فصل: قال القاسمي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقيل سبب قتله أنهم اتهموه بمريم عليها السلام قيل قالوا: حين حملت ضيع بنت سيدنا حتى زنت فقطعوه بالمنشار في الشجرة، وقال ابن إسحاق: هي قتل شعيا عليه السلام وقد بعث بعد موسى عليه السلام فلما بلغهم الوحي أرادوا قتله فهرب فقتل وهو صاحب الشجرة وزكريا عليه السلام مات موتًا ولم يقتل.
وفي الكشاف أولاهما قتل زكريا وحبس أرميًا والآخرة قتل يحيى وقصد قتل عيسى عليهما السلام، وهذا فيمن جعل هلاك زكريا قبل يحيى عليهما السلام وهو رواية ابن عساكر في تاريخه عن علي كرم الله تعالى وجهه، ثم ضم ذلك مع حبس أرميًا في قرن غير سديد لأن أرميًا كان في زمن بختنصر وبينه وبين زكريا أكثر من مائتي سنة.
واختار بعضهم وقيل: إنه الحق أن الأول تغيير التوراة وعدم العمل بها وحبس أرميًا وجرحه إذ وعظهم وبشرهم بنبينا صلى الله عليه وسلم وهو أول من بشر به عليه الصلاة والسلام بعد بشارة التوراة، والأخرى قتل زكريا ويحيى عليهما السلام، ومن قال: إن زكريا مات في فراشه اقتصر على يحيى عليه السلام، واختلف في سببه قتله فعن ابن عباس وغيره أن سبب ذلك أن ملكًا أراد أن يتزوج من لا يجوز له تزوجها فنهاه عليه السلام وكان الملك قد عود تلك المرأة أن يقضي لها كل عيد ما تريد منه فعلمتها أمها أن تسأله دم يحيى في بعض الأعياد فسألته فأبى فألحت عليه فدعا بطست فذبحه فيه بدرت قطرة على الأرض فلم تزل تغلي حتى قتلها عليها سبعون ألفًا.
وقال الربيع بن أنس: إن يحيى عليه السلام كان حسنًا جميلًا جدًا فراودته امرأة الملك عن نفسه فأبى فقالت لابنتها: سلى أباك رأس يحيى فسألته فأعطاها إياه، وقال الجبائي.
إن الله تعالى ذكر فسادهم في الأرض مرتين ولم يبين ذلك فلا يقطع بشيء مما ذكر {وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} لتستكبرن عن طاعة الله تعالى أو لتغلبن الناس بالظلم والعدوان وتفرطن في ذلك إفراطًا مجاوزًا للحد، وأصل معنى العلو الارتفاع وهو ضد السفل وتجوز به عن التكبر والاستيلاء على وجه الظلم.
وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما {عَلِيًّا كَبِيرًا} بكسر العين واللام والياء المشددة، قال في البحر والتصحيح في فعول المصدر أكثر بخلاف الجمع فإن الإعلال فيه هو المقيس وشذ التصحيح نحو لهو ومهو خلافًا للفراء إذ جعل قياسًا. {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا} أي أولى مرتى الإفساد.
والوعد بمعنى الموعود مراد به العقاب كما في البحر وفي الكلام تقدير أي فإذا حان وقت حلول العقاب الموعود، وقيل الوعد بمعنى الوعيد وفيه تقدير أيضًا، وقيل بمعنى الوعد الذي يراد به الوقت أي فإذا حان موعد عقاب أولاهما {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ} أرسلنا لمؤاخذتكم بتلك الفعلة {عِبَادًا لَّنَا} وقال الزمخشري: خلينا بينهم وبين ما فعلوا ولم نمنعهم وفيه دسيسة اعتزال، وقال ابن عطية: يحتمل أن يكون الله تعالى أرسل إلى ملك أولئك العباد رسولًا يأمره بغزو بني إسرائيل فتكون البعثة بأمر منه تعال. ى وقرأ الحسن. وزيد بن علي رضي الله تعالى عنهم {عبيدًا} {قَوْمٍ أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ} ذوي قوة وبطش في الحروب، وقال الراغب: البؤس والبأس والبأساء الشدة والمكروه إلا أن البؤس في الفقر والحرب أكثر والبأس والبأساء في النكاية، ومن هنا قيل: إن وصف البأس بالشديد مبالغة كأنه قيل: ذوي شدة شديدة كظل ظليل ولا بأس فيه، وقيل إنه تجريد وهو صحيح أيضًا.
