فصل: (سورة النحل: الآيات 68- 69)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة النحل: الآيات 68- 69]

{وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {أوحى} فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف {ربّك} فاعل مرفوع.، والكاف مضاف إليه {إلى النحل} جارّ ومجرور متعلّق بـ {أوحى}، {أن} حرف تفسير، {اتّخذي} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.، والياء ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل {من الجبال} جارّ ومجرور متعلّق بـ {اتّخذي} و{من} تبعيضيّة {بيوتا} مفعول به منصوب الواو عاطفة في الموضعين {من الشجر} جار ومجرور متعلّق بما تعلّق به الجارّ الأول فهو معطوف عليه {من} حرف جرّ {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بالفعل الأخير ومعطوف على الجارّ الأول {يعرشون} مضارع مرفوع..
والواو فاعل.
جملة: {أوحى ربّك} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اتّخذي} لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: {يعرشون} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
{ثمّ} حرف عطف {كلي} مثل اتخذي {من كلّ} جارّ ومجرور متعلّق بـ {كلي}، {الثمرات} مضاف إليه مجرور الفاء عاطفة {اسلكي} مثل اتّخذي، {سبل} مفعول به {ربّك} مضاف إليه مجرور.، والكاف مضاف إليه {ذللا} حال من {سبلا} منصوب {يخرج} مضارع مرفوع {من بطونها} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يخرج}، و{ها} مضاف إليه {شراب} فاعل مرفوع {مختلف} نعت لشراب مرفوع {ألوانه} فاعل اسم الفاعل مختلف مرفوع..
والهاء مضاف إليه {في} حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم {شفاء} مبتدأ مؤخّر مرفوع {للناس} جارّ ومجرور متعلّق بشفاء. {إنّ في} {يتفكّرون} مثل {إنّ} {يسمعون}.
وجملة: {كلي} لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّخذي.
وجملة: {اسلكي} لا محلّ لها معطوفة على جملة كلي.
وجملة: {يخرج} {شراب} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {إنّ في ذلك لآية} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {فيه شفاء} في محلّ رفع نعت ثان لشراب.

.الصرف:

النحل، اسم جنس الواحدة نحلة وزن فعلة بفتح فسكون ووزن النحل فعل بفتح فسكون.

.البلاغة:

1- التنكير في قوله تعالى: {أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتًا}: ويتزين هذا المعنى في تبعيض {من} المتعلقة باتخاذ البيوت بإطلاق الأكل، كأنه تعالى وكل الأكل إلى شهواتها واختيارها، فلم يحجر عليها فيه، وإن حجر عليها في البيوت وأمرت باتخاذها في بعض المواضع دون بعض، لأن مصلحة الأكل على الإطلاق باستمراء مشتهاها منه، وأما البيوت فلا تحصل مصلحتها في كل موضع، ولهذا المعنى دخلت ثم تفاوت الأمر بين الحجر عليها في اتخاذ البيوت والإطلاق لها في تناول الثمرات، كما تقول: راع الحلال فيما تأكله، ثم كل أي شيء شئت، فتوسط ثم لتفاوت الحجر والإطلاق.
2- التنكير في قوله تعالى: {فيه شفاء}: وتنكيره إما لتعظيم الشفاء الذي فيه، أو لأن فيه بعض الشفاء، وكلاهما محتمل، وعن النبي صلّى اللّه عليه واله وسلّم أن رجلا جاء إليه فقال: إن أخي يشتكي بطنه، فقال:«اذهب واسقه العسل» فذهب ثم رجع فقال: قد سقيته فما نفع، فقال: «اذهب واسقه عسلا فقد صدق الله وكذب بطن أخيك» فسقاه فشفاه الله فبرئ.
3- الالتفات: في قوله تعالى: {يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه} إلى آخر الآية: التفات من الخطاب إلى الغيبة، ولو جاء الكلام على النسق الأول لقيل من بطونك، وإنما صرف الكلام هاهنا من الخطاب إلى الغيبة لفائدة، وهي أنه ذكر للبشر العسل وأوصافه وألوانه المختلفة، وأخبرهم أن فيه فوائد شتى لهم، ليلفت انتباههم إليه، ولو قال من بطونك لذهبت تلك الفائدة التي أنتجها خطاب الغيبة.

