فصل: التفسير المأُثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقيل: هو الشرك وأما {البغى} فقيل: هو الكبر، وقيل: الظلم.
وقيل: الحقد، وقيل: التعدّي، وحقيقته تجاوز الحدّ فيشمل هذه المذكورة، ويندرج بجميع أقسامه تحت المنكر.
وإنما خصّ بالذكر اهتمامًا به لشدّة ضرره ووبال عاقبته.
وهو من الذنوب التي ترجع على فاعلها لقوله سبحانه: {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ على أَنفُسِكُمْ} [يونس: 23]، وهذه الآية هي من الآيات الدالة على وجوب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
ثم ختم سبحانه هذه الآية بقوله: {يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} أي: يعظكم بما ذكره في هذه الآية مما أمركم به ونهاكم عنه.
فإنها كافية في باب الوعظ والتذكير، {لعلكم تذكرون} إرادة أن تتذكروا ما ينبغي تذكره، فتتعظوا بما وعظكم الله به.
وقد أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلّ أُمَّةٍ شَهِيدًا} قال: شهيدها نبيّها على أنه قد بلغ رسالات ربه، قال الله: {وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا على هَؤُلاء} قال: ذكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية، فاضت عيناه.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ القول} قال: حدّثوهم.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {وَأَلْقَوْاْ إلى الله يَوْمَئِذٍ السلم} قال: استسلموا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة نحوه.
وأخرج عبد الرزاق، والفريابي، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وهناد بن السرّي، وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، والحاكم وصححه، والبيهقي في البعث والنشور، عن ابن مسعود في قوله: {زدناهم عَذَابًا فَوْقَ العذاب} قال: زيدوا عقارب لها أنياب كالنخل الطوال.
وأخرج ابن مردويه والخطيب عن البراء: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله تعالى: {زدناهم عَذَابًا فَوْقَ العذاب}، فقال: «عقارب أمثال النخل الطوال ينهشونهم في جهنم».
وأخرج أبو يعلى، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {زدناهم عَذَابًا فَوْقَ العذاب} أنهار من نار صبها الله عليهم يعذبون ببعضها بالليل، وببعضها بالنهار، وقد روى ابن مردويه من حديث جابر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «الزيادة خمسة أنهار تجري من تحت العرش على رءوس أهل النار، ثلاثة أنهار على مقدار الليل، ونهران على مقدار النهار فذلك قوله: {زدناهم عَذَابًا فَوْقَ العذاب}».
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود، قال: إن الله أنزل في هذا الكتاب تبيانًا لكل شيء، ولكن علمنا يقصر عما بين لنا في القرآن، ثم قرأ: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكتاب تِبْيَانًا لّكُلّ شَىْء}.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن الضريس في فضائل القرآن، ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة، والطبراني، والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود، قال: من أراد العلم، فليثور القرآن، فإن فيه علم الأوّلين والآخرين.
وأخرج أحمد عن عثمان بن أبي العاص، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا، إذ شخص بصره فقال: «أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من السورة: {إِنَّ الله يَأْمُرُ بالعدل والإحسان} الآية» وفي إسناده شهر بن حوشب.
وقال ابن كثير في تفسيره: إسناده لا بأس به.
وقد أخرجه مطوّلًا أحمد، والبخاري في الأدب، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه من حديث ابن عباس.
وحسن ابن كثير إسناده.
وأخرج الماوردي، وابن السكن، وابن منده، وأبو نعيم في معرفة الصحابة عن عبد الملك بن عمير، أن هذه الآية لما بلغت أكثم بن صيفي، حكيم العرب قال: إني أراه يأمر بمكارم الأخلاق، وينهى عن ملائمها، ثم قال لقومه: كونوا في هذا الأمر رؤوسًا، ولا تكونوا فيه أذنابًا، وكونوا فيه أوّلًا ولا تكونوا فيه آخرًا.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {إِنَّ الله يَأْمُرُ بالعدل} قال: شهادة أن لا إله إلاّ الله.
{والإحسان} أداء الفرائض {وَإِيتَاء ذِى القربى} قال: إعطاء ذوي الأرحام الحق الذي أوجبه الله عليك بسبب القرابة والرحم.
{وينهى عَنِ الفحشاء} قال: الزنا {والمنكر} قال: الشرك {والبغى} قال: الكبر والظلم {يَعِظُكُمُ} قال: يوصيكم {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
وأخرج سعيد بن منصور، والبخاري في الأدب، ومحمد بن نصر في الصلاة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب قال: أعظم آية في كتاب الله {الله لاَ إله إِلاَّ هُوَ الحى القيوم} [البقرة: 255].