واختلف في تعيين هؤلاء العباد فعن ابن عباس. وقتادة هم جالوت الجزري وجنوده، وقال ابن جبير. وابن إسحاق هم سنجاريب ملك بابل وجنوده، وقيل هم العمالقة، وفي الأعلام للسهيلي هم بختنصر عامل لهراسف أحد ملوك الفرس الكيانية على بابل والروم وجنوده بعثوا عليهم حين كذبوا أرميا وجرحوه وحبسوه قيل وهو الحق. {فَجَاسُواْ خلال الديار} أي ترددوا وسطها لطلبكم، قال الراغب: جاسوا الديار توسطوها وترددوا بينها ويقاربه حاسوا وداسوا، وقرأ {حاسوا} بالحاء أبو السمال.
وطلحة، وقرئ أيضًا {تجوسوا} بالجيم على وزن تكسروا. وقال أبو زيد: الجوس والحوس طلب الشيء باستقصاء، و{وَلاَ خلال} اسم مفرد ولذا قرأ الحسن {خلال} ويجوز أن يكون خلال جمع خلل كجبال جمع جبل، ويشير كلام أبي السعود إلى اختياره وكلام البيضاوي إلى اختيار الأول.
{وَكَانَ} أي وعد أولاهما {وَعْدًا مَّفْعُولًا} محتم الفعل فضمير {كَانَ} للوعد السابق، وقيل: للجوس المفهوم من {جلسوا} والجمهور على أن في هذه البعثة خرب هؤلاء العباد بيت المقدس ووقع القتل الذريع والجلاء والأسر في بني إسرائيل وحرقت التوراة، وعن ابن عباس. ومجاهد أنه لم يكن ذلك وإنما جاس الغازون خلال الديار وانصرفوا بدون قتال.
{ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ}: أي الدولة والغلبة، وأصل معنى الكر العطف والرجوع، وإطلاق الكرة على ما ذكر مجاز شائع كما يقال تراجع الأمر، ولام لكم للتعدية، وقيل: للتعليل، وقوله تعالى: {عَلَيْهِمْ} أي الذي فعلوا بكم ما فعلوا متعلق بالكرة لما فيها من معنى الغلبة أو حال منها، وجوز تعلقه برددنا، وهذا على ما في البحر إخبار منه تعالى في التوراة لبني إسرايل إلا أنه جعل {رَدَدْنَا} موضع نرد لتحقق الوقوع، وكان بين البعث والرد على ما قيل مائة سنة وذلك بعد أن تابوا ورجعوا عما كانوا عليه واختلف في سبب ذلك فروى اردشير بهمن بن اسفنديار بن كشتاسف بن لهراسف لما ورث الملك من جده كشتاسف ألقى الله تعالى في قلبه الشفقة على بني إسرائيل فرد اسراءهم الذين أتى بهم بختنصر إلى بابل وسيرهم إلى أرض الشام وملك عليهم دانيال فاستولوا على من كان فيها من أتباع بختنصر، وجعل بعضهم من آثار هذه الكرة قتل بختنصر ولم يثبت.
وفي البحران ملكًا غزا أهل بابل وكان بختنصر قد قتل من بني إسرائيل أربعين ألفًا ممن يقرأ التوراة وأبقى عنده بقية في بابل فلما غزاهم ذلك الملك وغلب عليهم تزوج امرأة بني إسرائيل فطلبت منه أن يرد بني إسرائيل إلى ديارهم ففعل وبعد مدة قامت فيهم الأنبياء ورجعوا إلى أحسن ما كانوا، وقيل: رد الكرة بأن سلط الله تعالى داود عليه السلام فقتل جالوت.
وتعقب بأنه يرده قوله تعالى: {وَلِيَدْخُلُواْ المسجد} [الإسراء: 7] إلخ فإن المراد به بيت المقدس وداود عليه السلام ابتدأ بنيانه بعد قتل جالوت وإيتائه النبوة ولم يتمه وأتمه سليمان عليه السلام فلم يكن قبل داود عليه السلام مسجد حتى يدخلوه أول مرة، ودفع بأن حقيقة المسجد الأرض لا الباء أو يحمل قوله تعالى: {دَخَلُوهُ} على الاستخدام وهو كما ترى، والحق أن المسجد كان موجودًا قبل داود عليه والسلام كما قدمنا.
