فصل: فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{إنَّا منكم وجلون} كاف ومثله {بغلام عليم} وكذا {الكبر} و{تبشرون}.
{بالحق} جائز.
{القانطين} كاف ومثله {الضالون} و{المرسلون}.
{مجرمين} ليس بوقف للاستثناء ولجواز الوقف مدخل لقوم.
{إلاَّ آل لوط} حسن.
{إنَّا لمنجوهم أجمعين} ليس بوقف للاستثناء.
{قدرنا} جائز وقيل ليس بوقف لأنَّ إنَّها اسمها وخبرها في محل نصب مفعول {قدرنا} وإنَّما كسرت الهمزة من {إنَّها} لدخول اللام في خبرها.
{الغابرين} كاف.
{فلما جاء آل لوط المرسلون} ليس بوقف لأنَّ قال بعده جواب لما.
{منكرون} كاف.
{يمترون} جائز ومثله و{أتيناك بالحق}.
{وإنَّا لصادقون} كاف.
{بقطع من الليل} جائز ومثله {واتبع أدبارهم} ومثله {منكم أحد} وهذا مخالف لما في سورة هود لأنَّ ذاك بعده استثناء وهذا ليس كذلك.
{حيث تؤمرون} حسن.
ذلك الأمر ليس بوقف لأنَّ ما بعده وهو أنَّ دابر بدل من ذلك إذا قلنا الأمر عطف بيان أو بدل من لفظ الأمر سواء قلنا أنَّه بيان أو بدل مما قبله أو حذف منه الجار أي بأن دابر وحينئذ ففيه الخلاف المشهور بين الخليل وسيبويه هل هو في محل نصب أو جر.
{مصبحين} حسن.
{يستبشرون} جائز ومثله {تفضحون}.
{ولا تخزون} حسن ومثله {العالمين}.
{فاعلين} تام للابتداء بلام القسم وعمرك مبتدأ خبره محذوف وجوبًا تقديره لعمرك قسمي والوقف على لعمرك قبيح لأنَّ ما بعده جواب له.
{يعمهون} كاف على استئناف ما بعده.
{مشرقين} جائز أي كان الهلاك حين أشرقت الشمس.
{فجعلنا عاليها سافلها} جائز على استئناف ما بعده.
{من سجيل} كاف.
{للمتوسمين} جائز.
{مقيم} كاف.
{للمؤمنين} تام لتمام القصة.
{لظالمين} ليس بوقف للعطف بالفاء.
{فانتقمنا منهم} جائز.
{مبين} تام.
{المرسلين} جائز ومثله {معرضين} وكذا {آمنين}.
{مصبحين} ليس بوقف لاتصال المعنى.
{يكسبون} تام لتمام القصة.
{إلاَّ بالحق} حسن ومثله {لآتية}.
{الصفح الجميل} كاف وهو العفو من غير عتاب.
{الخلاق العليم} تام.
{العظيم} كاف.
{أزواجًا منهم} حسن على استئناف النهي وليس بوقف إن جعل النهي الثاني معطوفًا على النهي الذي قبله.
{ولا تحزن عليهم} أحسن مما قبله لاستئناف الأمر وإن جعل النهي الثالث معطوفًا على الأوّل لم يفصل بينهما بوقف.
{للمؤمنين} كاف.
{المبين} حسن إن علقت الكاف بمصدر محذوف تقديره آتيناك سبعًا من المثاني إيتاءً كما أنزلنا أو إنزالًا كما أنزلنا كما أنزلنا أو أنزلنا عليهم العذاب كما أنزلنا لأنَّ آتيناك بمعنى أنزلنا عليك أو علقت بمصدر محذوف العامل فيه مقدر تقديره متعناهم تمتيعًا كما أنزلنا وليس بوقف إن نصب بالنذير أي النذير عذابًا {كما أنزلنا على المقتسمين} وهم قوم صالح لأنَّهم قالوا {لنبيتنه وأهله} فأقسموا على ذلك.