وأجمع آية في كتاب الله للخير والشر الآية التي في النحل {إِنَّ الله يَأْمُرُ بالعدل والإحسان}.
وأكثر آية في كتاب الله تفويضًا {وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2- 3].
وأشدّ آية في كتاب الله رجاء: {ياعبادى الذين أَسْرَفُواْ على أَنفُسِهِمْ} [الزمر: 53]. الآية.
وأخرج البيهقي في الشعب عن الحسن أنه قرأ هذه الآية: {إِنَّ الله يَأْمُرُ بالعدل والإحسان} إلى آخرها، ثم قال: إن الله عزّ وجلّ جمع لكم الخير كله، والشرّ كله، في آية واحدة، فوالله ما ترك العدل والإحسان من طاعة الله شيئًا إلاّ جمعه، ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئًا إلاّ جمعه.
وأخرج البخاري في تاريخه من طريق الكلبي عن أبيه قال: مرّ عليّ بن أبي طالب بقوم يتحدثون، فقال: فيم أنتم؟ قالوا: نتذاكر المروءة.
فقال: أوما كفاكم الله عزّ وجلّ ذلك في كتابه، إذ يقول: {إِنَّ الله يَأْمُرُ بالعدل والإحسان} فالعدل: الإنصاف، والإحسان: التفضل، فما بقي بعد هذا!. اهـ.

.التفسير المأُثور:

قال السيوطي:
{وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84)}.
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ويوم نبعث من كل شهيدًا} قال: شهيدها نبيها على أنه قد بلغ رسالات ربه. قال الله: {وجئنا بك شهيدًا على هؤلاء} قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية، فاضت عيناه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن العالية في قوله: {وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون} قال: هذا، كقوله: {هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون}.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فألقوا إليهم القول} قال: حدثوهم.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله: {وألقوا إلى الله يومئذ السلم} قال: استسلموا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وألقوا إلى الله يومئذ السلم} يقول: ذلوا واستسلموا يومئذ.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد بن السري وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور، عن ابن مسعود في قوله: {زدناهم عذابًا فوق العذاب} قال: زيدوا عقارب لها أنياب كالنخل الطوال.
وأخرج ابن مردويه والخطيب في تالي التلخيص، عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله: {زدناهم عذابًا فوق العذاب} قال: «عقارب أمثال النخل الطوال ينهشونهم في جهنم».
وأخرج هناد عن ابن مسعود قال: أفاعي في النار.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية: إن أهل النار إذا جزعوا من حرها استغاثوا بضحضاح في النار، فإذا أتوه تلقاهم عقارب كأنهن البغال الدهم، وأفاع كأنهن البخاتي فضربنهم، فذلك الزيادة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن عبيد بن عمير قال: إن في جهنم لجبابا فيها حيات أمثال البخت وعقارب أمثال البغال، يستغيث أهل النار من تلك الجباب إلى الساحل، فتثب إليهم فتأخذ جباههم وشفارهم فكشطت لحومهم إلى أقدامهم فسيتغيثون منها إلى النار، فتتبعهم حتى تجد حرها فترجع وهي في أسراب.
وأخرج ابن أبي شيبة وهناد عن مجاهد مثله.
وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن عمرو قال: إن لجهنم سواحل فيها حيات وعقارب، أعناقها كأعناق البخت.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الأعمش، عن مالك بن الحارث قال: إذا طرح الرجل في النار هوى فيها، فإذا انتهى إلى بعض أبوابها قيل: مكانك حتى تتحف، فيسقى كأسًا من سم الأساود والعقارب، فيتميز الجلد على حدة والشعر على حدة والعصب على حدة والعروق على حدة.
وأخرج أبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {زدناهم عذابًا فوق العذاب} قال: خمسة أنهار من نار صبها الله عليهم، يعذبون ببعضها بالليل وببعضها بالنهار.
وأخرج ابن مردويه عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الزيادة خمسة أنهار تجري من تحت العرش على رؤوس أهل النار، ثلاثة أنهار على مقدار الليل ونهران على مقدار النهار، فذلك قوله: {زدناهم عذابًا فوق العذاب بما كانوا يفسدون}».
وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال: قال ابن عباس: أتدري ما سعة جهنم؟ قلت: لا. قال: إن ما بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفًا، تجري أودية القيح والدم. قلت له: الأنهار؟ قال: لا بل الأودية.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن مسعود قال: إن الله أنزل في هذا الكتاب تبيانًا لكل شيء، ولقد عملنا بعضًا مما بين لنا في القرآن. ثم تلا {ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شيء}.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن الضريس في فضائل القرآن ومحمد بن نصر في كتاب الله والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن مسعود قال: من أراد العلم فليتنوّر القرآن، فإنه فيه علم الأوّلين والآخرين.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: لا تهذوا القرآن كهذا الشعر، ولا تنثروه نثر الدقل، وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: إن هذا القرآن مأدبة الله، فمن دخل فيه فهو آمن.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: إن هذه القلوب أوعية، فأشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد في قوله: {تبيانًا لكل شيء} قال: مما أمروا به ونهوا عنه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي رضي الله عنه في قوله: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شيء} قال: بالسنة.
وأخرج أحمد عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا إذ شخص بصره فقال: «أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من السورة» {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}. إلى قوله: {تذكرون}.
وأخرج أحمد والبخاري في الأدب، وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء بيته جالسًا، إذ مر به عثمان بن مظعون رضي الله عنه، فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينما هو يحدثه إذ شخص بصره إلى السماء، فنظر ساعة إلى السماء فأخذ يضع بصره حتى وضعه على يمينه في الأرض، فتحرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جليسه عثمان إلى حيث وضع رأسه فأخذ ينفض رأسه كأنه يستفقه ما يقال له، فلما قضى حاجته شخص بصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء كما شخص أول مرة، فاتبعه بصره حتى توارى في السماء فأقبل إلى عثمان كجلسته الأولى، فسأله عثمان رضي الله عنه فقال: أتاني جبريل آنفًا. قال: فما قال لك؟ قال: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} إلى قوله: {تذكرون} قال عثمان:- رضي الله عنه- فذلك حين استقر الإيمان في قلبي وأحببت محمدًا صلى الله عليه وسلم.
وأخرج الباوردي وابن السكن وابن منده وأبو نعيم في معرفة الصحابة، عن عبد الملك بن عمير رضي الله عنه قال: بلغ أكتم بن صيفي مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأراد أن يأتيه. فأتى قومه فانتدب رجلين فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: نحن رسل أكتم، يسألك من أنت وما جئت به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا محمد بن عبد الله، عبد الله ورسوله» ثم تلا عليهما هذه الآية {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} إلى {تذكرون} قالا: ردد علينا هذا القول. فردده عليهما حتى حفظاه، فأتيا أكتم فأخبراه. فلما سمع الآية قال: إني أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رؤوساء، ولا تكونوا فيه أذنابًا، ورواه الأموي في مغازيه وزاد، فركب متوجهًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمات في الطريق: قال: ويقال نزلت فيه هذه الآية {ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت} [النساء: 100]. الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إن الله يأمر بالعدل} قال: شهادة أن لا إله إلا الله، {والإحسان} قال: أداء الفرائض، {وإيتاء ذي القربى} قال: إعطاء ذوي الرحم الحق الذي أوجبه الله عليك بسبب القرابة والرحم {وينهى عن الفحشاء} قال: الزنا {والمنكر}، قال: الشرك {والبغي} قال: الكبر والظلم: {يعظكم} يوصيكم {لعلكم تذكرون}.
وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الأدب، ومحمد بن نصر في الصلاة، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه في شعب الإيمان، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أعظم آية في كتاب الله تعالى: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [آل عمران: 2]، وأجمع آية في كتاب الله للخير والشر- الآية التي في النحل- {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} وأكثر آية في كتاب الله تفويضًا {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب} [الطلاق: 2-3]، وأشد آية في كتاب الله رجاء {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} [الزمر: 53]. الآية.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} إلى آخرها ثم قال: إن الله عز وجل جمع لكم الخير كله، والشر كله في آية واحدة، فوالله ما ترك العدل والإحسان من طاعة الله شيئا إلا جمعه، ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئًا إلا جمعه.
وأخرج ابن النجار في تاريخه من طريق العكلي، عن أبيه قال: مر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوم يتحدثون فقال: فيم أنتم؟! فقالوا: نتذاكر المروءة، فقال: أو ما كفاكم الله عز وجل ذاك في كتابه؟! إذ يقول الله: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} فالعدل، الانصاف، والاحسان، التفضل، فما بقي بعد هذا؟.