{وأمددناكم بأموال} كثيرة بعد ما نهبت أموالكم {وَبَنِينَ} بعدما سبيت أولادكم {وجعلناكم أَكْثَرَ نَفِيرًا} مما كنتم من قبل أو من أعدائكم، والنفير على ما قال أبو مسلم كالنافر من ينفر مع الرجل من عشيرته وأهل بيته، وقال الزجاج: يجوز أن يكون جمع نفر ككلب وكليب وعبد وعبيد وهم المجتمعون للذهاب إلى العدو، وقيل: هو مصدر أي أكثر خروجًا إلى الغزو كما في قول الشاعر:
فأكرم بقحطان من والد ** وحمير أكرم بقوم نفيرا

ويروى بالحميريين أكرم نفيرًا، وصحيح السهيلي أنه اسم جمع لغلبته في المفردات وعدم إطراد مفرده. اهـ.

.قال القاسمي:

{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ} أي: كتاب اللوح المحفوظ، أي: حكمنا فيه: {لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ} يعني أرض فلسطين بيت المقدس التي بارك الله حولها. والإفساد بالكفر والمعاصي.
قال السمين: في تعدية {قضينا} بـ {إلى} تضمينه معنى أنفذنا. أي: أنفذنا إليهم بالقضاء المحتوم. ومتعلق القضاء محذوف. أي: بفسادهم. وقوله: {لَتُفْسِدُنَّْ} جواب قسم محذوف مؤكد لمعنى القضاء، أو جواب لقوله: {وَقَضَيْنَا} لأنه ضمن معنى القسم. ومنه قولهم: قضاء الله لأفعلن كذا فيُجْرُون القضاء والقدر مجرى القسم، فيتلقيان بما يتلقى به القسم. و{مرتين} أي: إفسادتين. منصوب على أنه مصدر {لتفسدن} من غير لفظه. وعدل عنه؛ لأن تثنية المصدر وجمعه ليس بمطرد {وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} أي: ولتستكبرن وتتعظمُنَّ عن طاعة الله تعالى، أو لتظلمن الناس {فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا} أي: موعود أولى المرتين، أي: وما وعدوا به في المرة الأولى، يعني وعد المؤاخذة على أولى المفسدتين: {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} أي: ذوي قوة وبطش في الحرب، شديد: {فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ} ترددوا خلال أماكنكم ومحالكم للقتل والسبي والنهب: {وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا} أي: مَقْضِيًا لا صارف له.
{ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ} أي: بعد هذه المؤاخذة الشديدة، رددنا، عند توبتكم، لكم الغلبة التي كانت لكم في الأصل، عليهم: {وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} أي: قومًا ورهطًا. جمع نفر أو اسم جمع له. وأصله من ينفر مع الرجل من قومه. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4)} عطف على جملة {وآتينا موسى الكتاب} [الإسراء: 2]، أي آتينا موسى الكتاب هُدى، وبينا لبني إسرائيل في الكتاب ما يحل بهم من جراء مخالفة هدي التوراة إعلامًا لهذه الأمة بأن الله لم يدخر أولئك إرشادًا ونصحًا، فالمناسبة ظاهرة.
والقضاء بمعنى الحكم وهو التقدير، ومعنى كونه في الكتاب أن القضاء ذكر في الكتاب، وتعدية قضينا بحرف {إلى} لتضمين قضينا معنى أبلغنا، أي قضينا وأنهينا، كقوله تعالى: {وقضينا إليه ذلك الأمر} في سورة [الحجر: 66].
فيجوز أن يكون المراد ب {الكتاب} كتاب التوراة والتعريف للعهد لأنه ذكر الكتاب آنفًا، ويوجد في مواضع، منها ما هو قريب مما في هذه الآية لكن بإجمال، فيكون العدول عن الإضمار إلى إظهار لفظ {الكتاب} لمجرد الاهتمام.
ويجوز أن يكون الكتاب بعض كتبهم الدينية. فتعريف {الكتاب} تعريف الجنس وليس تعريف العهد الذكري، إذ ليس هو الكتابَ المذكور آنفًا في قوله: {وآتينا موسى الكتاب} [الإسراء: 2] لأنه لما أظهر اسم الكتاب أشعر بأنه كتاب آخر من كتبهم، وهو الأسفار المسماة بكتب الأنبياء: أشعياء، وأرميا، وحزقيال، ودانيال، وهي في الدرجة الثانية من التوراة. وكذلك كتاب النبي مَلاَخي. والإفساد مرتين ذكر في كتاب أشعياء وكتاب أرمياء. ففي كتاب أشعياء نذارات في الإصحاح الخامس والعاشر.