.الفوائد:

أن التفسيرية هي الواقعة بعد جملة تشتمل على معنى القول دون حروفه، وثمة خلاف بين العاملين في العلوم اللغوية حول كونها في هذه الآية تفسيرية أم مصدرية.
وأن التفسيرية هي بمنزلة أي كقوله تعالى: {ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ} وهكذا ففي الأمر معنى القول، وأتى بعدها جملة.

.[سورة النحل: الآيات 70- 73]

{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواء أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلا يَسْتَطِيعُونَ (73)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {اللّه} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع {خلقكم} فعل ماض، و{كم} ضمير مفعول به، والفاعل هو {ثمّ} حرف عطف {يتوفّاكم} مثل خلقكم الواو عاطفة {من} حرف جرّ و{كم} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم {من} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر {يردّ} مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد {إلى أرذل} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يردّ}، {العمر} مضاف إليه مجرور اللام حرف جرّ {كي} حرف مصدريّ ونصب {لا} نافية {يعلم} مضارع منصوب، والفاعل هو {بعد} ظرف زمان منصوب متعلّق بـ {يعلم}، {علم} مضاف إليه مجرور {شيئا} مفعول به للمصدر علم.
والمصدر المؤوّل {كي لا يعلم} في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ {يردّ}.
{إن} حرف مشبّه بالفعل- ناسخ-، {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب {عليم} خبر إنّ مرفوع {قدير} خبر ثان مرفوع.
جملة: {اللّه خلقكم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {خلقكم} في محلّ رفع خبر المبتدأ {اللّه}.
وجملة: {يتوفّاكم} في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقكم.
وجملة: {منكم من يردّ} لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة.
أي: منكم من يبقى سليم الجسم حتّى يموت ومنكم من يردّ..
وجملة: {يردّ} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {لا يعلم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {كي}.
وجملة: {إنّ اللّه عليم} لا محلّ لها استئنافيّة.
الواو عاطفة {اللّه فضّل} مثل اللّه خلقكم {بعضكم} مفعول به منصوب و{كم} ضمير مضاف إليه {على بعض} جار ومجرور متعلّق بـ {فضّل}، الفاء عاطفة {ما} نافية عاملة ليس {الذين} اسم موصول في محلّ رفع اسم ما {فضّلوا} فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ..
والواو نائب الفاعل {الباء} حرف جرّ زائد {رادّي} خبر ما منصوب محلّا مجرور لفظا، وعلامة الجرّ الياء {رزقهم} مضاف إليه مجرور، و{هم} مضاف إليه {على} حرف جرّ {ما} اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بـ {رادّي} {ملكت} فعل ماض.، والتاء للتأنيث {أيمانهم} فاعل مرفوع.، و{هم} مضاف إليه، الفاء عاطفة {هم} ضمير منفصل مبتدأ {في} حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من {سواء} وهو خبر مرفوع الهمزة للاستفهام الإنكاريّ التوبيخيّ الفاء عاطفة {بنعمة} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يجحدون}- بتضمينه معنى يكفرون {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور {يجحدون} مضارع مرفوع.، والواو فاعل.
وجملة: {اللّه فضّل} لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ اللّه عليم.
وجملة: {ما الذين فضّلوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة اللّه فضّل.
وجملة: {فضّلوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {ملكت أيمانهم} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {هم فيه سواء} لا محلّ لها معطوفة على جملة ما الذين فضّلوا.
وجملة: {يجحدون} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: يشركون.
به فيجحدون نعمته.
الواو عاطفة {اللّه جعل} مثل اللّه خلقكم.. اللام حرف جرّ و{كم} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {جعل} {من أنفسكم} جارّ ومجرور متعلّق بـ {جعل}.، و{كم} مضاف إليه {أزواجا} مفعول به منصوب الواو عاطفة {جعل لكم من أزواجكم بنين} مثل جعل لكم من أنفسكم أزواجا، وعلامة النصب في بنين الياء، فهو ملحق بجمع المذكّر الواو عاطفة {حفدة} معطوف على بنين منصوب الواو عاطفة {رزقكم} مثل خلقكم {من الطيّبات} جارّ ومجرور متعلّق بـ {رزقكم}، الهمزة مثل الأولى الفاء عاطفة {بالباطل} جار ومجرور متعلّق بـ {يؤمنون} وهو مثل يجحدون الواو عاطفة {بنعمة اللّه} {يكفرون} مثل بنعمة اللّه يجحدون و{هم} ضمير منفصل مبتدأ..
وجملة: {اللّه جعل} لا محلّ لها معطوفة على جملة اللّه فضّل..
وجملة: {جعل} في محلّ رفع خبر المبتدأ {اللّه}.
وجملة: {جعل} الثانية في محلّ رفع معطوفة على جملة {جعل} الأولى.
وجملة: {رزقكم} في محلّ رفع معطوفة على جملة جعل.
وجملة: {يؤمنون} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أيكفرون باللّه الذي هذا شأنه ويؤمنون بالباطل..
وجملة: {هم يكفرون} لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمنون.
وجملة: {يكفرون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.
الواو عاطفة {يعبدون} مثل يجحدون {من دون} جارّ ومجرور متعلّق بحال من ما {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور {ما} اسم موصول في محلّ نصب مفعول به {لا} نافية {يملك} مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد {لهم} مثل لكم متعلّق بحال من {رزقا} وهو مفعول به منصوب {من السموات} جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل {رزقا} {الأرض} معطوف على السموات بالواو مجرور {شيئا} مفعول مطلق نائب عن المصدر أي: لا يملكون ملكا لا قليلا ولا كثيرا، الواو عاطفة {لا} نافية {يستطيعون} مضارع مرفوع.، والواو فاعل والمفعول محذوف.
وجملة: {يعبدون} في محلّ رفع معطوفة على جملة يكفرون وجملة: {لا يملك لهم رزقا} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}، وجملة: {لا يستطيعون} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

