فصل: في رياض آيات السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.في رياض آيات السورة الكريمة:

.فصل في أسرار ترتيب السورة:

قال السيوطي:
سورة النحل:
أقول: وجه وضعها بعد سورة الحجر: أن آخرها شديد الالتئام بأول هذه، فإن قوله في آخر تلك: {واعبُد ربَكَ حتى يأَتيكَ اليقين} الذي هو مفسر بالموت، ظاهر المناسبة لقوله هنا: {أَتى أَمرُ اللَه} وانظر كيف جاء في المقدمة بيأتيك اليقين، وفي المتأخرة بلفظ الماضي، لأن المستقبل سابق على الماضي، كما تقرر في المعقول والعربية وظهر لي أن هذه السورة شديدة الاعتلاق بسورة إبراهيم، وإنما تأخرت عنها لمناسبة الحجر، في كونها من ذوات {الر} وذلك: أن سورة إبراهيم وقع فيها ذكر فتنة الميت، ومن هو ميت وغيره، وذلك أيضًا في هذه بقوله: {الذينَ تتوفاهُم الملائكة ظالمي أَنفُسَهُم} فذكر الفتنة، وما يحصل عندها من الثبات والإضلال، وذكر هنا ما يحصل عقب ذلك من النعيم والعذاب ووقع في سورة إبراهيم: {وقَد مَكروا مَكرَهُم وعِندَ اللَهِ مكرُهُم وإِن كانَ مكرُهُم لتزول منه الجبال} وقيل: إنها في الجبار الذي أراد أن يصعد السماء بالنسور ووقع هنا أيضًا في قوله: {وقد مكرَ الذينَ من قبلهم} ووقع في سورة إبراهيم ذكر النعم، وقال عقبها: {وإِن تعُدوا نعمة اللَهِ لا تحصوها} ووقع هنا ذكر معقبًا بمثل ذلك. اهـ.

.تفسير الآيات (1- 3):

قوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3)}

.مناسبة الآيات لما قبلها:

قال البقاعي:
{بسم الله} المحيط بدائرة الكمال ما شاء فعل {الرحمن} الذي عمت نعمته جليل خلقه وحقيره وصغيره وكبيره {الرحيم} الذي خص من شاء بنعمة النجاة مما يسخطه بما يرضاه.
لما ختم الحجر بالإشارة إلى إتيان اليقين، وهو صالح لموت الكل، ولكشف الغطاء بإتيان ما يوعدون مما يستعجلون به استهزاء من العذاب في الآخرة بعد ما يلقون في الدنيا، ابتدأ هذه بمثل ذلك سواء، غير أنه ختم تلك باسم الرب المفهم للإحسان لطفًا بالمخاطب، وافتتح هذه باسم الأعظم الجامع لجميع معاني الأسماء لأن ذلك أليق بمقام التهديد، ولما ستعرفه من المعاني المتنوعة في أثناء السورة، وسيكرر هذا الاسم فيها تكريرًا تعلم منه صحة هذه الدعوى، وعبر عن الآتي بالماضي إشارة إلى تحققه تحقق ما وقع ومضى، وإلى أن كل آتٍ ولابد قريب، فقال تعالى: {أتى أمر الله} أي الملك الأعظم الذي له الأسماء الحسنى، والصفات العلى، بما يذل الأعداء، ويعز الأولياء، ويشفي صدورهم، ويقر أعينهم.
ولما كانت العجلة نقصًا، قال مسببًا عن هذا الإخبار: {فلا تستعجلوه} أيها الأعداء استهزاء، وأيها الأولياء استكفاء واستشفاء، وذلك مثل ما أفهمه العطف في قوله تعالى: {وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم} كما تقدم؛ والضمير يجوز أن يكون لله وأن يكون للأمر.
ولما كان الجزم بالأمور المستقبلة لا يليق إلا عند نفوذ الأمر، ولا نفوذ إلا لمن لا كفوء له، وكانت العجلة- وهي الإتيان بالشيء قبل حينه الأولى به- نقصًا ظاهرًا لا يحمل عليها إلا في ضيق الفطن، وكان التأخير لا يكون إلا عن منازع مشارك، نزه نفسه سبحانه تنزيهًا مطلقًا جامعًا بقوله تعالى: {سبحانه} أي تنزه عن الاستعجال وعن جميع صفات النقص وتعالى أي تعاليًا عظيمًا جدًا {عما يشركون} أي يدعون أنه شريك له، فلا مانع مما يريد فعله، وساقه في غير قراءة حمزة والكسائي- في أسلوب الغيبة، إظهارًا للإعراض الدال على شدة الغضب، وهي ناظرة إلى قوله آخر التي قبلها: {وأعرض عن المشركين} [الحجر: 94]، وقوله: {الذين يجعلون مع الله إلهًا ءاخر} [الحجر: 96]، وقد آل الأمر في نظم الآية إلى أن صار كأنه قيل: إنه لا يعجل لأنه منزه عن النقص، ولابد من إنفاذ أمره لأنه متعالٍ عن الكفوء؛ أو يقال: لا تستعجلوه لأنه تنزه عن النقص فلا يجعل، وتعالى عن أن يكون له كفوء يدفع ما يريد فلابد من وقوعه، فهي واقعة موقع التعليل لصدر الآية كما أن صدر الآية تعليل لآخر سورة الحجر.
ولما تقرر بذلك تنزهه عن كل نقص: شرك وغيره، شرع يصف نفسه سبحانه بصفات الكمال من الأمر والخلق، ولما كان الأمر أقدم وأعلى، بدأ به، ولما كان من أمره إنزال الملائكة على الصورة التي طلبوها في قولهم {لو ما تأتينا بالملائكة} [الحجر: 7]، وقص عليهم في سورة إبراهيم ولوط عليهما السلام ما يترتب على إنزالهم مجتمعين، وفهم منه أن لهم في نزولهم حالة أخرى لا تنكرها الرسل، وهي حالة الإتيان إليهم بالعلم الذي نسبته إلى الأرواح نسبة الأرواح إلى الأشباح، وكان ذلك ربما أثار لهم اعتراضًا يطلبون به الفرق بينهم وبين الرسل في إنزالهم عليهم دونهم- كما تقدم في الحجر، وكان ما يشركون به لا تصرف له أصلًا بإنزال ولا غيره، قال تعالى مشيرًا إلى ذلك وإلى أن الوحي بواسطة الملك، وأن النبوة عطائية لا كسبية: {ينزل الملائكة} الذين هم الملأ الأعلى {بالروح} أي المعنى الأعظم الذي هو للأرواح بمنزلة الأرواح للأشباح {من أمره} الذي هو كلامه المشتمل على الأمر والنهي {ألا له الخلق والأمر} وهو مما تميز به لحقيته وإعجازه عن جميع المخلوقات، فكيف بما لا يعقل منها كالأصنام! {على ما يشاء من عباده} دون بعض، لأن ذلك نتيجة فعله بالاختيار، وأبدل من الروح أو فسر الإنزال بالوحي لأنه متضمن معنى القول فقال: {أن أنذروا} أي الناس سطواتي، فإنها لا محالة نازلة بمن أريد إنزالها به، بسبب {أنه لا إله إلا أنا} وعبر بضمير المتكلم لأنه أدل على المراد لكونه أعرف؛ وسبب عن وحدانيته التي هي منتهى كمال القوة العلمية قوله آمرًا بما هو أقصى كمال القوة العملية: {فاتقون} أي فليشتد خوفكم مني وأخذكم لما يكون وقاية لكم من عذابي، فإنه لا مانع مما أريد، فمن علمت أنه أهل للنقمة أنزلتها به، ومن علمته أهلًا لتلقي الروح منحته إياه.
ولما وحد نفسه، دل على ذلك بقوله، شارحًا لإيجاده أصول العالم وفروعه على وجه الحكمة: {خلق السماوات} أي التي هي السقف المظل {والأرض} أي التي هي البساط المقل {بالحق} أي بالأمر المحقق الثابت، لا بالتمويه والتخييل {ألا له الخلق والأمر}.
ولما كان ذلك من صفات الكمال المستلزمة لنفي النقائص، وكان قاطعًا في التنزه عن الشريك، لأنه لو كان، لزم إمكان الممانعة، فلزم العجز عن المراد، أو وجود الضدين المرادين لهما، وكل منهما محال، فإمكان الشريك محال، ولأنهما وكل ما فيهما ملكه وفي تصرفه، لا نزاع لمن أثبت الإله في ذلك، تلاه بقوله- نتيجة لذلك دالة على أنه تعالى ليس من قبيل الأجرام تعالى أي تعاليًا فات الوصف {عما يشركون} عريًا عن افتتاحه بالتنزيه كالأولى. اهـ.

