فصل: قال الثعلبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الثعلبي:

{وَقَالَ الله لاَ تَتَّخِذُواْ إلهين اثنين إِنَّمَا هُوَ إله وَاحِدٌ فَإيَّايَ فارهبون وَلَهُ مَا فِي السماوات والأرض وَلَهُ الدين}.
الطاعة والإخلاص.
{وَاصِبًا} دائمًا ثابتًا.
وقال ابن عبّاس: واجبًا، تعني الآية أنه ليس من أحد يدان له ويطاع إلا انقطع عنه بزوال أو هلاك غير الله عزّ وجلّ، فإن الطاعة تدوم له وتصيب واصبًا على القطع.
قال أبو الأسود الدؤلي:
لا أبتغي الحمد القليل بقاؤه ** يومًا بذم الدهر أجمع واصبًا

أي دائمًا.
وقال الفراء: ويقال خالصًا.
{أَفَغَيْرَ الله تَتَّقُونَ وَمَا بِكُم}.
قال الفراء: {ما} في معنى الجزاء ولها فعل مضمر، كأنه قال: وما يكون لكم من نعمة فمن الله.
{أَفَغَيْرَ الله تَتَّقُونَ}. أن لاّ تتقوا سواه {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ} لذلك دخلت الفاء في قوله: {فَمِنَ الله}.
{ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضر فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} يصيحون بالدعاء ويضجون بالاستغاثة، وأصله من جؤار الثور إذا رفع صوتًا شديدًا من جوع أو فزع. قال القتيبي يصف بقرة:
فطافت ثلاثًا بين يوم وليلة ** وكأن النكير أن تضيف وتجأرا

{ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضر عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ} بعد ما خلصوا له بالدعاء في حال البلاء {لِيَكْفُرُواْ بِمَا آتَيْنَاهُمْ} كفروا نعمته فيما أعطيناهم من النعماء وكشف الضرّ والبلاء {فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} وهذا وعيد لهم.
{وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ} له نفعًا ولا فيه ضرًا ولا نفعًا {نَصِيبًا مِّمّا رَزَقْنَاهُمْ} من الأموال وهو ما حملوا لأوثاونهم من هديهم وأنعامهم نظيره قوله: {هذا للَّهِ بِزَعْمِهِمْ وهذا لِشُرَكَآئِنَا} [الأنعام: 136].
ثمّ رجع من الخبر إلى الخطاب فقال: {تالله لَتُسْأَلُنَّ} يوم القيامة {عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ} في الدنيا {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ البنات سُبْحَانَهُ} وهم خزاعة وكنانة قالوا: الملائكة بنات الله سبحانه.
{وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ} يعني البنين، وفي قوله: {مَا} وجهان من الأعراب: أحدهما الرفع على الابتداء، ومعنى الكلام: يجعلون لله البنات ولهم البنين، والثاني: النصب عطفًا على البنات تقديره: ويجعلون لله البنات ويجعلون لهم البنين الذي يشتهون.
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بالأنثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا} من الكراهة {وَهُوَ كَظِيمٌ} ممتليء غمًا وغيظًا {يتوارى} يخفى ويغيب {مِنَ القوم مِن سواء مَا بُشِّرَ بِهِ} من الخزي والعار والحياء ثمّ يتفكر {أَيُمْسِكُهُ} ذكر الكناية لأنه مردود إلى {ما} {على هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ} يخفيه {فِي التراب} فيئده.
وذلك أن مضر وخزاعة وتميمًا كانوا يدفنون الإناث أحياء زعموا خوف الفقر عليهن وطمع غير الأكفاء فيهن، وكان صعصعة عم الفرزدق إذا أحس بشيء من ذلك وجه إلى والد البنت يستحييها بذلك، ولذلك قال الفرزدق:
ومنا الذي منع الوائدات ** فأحيا الوئيد فلم يوأد

{أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} بئس ما يجعلون لله الإناث، ولأنفسهم البنين، نظيره قوله تعالى: {أَلَكُمُ الذكر وَلَهُ الأنثى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضيزى} [النجم: 2122].
{لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة} يعني لهؤلاء الواضعين لله سبحانه البنات {مَثَلُ السوء} احتياجهم إلى الأولاد وكراهيتهم الإناث منهم أو قتلهم إياها خوف الفقر وإقرارًا على أنفسهم بالهتك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكبر الكبائر أن تدعو لله ندًّا وهو خلقك، وأن تقتل ولدك من أجل أن يأكل معك وأن تزني بحليلة جارك».
{وَلِلَّهِ المثل الأعلى} الصفة العليا وهي التوحيد والإخلاص.
وقال ابن عبّاس: مثل السوء: النار، والمثل الأعلى: شهادة أن لا إله إلاّ الله.
{وَهُوَ العزيز الحكيم}.
{وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله الناس بِظُلْمِهِمْ} فيعاجلهم بالعقوبة على كفرهم وعصيانهم {مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا} أي على ظهر الأرض كناية عن غير مذكور {مِن دَآبَّةٍ ولكن يُؤَخِّرُهُمْ} يمهلهم عليه {إلى أَجَلٍ مسمى} منتهى آجالهم ساعة وانقضاء أعمارهم {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} ولا يقال موت قبله {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ} لأنفسهم، يعني البنات {وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الكذب أَنَّ لَهُمُ الحسنى} محل {ان} نصب بدل عن الكذب لأنه بيان وترجمة له.
وقرأ ابن عبّاس: والحسنى {الكذب} برفع الكاف والذال والباء على نعت الألسنة، والكذب: جمع كذوب، مثل رسول ورسل وصبور وصبر وشكور وشكر.
{أَنَّ لَهُمُ الحسنى} يعني اليقين ومعنى الآية: ويجعلون له البنات ويزعمون أن لهم البنين.
وقال حيان: يعني بالحسنى الجنة في المعاد إن كان محمّد صادقًا في البعث.
{لاَ جَرَمَ} حقًا، وقال ابن عبّاس: بلى.
{أَنَّ لَهُمُ النار} في الآخرة {وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ} منسيون في النار.
قال ابن عبّاس وسعيد بن جبير: مبعدون.
مقاتل: متروكون.
قتادة: معجلون إلى النار.
الفراء: مقدمون على النار.
وقرأ نافع: {مفرطون} بكسر الراء مع التخفيف أي مسرفون، وقرأ أبو جعفر: بكسر الراء مع التشديد أي مضيّعون أمر الله تعالى.
{تالله لَقَدْ أَرْسَلْنَا إلى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ} كما أرسلناك إلى هذه الأُمة {فَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان أَعْمَالَهُمْ} إلخ.بيثة التي كانوا عليها مقيمين {فَهُوَ وَلِيُّهُمُ اليوم} ناصرهم ومعينهم وقرينهم ومتولي أمورهم {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} في الآخرة.
{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكتاب إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الذي اختلفوا فِيهِ} من الدين والأحكام {وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} عطف الهدى والرحمة على موضع قوله: {لتبين} لأن محله نصب ومجاز الكلام: وما أنزلنا عليك الكتاب إلاّ بيانا للناس وهدى ورحمة.
{والله أَنْزَلَ مِنَ السماء مَاء} يعني المطر {فَأَحْيَا بِهِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَآ} جدوبها ودروسها {إِنَّ فِي ذلك لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} بسمع القلوب ولا بسمع الآذان.
{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأنعام لَعِبْرَةً} لعظة {نُّسْقِيكُمْ}.
قرأ أهل المدينة وابن عامر ونافع وعاصم بفتح النون.
وقرأ الباقون بضمه، واختاره أبو عبيد قال: لأنه شراب دائم.
وحكى عن الكسائي أن العرب تقول: أسقيته نهرًا وأسقيته لبنًا إذا جعلت له سقيًا دائمًا، فإذا أراد أنهم أعطوه شربة قالوا: سقيناه.
قال غيره: هما لغتان يدل عليه قول لبيد في صفة السقاية:
سقى قومي بني مجد وأسقى ** نميرًا والقبائل من هلال

