فصل: قال الأخفش:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{والشجرة الملعونة} [60]. أي: وما جعلنا الشجرة الملعونة/في القرآن إلا فتنة، وذلك أن أبا جهل قال لابن الزبعري: ما الزقوم؟ فقال: الزبد والتمر بلغة البربر، فقال: زقمينا يا جارية، فأتت بهما، فقال: تزقموا، فهذا ما يخوفكم به محمد، وقيل: الشجرة الملعونة: بنو أمية، فإنهم الذين بدلوا الأحكام، وبغوا على أهل البيت، ولم يستعملوا البقيا في سفك الدماء.
والرؤيا ما رآها النبي عليه السلام من نزوهم على منبره. {لأحتنكن ذريته} [62]. لأستولين عليهم، وأستأصلنهم، كما يحتنكن الجراد الزرع، وقيل: لأقودنهم إلى الغواية، كما تقاد الدابة بحنكها إذا شد فيه حبل. {واستفزز} [64].
استخف، وقيل: استزل. {بصوتك} [64]. بدعائك إلى المعاصي، وقيل: إنه الغناء بالأوتار والمزامير. {وأجلب عليهم} أجمع عليهم. {بخيلك ورجلك} بكل راكب وماش في الضلالة.
{وشاركهم في الأموال والأولاد} [64]. أي: إذا ولدوهم بالزنا، وقيل: إذا عودوهم الضلالة والبطالة. {ضل من تدعون إلا إياه} [67]. أي: بطل. كقوله: {أضل أعمالهم}، وقيل: معناه غاب، كقوله: {أءذا ضللنا في الأرض}. الحاصب: الحجارة الصغار، وهي الحصاب، والحصباء أيضًا.
وقيل: الحاصب: الريح التي ترمي بالحاصب، كما سمي الجمار بالمحصب لمكان [رمي الحصباء بها، ولذلك قال الهذلي:
فيا رب حيرى جمادية ** تنزل فيها ندى ساكب

ملكت سراها إلى صحبها ** بشعث كأنهم حاصب

والقاصف: الريح التي تقصف الشجر، والتبيع: المنتصر الثائر.
{يوم ندعوا كل أنس بإمامهم} [71]. قيل: بدينهم، وقيل: بأعمالهم، وقيل: بقادتهم/ورؤسائهم. فيقال للضالين: يا أتباع الشيطان. {ومن كان في هذه أعمى} [72]. أي: عن الطاعة والهدى. {فهو في الآخرة أعمى} أي: عن الثواب، وعن طريق الجنة، وقيل: إن من عمي عن هذه العبر المذكورة قبل هذه الآية، فهو عما غاب عنه من أمر الآخرة أعمى. {وإن كادوا ليفتنونك} [73]. هموا أن يصرفوك. في وفد ثقيف، حين أرادوا الإسلام على أن يمتعوا باللات سنة، ويكسر سائر أصنامهم.
{ضعف الحياة} [75]. أي: ضعف عذاب الحياة، أي: مثليه، لعظم ذنبك على شرف منزلتك، وقيل: إن الضعف هو العذاب نفسه، فكما سمي عذابًا لاستمراره في الأوقات-كالعذاب الذي يستمر في الحلق- سمي ضعفًا، لتضاعف الألم فيه. {وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها} [76]. في اليهود، قالوا: إن أرض الشام أرض الأنبياء، وفيها الحشر {خلفك إلا قليلًا}: بعدك و{خلافك}: بمعناه، كقوله: {بمقعدهم خلاف رسول الله}: أي خلفه. قال بعض بني عقيل:
ولما حدا الحادي وزمت جمالهم ** وراحوا يغذون القطيعة إغذاذا

تيقنت أني سوف آوي خلافهم ** إلى كبد يغدوا على البين أفلاذا

دلوك الشمس: غروبها، وصلاة المغرب، قال ذو الرمة:
مصابيح ليست باللواتي يقودها ** نجوم ولا بالآفلات الدوالك

