فصل: مطلب الشمس والقمر والفصول الأربعة والليل والنهار وساعاتهما:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



جاء في الإنجيل ما يقارب هذا، وان الملك اسمه هيدوريا، إلا أنه جاء فيه أن أة ظعينة، راجع الاصحاح 14 من إنجيل متى، وكذلك بقية الأناجيل الثلاثة حنا ومرقس ولوقا تؤيد بأنها ظعينة، أما القرآن العظيم فلم يتعرض لهذا البحث.
قال تعالى: {عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ} بعد هذه المرة الثانية إن تبتم وأنبتم، وتمسكتم بكتابكم وأوامر نبيكم، فيردّ عليكم الدولة ويمددكم بأموال وبنين كما فعل {وَإِنْ عُدْتُمْ} يا بني إسرائيل إلى المعاصي كأسلافكم {عُدْنا} إلى تجديد بكم بأكثر من ذي قبل، وقد عادوا قاتلهم اللّه بعد قتل يحيى والتصدي لقتل؟؟؟ عليهما السلام، فطغوا وبغوا، فسلط عليهم المؤمنين قوم محمد صلّى اللّه عليه وسلم واقتحموا هم وفتحوها عنوة وأرغموهم على الجلاء منها، وأذلّوهم وأجبروهم على أداء الجزية أن قتلوا منهم ما قتلوا، وشتتوا بالبلاد، وحرمهم اللّه نعمة الملك والنبوة،؟؟؟ طع رجاءهم منها، وسيدوم الصغار عليهم إن شاء اللّه إلى خروج مسيحهم الدجال؟؟؟ كون على يدي جيش عيسى بن مريم عليه السلام وان ما يتفوهون به من؟؟؟ ور ومساعدة الإنكليز لهم على تنفيذه لا يتيسر لهم إن شاء اللّه كما يريدون تعاون المسلمون ووحدوا كلمتهم، أما إذا تفرقوا فلابد أن يسلطه اللّه عليهم؟؟؟ الجماعة رحمة والفرقة عذاب ومهما تيقن اليهود تحقيق حلمهم فإنهم سيبقون؟؟؟ ذل من يساعدهم على انجاز ذلك الوعد لا أنجزه اللّه لهم، ومهما كان فإنه لا يدوم وسيوقع اللّه بهم ما أوقعه بأسلافهم لأنهم عنصر شر ويأبى اللّه للشر أن يدوم، ومعول ظلم ويأبي كرم اللّه إقراره، راجع الآية 167 من سورة الأعراف المارة، {وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيرًا} سجنا يوم القيامة، وقد نطقت به العرب قال لبيد:
ومقامة غلب الرقاب كأنهم ** جن على باب الحصير قيام