فجمع بين اللغتين.
{مِّمَّا فِي بُطُونِهِ} ولم يقل بطونها والأنعام جميع، قال المبرد: كناية إلى النعم والنعم والأنعام واحد ولفظ النعم، واستشهد لذلك برجز بعض الأعراب.
إذا رأيت أنجما من الأسد ** جبهته أو الخراة والكند

بال سهيل في الفضيح ففسد ** وطاب ألبان اللقاح فبرد

ولم يقل فبردت لانه رد إلى اللبن أو الخراة.
قال أبو عبيدة والأخفش: النعم يذّكر ويؤنث فمن أنّث فلمعنى الجمع، ومن ذكر فلحكم اللفظ، ولأنه لا واحد له من لفظه.
وقال الشاعر يذكره:
أكل عام نِعَم تحوونه ** يلقحه قوم وتنتجونه

إن له نخيل فلا يحمونه.
وقال الكسائي: ردَّ الكناية إلى المراد في بطون ماذكر.
وقال بعضهم: أراد بطون هذا الشيء، كقول الله: {فَلَماَّ رَءَا الشمس بَازِغَةً قَالَ هذا رَبِّي} [الأنعام: 78]، وقوله: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ} [النمل: 35]. الآية {فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ} [النمل: 36]، ولم يقل: جاءت.
وقال: الصلتان العبدي.
إن السماحة والمرؤة ضمّنا ** قبرًا بمرو على الطريق الواضح

وقال الآخر:
وعفراء أدنى الناس مني مودة ** وعفراء عني المعرض المتواني

وقال الآخر:
إذا الناس ناس والبلاد بغبطة ** وإذ أُم عمّار صديق مساعف

كل ذلك على معنى هذا الشخص وهذا الشيء.
وقال المؤرج: الكناية مردودة إلى البعض والجزء، كأنه قال: نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونه اللبن، إذ ليس لكلّها لبن وإنما يسقى من ذوات اللبن، فاللبن فيه مضمر.
{مِن بَيْنِ فَرْثٍ} وهو ما في الكرش فإذا أُخرج منه لا يسمى فرثًا {وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا} خلص من الفرث والدم ولم يختلط بهما {سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ} جاهزًا هنيئًا يجرى في الحلق ولا يغص شاربه، وقيل: إنه لم يغص أحد باللبن قط.
قال ابن عبّاس: إذا أكلت الدابة العلف واستقرّ في كرشها لحينه، وكان أسفله فرث وأوسطه لبن وأعلاه دم الكبد فما كان على هذه الأصناف الثلاثة يقسم فيجري الدم في العروق، ويجري اللبن في الضرع، ويبقى الفرث كما هو.
{وَمِن ثَمَرَاتِ النخيل والأعناب} يعني ذلكم أيضًا عبرة فيما نسقيكم ونرزقكم من ثمرات النخيل والأعناب {تَتَّخِذُونَ مِنْهُ} الكناية في قوله: {مِنْهُ} عائدة إلى المذكورين.
{سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا}.
قال قوم: السكر: الخمر، والرزق الحسن: الخل والعنب والتمر والزبيب، قالوا: وهذا قول تحريم الخمر، وإلى هذا القول ذهب ابن مسعود وابن عمرو وسعيد بن جبير وأيوب وإبراهيم والحسن ومجاهد وعبد الرحمن بن أبي ليلى والكلبي، وهي رواية عمرو بن سفيان البصري عن ابن عبّاس قال: السكر: ماحرم من ثمرتها، والرزق الحسن: ما حل من ثمرتهما.
أما السكر فخمور هذه الأعاجم، وأما الرزق الحسن فما تنتبذون وما تخلّلون وما تأكلون.
قال: ونزلت هذه الآية ولم يحرم الخمر يومئذ، وإنما نزل تحريمها بعد ذلك في سورة المائدة.
وقال الشعبي: السكر: ما شربت، والرزق الحسن: ما أكلت.
وروى العوفي عن ابن عبّاس: أن الحبشة يسمّون الخل السكر.
وقال بعضهم: السكر: النبيذ المسكر وهو نقيع التمر والزبيب إذا اشتد، والمطبوخ من العصير وهو قول الضحاك والشعبي برواية مجالد وأبي روق وقول النخعي ورواية الوالبي عن ابن عبّاس، وقيل: هو نبيذ التمر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الخمر ما اتخذ من العنب، والسكر من التمر، والبتع من العسل، والمزر من الذرة والبيرا من الحنطة، وأنا أنهاكم عن كل مسكر».
وقال أبو عبيدة: السكر: الطعم، يقال: هذا سكر لك، أي طُعم لك.
وأنشد:
جعلت عيب الأكرمين سكرًا

