فصل: قال الشوكاني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقرئ برفع الوجوه ونصب {النار} كأنه جعل ورود الوجوه على النار غشيانًا لها مجازًا.
وقرئ {تغشى} أي تتغشى بحذف إحدى التاءين، والجملة كما قال أبو البقاء نصب على الحال كالجملة السابقة.
وفي الكشف وأفاد العلامة الطيبي أن مقرنين سرابيلهم من قطران تغشى أحوال من مفعول {تَرَى} [إبراهيم: 49] جيء بها كذلك للترقي؛ ولهذا جيء بالثانية جملة اسمية لأن سرابيل القطران الجامعة بين الأنواع الأربعة أفظع من الصفد،، وأما تغشى فلتجديد الاستحضار المقصود في قوله تعالى: {وَتَرَى} لأن الثاني أهول؛ والظاهر أن الثانيين منقطعان من حكم الرؤية لأن الأول في بيان حالهم في الموقف إلى أن يكب بهم في النار، والأخيرين لبيان حالهم بعد دخولها، وكأن الأول حرك من السامع أن يقول: وإذا كان هذا شأنهم وهم في الموقف فكيف بهم وهم في جهنم خالدون؟ فأجيب بقوله سبحانه: {سَرَابِيلُهُم مّن قَطِرَانٍ} وأوثر الفعل المضارع في الثانية لاستحضار الحال وتجدد الغشيان حالًا فحالًا، وأكثر المعربين على عدم الانقطاع.
{لِيَجْزِيَ اللَّهُ}.
متعلق بمضمر أي يفعل بهم ذلك ليجزي سبحانه: {كُلُّ نَفْسٍ} أي مجرمة بقرينة المقام {مَّا كَسَبَتْ} من أنواع الكفر والمعاصي جزاءًا وفاقًا، وفيه إيذان بأن جزاءهم مناسب لأعمالهم، وجوز على هذا الوجه كون النفس أعم من المجرمة والمطيعة لأنه إذا خص المجرمون بالعقاب علم اختصاص المطيعين بالثواب، مع أن عقاب المجرمين وهم أعداؤهم جزاء لهم أيضًا كما قيل:
من عاش بعد عدوه ** يومًا فقد بلغ المنا