والمقامة الجماعة، قال:
وفيهم مقامات حسان وجوههم ** كأنّما النور منها ثمّ ينبثق

وغلب في البيت الأول معناه غلظ، والمراد أن عذابهم هذا بالقتل والي والذل والقهر والحقارة والصغار ما داموا على ما هم عليه في الدنيا وفي الآخرة، فإن موعدهم جهنم لا مخلص لهم منها أبدا، قال تعالى: {إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ} المنزل عليك يا سيد الرسل {يَهْدِي لِلَّتِي} الطريقة هِيَ {أَقْوَمُ} أعدل وأصوب من الطرق الأولى قبلها: {وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ} في هذه الدنيا {أَنَّ لَهُمْ} عند اللّه في الآخرة {أَجْرًا كَبِيرًا} 9 جزاء أعمالهم الكريمة، وهذا الأجر هو الجنة ونعيمها ولا أكبر منه أبدا {وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} في حياتهم الدنيا وينكرون وجودها ويكذبون من أخبرهم بها {أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابًا أَلِيمًا} 10 في الآخرة هو جهنم التي لا آلم من عذابها،
قال تعالى: {وَيَدْعُ الْإِنْسانُ} جنسه وأسند إليه حال بعض أفراده أو حكى عنه حاله في بعض أحيانه، وحذفت واو يدع لفظا دون جازم لأنها تحذف في الوصل لاجتماع الساكنين وتحذف بالوقف وهي مرادة معنى حملا للوقوف على الوصل، أي أن بعض أفراد الإنسان حال غضبه يدعو على نفسه {بِالشَّرِّ} وقد يتعدى بدعائه على ماله وولده وقومه بالهلاك واللعن {دُعاءَهُ} مثل دعاءه {بِالْخَيْرِ} لنفسه وولده وماله وعشيرته عند الرضاء بطلب البقاء لهم وطول البركة فيهم، وهذا ناشىء من عدم تأنيه وتؤدته {وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا} 11 يتسرع بالأمر تسرع الغافل إلى طلب كل ما يخطر بباله متعاميا عن ضره لا يتبصر بعاقبة أمره، والآية عامة في كل إنسان هذا ديدنه، وخصه بعض المفسرين بالكافر بأنه يدعو بالعذاب استهزاء ويستعجل بطلب نزوله سخرية، كدعائه بالخير إذا مسته الشدة حقيقة، على أن العذاب آتيه لا محالة استعجل به أم لا، سخر فيه أم لا، فإذا فاته عذاب الدنيا لحقه عذاب الآخرة، وقال ابن عباس نزلت في النضر بن الحارث إذ قال {اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا} الذي يقوله محمد {هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ} الآية 33 من الأنفال في ج 3، وقال إنّ اللّه أجاب دعاءه وقيض له من ضرب عنقه وقتل صبرا، إلا أنه غير وجيه، لأن هذه الآية لم تنزل بعد، وهناك أقوال أنها بحق آدم عليه السلام، ولكن لا يوثق بصحتها، لذلك فإن ما جرينا عليه من الإطلاق أولى ليدخل فيها كل من هذا شأنه وأنسب بالمقام قال تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ} هذا شروع في بعض ما ذكر من الهداية بالإرشاد إلى مسلك الاستدلال بالدلائل الآفاقية، لأن اللّه تعالى قال هنا {إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي} إلخ الآية المارة، وقال في حقه صلّى اللّه عليه وسلم: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} الآية 53 من الشورى في ج 2، أي الطريق الأمثل السوي.
فقد وصف اللّه كتابه ورسوله بأنهما يدعوان الناس لأن يهتدوا بالطريقة القيّمة المستقيمة إلى الدين القيم السويّ، ولا يراد بالتفضيل هذا اسم للتفضيل على معنى أنها أفضل من غيرها، إذ لا مشاركة بين ما يهدي إليه القرآن وبين ما يهدي إليه غيره، فالمراد بالأقوم القيم على حد قوله تعالى: {فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} الآية 3 من سورة البينة في ج 3، {وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} الآية 5 منها، وهو على حدّ قوله تعالى: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} الآية 27 من سورة الروم في ج 2، فهو بمعنى هين، إذ لا شيء على اللّه أهون من غيره في الخلق والصنع والإبداع، بل كلها عنده سواء، والمعنى أن قومك يا أكرم الرسل يأبون الملة الحسنى ويريدون التي ألوم وهي عبادة الأصنام التي يكثر لومهم عليها في الدنيا والآخرة، ويستعجلون بطلب نزول العذاب ويدعون على أنفسهم بالشر وهم تائهون في ذلك.
هذا وقد جاء النهي صريحا في المنع من دعاء الرجل على نفسه وماله وأهله، فقد أخرج أبو داود والبذار عن جابر قال قال رسول صلّى اللّه عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم لا تدعوا على أولادكم لا تدعوا على أموالكم، لئلا توافقوا من اللّه ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم.
أما ما وقع من أن حضرة الرسول دعا على بعض أهله فهو للزجر، فعلى العاقل أن يتجنب الدعاء بالشّر ولو كان حال غضبه لئلا بصادف ساعة الإجابة فيندم ولات حين ندم، وعدا عن هذا فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرض كما يرضى البشر، فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة».
ولأن غضبة صلّى اللّه عليه وسلم ليس بخارج عن حكم الشرع لأنه لا يغضب إلا للّه كما أن رضاء.
لا يكون إلا للّه، وهو مأمور بالحكم بالظاهر واللّه يتولى السرائر {فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ} العظيمة الدالة على قدرتنا والناشيء عنها مصالح العباد التي لا تتم إلا بها، لأن القرآن كما أوصل إلى الخلق نعم الدين فيوصل في هذا الكوكب إليهم ما يكمل به نعم الدنيا.

.مطلب الشمس والقمر والفصول الأربعة والليل والنهار وساعاتهما:

والمراد بالمحو هو عدم جعل قوة القمر بالإضائة مثل الشمس {وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ} التي هي الشمس {مُبْصِرَةً} مضيئة جدا يبصر فيها كل شيء، ولولا ذلك لما علم الليل من النهار ولا عرف الحساب ولتعطلت الأمور، فالنهار آية عظيمة دالة على قدرة اللّه مكملة نعم الدنيا، وقد أودع اللّه تعالى فيها ما أودع من منافع، راجع الآية 37 من سورة يس المارة، وما ترشدك إليه من الآيات قال ابن عباس جعل اللّه تعالى نور الشمس سبعين جزءا ونور القمر كذلك، فمحا من نور القمر تسعة وستين فجعلها مع نور الشمس، وقال بعض المفسرين إن الإضافة بيانية فيكون المعنى فمحونا الآية التي هي الليل فجعلناها مطموسة مظلمة لا يبصر بها، وجعلنا الآية التي هي النهار مبصرة تبصر فيها الأشياء إلا أن ظاهر الآية يؤيد الأول الذي جرينا عليه، لأنه الحقيقة ولا يعدل عنها بلا ضرورة هنا، لا سيما وقد ورد الأثر به، فقد أخرج عبد ابن حميد وغيره عن عكرمة ما قاله ابن عباس بزيادة فالشمس على مائة وتسعة وثلاثين جزأ والقمر على جزء واحد، وهذه النسبة بالنظر لقوة الضياء ما بين الشمس والقمر، وإلا فالشمس من حيث الحجم أكثر بكثير من القمر كالبعد منه بالنسبة للأرض، ولا يعلم كنهها على ما هي عليه حقا إلا اللّه، لأن تقدير الفلكيين عبارة عن ظن وتخمين ليس إلا مهما بالغوا وقالوا، وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: كانت شمس بالليل وشمس بالنهار فمحا اللّه شمس الليل فهو المحو الذي في القمر، وأخرج البيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر عن سعيد البصري ان عبد اللّه بن سلام سأل النبي صلّى اللّه عليه وسلم عن السواد الذي في القمر فقال كان شمسين وقال قال اللّه تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ} فالسواد الذي رأيت هو المحو هذا وأنت عليم أنه متى دل أثر صحيح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لا ينبغي أن يدعى أن غيره أولى، ثم بين اللّه تعالى سببا ظاهريا بالنّسبة لما يدخل في عقول الذين لم يتطرقوا إلى الأسباب الأخرى التي هي من العلم الذي علمه اللّه تعالى لرسوله ولم يأمره بتبليغه كما مر في المعجزة الثامنة والخمسين قال تعالى: {لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} فيه من طلب المعاش وغيره، إذ لا يتسنى ذلك لكم في الليل بسبب ابتغائكم الراحة فيه {وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ} بسبب اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما بانتظام بديع لا يتغير، فتعرفوا المواسم وأوقات الحج ومواقيت السحر والإفطار بالصوم ومواعيد حلول آجال ديونكم واجاراتكم، ومدد المعاهدات التي تضربونها بينكم، فالعدد للسنين والحساب للشهور والأيام والساعات، ولا بعد هذه المراتب الأربعة إلا التكرار، على أن اختلاف القمر في مقادير النور له أثر عظيم في أحوال هذا العالم ومصالحه، مثل المدّ والجزر، ومثل أحوال البحرانات، وللفلاسفة في بحث محو القمر كلام طويل لا محل له هنا، وللأثريين فيه أقوال متخالفة، فمنهم من هو منهمك في وسائل الوصول إليه للوقوف محلى ما يتخيلونه فيه، ولعمري أن جل ما يقولونه مبني على الحدس والحدس خطأه أكثر من صوابه، لذلك لم نذكر شيئا مما قالوه فيه ومن أراد استيفاء البحث فيه فليراجع كتبهم، ومنهم من يتكهن فيه وبما فيه، ومنهم من اشتغل بنوره وكيفية اقتباسه من الشمس وبعده وقربه منها الى غير ذلك، هذا وقد عبّر اللّه تعالى عن الرزق بالفضل، وعن الكسب بالابتغاء، لأن العبد لا تأثير له في تحصيل الرزق إلا بالطلب، والإعطاء منوط باللّه تعالى بطريق التفضل لا بالوجوب وتأثير الطلب مثل تأثير الأسباب العادية لا تتوقف حقيقة الرزق عليه، وقد جاء في الخبر يطلبك أجلك.
وللّه در القائل:
لقد علمت وما الإسراف من خلقي ** أن الذي هو رزقي سوف يأتيني

