فصل: قال ابن قتيبة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقال: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا} فجعل {ماذا} بمنزلة ما وحدها.
{إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ}.
وقال: {إِن تَحْرِصْ} لانها من حَرَصَ يَحْرِصُ.
{أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُاْ ظِلاَلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ}.
واذا وقفت على {يَتَفَيّؤُا} قلت يَتَفَيَّأْ كما تقول بالعين تَتَفَّيعْ جزما وان شئت أشممتها الرفع ورمته كما تفعل ذلك في هذا حَجَرُ.
وقال: {عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} فذكروهم غير الانس لانه لما وصفهم بالطاعة أشبهوا ما يعقل وجعل اليمين للجماعة مثل {وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}.
{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ}.
وقال: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ} يريد: من الدواب [144]، واجتزأ بالواحد كما تقول: ما أَتاَنِي من رَجُلٍ أي: ما أتاني من الرجال مثله.
{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ}.
وقال: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} لأنَّ {ما} بمنزلة {من} فجعل الخبر بالفاء.
{لِيَكْفُرُواْ بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}.
وقال: {لِيَكْفُرُواْ بِمَا آتَيْنَاهُمْ}.
{وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذلك لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.
وقال: {وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا} ولم يقل مِنها لانه أضمر الشَيْءَ كأنه قال وَمِنْها شَيْءٌ تَتَّخِذونَ مِنْه سَكَرًا.
{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ}.
وقال: {إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي} على التأنيث في لغة اهل الحجاز، وغيرهم يقول هُوَ النَّحْل وكذلك كل جمع ليس بينه وبين واحده الا الهاء نحو البُرُّ والشَعِيرُ هو في لغتهم مؤنث.
{ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلك لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
وقال: {ذُلُلًا} وواحدها الذَلُولُ وجماعة الذَّلُول الذُلُل .
{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}.
وقال: {بَنِينَ وَحَفَدَةً} وواحدهم الحافِدُ.
{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ}.
وقال: {رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا} فجعل الشَيْء بدلا من الرِّزْق وهو في معنى لا يَمْلِكُونَ رِزْقًا قَلِيلًا ولا كَثِيرا، وقال بعضهم: الرِّزْقُ فعل يقع بالشيء يريد: لا يَمْلِكُون أَنْ يَرْزقُوا شَيْئا.
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.
وقال: {أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ} لأَنَّ {أينّما} من حروف المجازاة.
{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ}.
وقال: {مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا} وواحده: الكِنّ.
{وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} وقال: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ} تقول: أَوْفَيْتُ بالعَهْد ووَفَيْتُ بالعَهْد فاذا قلت العَهْدَ قلت أَوْفَيْتُ العَهْدَ بالألف.
{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}.
وقال: {أَنكَاثًا} وواحدها النِّكْثُ.
{مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ولكن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، وقال: {مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ولكن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ} خبر لقوله: {وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ} ثم دخل معه قوله: {مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ} فأخبر عنهم بخبر واحد اذ كان ذلك يدل على المعنى.
{يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}.
وقال: {كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا} لأن معنى {كلُّ نَفْسٍ}: كلُّ إِنسانٍ، وأنّث لأن النفس تؤنّث وتذكُر. يقال ما جَاءتْنِي نَفْسٌ واحدةٌ وما جاءنِي نَفْسٌ واحدٌ.
{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذاحَلاَلٌ وَهذاحَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ}، وقال: {أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ} جعل {ما تَصِفُ} ألسنتهم اسما للفعل كأنه قال وَلاَ تقُولوا لِوَصْفِ أَلْسِنَتِكُم {الكَذِبَ هذا حَلاَلٌ} وقال بعضهم {الكَذِبِ} يقول: ولا تقولوا للكَذِبِ الذي تصفه أَلسنتكم، وقال بعضهم {الكُذُبُ} فرفع وجعل {الكُذُبَ} من صفة الأَلسنة، كأنه قال: ألسنَةٌ كُذُبٌ.
{شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.
وقال: {شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ} وقال: {فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ} [112]. فجمع النِّعْمَة على أَنْعُمٍ كما قال: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدُّه} فزعموا أنه جمع الشِدَّة. اهـ.

.قال ابن قتيبة:

سورة النحل:
مكية كلها.
1 – {أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} يعني القيامة. أي هي قريب فلا تستعجلوا، وأتي بمعنى يأتي، وهذا كما يقال: أتاك الخير فأبشر. أي سيأتيك.
2 – {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاء مِنْ عِبادِهِ} أي: بالوحي.
5 – {لَكُمْ فِيها دِفْءٌ} الدفء: ما استدفأت به. يريد ما يتخذ من اوبارها من الأكسية والأخبية وغير ذلك.