.الصرف:

{أرذل}، اسم تفضيل من رذل الثلاثيّ، وزنه أفعل.
{حفدة}، جمع حافد، وهو المسرع في الخدمة، المسارع في الطاعة، وقيل ولد الولد، اسم على وزن اسم الفاعل، ووزن حفدة فعلة بفتحتين.

.البلاغة:

الكناية: في قوله تعالى: {لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا} الكلام كناية عن غاية النسيان، أي ليصير نساء، بحيث إذا كسب علما في شيء لم يلبث أن ينساه ويزول عنه علمه من ساعته. يقول لك: من هذا؟ فتقول: فلان، فما يلبث لحظة إلا سألك عنه.

.الفوائد:

{لِكَيْ لا يَعْلَمَ} في هذه الآية اجتمع ناصبان لام التعليل وكي ثم أعقبهما لا النافية، فحالت بين الناصب ومنصوبة الفعل المضارع، وهنا نلاحظ أمرين:
الأول: أن (لا) لا تحول دون الناصب ومنصوبه، ولذلك نصب الفعل {يعلم} والثاني: أن الناصب هو كي لأنها أقرب إلى الفعل وألصق به من اللام، وقد يكون ثمة اجتهادات أخرى لمن شاء التوغّل في خلافات النحاة.

.[سورة النحل: آية 74]

{فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (74)}.

.الإعراب:

الفاء استئنافيّة {لا} ناهية جازمة {تضربوا} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.، والواو فاعل {للّه} جارّ ومجرور متعلّق بـ {تضربوا}، {الأمثال} مفعول به منصوب {إن} حرف توكيد ونصب {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب {يعلم} مضارع مرفوع، والفاعل هو الواو عاطفة {أنتم} ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {لا} نافية {تعلمون} مضارع مرفوع.، والواو فاعل.
جملة: {لا تضربوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّ اللّه يعلم} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {يعلم} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {أنتم لا تعلمون} لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: {لا تعلمون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أنتم}.