فصل: قال الشعراوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقد تقدم عند قوله تعالى: {فأحيا به الأرض بعد موتها} في سورة البقرة (164)، وتقدّم وجه العبرة في آية نزول المطر هنالك.
وجملة {إن في ذلك لآية} مستأنفة.
والتأكيد بـ {إنّ} ولام الابتداء لأن من لم يهتد بذلك إلى الوحدانية ينكرون أن القوم الذين يسمعون ذلك قد علموا دلالته على الوحدانية، أي ينكرون صلاحية ذلك للاستدلال.
والإتيان باسم الإشارة دون الضمير ليكون محل الآية جميعَ المذكورات من إنزال المطر وإحياء الأرض به وموتها من قبل الإحياء.
والكلام في {قوم يسمعون} كالكلام في قوله آنفًا: {لقوم يؤمنون} [سورة النحل: 64].
والسمع: هنا مستعمل في لازم معناه على سبيل الكناية، وهو سماع التدّبر والإنصاف لما تدبّروا به.
وهو تعريض بالمشركين الذين لم يفهموا دلالة ذلك على الوحدانية.
ولذلك اختير وصف السمع هنا المراد منه الإنصاف والامتثال لأن دلالة المطر وحياة الأرض به معروفة مشهورة ودلالة ذلك على وحدانية الله تعالى ظاهرة لا يصدّ عنها إلا المكابرة.
{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)}.
هذه حُجّة أخرى ومنّة من المنن الناشئة عن منافع خلق الأنعام، أدمج في منّتها العبرة بما في دلالتها على بديع صنع الله تبعًا لقوله تعالى: {والأنعام خلقها لكم فيها دفء} إلى قوله: {لرؤوف رحيم} [سورة النحل: 5- 7].
ومناسبة ذكر هذه النّعمة هنا أن بألبان الأنعام حياة الإنسان كما تحيا الأرض بماء السماء، وأن لآثار ماء السماء أثرًا في تكوين ألبان الحيوان بالمرعى.
واختصّت هذه العبرة بما تنبّه إليه من بديع الصّنع والحكمة في خلق الألبان بقوله: {مما في بطونه من بين فرث ودم لبنًا خالصًا سائغًا}، ثم بالتذّكير بما في ذلك من النّعمة على الناس إدماجًا للعبرة بالمنّة.
فجملة {وإن لكم في الأنعام لعبرة} معطوفة على جملة {إن في ذلك لآية لقوم يسمعون} [سورة النحل: 65]، أي كما كان القوم يسمعون عِبرة في إنزال الماء من السماء لكم في الأنعام عبرة أيضًا، إذ قد كان المخاطبون وهم المؤمنون القومَ الذين يسمعون.
وضمير الخطاب التفات من الغيبة.
وتوكيدها بـ {إن} ولام الابتداء كتأكيد الجملة قبلها.
و{الأنعام} اسم جمع لكل جماعة من أحد أصناف الإبل والبقر والضأن والمعز.
والعبرة: ما يُتّعظ به ويُعتبر.
وقد تقدم في نهاية سورة يوسف.
وجملة {نسقيكم مما في بطونه} واقعة موقع البيان لجملة {وإن لكم في الأنعام لعبرة}.
والبطون: جمع بطن، وهو اسم للجوف الحاوية للجهاز الهضمي كله من معدة وكبد وأمْعاء.
و{من} في قوله تعالى: {مما في بطونه} ابتدائية، لأن اللبن يفرز عن العلف الذي في البطون.
وما صْدَقُ {ما في بطونه} العلف.
ويجوز جعلها تبْعيضية ويكون ما صْدقُ {ما في بطونه} هو اللبن اعتدادًا بحالة مُروره في داخل الأجهزة الهضمية قبل انحداره في الضرع.
و{من} في قوله تعالى: {من بين فرث} زائدة لتوكيد التوسّط، أي يفرز في حالة بين حالتي الفرث والدم.
ووقع البيان بـ {نسقيكم} دون أن يقال: تشربون أو نحوه، إدماجًا للمنّة مع العبرة.
ووجه العبرة في ذلك أن ما تحتويه بطون الأنعام من العلف والمرعى ينقلب بالهضم في المعدة، ثم الكَبِد، ثم غدد الضرع، مائعًا يسقى وهو مفرز من بين أفراز فرث ودم.
