد لأنها أخف.
وأراد ببنيه أبناء صلبه، وهم يومئذٍ إسماعيل وإسحاق، فهو من استعمال الجمع في التثنية، أو أراد جميع نسله تعميمًا في الخير فاستجيب له في البعض.
والأصنام: جمع صنم، وهو صورة أو حجارة أو بناء يتخذ معبودًا ويُدعى إلهًا.
وأراد إبراهيم عليه السلام مثل ودَ وسواعٍ ويغوثَ ويعوقَ ونَسْرٍ، أصنام قوم نوح.
ومثل الأصنام التي عبدها قوم إبراهيم.
وإعادة النداء في قوله: {رب إنهن أضللن كثيرًا من الناس} لإنشاء التحسر على ذلك.
وجملة {إنهن أضللن كثيرًا من الناس} تعليل للدعوة بإجنابه عبادتها بأنها ضلال راج بين كثير من الناس، فحق للمؤمن الضنين بإيمانه أن يخشى أن تجترفه فتنتها، فافتتاح الجملة بحرف التوكيد لما يفيده حرف {إنّ} في هذا المقام من معنى التعليل.
وذلك أن إبراهيم عليه السلام خرج من بلده أُور الكلدانيين إنكارًا على عبدة الأصنام، فقال: {إني ذاهب إلى ربي سيهدين} [سورة الصافات: 99] وقال لقومه: {وأعتزلكم وما تدعون من دون الله} [سورة مريم: 48].
فلما مر بمصر وجدهم يعبدون الأصنام ثم دخل فلسطين فوجدهم عبدة أصنام، ثم جاء عَرَبَةَ تهامة فأسكن بها زوجه فوجدها خالية ووجد حولها جُرْهمَ قومًا على الفطرة والسذاجة فأسكن بها هاجر وابنه إسماعيل عليه السلام.
ثم أقام هنالك مَعلَم التوحيد.
وهو بيت الله الكعبة بناه هو وابنه إسماعيل، وأراد أن يكون مأوى التوحيد، وأقام ابنه هنالك ليكون داعية للتوحيد.
فلا جرم سأل أن يكون ذلك بلدًا آمنًا حتى يسلم ساكنوه وحتى يأوي إليهم من إذا آوى إليهم لقنوه أصول التوحيد.
ففرع على ذلك قوله: {فمن تبعني فإنه مني}، أي فمن تبعني من الناس فتجنب عبادة الأصنام فهو مني، فدخل في ذلك أبوه وقومه، ويدخل فيه ذريته لأن الشرط يصلح للماضي والمستقبل.
ومن في قوله: {مِني} اتصالية.
وأصلها التبعيض المجازي، أي فإنه متصل بي اتصال البعض بكله.
وقوله: {ومن عصاني فإنك غفور رحيم} تأدب في مقام الدعاء ونفع للعصاة من الناس بقدر ما يستطيعه.
والمعنى ومن عصاني أفوّض أمره إلى رحمتك وغفرانك.
وليس المقصود الدعاء بالمغفرة لمن عصى.
وهذا من غلبة الحلم على إبراهيم عليه السلام وخشية من استئصال عصاة ذريته.
ولذلك متعهم الله قليلًا في الحياة الدنيا، كما أشار إليه قوله تعالى: {قال ومن كفر فأمتعه قليلًا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير} [سورة البقرة: 126] وقوله: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين} [سورة الزخرف: 27].
وسوق هذه الدعوة هنا للتعريض بالمشركين من العرب بأنهم لم يبروا بأبيهم إبراهيم عليه السلام.
وإذ كان قوله: {فإنك غفور رحيم} تفويضًا لم يكن فيه دلالة على أن الله يغفر لمن يشرك به.