ويجوز على اعتبار العموم تعلق اللام ببرزوا على تقدير كونه معطوفًا على {تُبَدَّلُ} [إبراهيم: 48] والضمير للخلق ويكون ما بينهما اعتراضًا فلا اعتراض أي برزوا للحساب ليجزي الله تعالى كل نفس مطيعة أو عاصية ما كسبت من خير أو شر {إِنَّ الله سَرِيعُ الحساب} لأنه لا يشغله سبحانه فيه تأمل وتتبع ولا يمنعه حساب عن حساب حتى يستريح بعضهم عند الاشتغال بمحاسبة الآخرين فيتأخر عنهم العذاب، وروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن المراد سريع الانتقام، وذكر المرتضى في درره وجوهًا أخر في ذلك.
{هَذَا بَلَاغٌ}.
أي ما ذكر من قوله سبحانه: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الله غافلا} [إبراهيم: 42] إلى هنا، وجوز أن يكون الإشارة إى القرآن وهو المروى عن ابن زيد أو إلى السورة والتذكير باعتبار الخبر وهو {بَلاَغٌ} والكلام على الأول أبلغ فكأنه قيل: هذا المذكور آنفًا كفاية في العظة والتذكير من غير حاجة إلى ما انطوى عليه السورة الكريمة أو كل القرآن المجيد من فنون العظات والقوارع، وأصل البلاغ مصدر بمعنى التبليغ وبهذا فسره الراغب في الآية، وذكر مجيئه بمعنى الكفاية في آية أخرى {لِلنَّاسِ} للكفار خاصة على تقدير اختصاص الإنذار بهم في قوله سبحانه: {وَأَنذِرِ الناس} [إبراهيم: 44] أو لهم وللمؤمنين كافة على تقدير شمولهم أيضًا وإن كان ما شرح مختصًا بالظالمين على ما قيل: {وَلِيُنذَرُواْ بِهِ} عطف على محذوف أي لينصحوا أو لينذروا به أو نحو ذلك فتكون اللام متعلقة بالبلاغ، ويجوز أن تتعلق بمحذوف وتقديره ولينذروا به أنزل أو تلى، وقال الماوردي: الواو زائدة، وعن المبرد هو عطف مفرد على مفرد أي هذا بلاغ وإنذار، ولعله تفسير معنى لا إعراب.
وقال ابن عطية: أي هذا بلاغ للناس وهو لينذروا به فجعل ذلك خبرًا لهو محذوفًا، وقيل.
اللام لام الأمر، قال بعضهم: وهو حسن لولا قوله سبحانه: {وَلِيَذَّكَّرَ} فإنه منصوب لا غير، وارتضى ذلك أبو حيان وقال: إن ما ذكر لا يخدشه إذ لا يتعين عطف {ليذكر} على الأمر بل يجوز أن يضمر له فعل يتعلق به، ولا يخفى أنه تكلف.
وقرأ يحيى بن عمارة الذراع عن أبيه.
وأحمد بن يزيد السلمي {لّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ} بفتح الياء والذال مضارع نذر بالشيء إذا علم به قاستعد له قالوا: ولم يعرف لنذر بمعنى علم مصدر فهو كعسى وغيرها من الأفعال التي لا مصادر لها، وقيل: إنهم استغنوا بأن والفعل عن صريح المصدر، وفي القاموس نذر بالشيء كفرح علمه فحذره وأنذره بالأمر إنذارًا ونذرًا ونذيرًا أعلمه وحذره.
وقرأ مجاهد وحميد بتاء مضمومة وكسر الذال {وَلِيَعْلَمُواْ} بالنظر والتأمل بما فيه من الدلائل الواضحة التي هي اهلاك الأمم وإسكان آخرين مساكنهم وغيرهما مما تضمنه ما أشار إليه {إِنَّمَا هُوَ إله وَاحِدٌ} لا شريك له أصلًا، وتقديم الإنذار لأنه داع إلى التأمل المستتبع للعلم المذكور {وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الألباب} أي ليتذكروا شؤون الله تعالى ومعاملته مع عباده ونحو ذلك فيرتدعوا عما يرديهم من الصفات التي يتصف بها الكفار ويتدرعوا بما يحظيهم لديه عز وجل من العقائد الحقة والأعمال الصالحة.
وفي تخصيص التذكر بأولي الألباب اعلاء لشأنهم.
وفي إرشاد العقل السليم أن في ذلك تلويحًا باختصاص العلم بالكفار ودلالة على أن المشار إليه بهذا القوارع المسوقة لشأنهم لا كل السورة المشتملة عليها وعلى ما سيق للمؤمنين أيضًا فإن فيه ما يفيدهم فائدة جديدة، وللبحث فيه مجال، وفيه أيضًا أنه حيث كان ما يفيده البلاغ من التوحيد وما يترتب عليه من الأحكام بالنسبة إلى الكفرة أمرًا حادثًا وبالنسبة إلى أولي الألباب الثبات على ذلك عبر عن الأول بالعلم وعن الثاني بالتذكر وروعي ترتيب الوجود مع ما فيه من الختم بالحسنى.
وذكر القاضي بيض الله تاعلى غرة أحواله أنه سبحانه ذكر لهذا البلاغ ثلاث فوائد هي الغاية والحكمة في إنزال الكتب.
تكميل الرسل عليهم السلام للناس المشار إليه بالانذار.
واستكمالهم القوة النظرية التي منتهى كما لها ما يتعلق بمعرفة الله تعالى المشار إليه بالعلم، واستصلاح القوة التي هي التدرع بلباس التقوى المشار إليه بالتذكر، والظاهر أن المراد بأولي الألباب أصحاب العقول الخالصة من شوائب الوهم مطلقًا، ولا يقدح في ذلك ما قيل: إن الآية نزلت في أبي بكر رضي الله تعالى عنه، وقد ناسب مختتم هذه السورة مفتتحها وكثيرًا ما جاء ذلك في سور القرآن حتى زعم بعضهم أن قوله تعالى: {وَلِيُنذَرُواْ بِهِ} معطوف على قوله سبحانه: {لّتُخْرِجَ الناس} [إبراهيم: 1] وهو من البعد بمكان، نسأله سبحانه عز وجل أن يمن علينا بشآبيب العفو والغفران. اهـ.