والفرث: الفضلات التي تركها الهضم المَعِدي فتنحدر إلى الأمعاء فتصير فَرثا.
والدمّ: إفراز تفرزه الكبد من الغذاء المنحدر إليها ويصعد إلى القلب فتدفعه حركة القلب الميكانيئية إلى الشرايين والعروق ويبقى يَدور كذلك بواسطة القلب.
وقد تقدم ذكره عند قوله تعالى: {حرّمت عليكم الميتة والدم} في سورة العقود (3).
ومعنى كون اللّبن من بين الفرث والدم أنه إفراز حاصل في حين إفراز الدّم وإفراز الفرث.
وعلاقته بالفرث أن الدم الذي ينحدر في عروق الضرع يمرّ بجوار الفضلات البوليّة والثفلية، فتفرزه غدد الضرع لبَنًا كما تفرزه غدد الكليتين بَولًا بدون معالجة زائدة، وكما تفرز تكاميش الأمعاء ثَفلًا بدون معالجة بخلاف إفراز غدد المثانة للمَنِيّ لتوقّفه على معالجة ينحدر بها الدم إليها.
وليس المراد أن اللّبن يتميّع من بين طبقتيّ فرث ودم، وإنما الذي أوهم ذلك مَن تَوهمه حمْله {بينَ} على حقيقتها من ظرف المكان، وإنما هي تستعمل كثيرًا في المكان المجازي فيراد بها الوسط بين مرتبتين كقولهم: الشجاعة صفة بين التهوّر والجبن.
فمن بلاغة القرآن هذا التعبيرُ القريب للأفهام لكل طبقة من الناس بحسب مبالغ علمهم، مع كونه موافقًا للحقيقة.
والمعنى: إفراز ليس هو بدم لأنه أليَنُ من الدم، ولأنه غير باقٍ في عروق الضرع كبقاء الدّم في العروق، فهو شبيه بالفضلات في لزوم إفرازه، وليس هو بالفضلة لأنه إفراز طاهر نافع مغذّ، وليس قذرًا ضارًا غير صالح للتغذية كالبول والثفل.
وموقع {من بين فرث ودم} موقع الصفة ل {لبنًا}، قدمت عليه للاهتمام بها لأنها موضع العبرة، فكان لها مزيد اهتمام، وقد صارت بالتقديم حالًا.
ولما كان اللبن يحصل في الضرع لا في البطن جعل مفعولًا ل {نَسقيكم}، وجعل {مما في بطونه} تبيينًا لمصدره لا لمَورده، فليس اللبن مما في البطون؛ ولذلك كان {مما في بطونه} متقدمًا في الذكر ليظهر أنه متعلق بفعل {نسقيكم} وليس وصفًا لِلْلّبن.
وقد أحاط بالأوصاف التي ذكرناها لِلْلّبن قوله تعالى: {خالصًا سائغًا للشاربين}.
فخلوصه نزاهته مما اشتمل عليه البول والثفل، وسوغه للشاربين سلامته مما يشتمل عليه الدم من المضار لمن شَربه، فلذلك لا يسيغه الشارب ويتجهّمه.
وهذا الوصف العجيب من معجزات القرآن العلمية، إذ هو وصف لم يكن لأحد من العرب يومئذٍ أن يعرف دقائق تكوينه، ولا أن يأتي على وصفه بما لو وَصف به العالم الطبيعي لم يصفه بأوجز من هذا وأجمعَ.
وإفراد ضمير الأنعام في قوله تعالى: {مما في بطونه} مراعاة لكون اللفظ مفردًا لأن اسم الجمع لفظ مفرد، إذ ليس من صيغ الجموع، فقد يراعى اللفظ فيأتي ضميره مفردًا، وقد يراعى معناه فيعامل معاملة الجموع، كما في آية سورة المؤمنين (21) {نسقيكم مما في بطونها} والخالص: المجرّد مما يكدّر صفاءه، فهو الصافي.
والسائغ: السهل المرور في الحلق.
وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم ويعقوب {نسقيكم} بفتح النون مضارع سَقى.
وقرأه ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف بضم النون على أنه مضارع أسْقى، وهما لغتان، وقرأه أبو جعفر بمثناة فوقية مفتوحة عوضًا عن النون على أن الضمير للأنعام.
{وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)}.
عطف على جملة {وإن لكم في الأنعام لعبرة} [سورة النحل: 66].