{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ}.
جملة {إني أسكنت من ذريتي} مستأنفة لابتداء دعاء آخر.
وافتتحت بالنداء لزيادة التضرع.
وفي كون النداء تأكيدًا لنداء سابق ضرب من الربط بين الجمل المفتتحة بالنداء ربط المثل بمثله.
وأضيف الرب هنا إلى ضمير الجمع خلافًا لسابقيه لأن الدعاء الذي افتتح به فيه حظ للداعي ولأبنائه.
ولعل إسماعيل عليه السلام حاضر معه حين الدعاء كما تدل له الآية الأخرى {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} إلى قوله: {واجعلنا مسلمين لك} [سورة البقرة: 127].
وذلك من معنى الشكر المسؤول هنا.
و{مِن} في قوله: {من ذريتي} بمعنى بعض، يعني إسماعيل عليه السلام، وهو بعض ذريته، فكأن هذا الدعاء صدر من إبراهيم عليه السلام بعد زمان من بناء الكعبة وتقري مكة، كما دل عليه قوله في دعائه هذا {الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق} [سورة إبراهيم: 39]، فذكر إسحاق عليه السلام.
والواد: الأرض بين الجبال، وهو وادي مكة.
و{غير ذي زرع} صفة، أي بواد لا يصلح للنبت لأنه حجارة، فإن كلمة {ذُو} تدلّ على صَاحببِ ما أضيفت إليه وتمكنه منه، فإذا قيل: ذو مال، فالمال ثابت له، وإذا أريد ضد ذلك قيل غير ذي كذا، كقوله تعالى: {قرآنًا عربيًا غير ذي عوج} [سورة الزمر: 28]، أي لا يعتريه شيء من العوج.
ولأجل هذا الاستعمال لم يقل بواد لا يزرع أولا زرع به.
و{عند بيتك} صفة ثانية لوادٍ أو حال.
والمحرم: الممنع من تناول الأيدي إياه بما يفسده أو يضر أهله بما جعل الله له في نفوس الأمم من التوقير والتعظيم، وبما شاهدوه من هلكة من يريد فيه بإلحاد بظلم.
وما أصحاب الفيل منهم ببعيد.
وعلق {ليقيموا} بـ {أسكنت}، أي علة الإسكان بذلك الوادي عند ذلك البيت أن لا يشغلهم عن إقامة الصلاة في ذلك البيت شاغل فيكون البيت معمورًا أبدًا.
وتوسيط النداء للاهتمام بمقدمة الدعاء زيادة في الضراعة.
وتهيّأ بذلك أن يفرع عليه الدعاء لهم بأن يجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم، لأن همة الصالحين في إقامة الدين.
والأفئدة: جمع فؤاد، وهو القلب.
والمراد به هنا النفس والعقل.
والمراد فاجعل أناسًا يهوون إليهم.
فأقحم لفظ الأفئدة لإرادة أن يكون مسير الناس إليهم عن شوق ومحبة حتى كأن المسرع هو الفؤاد لا الجسد فلما ذكر {أفئدة} لهذه النكتة حسن بيانه بأنهم {من الناس}، ف {من} بيانية لا تبعيضية، إذ لا طائل تحته.
والمعنى: فاجعل أناسًا يقصدونهم بحبات قلوبهم.
وتهوي مضارع هوَى بفتح الواو: سقط.
وأطلق هنا على الإسراع في المشي استعارة، كقول امرىء القيس:
كجلمود صخْرٍ حَطّه السيلُ من عل

