فصل: قال أبو جعفر النحاس:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الرهبة: الخوف، والدين: الطاعة، والواصب: الدائم كما قال: {لَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ} وتجأرون: أي تتضرعون لكشفه، وأصل الجؤار: صياح الوحش ثم استعمل في رفع الصوت بالدعاء والاستغاثة.
تفترون: أي تكذبون، {سبحانه} أي تنزيها له عن النقائص والبشارة في أصل اللغة إلقاء الخبر الذي يؤثّر في تغير بشرة الوجه، ويكون في السرور والحزن فهو حقيقة في كل منهما، وعلى هذا جاءت الآية، ثم خص في عرف اللغة بالخبر السارّ، ويقال لمن لقى مكروها قد اسودّ وجهه غما وحزنا، ولمن ناله الفرح والسرور استنار وجهه وأشرق، والكظيم: الممتلئ غما وحزنا والكظم مخرج النفس يقال أخذ بكظمه إذا أخذ بمخرج نفسه، ومنه كظم غيظه أي حبسه عن الوصول إلى مخرج النفس، ويتوارى: أي يستخفى وقد كان من عادتهم في الجاهلية أن يتوارى الرجل حين ظهور آثار الطلق بامرأته، فإن أخبر بذكر ابتهج، وإن أخبر بأنثى حزن وبقي متواريا أياما يدبّر فيها ما يصنع، ويمسكه: أي يحبسه كقوله: {أمسك عليك زوجك} والهون: الهوان والذل، ويدسّه: أي يخفيه، ومثل السوء: أي الصفة السوء، وهى احتياجهم إلى الولد وكراهتهم للبنات خوف الفقر والعار، وللّه المثل الأعلى: أي الصفة العليا وهى أنه لا إله إلا هو، وأن له جميع صفات الجلال والكمال.
المراد من الناس: العصاة، والأجل المسمى: يوم القيامة، ويجعلون: يثبتون وينسبون إليه، وما يكرهون: هي البنات، وتصف ألسنتهم الكذب: أي يكذبون كما يقال عينها تصف السحر أي هي ساحرة، وقدّها يصف الهيف أي هي هيفاء، لا جرم: أي حقا، مفرطون: أي مقدّمون معجّل بهم إليها من أفرطته إلى كذا أي قدّمته، ويقال لمن تقدم إلى الماء لإصلاح الدلاء والأرسان فارط وفرط، وليهم: ناصرهم ومساعدهم، اليوم: أي في الدنيا.
المراد بحياة الأرض: إنباتها الزرع والشجر وإخراجها الثمر، يسمعون: أي يسمعون سماع تدبر وفهم.
قال الفراء والزجاج: النعم والأنعام واحد يذكر ويؤنث، ولهذا تقول العرب هذه نعم وارد، ورجحه ابن العربي فقال إنما يرجع التذكير إلى معنى الجمع والتأنيث إلى معنى الجماعة وقد جاء بالوجهين هنا وفى سورة المؤمنين، والعبرة: الاعتبار والعظة، والفرث: كثيف ما يبقى من المأكول في الكرش والمعى، خالصا: أي مصفّى من كل ما يصحبه من مواد أخرى، سائغا: أي سهل المرور في الحلق، يقال ساغ الشراب في الحلق وأساغه صاحبه قال تعالى: {وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ}.
والسكر: الخمر، والرزق الحسن: الخل والرّبّ والتمر والزبيب ونحو ذلك، وأوحى. ألهم وعلّم، وبيوتا: أي أوكارا وأصل البيت مأوى الإنسان واستعمل هنا في الوكر الذي تبنيه النحل لتعسل فيه، لما فيه من دقة الصنع وجميل الهندسة، ويعرشون: أي يرفعون من الكروم والسقوف، والسبل: الطرق واحدها سبيل.
والذلل واحدها ذلول: أي منقادة طائعة، والشراب العسل، مختلف ألوانه من أبيض إلى أصفر إلى أسود بحسب اختلاف المرعى.
{أرذل العمر} أردؤه وأخسه يقال رذل الشيء يرذل رذالة وأرذله غيره قال تعالى حكاية عما قاله قوم شعيب له: {واتّبعك الأرذلون} والحفدة: أولاد الأولاد على ما روى عن الحسن والأزهرى وواحدهم حافد ككتبة وكاتب: من الحفد وهو الخفة في الخدمة والعمل يقال منه حفد يحقد حفدا وحفودا وحفدانا: إذا أسرع كما جاء في القنوت: «وإليك نسعى ونحفد» والطيبات: اللذائذ، والمراد بالباطل: منفعة الأصنام وبركتها؟
رزق السماء: المطر، ورزق الأرض: النبات والثمار التي تخرج منها، فلا تضربوا للّه الأمثال: أي لا تجعلوا له الأنداد والنظراء فهو كقوله: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدادًا} وضرب المثل للشىء: ذكر الشبيه له، ليوضح حاله المبهمة ويزيل ما عرض من الشك في أمره، والبكم: الخرس، وهو إما ناشىء من صمم خلقى وإما لسبب عارض ولا علة في أذنيه، فهو يسمع لكن لسانه معتقل لا يطيق الكلام، فكل من ولد غير سميع فهو أبكم، لأن الكلام بعد السماع، ولا سماع له، وليس كل أبكم يكون أصم صمما طبيعيا، فإن بعض البكم لا يكونون صمّا، والكلّ: الغليظ الثقيل من قولهم كلّت السكين إذا غلظت شفرتها فلم تقطع.