ووجود {من} في صدر الكلام يدلّ على تقدير فعل يدلّ عليه الفعل الذي في الجملة قبلها وهو {نسقيكم} [النحل: 66].
فالتقدير: ونسقيكم من ثمرات النخيل والأعناب.
وليس متعلقًا بـ {تتخذون}، كما دلّ على ذلك وجود {من} الثانية في قوله: {تتخذون منه سكرًا} المانع من اعتبار تعلّق {من ثمرات النخيل} بـ {تتخذون}، فإن نظم الكلام يدل على قصد المتكلم ولا يصحّ جعله متعلقًا بـ {تتخذون} مقدمًا عليه، لأنه يبعد المعنى عن الامتنان بلطف الله تعالى إذ جعل نفسه الساقي للناس.
وهذا عطف منّة على منّة، لأن {نسقيكم} وقع بيانًا لجملة {وإن لكم في الأنعام لعبرة}.
ومفاد فعل {نسقيكم} مفاد الامتنان لأن السقي مزية.
وكلتا العِبرتين في السقي.
والمناسبةُ أن كلتيهما ماء وأن كلتيهما يضغط باليد، وقد أطلق العرب الحَلْب على عصير الخمر والنبيذ، قال حسّان يذكر الخمر الممزوجة والخالصة:
كلتاهما حَلَب العصير فعاطني

بِزُجاجة أرخاهما للمفصل:
ويشير إلى كونهما عبرتين من نوع متقارب جَعْل التذييل بقوله تعالى: {إن في ذلك لآية} عقب ذكر السقيين دون أن يُذيّل سقي الألبان بكونه آية، فالعبرة في خلق تلك الثمار صالحة للعصر والاختمار، ومشتملة على منافع للناس ولذّات.
وقد دلّ على ذلك قوله تعالى: {إن في ذلك لآية لقوم يعقلون}.
فهذا مرتبط بما تقدم من العبرة بخلق النبات والثمرات من قوله تعالى: {ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل} [سورة النحل: 11]. الآية.
وجملة {تتخذون منه سكرًا} إلخ. في موضع الحال.
و{من} في الموضعين ابتدائية، فالأولى متعلّقة بفعل {نسقيكم} المقدر، والثانية متعلقة بفعل {تتخذون}.
وليست الثانية تبعيضية، لأن السكر ليس بعض الثمرات، فمعنى الابتداء ينتظم كلا الحرفين.
والسكر بفتحتين: الشراب المُسْكِر.
وهذا امتنان بما فيه لذّتهم المرغوبة لديهم والمتفشّية فيهم {وذلك قبل تحريم الخمر لأن هذه الآية مكّية وتحريم الخمر نزل بالمدينة} فالامتنان حينئذٍ بمباح.
والرزق: الطعام، ووصف بـ {حسنًا} لما فيه من المنافع، وذلك التمر والعنب لأنهما حلوان لذيذان يؤكلان رطبين ويابسين قابلان للادخار، ومن أحوال عصير العنب أن يصير خلًا ورُبًّا.
وجملة {إن في ذلك لآية لقوم يعقلون} تكرير لتعداد الآية لأنها آية مستقلة.
والقول في جملة {إن في ذلك لآية لقوم يعقلون} مثل قوله آنفًا: {إن في ذلك لآية لقوم يسمعون} [سورة النحل: 65].
والإشارة إلى جميع ما ذكر من نعمة سقي الألبان وسقي السكر وطعم الثمر.
واختير وصف العقل هنا لأن دلالة تكوين ألبان الأنعام على حكمة الله تعالى يحتاج إلى تدبّر فيما وصفته الآية هنا، وليس هو ببديهي كدلالة المطر كما تقدم. اهـ.

.قال الشعراوي:

{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)}.
فالكتاب هو القرآن الكريم.
وقَوْل الحق سبحانه: {لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الذي اختلفوا فِيهِ} [النحل: 64].
دليل على أن أتباع الرسل السابقين نشأ بينهم خلاف، فأيُّ خلاف هذا طالما أنهم تابعون لنبي واحد؟ ما سببه؟
قالوا: سبب هذا الخلاف ما يُسمُّونه بالسلطة الزمنية.، ولتوضيح معنى السلطة الزمنية نضرب مثلًا بواحد كان شيخًا لطريقة مثلًا، بواحد كان شيخًا لطريقة مثلًا، فلما مات تنازع الخلافة أبناؤه من بعده.. كُلٌ يريدها له، وأخذ يجمع حوله مجموعة من أتباع أبيه.. فلو كانت الخلافة هذه واضحة في أذهانهم ما حدث هذا الخلاف.