ولذلك عدّي باللام دون على.
والإسراع: جُعل كناية عن المحبة والشوق إلى زيارتهم.
والمقصود من هذا الدعاء تأنيس مكانهم بتردد الزائرين وقضاء حوائجهم منهم.
والتنكير مطلقٌ يحمل على المتعارف في عمران المدن والأسواق بالواردين، فلذلك لم يقيده في الدعاء بما يدل على الكثرة اكتفاء بما هو معروف.
ومحبة الناس إياهم يحصل معها محبة البلد وتكرير زيارته، وذلك سبب لاستئناسهم به ورغبتهم في إقامة شعائره، فيؤول إلى الدعوة إلى الدين.
ورجاء شكرهم داخل في الدعاء لأنه جُعل تكملة له تعرضًا للإجابة وزيادة في الدعاء لهم بأن يكونوا من الشاكرين.
والمقصود: توفر أسباب الانقطاع إلى العبادة وانتفاء ما يحول بينهم وبينها من فتنة الكدح للاكتساب. اهـ.

.قال الشنقيطي:

قوله تعالى: {واجنبني وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأصنام}.
لم يبين هنا هل أجاب دعاء نبيه إبراهيم هذا ولكنه بين في مواضع أخر أنه أجابه في بعض ذريته دون بعض كقوله: {ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ} [الصافات: 113] وقوله: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الزخرف: 28] الآية.
قوله تعالى: {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن نبيه إبراهيم قال: إن من تبعه فإنه منه وأنه رد من لم يتبعه إلى مشيئة الله تعالى إن شاء غفر له لأنه هو الغفور الرحيم وذكر نحو هذا عن عيسى ابن مريم في قوله: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم} [المائدة: 118] وذكر عن نوح وموسى التشديد في الدعاء على قومهما فقال عن نوح إنه قال: {رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأرض مِنَ الكافرين دَيَّارًا} [نوح: 26] إلى قوله: {فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 27] وقال عن موسى إنه قال: {رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطمس على أَمْوَالِهِمْ واشدد على قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حتى يَرَوُاْ العذاب الأليم} [يونس: 88] والظاهر أن نوحًا وموسى عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام ما دعوا ذلك الدعاء على قومهما إلا بعد أن علما من الله أهم أشقياء في علم الله لا يؤمنون أبدًا، أما نوح فقد صرح الله تعالى له بذلك في قوله: {وَأُوحِيَ إلى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ} [هود: 36] وأما موسى فقد فهم ذلك من قول قومه له: {مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 132] فإنهم قالوا هذا القول بعد مشاهدة تلك الآيات العظيمة المذكورة في الأعراف وغيرها.
قوله تعالى: {فاجعل أَفْئِدَةً مِّنَ الناس تهوي إِلَيْهِمْ وارزقهم مِّنَ الثمرات} الآية.
بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن نبيه إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام دعا لذريته الذين أسكنهم بمكة المكرمة أن يرزقهم الله من الثمرات، وبين في سورة البقرة أن إبراهيم خص بهذا الدعاء المؤمنين منهم، وأن الله أخبره أنه رازقهم جميعًا مؤمنهم وكافرهم ثم يوم القيامة يعذب الكافر وذلك بقوله: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجعل هذا بَلَدًا آمِنًا وارزق أَهْلَهُ مِنَ الثمرات مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بالله واليوم الآخر قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا} [البقرة: 126] الآية. قال بعض العلماء: سبب تخصيص إبراهيم المؤمنين في هذا الدعاء بالرزق أنه دعا لذريته اولًا ان يجعلهم الله أئمة ولم يخصص بالمؤمنين فأخبره الله أن الظالمين من ذريته لا يستحقون ذلك. قال تعالى: {وَإِذِ ابتلى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظالمين} [البقرة: 124] فلما أراد أن يدعو لهم بالرزق خص المؤمنين بسبب ذلك فقال: {وارزق أَهْلَهُ مِنَ الثمرات مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بالله واليوم الآخر} فأخبره الله أن الرزق ليس كالإمامة فالله يرزق الكافر من الدنيا ولا يجعله إمامًا. ولذا قال له في طلب الإمامة {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظالمين} ولما خص المؤمنين بطلب الرزق قال له: {وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا} [البقرة: 126] الآية. اهـ.

.قال الشعراوي:

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35)}.
وحين يقول سبحانه: {إذ} أي اذكر ويقول من بعد ذلك على لسان إبراهيم {رَبّ} ولم يَقُلْ يا الله ذلك أن إبراهيم كان يرفع دعاءه للخالق المربِّي، لذلك قال: {ربّي} ولم يَقُل يا الله لأن عطاءَ الله تكليفٌ، وأمام التكليف هناك تخيير في أن تفعل ولا تفعل، مثل قوله سبحانه: {وَأَقِيمُواْ الصلاة...} [البقرة: 43].
أما عطاء الربوبية فهو ما يقيم حياة المُصلِّين وغير المُصلِّين.
ولم تَأْتِ مسألة إبراهيم هنا قَفْزًا؛ ولكِنّا نعلم أن القرآن قد نزل، وأول مَنْ سيسمعه هُم السادة من قريش؛ الذين تمتَّعوا بالمهابَة والسيادة على الجزيرة العربية؛ ولا يجرؤ أحد على التعرُّض لقوافلها في رِحْلَتَيْ الشتاء والصيف؛ لليمن والشام؛ وهم قد أخذوا المهابة من البيت الحرام.
ولذلك تكلَّم الحق سبحانه عن النعمة العامة لكل كائن موجود تنتظر أُذنه نداءالإسلام؛ وبعد ذلك يتكلم الحق سبحانه عن النعم التي تخصُّهم؛ لذلك قال: {رَبِّ اجعل هذا البلد آمِنًا...} [إبراهيم: 35].