.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{تشركون} وما بعده بتاء الخطاب: حمزة وعلي وخلف، والآخرون على الغيبة {تنزل} بالفتحات الثلاث {الملائكة} بالرفع: سهل وروح وزيد وأبو زيد مثله لكن بضم التاء الفوقانية: جبلة {ينزل} من الإنزال {الملائكة} بالنصب: ابن كثير وأبو عمرو ورويس: والباقون بالتشديد من التنزيل. {بشق الأنفس} بفتح الشين: يزيد. الباقون بكسرها {ننبت} بالنون: يحيى وحماد. الآخرون بياء الغيبة {والشمس والقمر والنجوم مسخرات} كلها مرفوعات: ابن عامر وافق حفص والمفضل {في النجوم مسخرات} الباقون: بنصب الجميع على أن {مسخرات} حال. {يسرون ويعلنون} بالياء التحتانية فيهما: الخزاز عن هبيرة. الآخرون بتاء الخطاب {يدعون} على الغيبة: سهل ويعقوب وعاصم غير الأعشى. الباقون على الخطاب.

.الوقوف:

{فلا تستعجلوه} ط {يشركون} o {فاتقون} o {بالحق} ط {يشركون} o {مبين} o ج {خلقها} ج لاحتمال تمام الكلام واحتمال أن يكون {لكم} متعلقاً به والوقف حينئذٍ على {لكم} {تأكلون} o ص للعطف {تسرحون} o ص لذلك {الأنفس} ط {رحيم} o لا لأن {الخيل} مفعول {خلق} {وزينة} ط {ما لا تعلمون} o {جائر} ط {أجمعين} o {تسيمون} o {الثمرات} ط {يتفكرون} o {والنهار} ط لمن قرأ {والشمس} وما بعده بالرفع ومن نصب {الشمس والقمر} ورفع {النجوم} وقف على {القمر} ومن نصب الكل وقف على {بأمره} {بأمره} ط {يعقلون} o لا لأن ما بعده مفعول {سخر} {ألوانه} ط {يذكرون} o {تلبسونها} ج لأن قوله {وترى} فعل مستأنف مع اتصال المعنى. {تشكرون} o لا {تهتدون} o لا لأن قوله {وعلامات} عطف على {سبلاً} {وعلامات} ط {يهتدون} o {لا يخلق} ط {تذكرون} o {لا تحصوها} ط {رحيم} o {وما تعلنون} o {وهم يخلقون} o ط لأن التقدير: هم أموات {غير أحياء} ج لاختلاف الجملتين {وما يشعرون} o لا لأن ما بعده مفعول {يبعثون} o {واحد} ط لأن ما بعده مبتدأ مع الفاء {مستكبرون} o {وما يعلنون} o {المستكبرين} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)}
سورة النحل مكية غير ثلاث آيات في أخرها، وحكى الأصم عن بعضهم أن كلها مدنية، وقال آخرون: من أولها إلى قوله: {كُنْ فَيَكُونُ} مدني وما سواه فمكي، وعن قتادة بالعكس.
واعلم أن هذه السورة تسمى سورة النعم وهي مائة وعشرون وثمان آيات مكية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
{أتى أَمْرُ الله فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سبحانه وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الملائكة بالروح مِنْ أَمْرِهِ على مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُواْ أَنَّهُ لا إله إِلا أَنَاْ فاتقون}.
فيه مسائل:
المسألة الأولى:
اعلم أن معرفة تفسير هذه الآية مرتبة على سؤالات ثلاثة:
فالسؤال الأول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخوفهم بعذاب الدنيا تارة وهو القتل والاستيلاء عليهم كما حصل في يوم بدر، وتارة بعذاب يوم القيامة، وهو الذي يحصل عند قيام الساعة، ثم إن القوم لما لم يشاهدوا شيئًا من ذلك احتجوا بذلك على تكذيبه وطلبوا منه الإتيان بذلك العذاب وقالوا له ائتنا به.