وكلّ عن الأمر: ثقل عليه فلم يستطع عمله يوجهه: أي يرسله في وجه معين من الطريق، يقال وجهته إلى موضع كذا فتوجه إليه، على صراط مستقيم: أي طريق عادل غير جائر.
{الساعة} الوقت الذي تقوم فيه القيامة، سميت بذلك لأنها تفجأ الإنسان في ساعة ما فيموت الخلق بصيحة واحدة، ولمح البصر: رجع الطرف من أعلى الحدقة إلى أسفلها، والأفئدة واحدها فؤاد: وهى القلوب التي هيأها اللّه للفهم وإصلاح البدن، والجو: الهواء بين الأرض والسماء.
{سكنا} أي مسكنا، والظعن بالسكون والفتح السير في البادية لنجعة أو طلب ماء أو مرتع، والأصواف: للضأن، والأوبار: للإبل، والأشعار: للمعز، والأثاث: متاع البيت كالفرش والثياب وغيرها، ولا واحد له من لفظه، والمتاع: ما يتمتع وينتفع به في المتجر والمعاش، إلى حين: أي إلى انقضاء آجالكم، والظلال: ما يستظل به من الغمام والشجر والجبال وغيرها، والأكنان واحدها كنّ: وهو الغار ونحوه في الجبل، والسرابيل واحدها سربال: وهو القميص من القطن والكتّان والصوف وغيرها، وسرابيل الحزب الجواشن والدروع، والبأس: الشدة، ويراد به هنا الحرب.
الأمة: الجيل من الناس، وشهيد كل أمة نبيها، ثم لا يؤذن للذين كفروا: أي إنهم يستأذنون فلا يؤذن لهم، ويقال استعتبه وأعتبه: إذا رضى عنه، قال الخليل: العتاب مخاطبة الإدلال ومذاكرة الموجدة، وعاتبه معاتبة وعتابا وأعتبه: سره بعد ما ساءه، ينظرون: أي يمهلون ويؤخرون، والشركاء: الأصنام والأوثان والشياطين والملائكة، وندعو: نعبد، والسلم: الاستسلام والانقياد، وضل: ضاع وبطل والمراد بهؤلاء أمته الحاضر منهم عصر التنزيل ومن بعدهم إلى يوم القيامة، وتبيانا: أي بيانا لأمور الدين إما نصافيها أو ببيان الرسول واستنباط العلماء المجتهدين في كل عصر.
العدل لغة: المساواة في كل شيء بلا زيادة ولا نقصان فيه، والمراد به هنا المكافأة في الخير والشر، والإحسان: مقابلة الخير بأكثر منه، والشر بالعفو عنه، وإيتاء ذى القربى: أي إعطاء الأقارب حقهم من الصلة والبر، والفحشاء: ما قبح من القول والفعل، فيدخل فيه الزنا وشرب الخمر والحرص والطمع والسرقة ونحو ذلك من الأقوال والأفعال المذمومة، والمنكر: ما تنكره العقول من دواعى القوة الغضبية كالضرب الشديد والقتل والتطاول على الناس، والبغي: الاستعلاء على الناس والتجبر عليهم بالظلم والعدوان، والوعظ: التنبيه إلى الخير بالنصح والإرشاد، والعهد: كل ما يلتزمه الإنسان باختياره، ويدخل فيه الوعد، ونقض اليمين: الحنث فيها وأصله فك أجزاء الجسم بعضها من بعض، وتوكيدها: توثيقها والتشديد فيها، كفيلا: أي شاهدا ورقيبا، والغزل: ما غزل من صوف ونحوه، والقوة: الإبرام والإحكام، والأنكاث، واحدها نكث وهو ما ينكث فتله وينقض بعد غزله، والدخل: المكر والخديعة، وقال أبو عبيدة: كل أمر لم يكن صحيحا فهو دخل، ويراد به أن يظهر المرء الوفاء بالعهد ويبطن النقض، أربى: أي أكثر وأوفر عددا.
زلة القدم بعد ثبوتها: مثل يقال لمن وقع في محنة بعد نعمة، وبلاء بعد عافية، والحياة الطيبة: هي القناعة وعدم الحرص على لذات الدنيا، لما في ذلك من الكدّ والعناء.