6 – {وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ} إذ راحت عظام الضروع والأسنمة، فقيل: هذا مال فلان.
{وَحِينَ تَسْرَحُونَ} بالغداة، ويقال: سرحت الإبل بالغداة وسرّحتها.
7 – {بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} أي بمشقة. يقال: نحن بشق من العيش، أي بجهد، وفي حديث أم زرع: «وجدني في أهل غنيمة بشقّ».
9 – {وَمِنْها جائِرٌ} أي: من الطرق جائر لا يهتدون فيه، والجائر: العادل عن القصد.
10 – {ماء لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ} يعني المرعى. قال عكرمة: لا تأكل ثمر الشجر فإنه سحت. يعني الكلأ.
{فِيهِ تُسِيمُونَ} أي ترعون. يقال: أسمت إبلى فسامت، ومنه قيل لكل ما رعي من الأنعام: سائمة، كما يقال: راعية.
4 – {وَتَرَى الْفُلْكَ} السفن.
{مَواخِرَ فِيهِ} أي: جواري تشقّ الماء. يقال: مخرت السفينة، ومنه مخر الأرض إنما هو شقّ الماء لها.
15 – {وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ} أي جبالا ثوابت لا تبرح، وكل شيء ثبت فقد رسا.
{أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} أي لئلا تميد بكم الأرض، والميد: الحركة والميل.
ومنه يقال: فلان يميد في مشيته: إذا تكفّأ.
21 – {وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} أي متى يبعثون.
26 – {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ} أي من الأساس، وهذا مثل.
أي أهلكهم كما أهلك من هدم مسكنه من أسفله فخرّ عليه.
28 – {فَأَلْقَوُا السَّلَمَ} أي انقادوا واستسلموا والسلّم: الاستسلام.
44 – {بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ} الكتب. جمع زبور.
47 – {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ} أي: على تنقص ومثله الثخون يقال: تخوفته الدهور وتخونثه إذا نقصته وأخذت من ماله أو جسمه.
تدور ظلاله وترجع من جانب إلى جانب، والفى: الرجوع، ومنه قيل للظل بالعشي: فيء، لأنه فاء عن المغرب إلى المشرق.
48 – {يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ} أي تدور ظلاله وترجع من جانب إلى جانب، والفيء: الرجوع، ومنه قيل للظل بالعشي: فيء، لأنه فاء عن المغرب إلى المشرق.
{سُجَّدًا لِلَّهِ} أي مستسلمة منقادة، وقد بينت هذا في كتاب المشكل {وَهُمْ داخِرُونَ} أي صاغرون. يقال: دخر اللّه.
52 – {وَلَهُ الدِّينُ واصِبًا} أي دائما، والدين: الطاعة. يريد: أنه ليس من أحد يدان له ويطاع إلا انقطع ذلك عنه بزوال او هلكة، غير اللّه. فإن الطاعة تدوم له.
53 – {ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ} أي تضجون بالدعاء وبالمسألة. يقال: جأر الثور يجأر.
والضُّرُّ: البلاء والمصيبة.
56 – {وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْناهُمْ} هذا ما كانوا يجعلونه لآلتهم من الحظ في زروعهم وأنعامهم، وقد ذكرناه في سورة الأنعام.
57 – {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ} أي تنزيها له عن ذلك، {ولَهُمْ ما يَشْتَهُونَ} يعني البنين.
58 – {وَهُوَ كَظِيمٌ} أي حزين قد كظم فلا يشكو ما به.
59 – {أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ} أي على هوان {أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ} أي يئده.
60 – {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى} شهادة أن لا إله إلا هو.
62 – {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ} من البنات.
{وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى} أي الجنة، ويقال: البنين.
{وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} أي معجلون إلى النار. يقال: فرط مني ما لم أحسبه. أي سبق، والفارط: المتقدّم إلى الماء لإصلاح الأرشية والدّلاء حتى يرد القوم، وأفرطته: أي قدمته.
66 – {نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ} ذهب إلى النّعم، والنّعم تؤنث وتذكر والفرث: ما في الكرش.
وقوله: {مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا} لأن اللبن كان طعاما فخلص من ذلك الطعام دم، وبقي منه فرث في الكرش، وخلص من الدم لبن.
{سائِغًا لِلشَّارِبِينَ} أي سهلا في الشراب لا يشجي به شاربه ولا يغص.
67 – {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا} أي خمرا، ونزل هذا قبل تحريم الخمر.
{وَرِزْقًا حَسَنًا} يعني التمر والزبيب، وقال ابو عبيدة: السّكر: الطّعم.
ولست أعرف هذا في التفسير.