وكذلك السلطة الزمنية حدثت في أتباع الرسل الذين أخذوا يكتبون الصكوك، ويذكرون ما يحبون وما يرونه صوابًا من وجهة نظرهم، كل هؤلاء كان لهم نفوذ بما نُسميه السلطة الزمنية.
فكيف إذن يتركون محمدًا صلى الله عليه وسلم يأخذ منهم هذه السلطة، ويُضيع عليهم ما هم فيه من سيادة، فقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم لِيُبيّن لهم. أي: يردّهم إلى جَادّة الحق، وإلى الطريق المستقيم.
وقوله تعالى: {وَهُدًى وَرَحْمَةً} [النحل: 64].
الهدى: معناه بيان الطريق الواضح للغاية النافعة، والطريق لا يكون واضحًا إلا إذا خَلا من الصِّعاب والعقبات، وخلا أيضًا من المخاوف، فهو طريق واضح مأمون سهل، وأيضًا يكون قصيرًا يُوصّلك إلى غايتك من أقصر الطرق.
وضد الهدى: الضلال، وهو أنْ يُضلّك، فإنْ أردتَ طريقًا وجَّهك إلى غيره، ودَلّك على سواه، أو دَلّك على طريق به مخاوف وعقبات.
أما الرحمة، فقد وصف الحق تبارك وتعالى القرآن بأنه رحمة فقال: {وَنُنَزِّلُ مِنَ القرآن مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82]. فكيف يكون القرآن شفاء؟ وكيف يكون رحمة؟
الشفاء: إذا أصابنا داء ربنا سبحانه وتعالى يقول: طيّبوا داءكم وداووا أمراضكم بكذا وكذا، ورُدُّوا الحكم إلى الله.. هذا شفاء.
أما الرحمة: فهي أن يمنع أن يأتي الداء مرة أخرى، فتكون وقاية تقتلع الداء من أصله فلا يعود.
ومِثْل هذا يحدث في عالم الطب، فقد تذهب إلى طبيب لِيُعالجك من داء معين.. بثور في الجلد مثلًا، فلا يهتم إلا بما يراه ظاهرًا، ويصف لك ما يداوي هذه البثور.. ثم بعد ذلك تُعاودك مرة أخرى.
أما الطبيب الحاذق الماهر فلا ينظر إلى الظاهر فقط، بل يبحث عن سببه في الباطن، ويحاول أن يقتلع أسباب المرض من جذورها، فلا تُعاودك مرة أخرى.
ولذلك، لو نظرنا إلى قصة أيوب عليه السلام وما ابتلاه الله به نرى فيها مثالًا رائعًا لعلاج الظاهر والباطن معًا، فقد ابتلاه ربُّه ببلاء ظهر أثره على جسمه واضحًا، ولما أذن له سبحانه بالشفاء قال له: {اركض بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [ص: 42].
{مُغْتَسَلٌ}: أي. يغسل ويُزيل ما عندك من آثار هذا البلاء.
{وَشَرَابٌ}: أي. شراب يشفيك من أسباب هذا البلاء فلا يعود.
وكذلك الحال في علاج المجتمع، فقد جاء القرآن الكريم وفي العَالَم فساد كبير، وداءاتٌ متعددة، لابد لها من منهج لشفاء هذه الداءاتِ، ثم نعطيها مناعاتٍ تمنع عودة هذه الداءات مرة أخرى.
وقوله تعالى: {لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل: 64].
أي: أن هذا القرآن فيه هدى ورحمة لمَنْ آمن بك وبرسالتك؛ لأن الطبيب الذي ضربناه مثلًا هنا لا يعالج كل مريض، بل يعالج مَنْ وثق به، وذهب إليه وعرض عليه نفسه ففحصه الطبيب وعرف عِلّته.
وهكذا القرآن الكريم يسمعه المؤمن به، فيكون له هدىً ورحمة، ويترك في نفسه إشراقات نورانية تتسامى به وترتفع إلى أعلى الدرجات، في حين يسمعه آخر فلا يَعي منه شيئًا، ويقول كما حكى القرآن الكريم: {وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حتى إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ العلم مَاذَا قَالَ آنِفًا} [محمد: 16].