وأولى المرتين مذكورة في كتاب أرمياء في الإصحاح الثاني والإصحاح الحادي والعشرين وغيرهما.
وليس المراد بلفظ الكتاب كتابًا واحدًا فإن المفرد المعرف بلام الجنس يراد به المتعدد.
وعن ابن عباس الكتاب أكثر من الكتب.
ويجوز أن يراد بالكتاب التوراة وكتب الأنبياء ولذلك أيضًا وقع بالإظهار دون الإضمار.
وجملة {لتفسدن في الأرض مرتين} إلى قوله: {حصيرا} مبيّنة لجملة {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب}.
وأيّا مّا كان فضمائر الخطاب في هذه الجملة مانعة من أن يكون المراد بالكتاب في قوله تعالى: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب} اللوح المحفوظ أو كتاب الله، أي علمه.
وهذه الآية تشير إلى حوادث عظيمة بين بني إسرائيل وأعدائهم من أمتين عظيمتين: حوادث بينهم وبين البابليين، وحوادث بينهم وبين الرومانيين.
فانقسمت بهذا الاعتبار إلى نوعين: نوع منهما تنْدَرج فيه حوادثهم مع البابليين، والنوع الآخر حوادثهم مع الرومانيين، فعبر عن النوعين بمرتين لأن كل مرة منهما تحتوي على عدة ملاحم.
فالمرة الأولى هي مجموع حوادث متسلسلة تسمى في التاريخ بالأسر البابلي وهي غزوات بختنصر مَلِك بابل وأشور بلاَد أورشليم.
والغزو الأول كان سنة 606 قبل المسيح، أسَر جماعات كثيرة من اليهود ويسمى الأسر الأول.
ثم غزاهم أيضًا غزوًا يسمى الأسر الثاني، وهو أعظم من الأول، كان سنة 598 قبل المسيح، وأسَرَ ملكَ يهوذا وجمعًا غفيرًا من الإسرائيليين وأخذ الذهب الذي في هيكل سليمان وما فيه من الآنية النفيسة.
والأسر الثالث المُبير سنة 588 قبل المسيح غزاهم بختنصر وسبى كل شعب يهوذا، وأحرق هيكل سليمان، وبقيت أورشليم خرابًا يبابًا. ثم أعادوا تعميرها كما سيأتي عند قوله تعالى: {ثم رددنا لكم الكرة} [الإسراء: 6].
وأما المرة الثانية فهي سلسلة غزوات الرومانيين بلادَ أورشليم. وسيأتي بيانها عند قوله تعالى: {فإذا جاء وعد الآخرة} [الإسراء: 6] الآية. وإسناد الإفساد إلى ضمير بني إسرائيل مفيد أنه إفساد من جمهورهم بحيث تعد الأمة كلُّها مُفسدة وإن كانت لا تخلو من صالحين.
والعلو في قوله: {ولتعلن علوا كبيرًا} مجاز في الطغيان والعصيان كقوله: {إن فرعون علا في الأرض} [القصص: 4] وقوله: {إنه كان عاليًا من المسرفين} [الدخان: 31] وقوله: {ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين} [النمل: 31] تشبيهًا للتكبر والطغيان بالعلو على الشيء لامتلاكه تشبيه معقول بمحسوس.
وأصل {ولتعلن} لتعْلُوْونَنّ، وأصل {لتفسدن} لتفسدونن، والوعد مصدر بمعنى المفعول، أي موعود أولى المرتين، أي الزمان المقدر لحصول المرة الأولى من الإفساد والعلو، كقوله: {فإذا جاء وعد ربي جعله دكًا} [الكهف: 98].
ومثل ذلك قوله: {وكان وعدًا مفعولا} أي معمولًا ومنفذًا. وإضافة {وعد} إلى {أولاهما} بيانية، أي الموعود الذي هو أولى المرتين من الإفساد والعلو. والبعث مستعمل في تكوين السير إلى أرض إسرائيل وتهيئة أسبابه حتى كأن ذلك أمر بالمسير إليهم كما مر في قوله: {ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب} في سورة [الأعراف: 167]، وهو بعث تكوين وتسخير لا بعث بوحي وأمر.