{المقتسمين} ليس بوقف لأنَّ {الذين} من نعتهم أو بدل {المقتسمين} هم عظماء كفار قريش أقسموا على طريق مكة يصدون عن النبي صلى الله عليه وسلم فمنهم من يقول الذي جاء به محمد سحر ومنهم من يقول أساطير الأولين ومنهم من يقول هو كهانة فأنزل الله بهم خزيًا وأنزل وقل إني أنا النذير المبين كما أنزلنا على المقتسمين أو هم اليهود فقد جرى على بني قريظة وبني النضير ما جرى وجعل المتوقع بمنزلة الواقع وهو من الإعجاز لأنَّه إخبار بما سيكون وقد كان.
{عضين} كاف.
{أجمعين} ليس بوقف لأنَّ ما بعده مفعول ثان لقوله {لنسألنهم}.
{يعملون} تام وكذا {المشركين} ومثله {المستهزئين} إن جعل {الذي} مبتدأ خبره {فسوف يعلمون}.
{يعلمون} تام وليس بوقف إن جعل صفة للمستهزئين ويكون الوقف على {إلهًا آخر} وكذا لا يوقف على {المستهزئين} إن جعل {الذين} بدلًا من {المستهزئين}.
{إلهًا آخر} حسن للابتداء بالتهديد والوعيد على استهزائهم وجعلهم إلهًا مع الله.
{بما يقولون} جائز ومثله {بحمد ربك}.
{من الساجدين} {كاف} للابتداء بالأمر.
{واعبد ربك} ليس بوقف لاتصال ما بعده بما قبله لأنَّ العبادة وقتت بالموت أي دم على التسبيح والعبادة حتى يأتيك الموت.
آخر السورة تام. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة الحجر:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قرأ الزهري- بخلاف: {سَكِرَتْ}.
قال أبو الفتح: أي جرت مجرى السكران في عدم تحصيله، فلذلك قال: {سَكِرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ}، والسُّكْر عندنا من سَكْر العربة ونحوها، وذلك أنه يعترض على الماء، ويسد عليه مذهبه ومتسربه، وكذلك حال السكران في وقوف فكره، والاعتراض عليه بما ينغصه ويحيره؛ فلا يجد مذهبا، وينكفئ مضطربا.
ومن ذلك قراءة أبي رجاء وابن سيرين وقيس بن عبادة وقتادة والضحاك ويعقوب وابن شرف ومجاهد وحميد وعمرو بن ميمون وعمارة بن أبي حفصة: {صِرَاطٌ عَلِيٌّ مُسْتَقِيمٌ} قال أبو الفتح: {عَلِيٌّ}- هنا- كقولهم: كريم، وشريف، وليس المراد به علو الشخوص والنصبة.
قال أبو الحسن في قراءة الجماعة: {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ}: هو كقولك: الدلالة اليوم عَلَيَّ، أي: هذا صراط في ذمتي وتحت ضماني، كقولك: صحة هذا المال عَلَيَّ، وتوفية عِدَتِهِ عَلَيَّ، وليس معناه عنده أنه مستقيم عَلَيَّ، كقولنا: قد استقام عَلَيَّ الطريق، واستقر عَلَيَّ كذا، وما أحسن ما ذهب إليه أبو الحسن فيه!
ومن ذلك قراءة الزهري: {لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزٌّ مَقْسُومٌ}.
قال أبو الفتح: هذه لغة مصنوعة، وليست على أصل الوضع، وأصلها جُزْء فُعْل من جزأْت الشيء، وهو قراءة الجماعة إلا أنه خفف الهمزة، فصارت جُزُ، لأنه حذفها وألقى حركتها على الزاي قبلها، ثم إنه نوى الوقف على لغة من شدد نحو ذلك في الوقف، فقال: هذا خالدّ وهو يجعلّ، فصارت في الوقف جُزّ، ثم أطلق وهو يريد نية الوقف وأقر التشديد بحاله فقال: {جُزّ} كما قالوا في الوصل: سبسبّا، وكلكلّا.