وقيل: دلوكها: زوالها، وهذا التفسير يجمع الصلوات الخمس، لأنه مد من الزوال إلى الغسق. {وقرآن الفجر} ونصب {وقرآن الفجر} على الإغراء، والتحريض، وإنما سمى صلاة الفجر قرآنًا، لتأكيد القراءة فيها. {إن قرآن الفجر كان مشهودًا} [78]. تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار.
{فتهجد} [79]. التهجد من باب السلب، وقد مر نظائره {نافلة} خاصة لك {أدخلني مدخل صدق} [80]. أي: المدينة عند الهجرة {وأخرجني مخرج صدق} من مكة، وقيل: إن المراد به القبور.
ومعنى الصدق: الاستقامة وصلاح العاقبة. {وزهق الباطل} [81]. ذهب وهلك. {ونئا بجانبه} [83]. بعد بنفسه، كقوله: {فتولى بركنه}. {شاكلته} [84]. عادته وخليقته، من قولهم: هو على شكله {قل الروح من أمر ربي} [85]. أي: من خلق ربي، لأنهم سألوه عنه أقديم أم محدث.
وقيل: معناه من علم ربي، وإنما لم يجبهم عن الروح، لأن طريق معرفته العقل لا السمع [فلا يجري الكلام فيه على سمت كلام النبوة، كما هو في كتب الفلاسفة، ولئلا يصير الجواب طريقًا إلى سؤالهم عن كل ما لا يعينهم {كسفًا} [92]. قطعًا جمع كسفة.
قال أبو زيد: كسفت الثوب، أكسفه كسفًا: إذا قطعته، وذلك المقطوع كسف، ونصب {كسفًا} على الحال. قال الشيخ عبد الحميد-رحمه الله-: من قرأ {كسفًا} على الواحد، كان المعنى: ذات قطع على جهة التطبيق، ومن قرأ {كسفًا}، كان المعنى: ذات قطع على جهة التفريق. {قبيلًا} [92]. أي: مقابلة نعاينهم، وقال القتبي: قبيلًا: كفيلًا، والقبالة: الكفالة.
وقال ابن بحر: قبيلًا: جميعًا، من: قبائل العرب، وقبائل الرأس-وهي الشؤون- لاجتماع بعض منها إلى بعض. الزخرف: الذهب، وقيل: نقوش الذهب وتحاسينه. {مثبورًا} [102]. مهلكًا، والثبور: الهلاك، وقال المأمون يومًا لرجل: يا مثبور، ثم حدث عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن ميمون بن مهران/عن ابن عباس: أن المثبور ناقص العقل.
{لفيفًا} [104]. جميعًا، من جهات مختلفة، وتوحيده على معنى المصدر. تمت سورة الإسراء، اهـ.

.قال الأخفش:

سورة الإسراء:
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَا الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}
قال {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى} لأنك تقول أَسْرَيْتُ وسَرَيْتُ.
وقال {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} فهو فيما ذكروا- والله أعلم- قُلْ يا مُحَمَّد سُبحانَ الذي أسْرى بِعَبْدِهِ وقل: إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير.
{فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا}
وقال {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا} لأن الأُوْلى مثل الكُبْرى يتكلم بها بالألف واللام ولا يقال هذهِ أُوْلى، والاضافة تعاقب الألف واللام. فلذلك قال {أُولاهُما} كما تقول هذهِ كُبْراهُمٌا وكُبْراهُنَّ وكُبْرَاهُمْ عِنْدَه.
{وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَآءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولًا} وقال {دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ} فنصب الدعاءَ على الفعل كما تقول: إِنَّكَ مُنْطَلِقٌ انْطِلاقًا.
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}
وقال {فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ} قد قرئت {أُفِّ} و{أُفًّا} لغة جعلوها مثل {تَعْسًا} وَقرأ بعضهم {أُفَّ} وذلك ان بعض العرب يقول: أُفَّ لَكَ على الحكاية: أي لا تَقُلْ لهما هذا القول، والرفعُ قبيح لأنَّه لم يجئ بعده باللام، والذين قالوا {أُفِّ} فسكروا كثير وهو أجود، وكسر بعضهم ونّون، وقال بعضهم {أُفِّي} كأنه أضاف هذا القول إلى نفسه فقال: أُفّي هذا لكما والمكسور هنا منون، وغير منون على أنه اسم متمكن نحو أَمْسِ وما أشبهه، والمفتوح بغير نون كذلك.
وقال {وَلاَ تَنْهَرْهُمَا} لأنه يقول: نَهَرَه يَنْهَرَه واِنْتَهَرُه يَنْتَهِرُهُ.
{وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا}
وقال {إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا} من خَطِىء [145 ب يَخْطَأُ تفسيره: أَذْنَبَ وليس في معنى أَخْطَأَ لأَنْ ما أخْطَأَْتَ فيه: ما صنعته خَطَأً، وما خَطِئْتَ فيه: ما صنعته عمدا وهو الذنب، وقد يقول ناس من العرب: خَطِئْتُ في معنى أَخْطَأْتُ، وقال امرؤ القيس من الرجز وهو الشاهد التاسع والثلاثون بعد المئتين:
يا لَهْفَ نَفْسي إِذْ خَطِئْنَ كَاهِلا

