فصل: مطلب الاستشفاء بالقرآن على نوعين وثالثهما العقيدة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



روي عن عائشة رضي اللّه عنها وعن أبيها أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: «ثلاث هي عليّ فريضة وهي سنة لكم: الوتر والسواك وقيام الليل».
وروي عن الحجاج بن عمر والمازني أنه قال: أيحسب أحدكم إذا قام من الليل فصلى حتى يصبح أنه قد تهجد، إنما التهجد الصلاة بعد الرّقاد، ثم صلاة أخرى بعد رقدة، ثم صلاة أخرى بعد رقدة، هكذا كانت صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: {عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَحْمُودًا} 79 من قبل أهل السموات والأرض.
واعلم أن عسى هنا وفي كل موضع من القرآن إذا كانت من اللّه تكون بمعنى الإيجاب التفضّلي، لأن معناها الإطماع، ومن أطمع إنسانا في شيء ثم حرمه منه كان عارا عليه، واللّه أكرم من أن يطمع أحدا بشيء ثم لا يعطيه إياه، والمقام المحمود وهو مقام الشفاعة العظمى العامة الذي اختصه اللّه تعالى به يحمده عليه الأولون والآخرون، وناهيك أن اللّه تعالى سماه محمودا.
أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر قال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: «إن الشمس لتدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم فيقول لست بصاحب ذلك، ثم موسى فيقول كذلك، ثم محمد فيشفع فيقضي اللّه بين الخلائق، فيمشي حتى يأخذ بخلقه باب الجنة، فيومئذ يبعثه اللّه مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم».
وأخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما نبي يومئذ، آدم فمن سواه إلا تحت لواني، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، فيفزع الناس ثلاث فزعات، فيأتون آدم فيقولون أنت أبونا فاشفع لنا إلى ربك، فيقول إني أذنبت ذنبا أهبطت منه إلى الأرض، ولكن ائتوا نوحا، فيأتون نوحا فيقول إني دعوت على أهل الأرض دعوة فأهلكوا، ولكن اذهبوا إلى إبراهيم، فيأتون إبراهيم فيقول كما جاء في عبارة الترمذي إني كذبت ثلاث كذبات، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ما منها كذبة إلا ما حل بها عن دين اللّه» أي ناضل ودافع وهي من باب المعاريض لأن الأولى قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} الآية 19 من سورة الصافات في ج 2، ومعناها مريض القلب من تماديكم على الكفر وعدم التفاتكم إلى خالقكم، والثانية قوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا} الآية 62 من سورة الأنبياء في ج 2، وذلك على طريق الاستهزاء بهم والسخرية من عقيدتهم بالأوثان، والثالثة قوله للجبار حينما سأله عن زوجته سارة هذه أختي يريد أنها أخته في الخلقة والدين، وعلى هذا فلا شيء يعد منها كذبا صراحة.
وقالوا في المعاريض مندوحة عن الكذب، ولكنه إذ كان من أهل العزم المطلوب منهم التصريح بما لا يحتمل التأويل فيعد مثل هذا منهم ذنبّا على حد حسنات الأبرار سيئات المقربين ولكن ائتوا موسى، فيأتون موسى فيقول إني قتلت نفسا ولكن ائتوا عيسى، فيأتونه فيقول إني عبدت من دون اللّه تعالى ولكن ائتوا محمدا، فيأتوني فأنطلق معهم فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها، فيقال من هذا؟ فأقول محمد، فيفتحون لي ويقولون مرحبا، فأخرّ ساجدا للّه، فيلهمني تعالى من الثناء والحمد والمجد، فيقال إرفع رأسك سل تعط واشفع تشفع وقل يسمع لقولك، فهو المقام المحمود الذي قال اللّه تعالى: {عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَحْمُودًا} الآية.
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: إن لكل نبي دعوة مستجابة، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي، فهي نائلة منكم إن شاء اللّه، من مات لا يشرك باللّه شيئا.
وروى مسلم عن جابر بن عبد اللّه قال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال من قال حين يسمع النداء أللهم ربّ هذه الدعوة النامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة.
وتقدم في سورة والضحى ما يتعلق في هذا البحث فراجعه، وفي الآية 17 من سورة المزمل المارة تقدم ما يتعلق في قيام الليل بصورة مفصلة، وسنذكر هنا بعض الأحاديث الواردة فيه.
روى البخاري ومسلم عن المغيرة بن شعبة قال: قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم حتى انتفخت قدماه، فقيل له أتتكلف هذا وقد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال أفلا أكون عبدا شكورا.
ولفظ أبي داود في رواية مسلم عن زيد بن خالد الجهني قال: لأرمقنّ صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم الليلة، فتوسدت عتبته أو فسطاطه، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم صلّى ركعتين طويلتين كررها ثلاثا، ثم صلّى ركعتين، دون التي قبلها كررها ثلاثا أيضا، ثم أوتر، فذلك ثلاث عشرة ركعة.
وروى البخاري ومسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة كيف كانت صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم في رمضان؟ قالت ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على أكثر من إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهنّ وطولهنّ، ثم يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا.