وقد أنشدنا شواهد نحو ذلك فيما مضى، ومثله الخبّ فيمن وقف عليه بالتشديد، ويريد تخفيف الخبْء، وهو مشروح في باب الهمز؟
ومن ذلك قراءة الحسن: {لَا تُوجَلْ}.
قال أبو الفتح: هذا منقول من وَجِلَ يَوْجَلُ، وَجِل وأَوْجَلْتُه، كفَزِعَ وأَفْزَعَتُه، وَرَهِبَ وأَرْهَبْتُه.
ومن ذلك قراءة يحيى والأعمش وطلحة بن مصرف، ورويت عن أبي عمرو: {من القَنِطِين}
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون في الأصل {القانِطِين} كقراءة الجماعة؛ إلا أن العرب قد تحذف ألف فاعل في نحو هذا تخفيفا.
قال الراجز:
أصبح قلبي صردا ** لا يشتهي أن يردا

إلا عرادا عردا ** وصليانا بردا

وعنكثا ملتبدا

يريد عاردا وباردا، فحذف الألف تخفيفا. ألا ترى أن أبا النجم قال:
كأنَّ في الفرش القتادَ العارِدا

أي القوي الخشن، وقد ذكرنا نحو هذا.
وقد يجوز في {الْقَانِطِينَ} غير هذا، وذلك أنهم قد قالوا: قَنِطَ يقنَطُ، فقد يكون الْقَنِطِينَ من قَنِطَ يقنَطُ هذه، ويكون القانِطُون من قَنَطَ.
ومن ذلك قراءة الأشهب: {ومَن يقنُطُ}، بضم النون.
قال أبو الفتح: فيه لغات: قَنَطَ يقنِطُ، وقَنِطَ يقنَطُ، وقَنَطَ يقنُطُ، وقد حكيت أيضا: قَنَطَ يقنَطُ، ومثله من فعَل يفعَل: ركَن يركَن، وأبي يأَبى، وغسَا الليل يغسَا، وجبَا يجبَا، وقالوا: عَضَضْتَ تعضُّ. قال ابن يحيى: قد قالوا في شمِمتُ وصبِبتُ ونحوه بفتح الثاني هربًا من الكسر من التضعيف.
ومن ذلك قراءة الحسن {يَنْحَتُونَ}؛ بفتح الحاء.
قال أبو الفتح: أجود اللغتين نَحَتَ ينحِت، بكسر الحاء، وفتحها لأجل حرف الحلق الذي فيها، كسَحَرَ يسحَر، وينبغي أن ينظر إلى ما أورده ليكون إلى نحوه طريقًا وسُلَّمًا.
اعلم أن العرب تقارب بين الألفاظ والمعاني إذ كانت عليها أدلة، وبها محيطة. فمن ذلك ما نحن عليه، وهو نَحَتَ ينحِتُ، والتاء أخت الطاء، وقد قالوا: نَحَطَ ينحِطُ، إذا زفر في بكائه، فكأن ذلك الضغط الذي يصحَب الصوت ينال من آلة النفس، ويحتها ويسفنها؛ فيكون كالنحت لما ينحت. لأنه تحيُّفٌ له وأخذ منه.
ونحو من ذلك. قولهم في تركيب ع ص ر: ع س ر: ع ز ر. فالعصر شدة تلحق المعصور.
والعسر شدة الخلق والتعزير للضرب، وذلك شدة لا محالة؛ فالشدة جامعة لأحرف الثلاثة، ومنه تركيب ج ب ر، ج ب ل، ج ب ن، المعنى الجامع لها اجتماع الأجزاء وتراجعها. من ذلك جبرت العظم، أي: وصلت ما تفرق من أجزائه، ومنه الجبل لاجتماع أجزائه، ومنه جبن الإنسان، أي: تراجع بعضه إلى بعض واجتمع، وإنما نبذت هنا طرفا من هذا الأمر تنبيها على أمثاله، حتى إذا هي اجتازت بك أحسست بها، ولم تطوك غير حافل بمعانيها وأوضاعها.
ومن ذلك قراءة مالك بن دينار والجحدري والأعمش: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الخَالِقُ}.