وروي أنه لما نزل قوله تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر} [القمر: 1]. قال الكفار فيما بينهم إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت فأمسكوا عن بعض ما تعملون حتى ننظر ما هو كائن، فلما تأخرت قالوا ما نرى شيئًا مما تخوفنا به، فنزل قوله: {اقترب لِلنَّاسِ حسابهم} [الأنبياء: 1]. فأشفقوا وانتظروا يومها فلما امتدت الأيام قالوا: يا محمد ما نرى شيئًا مما تخوفنا به فنزل قوله: {أتى أَمْرُ الله} فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع الناس رؤوسهم فنزل قوله: {فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} والحاصل أنه عليه السلام لما أكثر من تهديدهم بعذاب الدنيا وعذاب الآخرة ولم يروا شيئًا نسبوه إلى الكذب.
فأجاب الله تعالى عن هذه الشبهة بقوله: {أتى أَمْرُ الله فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} وفي تقرير هذا الجواب وجهان:
الوجه الأول: أنه وإن لم يأت ذلك العذاب إلا أنه كان واجب الوقوع والشيء إذا كان بهذه الحالة والصفة فإنه يقال في الكلام المعتاد أنه قد أتى ووقع إجراء لما يجب وقوعه بعد ذلك مجرى الواقع يقال لمن طلب الإغاثة وقرب حصولها: قد جاءك الغوث فلا تجزع.
والوجه الثاني: وهو أن يقال أن أمر الله بذلك وحكمه به قد أتى وحصل ووقع، فأما المحكوم به فإنما لم يقع، لأنه تعالى حكم بوقوعه في وقت معين فقبل مجيء ذلك الوقت لا يخرج إلى الوجود والحاصل كأنه قيل: أمر الله وحكمه بنزول العذاب قد حصل ووجد من الأزل إلى الأبد فصح قولنا أتى أمر الله، إلا أن المحكوم به والمأمور به إنما لم يحصل، لأنه تعالى خصص حصوله بوقت معين فلا تستعجلوه ولا تطلبوا حصوله قبل حضور ذلك الوقت.
السؤال الثاني: قالت الكفار: هب أنا سلمنا لك يا محمد صحة ما تقوله من أنه تعالى حكم بإنزال العذاب علينا إما في الدنيا وإما في الآخرة، إلا أنا نعبد هذه الأصنام فإنها شفعاؤنا عند الله فهي تشفع لنا عنده فنتخلص من هذا العذاب المحكوم به بسبب شفاعة هذه الأصنام.
فأجاب الله تعالى عن هذه الشبهة بقوله: {سُبْحَانَهُ وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ} فنزه نفسه عن شركة الشركاء والأضداد، والأنداد وأن يكون لأحد من الأرواح والأجسام أن يشفع عنده إلا بإذنه و{مَا} في قوله: {عَمَّا يُشْرِكُونَ} يجوز أن تكون مصدرية، والتقدير: سبحانه وتعالى عن إشراكهم ويجوز أن تكون بمعنى الذي، أي سبحانه وتعالى عن هذه الأصنام التي جعلوها شركاء لله، لأنها جمادات خسيسة، فأي مناسبة بينها وبين أدون الموجودات فضلًا عن أن يحكم بكونها شركاء لمدبر الأرض والسموات.
السؤال الثالث: هب أنه تعالى قضى على بعض عبيده بالسراء وعلى آخرين بالضراء ولكن كيف يمكنك أن تعرف هذه الأسرار التي لا يعلمها إلا الله، وكيف صرت بحيث تعرف أسرار الله وأحكامه في ملكه وملكوته؟
فأجاب الله تعالى عنه بقوله: {يُنَزّلُ الملائكة بالروح مِنْ أَمْرِهِ على مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُواْ أَنَّهُ لا إله إِلا أَنَاْ فاتقون} وتقرير هذا الجواب أنه تعالى ينزل الملائكة على من يشاء من عبيده ويأمر ذلك العبد بأن يبلغ إلى سائر الخلق أن إله العالم واحد كلفهم بمعرفة التوحيد والعبادة وبين أنهم إن فعلوا ذلك فازوا بخيري الدنيا والآخرة، وإن تمردوا وقعوا في شر الدنيا والآخرة، فبهذا الطريق صار مخصوصًا بهذه المعارف من دون سائر الخلق، وظهر بهذا الترتيب الذي لخصناه أن هذه الآيات منتظمة على أحسن الوجوه والله أعلم.