.قال الشوكاني:

{فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47)}.
{مُخْلِفَ} منتصب على أنه مفعول {تحسبنّ}، وانتصاب {رسله} على أنه مفعول {وعده}، قيل: وذلك على الاتساع، والمعنى: مخلف رسله وعده.
قال القتيبي: هو من المقدّم الذي يوضحه التأخير.
والمؤخر الذي يوضحه التقديم، وسواء في ذلك مخلف وعده رسله، ومخلف رسله وعده، ومثل ما في الآية قول الشاعر:
ترى الثور فيها مدخل الظلّ رأسه ** وسائره باد إلى الشمس أجمع

وقال الزمخشري: قدّم الوعد ليعلم أنه لا يخلف الوعد أصلًا كقوله: {إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد} [آل عمران: 9].
ثم قال: {رسله} ليؤذن أنه إذا لم يخلف وعده أحدًا، وليس من شأنه إخلاف المواعيد، فكيف يخلفه رسله الذين هم خيرته وصفوته.
والمراد بالوعد هنا: هو ما وعدهم سبحانه بقوله: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا} [غافر: 51] و{كَتَبَ الله لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى} [المجادلة: 21].
وقرئ {مخلف وعدهَ رسِله} بجرّ {رسله} ونصب {وعده}.
قال الزمخشري: وهذه القراءة في الضعف كمن قرأ: {قتل أولادهم شركائهم} [الأنعام: 137].
{إنَّ الله عَزِيزٌ} غالب لا يغالبه أحد {ذُو انتقام} ينتقم من أعدائه لأوليائه والجملة تعليل للنهي، وقد مرّ تفسيره في أوّل آل عمران.
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض غَيْرَ الأرض} قال الزجاج: انتصاب {يوم} على البدل من {يوم يأتيهم}، أو على الظرف للانتقام. انتهى.
ويجوز أن ينتصب بمقدّر يدل عليه الكلام، أي: واذكر، أو وارتقب، والتبديل قد يكون في الذات، كما في: بدّلت الدراهم دنانير، وقد يكون في الصفات كما في: بدّلت الحلقة خاتمًا.
والآية تحتمل الأمرين.
وقد قيل: المراد: تغير صفاتها.
وبه قال الأكثر، وقيل تغير ذاتها، ومعنى {والسموات} أي: وتبدّل السموات غير السموات على الاختلاف الذي مرّ {والسماوات وَبَرَزُواْ للَّهِ الواحد الْقَهَّارِ} أي: برز العباد لله، أو الظالمون كما يفيده السياق، أي: ظهروا من قبورهم، أو ظهر من أعمالهم ما كانوا يكتمونه.
والتعبير على المستقبل بلفظ الماضي للتنبيه على تحقق وقوعه كما في قوله: {وَنُفِخَ في الصور} [يس: 51، الزمر: 68، ق: 20] و{الواحد القهار} المتفرد بالألوهية الكثير القهر لمن عانده.
{وَتَرَى المجرمين يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ في الأصفاد} معطوف على {برزوا} أو على {تبدّل}، والمجيء بالمضارع لاستحضار الصورة، والمجرمون هم: المشركون، و{يومئذٍ} يعني: يوم القيامة، و{مُقْرِنِينَ} أي: مشدودين إما بجعل بعضهم مقرونًا مع بعض، أو قرنوا مع الشياطين، كما في قوله: {نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف: 36].
أو جعلت أيديهم مقرونة إلى أرجلهم، والأصفاد: الأغلال، والقيود.
والجار والمجرور متعلق بمقرّنين، أو حال من ضميره.
يقال: صفدته صفدًا، أي: قيدته، والاسم: الصفد، فإذا أردت التكثير، قلت صَفَّدته.
قال عمرو بن كلثوم:
فآبوا بالنهاب وبالسبايا ** وأبنا بالملوك مصفدينا

وقال حسان بن ثابت:
من بين مأسور يشدّ صفاده ** صقر إذا لاقى الكريهة حامي

ويقال: صفدته وأصفدته: إذا أعطيته.
ومنه قول النابغة:
ولم أعرّض أبيت اللعن بالصفد

{سَرَابِيلُهُم مّن قَطِرَانٍ} السرابيل: القُمص، واحدها سربال.
ومنه قول كعب بن مالك:
تلقاكم عصب حول النبيّ لهم ** من نسج داود في الهيجا سرابيل