قال أبو الفتح: في هذه القراءة دليل على أن فعَل الخفيفة فيها معنى الكثرة كفعَّل الثقيلة، ألا ترى إلى قراءة الجماعة: {الخلاق}؟ وهذا للكثرة لا محالة. نعم، وقد قرن به العليم، وفعيل للكثرة، وكأن الخلاق الموضوع للكثرة أشبه بعليم؛ لأنه موضوع لها، فلولا أن في خلق معنى الكثرة لما عبر لخالق عن معنى خلاق، ومنه قوله: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْب}. ألا تراها في معنى غفار وقبال؟ وعليه ما أنشده أبو الحسن:
أنت الفداء لقبلة هدمتها ** ونقرتها بيديك كل منقر

فوضع نقرت موضع نفرت، وعليه جاء بالمصدرن فقال: كل منقر، وعلة هذا هو ما تعلم من وقع المصدر دالا على الجنس، وإذا أفضت بك الحال إلى عموم الجنسية فقد اغترقت وتجاوزت حد الشياع والكثرة. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة الحجر مكية وآيها تسع وتسعون مشبه الفاصلة موضع الر القراآت سبق السكت على الر لأبي جعفر كإمالة الراء وتقليلها ونقل قران لابن كثير كوقف حمزة والسكت له وصلا على الراء بخلفه كابن ذكوان وحفص وإدريس عن خلف.
واختلف في {ربما} فنافع وعاصم وأبو جعفر بتخفيف الباء الموحدة والباقون بتشديدها لغتان.
وقرأ {ويلههم الأمل} بضم الهاء الثانية رويس بخلفه وتقدم حكم ضم الميم وصلا وحدها أو مع الهاء غير مرة.
واختلف في {ما تنزل الملائكة} فأبو بكر بضم التاء وفتح النون والزاي مشددة مبنيا للمفعول {الملائكة} بالرفع نائب الفاعل وقرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف بنونين الأولى مضمومة والأخرى مفتوحة وكسر الزاي مشددة مبنيا للفاعل {الملائكة} بالنصب مفعولا به وافقهم الأعمش وعن ابن محيصن بنونين مضمومة فساكنة مع كسر الزاي مخففة والباقون بفتح التاء والنون والزاي مشددة مبنيا للفاعل مسند للملائكة وأصله تتنزل حذفت إحداهما تخفيفا الملائكة بالرفع فاعله وقرأ بتشديد تائه موصولة بما البزي بخلفه أدغم التاء المحذوفة لغيره في تاليها بعد أن نزلها منزلة الجزء من الكلمة السابقة لتوقف الإدغام على تسكين المدغم وتعذر التسكين في المبدوء به واتفقوا على تشديد {وما ننزله إلا بقدر} وأدغم تاء {وقد خلت سنة} أبو عمرو وهشام من طريق الداجوني وابن عبدان عن الحلواني وحمزة والكسائي وخلف وعن المطوعي يعرجون بكسر الراء لغة هذيل.
واختلف في {سكرت} فابن كثير بالبناء للمفعول مع تخفيف الكاف من سكرت الماء في مجاريه إذا منعته من الجري فهو متعد فلا يشكل بأن المشهور أن سكر لازم فكيف يبنى للمفعول لأن اللازم من سكر الشراب أو الريح فقط وافقه ابن محيصن والحسن والباقون كذلك إلا أنهم شددوا الكاف.
وقرأ {بل نحن} بإدغام اللام في النون الكسائي وأدغم دال {ولقد جعلنا} أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وتقدم اتفاقهم على قراءة {معايش} بالياء بالأعراف.
وقرأ {الريح لواقح} بالأفراد حمزة وخلف وغلظ الأزرق لام {صلصال} بخلف عنه والأصح ترقيقها كما في النشر لسكون اللام.
وأمال أبي حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وعن الحسن {والجان} بهمزة مفتوحة بعد الجيم بلا ألف حيث وقع وفتح لام {المخلصين} نافع وعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف كما مر بيوسف.