قالت عائشة فقلت يا رسول اللّه أتنام قبل أن توتر؟ فقال يا عائشة إن عينيّ تنامان ولا ينام قلبي.
ورويا عنها أيضا قالت كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة، يسلم بين كل ركعتين وبوتر بواحدة، ويسجد سجدتين قدر ما يسجد ويقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر وتبين له الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين ثم اضجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن بالإقامة.
ومن هنا أخذ الشافعي رحمه اللّه الضجعة بين سنة الفجر وفرضه، وسماها بعضهم ضجعة القبر، أي أنها تذكره بها، ومن هنا أخذت أيضا صلاة التراويح في رمضان التي يسميها بعضهم سنة عمر رضي اللّه عنه وإنما هي سنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، وإن عمر رضي اللّه عنه أخذها عنه إلا أنه صلاها جماعة في رمضان، وكان النبي يصليها وحده، لهذا سموها سنة عمر نور اللّه قبره كما نور مساجدنا بذلك.
وأخرج أبو داود والنسائي عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قمت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ليلة فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ، ثم ركع بقدر قيامه يقول في ركوعه سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، ثم سجد بقدر قيامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام فقرأ بآل عمران، ثم قرأ سورة النساء.
وأخرج الترمذي عن عائشة قالت: قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم بآية من القرآن ليلة يكررها.
وروى البخاري ومسلم عن الأسود قال: سألت عائشة كيف كانت صلاة رسول اللّه من الليل؟ قالت كان ينام أوله ويقوم آخره فيصلي ثم يرجع إلى فراشه، فإذا أذن المؤذن وثب فإن كانت به حاجة اغتسل وإلا توضأ وخرج.
وأخرج النسائي عن أنس قال: ما كنا نشاء أن نرى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم في الليل مصليا إلا رأيناه، ولا نشاء أن نراه نائما إلا رأيناه.
أي أنه كان لا يوقّت وقتا لنومه وصلاته، وزاد في رواية غيره، كان يصوم من الشهر حتى نقول لا يفطر منه شيئا، ويفطر حتى نقول لا يصوم منه شيئا.
فهذا حال رسول اللّه أيها الناس وهو على ما هو عليه من الرفعة والأمن من اليوم الآخر، فكيف أنتم هل أديتم بعض حقوق اللّه وهل قمتم ببعض واجباته أو واجبات خلقه أو أتيتم ما فرضه عليكم؟
كلا بل لا زلتم على ما أنتم عليه من الضعة غافلين عما يراد بكم في ذلك اليوم العظيم، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم.
قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ} حذف منه ياء النداء أي يا محمد قل في دعائك إذا دعوتني يا رب {أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ} في كل مكان أدخل فيه وكل زمان أصير إليه وكل أمر ألج فيه من أمور الدنيا والآخرة، وقرئ هنا وفيما بعد مدخل بفتح الميم إذ يجوز أن يكونا اسمى مكان وانتصابهما على الظرفية ويجوز أن يكونا مصدرين منصوبين بفعل من نوعهما {وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ} كذلك على العمومية في الجملتين، لأن جعلهما عامتين أوفق لظاهر الآية لفظا، وقد خصهما بعض المفسرين في القبر أو في مكة أو المدينة أو الجنة أو في تعاطي المأمورات واجتناب المنهيات وغير ذلك دون استناد لدليل يفيد التخصيص، مع أن سابق اللفظ ولا حقه مما تقدم عن هاتين الجملتين أو تأخر لا يختصان بمكان أو زمان دون زمان ومكان آخرين، والمعنى يا رب أدخلني إدخالا مرضيّا على طهارة وزكاة في كل أموري، وأخرجني إخراجا مرضيّا ملقى بالكرامة آمنّا من الملامة في جميع أحوالي، ويؤيد معنى العموم قوله جل قوله: {وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطانًا نَصِيرًا} 80 على من خالفني ولم يؤازرني وارزقني حجة قوية على من يحاججني وبرهانا مؤزرا على من يخاصمني في أمرك، ودليلا قاطعا على من يجادلني في دينك.
هذا، وما قيل إن هذه الآية نزلت حينما أمر حضرة الرسول بالهجرة وطلب إخراجه من مكة آمنا من أذى قومه الذين كلفوه بالخروج، أو حينما خرج من الغار سالما قال وأدخلني المدينة آمنا أو وأدخلني مكة فاتحا أو غير ذلك، فقيل لا مستند له واحتمال المعنى لهذا لا يعني أنها نزلت فيه، وقد دعا صلّى اللّه عليه وسلم وأجاب اللّه دعاءه بقوله: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} الآية 67 من المائدة، وقوله تعالى: {أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الآية الأخيرة من سورة المجادلة، ومثلها الآية 65 من المائدة، وقوله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} الآية 24 من سورة التوبة إلى غيرها من الآيات في ج 3 كالآية 8 من سورة الصف والآية 5 من سورة النور وغيرها.