والقطران: هو قطران الإبل الذي تهنأ، به أي: قمصانهم من قطران تطلى به جلودهم، حتى يعود ذلك الطلاء كالسرابيل.
وخصّ القطران لسرعة اشتعال النار فيه مع نتن رائحته.
وقال جماعة: هو النحاس، أي: قمصانهم من نحاس.
وقرأ عيسى بن عمر {من قطران} بفتح القاف، وتسكين الطاء.
وقرئ بكسر القاف وسكون الطاء.
وقرئ بفتح القاف والطاء.
رويت هذه القراءة عن ابن عباس، وأبي هريرة، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ويعقوب وهذه الجملة في محل نصب على الحال {وتغشى وُجُوهَهُمْ النار} أي: تعلو وجوههم وتضر بها؛ وخص الوجوه؛ لأنها أشرف ما في البدن، وفيها الحواس المدركة، والجملة في محل نصب على الحال أيضًا، و{لّيَجْزِىَ الله} متعلق بمحذوف، أي: يفعل ذلك بهم ليجزي {كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ} من المعاصي، أي: جزاء موافقًا لما كسبت من خير أو شرّ {إِنَّ الله سَرِيعُ الحساب} لا يشغله عنه شيء.
وقد تقدّم تفسيره.
{هذا بلاغ} أي: هذا الذي أنزل إليك بلاغ، أي: تبليغ وكفاية في الموعظة والتذكير.
قيل: إن الإشارة إلى ما ذكره سبحانه هنا من قوله: {فَلاَ تَحْسَبَنَّ الله غافلا} إلى {سَرِيعُ الحساب} أي: هذا فيه كفاية من غير ما انطوت عليه السورة.
وقيل: الإشارة إلى جميع السورة.
وقيل: إلى القرآن.
ومعنى: {لِلنَّاسِ} للكفار، أو لجميع الناس على ما قيل في قوله: {وَأَنذِرِ الناس}، {وَلِيُنذَرُواْ بِهِ} معطوف على محذوف، أي: لينصحوا ولينذروا به، والمعنى: وليخوفوا به، وقرئ {ولينذروا} بفتح الياء التحتية والذال المعجمة.
يقال: نذرت بالشيء أنذر: إذا علمت به فاستعددت له.
{وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إله وَاحِدٌ} أي: ليعلموا بالأدلة التكوينية المذكورة سابقًا وحدانية الله سبحانه، وأنه لا شريك له {وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الألباب} أي: وليتعظ أصحاب العقول.
وهذه اللامات متعلقة بمحذوف، والتقدير: وكذلك أنزلنا، أو متعلقة بالبلاغ المذكور، أي: كفاية لهم في أن ينصحوا وينذروا ويعلموا بما أقام الله من الحجج والبراهين وحدانيته سبحانه، وأنه لا شريك له، وليتعظ بذلك أصحاب العقول التي تعقل وتدرك.
وقد أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {إِنَّ الله عَزِيزٌ ذُو انتقام} قال: عزيز والله في أمره، يملي وكيده متين، ثم إذا انتقم انتقم بقدرة.
وأخرج مسلم وغيره من حديث ثوبان، قال: جاء رجل من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين يكون الناس يوم تبدّل الأرض غير الأرض؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في الظلمة دون الجسر».
وأخرج مسلم أيضًا وغيره من حديث عائشة، قالت: أنا أوّل من سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض غَيْرَ الأرض} قالت: أين الناس يومئذٍ؟ قال: «على الصراط». وأخرج البزار، وابن المنذر، والطبراني في الأوسط، وابن مردويه، والبيهقي في البعث، وابن عساكر عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في قول الله: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض غَيْرَ الأرض} قال: «أرض بيضاء، كأنها فضة لم يسفك فيها دم حرام، ولم يعمل بها خطيئة» وأخرجه عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في البعث عنه موقوفًا نحوه، قال البيهقي: والموقوف أصح.
وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن زيد بن ثابت قال: أتى اليهود النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «جاءوني يسألونني وسأخبرهم قبل أن يسألوني {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض غَيْرَ الأرض} قال: أرض بيضاء كالفضة، فسألهم فقالوا: أرض بيضاء كالنقيّ» وأخرج ابن مردويه مرفوعًا عن عليّ نحو ما تقدّم عن ابن مسعود.
وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن أنس موقوفًا نحوه، وقد روي نحو ذلك عن جماعة من الصحابة، وثبت في الصحيحين من حديث سهل بن سعد، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة نقي» وفيهما أيضًا من حديث أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده...» الحديث.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {مُّقَرَّنِينَ في الأصفاد} قال: الكبول.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة في {الأصفاد} قال: القيود والأغلال.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: في السلاسل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {فِى الأصفاد} يقول: في وثاق.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدّي {سَرَابِيلُهُم} قال: قمصهم.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد مثله.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {مّن قَطِرَانٍ} قال: قطران الإبل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في الآية قال: هذا القطران يطلى به حتى يشتعل نارًا.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: هو النحاس المذاب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير أنه قرأ {مّن قَطِرَانٍ} فقال: القطر: الصفر، والآن: الحارّ.
وأخرج أبو عبيد، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر عن عكرمة نحوه.
وأخرج مسلم وغيره عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب» وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {هذا بلاغ لّلنَّاسِ} قال: القرآن، {وَلِيُنذَرُواْ بِهِ} قال: القرآن. اهـ.