القاتِلِينَ المَلِكَ الحُلاحِلا

تَالله لا يذهبُ شَيْخِي باطِلا

وقال آخر: من الكامل وهو الشاهد الأربعون بعد المئتين:
والناسُ يَلْحُونَ الأَمِيرَ إِذاَ هُمُ ** خَطِئُوا الصَّوابَ وَلاَ يُلامُ المُرْشَدُ

{وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذلك خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}
وقال {وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ} {والقُسْطاس} مثل القِرْطَاس والقُرْطاس والفِسْطاط والفُسْطاط.
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولائِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا} وقال: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولائِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا} قال {أُولائِكَ}. هذا واشباهه مذكّرًا كان أَوْ مؤنَّثًا تقول فيه أُولَئِكَ قال الشاعر: من الكامل وهو الشاهد الحادي والسبعون:
ذُمِّي المنازِلَ بَعْدَ مَنْزِلَةِ اللِّوىَ ** وَالْعَيْشَ بَعْدَ أُولئِكِ الأَيامِ

وهذا كثير.
{وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا}
وقل {مَرَحًا} و{مَرِحا} والمكسورة احسَنُهما لأنَّكَ لو قلت: تَمِشي مَرِحا كان أحسن من تَمْشى مَرَحا ونقرؤها مفتوحة.
{سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا}.
وقال {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا} فقال {عُلُوًّا} ولم يقل تَعالِيًا كما قال {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} قال الشاعر: من الكامل وهو الشاهد الحادي والأربعون بعد المئتين:
أَنْتَ الفِداءُ لِكَعْبَةٍ هَدَّمْتَها ** وَنَقَرْتَها بِيَدَيْكَ كُلَّ مُنَقَّر

مَنَعَ الحَمامَ مَقِيلَهُ من سَقْفِها ** ومِنَ الحَطِيمِ فَطَارَ كُلَّ مُطَيَّرِ

وقال الآخر: من الرجز وهو الشاهد الثاني والأربعون بعد المئتين:
يَجْرِي عَلَيْها أَيَّما إِجْراءِ

وقال الآخر: من الوافر وهو الشاهد الثالث والأربعون بعد المئتين:
وَخَيْرُ الأمْرِ ما اسْتَقْبَلْتَ مِنْهُ ** وَلَيْسَ بِأَنْ تَتَبَّعَه اتِّباعَا

{وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا}
وقال {حِجَابًا مَّسْتُورًا} لأن الفاعل قد يكون في لفظ المفعول [146]. كما تقول: إِنَّكَ مَشْؤومْ عَلَيْنا ومَيْمُون وإِنَّما هو شائِم ويامِن لأنه من شَأَمَهُم ويَمَنَهم والحِجابُ ها هنا هو الساتر، وقال {مَسْتُورا}.
{نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلًا مَّسْحُورًا}
وقال {وَإِذْ هُمْ نَجْوَى} وإِنما النَّجْوَى فِعْلُهُمْ كما تقول: هُمْ قَوْمٌ رِضىً وانما الرِّضَى فِعْلُهم.
{وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا}
وقال {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فجعله جوابا للأمر.
{وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا}
وقال {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا} يقول بِهَا كانَ ظُلْمُهُم والمُبْصِرَةُ: البَيِّنَةُ كما تقول: المُوضِحَة والمُبَيِّنَةُ.
{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا}
وقال {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم} [146 ب فقوله: {وَأَجْلِبْ} من أَجْلَبْتَ وهو في معنى جَلَبَ والموصولة من جَلَبَ يَجْلُبُ.
{سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا}
وقال {سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ} أي: سَنَنّاها سُنَّةَ. كما قال {رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ}.
{أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ الْلَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [وقال {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} أي: وَعَلَيْكَ قرآن الفَجْر.
{وَمِنَ الْلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}
وقال {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ} و{عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ} فيقال عَسَى من الله واجبه والمعنى أنَّكَ لو علمت من رجل أنه لا يدع شيئا هو أحسن من شيء يأتيه فقال لك عسى أنْ أُكَافِئَكَ استنبت بعلمك به أنه سيفعل الذي يجب اذ كان لايدع شيئا هو أحسن من شيء يأتيه.
{وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى الإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا}
وقال {يَئُوسًا} لأَنَّه مِنْ يَئِس.
{قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرحمن أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَآءَ الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذلك سَبِيلًا}
وقال {أَيًّا مَّا تَدْعُواْ} كأنه قال أَيَّا تَدْعُوا.
وقال {أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَآءَ الْحُسْنَى} يقول: أيَّ: الدُّعائَيْنِ تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْماءُ الحُسْنى. اهـ.