68 – {وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} أي ألهمها، وقيل: سخّرها.
وقد بينت في كتاب المشكل أنه قد يكون كلاما وإشارة وتسخيرا.
{وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} كل شيء عرش من كرم او نبات او سقف: فهو عرش ومعروش.
{ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ} أي من الثمرات، وكل هاهنا ليس على العموم، ومثل هذا قوله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها} [سورة الأحقاف آية: 25].
69 – {فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا} أي منقادة بالتّسخير، وذل: جمع ذلول.
70 – {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} وهو الهرم، لأن الهرم أسوأ العمر وشرّه.
لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا أي حتى لا يعلم بعد علمه بالأمور شيئا لشدة هرمه.
71 – {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ} يعني فضل السادة على المماليك.
{فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا} يعني السادة {بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواء} أي لا يجعلون أموالهم لعبيدهم حتى يكونوا والعبيد فيها سواء، وهذا مثل ضربه اللّه لمن جعل له شركاء من خلقه.
72 – {بَنِينَ وَحَفَدَةً} الحفدة: الخدم والأعوان، ويقال: هم بنون وخدم.
ويقال: الحفدة الأصهار، وأصل الحفد: مداركة الخطو والإسراع في المشي، وإنما يفعل هذا الخدم. فقيل لهم: حفدة، واحدهم حافد، مثل كافر وكفرة، ومنه يقال في دعاء الوتر: وإليك نسعى ونحفد.
73- وقوله: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا} نصب شيئا بإيقاع رزق عليه. أي يعبدون مالا يملك أن يرزقهم شيئا. كما تقول: هو يخدم من لا يستطيع إعطاءه درهما.
75 – {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ} أي ثقل على مولاه. أي على وليه وقرابته. مثل ضربه لمن جعل شريكا له من خلقه.
76 – {هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} مثل ضربه لنفسه.
80 – {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتًا} يعني قباب الأدم وغيرها {تَسْتَخِفُّونَها} في الحمل.
{يَوْمَ ظَعْنِكُمْ} يوم سفركم {وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ} والأثاث: متاع البيت من الفرش والأكسية. قال أبو زيد: واحد الأثاث: أثاثة.
81 – {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا} أي ظلال الشجر والجبال.
والسرابيل: القمص.
{تَقِيكُمُ الْحَرَّ} أراد تقيكم الحر والبرد. فاكتفى بذكر أحدهما إذا كان يدل على الآخر. كذلك قال الفراء.
{وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} يعني الدّروع تقيكم بأس الحرب.
83 – {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ} أي يعلمون أن هذا كله من عنده، ثم ينكرون ذلك، بأن يقولون: هو شفاعة آلهتنا.
92- الأنكاث: ما نقض من غزل الشعر وغيره، واحدها نكث، يقول: لا تؤكدوا على أنفسكم الإيمان والعهود ثم تنقضوا ذلك وتحنثوا فتكونوا كامرأة غزلت ونسجت، ثم نقضت ذلك النسخ فجعلته أنكاثا.
{تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ} أي دخلا وخيانة.
{أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ} أي فريق منكم.
{أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ} أي أغنى من فريق.
110 – {إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} لم يرد إنهم بإبليس كافرون، ولو كان هذا كذا كانوا مؤمنين، وإنما أراد الذين هم من أجله مشركون باللّه، وهذا كما يقال: سار فلان بك عالما، أي سار من أجلك.
101 – {وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ} أي نسخنا آية بآية.
103 – {يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ} أي يميلون إليه ويزعمون أنه يعلّمك، وأصل الإلحاد: الميل.
106 – {وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا} أي فتح له صدرا بالقبول.
111 – {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها} أي يأتي كل إنسان يجادل عن نفسه غدا.
112 – {رَغَدًا} كثيرا واسعا.
118 – {وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا} يعني اليهود.
120 – {كانَ أُمَّةً} أي معلما للخير. يقال: فلان أمة، وقد بينت هذا في كتاب المشكل.
{قانِتًا لِلَّهِ} أي مطيعا.
121 – {شاكِرًا لِأَنْعُمِهِ} جمع نعم. يقال: يوم نعم ويوم بؤس ويجمع أنعم وأبؤس، وليس قول من قال: إنه جمع نعمة، بشيء. لأن فعلة لا يجمع على أفعل.
127 – {وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ} تخفيف ضيّق. مثل: هين ولين، وهو إذا كان على التأويل صفة. كأنه قال: لا تك في أمر ضيق من مكرهم.
ويقال: إن {ضيق} و{ضيق} بمعنى واحد. كما يقال: رطل ورطل.
ويقال: أنا قي ضيق وضيقة، وهو أعجب إليّ. اهـ.