قرأت القرآن: أي أردت قراءته كما تقول إذا أكلت فقل باسم اللّه، وإذا سافرت فتأهب، والرجيم: المرجوم المبعد من رحمة اللّه، والسلطان: التسلط والاستيلاء، والتولي: الطاعة يقال توليته أي أطعته، وتوليت عنه أي أعرضت.
التبديل: رفع شيء ووضع غيره مكانه، وتبديل الآية: نسخها بآية أخرى، وروح القدس: جبريل عليه السلام سمى بذلك لأنه ينزل بالقدس أي بما يطهر النفوس من القرآن والحكمة والفيض الإلهى، بالحق: أي بالحكمة المقتضية له، بشر: هو جبر الرومي غلام ابن الحضرمي كان قد قرأ التوراة والإنجيل وكان النبي صلى اللّه عليه وسلّم يجلس إليه إذا آذاه أهل مكة.
والإلحاد: الميل يقال لحد وألحد: إذا مال عن القصد، ومنه سمى العادل عن الحق ملحدا، لسان: أي كلام ويقال رجل أعجم وامرأة عجماء إذا كانا لا يفصحان عن مرادهما، والأعجمى والأعجم: الذي في لسانه عجمة، من العجم كان أو من العرب، ومن ذلك زياد الأعجم كان عربيا في لسانه لكنة.
أكره: أي على التلفظ بكلمة الكفر، والاطمئنان: سكون النفس بعد انزعاجها والمراد الثبات على ما كان عليه بعد إزعاج الإكراه، شرح بالكفر صدرا: أي اعتقده وطاب به نفسا، استحبوا الحياة الدنيا: أي آثروها وقدّموها، لا جرم: أي حقا.
أصل الفتن: إدخال الذهب في النار لتظهر جودته من رداءته، ثم استعمل في المحنة والابتلاء يصيب الإنسان، تجادل: أي تدفع وتسعى في خلاصها، والنفس الأولى الجثة والبدن، والنفس الثانية عينها وذاتها، وتوفى: تعطى.
يقولون: له وجه يصف الجمال، وعين تصف السحر، يريدون أنه جميل وأن عينه تفتن من رآها، لأنه لما كان وجهه منشأ للجمال وعينه منبعا للفتنة والسحر كان كل منهما كأنه إنسان عالم بكنههما محيط بحقيقتهما يصفهما للناس أجمل وصف ويعرفهما أتم تعريف وعلى هذا الأسلوب جاء قوله تعالى: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب}، إذ جعل الكذب كأنه حقيقة مجهولة، وكلامهم الكذب يشرح تلك الحقيقة ويوضحها، كأن ألسنتهم لكونها موصوفة بالكذب هي حقيقته ومنبعه الذي يعرف منه، وعليه قول أبى العلاء المعرّى:
سرى برق المعرّة بعد وهن ** فبات برامة يصف الكلالا

أي: إن سرى ذلك البرق يصف الكلال والإعياء.
لتفتروا: أي لتكون العاقبة ذلك، والجهالة هنا: الطيش وعدم التدبر في العواقب.
الأمة: الجماعة الكثيرة، وسمى إبراهيم أمة لأنه قد جمع من الفضائل والكمالات ما لو تفرّق لكفى أمة، ألا ترى أبا نواس إذ يقول لهرون الرشيد مادحا:
وليس على اللّه بمستنكر ** أن يجمع العالم في واحد

والقانت: المطيع للّه القائم بأمره، والحنيف: المائل عن الدين الباطل إلى الدين الحق، واجتباه: اختاره واصطفاه، والحسنة: هي محبة أهل الأديان جميعا له إجابة لدعوته لربه {واجعل لى لسان صدق في الآخرين} وجعل السبت لليهود: فرض تعظيمه والتخلي فيه للعبادة وترك الصيد، والحكمة: المقالة المحكمة المصحوبة بالداليل الموضّح للحق المزيل للشبهة، والموعظة الحسنة: الدلائل الظنية المقنعة للعامة، والجدل: الحوار والمناظرة لإقناع المعاند، والعقاب في أصل اللغة: المجازاة على أذى سابق ثم استعمل في مطلق العقاب، والضيق بفتح الضاد وكسرها الغم وانقباض الصدر. اهـ. باختصار.

.قال أبو جعفر النحاس:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة النحل:
وهي مكية قال عبد الله بن عباس إلا ثلاث آيات نزلن بين مكة والمدينة حين رجع النبي صلى الله عليه وسلم من أحد وقد قتل حمزة ومثل به فقال النبي لأمثلن بثلاثين منهم وقال المسلمون لنمثلن بهم فأنزل الله {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} إلى آخر ثلاث آيات.