{إِنَّ فِي ذلك لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وأوحى رَبُّكَ إلى النحل} أي ألقى على مسامعها أو قذف في أنفسها ففهمته، والنحل: زنابير العسل، واحدها نحلة.
{أَنِ اتخذي مِنَ الجبال بُيُوتًا وَمِنَ الشجر وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} يبنون، وقال ابن زيد: هو الكرم.
{ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثمرات} ليس معنى الكل العموم وهو كقوله: {وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ} [النمل: 23]، وقوله: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} [الأحقاف: 25].
{فاسلكي سُبُلَ رَبِّكِ} فأدخلي طرق ربك {ذُلُلًا}.
قال بعضهم: الذلل يعني الطرق، ويقول هي مذللة للنحل.
قال مجاهد: لا يتوعر عليها مكان سلكته.
قال آخرون: الذلل نعت النحل.
قال قتادة وغيره: يعني مطيعة منقادة.
{يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} أبيض وأحمر وأصفر {فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ}.
يروى أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي يشتكي بطنه، فقال: «اسقه عسلًا» فذهب ثمّ رجع فقال: سقيته فلم يغن عنه شيئًا. فقال عليه الصلاة والسلام: «إذهب واسقه عسلًا فقد صدق الله وكذب بطن أخيك» فسقاه فكأنما نشط من عقال، رواه عطية عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري.
وقال مجاهد: {فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ} أي في القرآن، والقول الأوّل أولى بالصواب وأليق بظاهر الكتاب.
روى وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: العسل شفاء من كل داء، والقرآن شفاء مافي الصدور.
الأعمش عن خيثم عن الأسود قال: قال عبد الله: عليكم بالشفائين: العسل والقرآن.
{إِنَّ فِي ذلك} أي فيما ذكرنا {لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} فيعتبرون {والله خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ} صبيانًا وشبابًا وكهولًا {وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ العمر} أي أردؤه، يقال منه: ذل الرجل وفسل، يرذل رذالة ورذولة ورذلته أنا.
قال ابن عبّاس: يعني إلى أسفل العمر.
مقاتل: وابن زيد: يعني الهرم.
قتادة: أرذل العمر سبعون سنة.
وروى الأصبغ بن نباتة عن علي {رضي الله عنه} قال: أرذل العمر خمس وسبعون سنة.
{لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا} أي لا يعقل من بعد عقله الأوّل شيئًا.
{إِنَّ الله عَلِيمٌ قَدِيرٌ} نظيرها في سورة الحج.
{والله فَضَّلَ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ فِي الرزق فَمَا الذين فُضِّلُواْ} في الرزق {بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ على مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} من العبيد حتّى يستووا هم وعبيدهم في ذلك، يقول الله جل ثناؤه: فهم لا يرضون أن يكونوا هم ومماليكهم فيما رزقناهم سواء وقد جعلوا عبيدي شركائي في ملكي وسلطاني. يلزم بهذا المثل الحجة على المشركين، وهذا مثل ضربه الله عزّوجل، فما منكم من يشرك مملوكه في زوجته وقرابته وماله أفتعدلون بالله خلقه وعباده، فإن لم ترض لنفسك هذا فالله أحق أن ينزه من ذلك ولا تعدل به أحدا من عباده وخلقه.