قال تعالى: {وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ} الصريح من قبل اللّه تعالى وهو هذا الدين الراسخ المستمد من كلام اللّه المنزل عليّ لآمركم بالإيمان به {وَزَهَقَ الْباطِلُ} اضمحل وانمحق، وهلك الباطل الذي تدينون به والشرك الذي تزعمونه، وبطلت عبادة الأوثان والشيطان وغيرها يقال زمقت نفسه إذا خرجت من الأسف.
روي البخاري ومسلم عن عبد اللّه بن مسعود قال: دخل النبي صلّى اللّه عليه وسلم مكة يوم الفتح وكان حول البيت ثلاثمائة وستون صنما فجعل يطعنها بعود في يده ويقول {جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقًا} {جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ} وفي رواية الطبراني في الصغير والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس أنه صلّى اللّه عليه وسلم جاء ومعه قضيب فجعل يهوي به إلى كل صنم منها فيخرّ لوجهه، فيقول {جاءَ الْحَقُّ} الآية {إِنَّ الْباطِلَ} مهما كان أمره {كانَ زَهُوقًا} 81 زائلا سريع الزوال، ومهما صارت له دولة وصولة، فإنه لا يدوم، لأنه ظلم والكفر مع العدل قد يدوم، والظلم مع الإيمان لا يدوم.
قال تعالى: {وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ} الآية 117 من سورة هود في ج 2، وهذا آخر الآيات المدنيات الثماني وفسرناها على كونها مدنيات وذكرنا ما يحتملها من التفسير على القول بأنها مكيات، وبينّا ما فيه.

.مطلب الاستشفاء بالقرآن على نوعين وثالثهما العقيدة:

قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ} من أمراض القلوب وبيان من الضلالة والجهالة، يتبين به المختلف فيه، ويتضح به المشكل، ويستشفى به من الشبهات، ويهتدى به من الحيرة.
وليعلم أن الأمراض التي يستشفى لها بالقرآن نوعان الأول الاعتقادات الفاسدة في الذات المقدسة والصفات المطهرة والنبوات المعظمة والقضاء والقدر والبعث بعد الموت، فالقرآن العظيم مشتمل على دلائل المذهب الحق فيها كلها ومصرح على إبطال المذاهب الفاسدة منها، فلا جرم أن القرآن الكريم خير شاف لما يحوك في القلوب ويتردد في الصدر من هذه الأمراض ولا طب لهذه الظنون الخبيثة إلا الأخذ بكتاب اللّه وسنة رسوله صلّى اللّه عليه وسلم وأقوال الفقهاء العارفين.
النوع الثاني الأخلاق المذمومة كالكذب والزنى والقمار والقتل والتعدي على الغير والربا وأكل الحرام وأكل مال اليتيم والغيبة والنميمة والتجسس والغمز واللمز وتطفيف الكيل والوزن والذرع والغضب والحدة والحمق وغيرها مما شاكلها، فإن القرآن الجليل لا شك أعظم شاف منها وخير منفّر عنها وأحسن مرشد لاجتنابها والأخذ بأضدادها من الأخلاق الفاضلة والآداب الكاملة والخصال المحمودة، كالوفاء والسماح والعفو ولين الجانب والتؤدة والصبر وخفض القول والعفاف والصفح والكظم وشبهها مما يضاهيها، فلا دواء لها أنفع من الأخذ بآيات القرآن وسنن المنزل عليه.
أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: جاء رجل إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلم فقال إني أشتكي صدري فقال عليه الصلام والسلام: «اقرأ القرآن» يقول اللّه تعالى: {وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ} الآية 57 من يونس في ج 2.
وأخرج البيهقي في الشعب عن وائلة ابن الأسقع أن رجلا شكا إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلم وجع حلقه فقال عليك بقراءة القرآن.
والأخبار في هذا كثيرة جدا وأقوال العارفين والعلماء العاملين تشير إلى ذلك أيضا، وقد جرّب هذا فنفع من كان له إيمان وعقيدة راسخة، أما من لم يعتقد به فهو عليه وبال، راجع الآية 43 من سورة فصلت في ج 2، أما الأمراض الجسمانية فهي نوعان أيضا: ظاهرة كالجروح والدماميل والكسور وما شابهها فهذه لابدّ لها من التداوي بالعقاقير المجربة لمثلها والتضميد وغيره، وباطنة كمرض الأمعاء والرئة والمثانة والكلى والكبد والطحال وغيرها، فكذلك لابد لها من النداوي عند الأطباء الحاذقين المجربين المؤمنين، ولا بأس من التداوي عند غيرهم من أهل الكتاب عند فقدهم لأن الضرورات تبيح المحظورات، ولكن الضرورة تقدر بقدرها لأن هذين النوعين مباينين للنوعين الأولين، أما الأمراض الأخرى كالفتور والخدر والفلج وضرب الرأس وبعض أنواع الجنون واعتراء الوهم والوسواس وما أشبه ذلك فيجوز أن يعرضها على الأطباء الحاذقين بها وعلى حملة كتاب اللّه العارفين الأمناء فإن قراءة القرآن والتعاويذ به تدفع وتنفع لأمراض كثيرة وتشفي من علل وافرة،