قوله جل وعز: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} قال بعضهم أتى بمعنى يأتي لأنه قد عرف المعنى فصار مثل قولك إن أكرمتني أكرمتك وقيل أخبار الله بالماضي والمستقبل شيء واحد لأنه قد علم أنه يكون فهو بمنزلة ما قد كان وقول ثالث وهو أحسنها وذلك أنهم استبعدوا ما وعدهم الله من العقاب فأخبر الله جل وعز أن ذلك قريب فقال أتى أمر الله أي هو القرب بمنزلة ما قد أتى كما قال تعالى: {إقتربت الساعة} وكما يقال أتاك الخبر أي قرب منك وقال الضحاك أي جاء القرآن بالفرائض والحكام والحدود وقوله جل وعز: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده} روى هشيم عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عباس قال الروح خلق من خلق الله وأمر من أمره صورهم على صور بني آدم لا ينزل في السماء ملك إلا ومعه واحد منهم وروى ابن جريج عن مجاهد قال لا ينزل ملك إلا ومعه روح وقال إسماعيل بن أبي خالد سألت أبا صالح عن الروح فقال لهم صور كصور بني آدم وليسوا منهم وقال الحسن تنزل الملائكة بالروح أي بالنبوة وروى معمر عن قتادة تنزل الملائكة بالروح قال بالوحي والرحمة قال أبو جعفر وهذا قول حسن وقد رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أي ينزلهم بما هو بمنزلة الروح والحياة كما قال تعالى: {فروح وريحان} وقيل معناه رحمة.
وقوله جل وعز: {والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون} روى إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال النسل وروى ابن جريج عن مجاهد قال الدفء لباس ينسج والمنافع الركوب والبن واللحم قال أبو جعفر وهذا قول حسن أي ما يدفئ من أوبارها وغير ذلك وأحسب مذهب ابن عباس أن المنافع النسل لا الدفء على أن الأموي قد روى أن الدفء عند العرب نتاج الابل والانتفاع بها فيكون هذا فيه.
وقوله جل وعز: {ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون} روى معمر عن قتادة قال إذا راحت أعظم ما تكون أسنمة من السمن وضروعها محفلة قال أبو جعفر والمعنى عند أهل اللغة وتريحونها بالعشي يقال أرحت الإبل إذا انصرفت بها من المرعى الذي تكون فيه بالليل ويقال للموضع المراح وفي الحديث إذا سرقها من المراح قطع ومعنى تسرحون تغدون بها إلى المرعى سرحت الإبل أسرحها سرحا وسروحا إذا غدوت بها إلى المرعى فخليتها فلا ترعى وسرحت هي في المعتدي واللازم واحد.
وقوله جل وعز: {وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس} روى ابن جريج عن مجاهد قال إلا بمشقة وقال غيره المعنى لولا الإبل لم تبلغوا البلدان إلا بمشقة وقد قرئ {إلا بشق الأنفس} وهي بمعنى الأول إلا أنه مصدر.
وقوله جل وعز: {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة} تأول هذا جماعة منهم عبد الله بن عباس على أنه لا يحل أكل هذه لقوله في الإبل {ومنها تأكلون} ولم يقل هذا في الخيل والبغال والحمير.
وقوله جل وعز: {ويخلق مالا تعلمون} وظاهره عام إلا أن عبد الرحمن بن معاوية القرشي حدثنا قال حدثنا موسى بن محمد عن ابن السدي عن أبيه في قوله تعالى: {ويخلق مالا تعلمون} قال السوس في الثياب.
وقوله جل وعز: {وعلى الله قصد السبيل} قال الضحاك أي تبيين الهدى والضلالة وقال مجاهد أي طريق الحق وهذه تشبه قال هذا صراط علي مستقيم أي على منهاجي وديني وكذا {وعلى الله قصد السبيل} أي القصد فيها ما كان على دين الله وقيل هو تبيين الحق والبراهين والحجج وقيل إنه يراد بالسبيل ها هنا الإسلام ثم قال جل وعز: {ومنها جائر} أي ومن السبل جائر أي عادل عن الحق وأنشدني أبو بكر ابن أبي الأزهر قال أنشدني بندار:
لما خلطت دماءنا بدمائها ** سار الثفال بها وجار العاذل

وروى عن أبي طالب رضي الله عنه أنه قرأ {ومنكم جائر} وكذلك قرأ عبد الله بن مسعود ذا على التفسير ثم قال تعالى: {ولو شاء لهداكم أجمعين} أي لو شاء لأنزل آية تضطركم منه إلى الإيمان ولكنة أراد أن يثيب ويعاقب.
وقوله جل وعز: {هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون} قال قتادة والضحاك فيه تسيمون فيه ترعون قال أبو جعفر وكذا هو في اللغة يقال أسمت الإبل أي رعيتها فأنا مسيم وهي مسامة وسائمة.