أسعى إليه فيعيبني تطلبه ** ولو قعدت؟؟؟ لا يعييني

وإنما قال تعالى: {لتعلموا} بلام التعليل لما قبله من الليل والنهار، لأن الحساب نوعان شمسي وقمري، فما هو خاص بالأمور التعبدية كالحج والأهلية فهو قمريّ قال تعالى: {قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} الآية 189 من البقرة في ج 3 وما يتعلق بالأمور الدنيوية فيجوز بالقمري والشمسي، هذا واعلم أن العرب قديما قسموا النهار إلى اثنتي عشرة ساعة وسموا الأولى الذّرور، والثانية البزوغ، والثالثة الضحى، والرابعة الغزالة، والخامسة الهاجرة، والسادسة الزوال، والسابعة الدلوك، والثامنة العصر، والتاسعة الأصيل، والعاشرة الغيور، الحادية عشرة الحدور، والثانية عشرة الغروب، ومنهم من سمى الأولى البكور ثم الشروق ثم الإشراق ثم الرّاد ثم الضحى ثم المنوع ثم الهاجرة ثم الأصيل ثم العصر فالطفل فالعشي فالغروب.
وقسمو الليل إلى اثنتي عشرة ساعة أيضا فسموا الأولى الشاهد، والثانية الغسق، والثالثة القمة، والرابعة الفحمة، والخامسة الموهن، والسادسة القطع، والسابعة الجوشن، والثامنة الهتكة، والتاسعة التباشير، والعاشرة الفجر الأول، والحادي عشرة الفجر الثاني، والثانية عشرة الفجر المعترض، وقسمت الشهور الاثني عشر إلى ثلاثين وتسعة وعشرين، وسمت كل ثلاثة أيام باسمه، فالأولى هلال، والثانية قمر، والثالثة بهر، والرابعة زهر، والخامسة بيض، والسادسة درع، والسابعة ظلم، والثامنة حنادس، والتاسعة دآدي، والعاشرة ليلتان منها محاق وليلة سرار، وسموا الشهور المتعارف عندنا أسماؤها الآن لمعان متعارفة عندنا، فالمحرم كانوا يحرمون فيه القتال، وصفر كانوا يغيرون فيه على بلاد الصفرية، والربيعان كانوا يحصلون فيها ما أصابوه في صفر، والجماد إن كانت تسميتها زمن جمود الماء من شدة البرد، ورجب من الترجيب أي التعظيم، فإنهم لا يقاتلون فيه، وشعبان لتشعبهم فيه من كثرة الغارات بعضهم على بعض بعد ما كانت محرمة في رجب، ورمضان صادفت تسميته الحر الشديد أخذا من الرمضاء أي الحرارة القوية، وشوال كانوا يتعاهدون فيه إبلهم لأنه أول أشهر الحج أخذا من قولهم شالت الإبل بأذنابها تحضيرا للسفر، وذو القعدة لقعودهم فيه عن القتال لأنه من الأشهر الحرم، وذو الحجة لوقوع الحج فيه، وكانوا يجرون حسابهم من عقود وغيرها بالأشهر العربية من رؤية هلال كذا إلى رؤية هلال كذا، ولما كانت المواسم العربية لا تعين الشهور الأربعة لأنها تقع كلها بدوران السنين وكانوا بحاجة لمعرفة المواسم لزراعتهم اضطروا إلى الاستعانة بالتقاويم الأجنبية القبطية والفارسية والسريانية والرومية التي مبناها على حركة الشمس، وصارت تبني حسابها عليها أيضا من جهة المواسم فقط، والحساب القبطي ينسب للملك دقلديانوس، والسرياني للاسكندر المقدوني، والرومي لأغسطس قيصر ملك الروم، وكذلك الفرس والسرياني فقد وضعهما لهما ملوكهما.
هذا واللّه أعلم، راجع الآية 27 من سورة يس المارة، وما ترشدك إليه فيما يتعلق في هذا البحث ومجرى الشمس والقمر وأيام السنين وغيرها.
ولما ذكر اللّه تعالى أحوال آيتي الليل والنهار وأنهما دليلان من أدلة توحيده ونعمتان من نعمه على أهل الدنيا قال {وَكُلَّ شَيْ ءٍ} من أمور دينكم ودنياكم وما تحتاجونه في معاشكم ومعادكم {فَصَّلْناهُ} بيناه لكم {تَفْصِيلًا} 12 واضحا كافيا وشرحناه على لسان نبينا شرحا شافيا لا التباس فيه ولا شك ولا شبهة، إذ أظهرنا لكم كل ما تفتقرون إليه فلم نبق لكم حجة تحتجون بها، قال تعالى: {وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْيانًا لِكُلِّ شَيْ ءٍ} الآية 49 من سورة النحل ج 2، وقال تعالى: {وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}
الآية 113 من النساء في ج 3، فتبين في هذا أن هذا القرآن الذي أنزله اللّه على نبيه صلّى اللّه عليه وسلم يهدي للتي هي أقوم، قال تعالى: {وَكُلَّ إِنسانٍ} ذكر أو أنثى كبيرا أو صغيرا، لأن النكرة المضافة تكون بمثابة العموم، وجاءت من باب التغليب، وإلا فيقال إنسانة، قال:
إنسانة فتّانة بدر ** الدجى منها خجل