فصل: من فوائد عبد الكريم الخطيب في الآية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من فوائد عبد الكريم الخطيب في الآية:

قال رحمه الله:
{ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها}.
النسخ: معناه ومتعلقه مسألة النسخ في القرآن الكريم من الأمور التي كانت ولا تزال مثار جدل وخلاف بين علماء المسلمين، كما أنها كانت ولا تزال داعية تخرّص وتقوّل على القرآن.. من أعداء الإسلام.
وبكلمة واحدة نخرس أولئك الذين يتربّصون بالقرآن وأهله، ثم نتركهم في غيظهم وكيدهم، لننظر في هذا الخلاف الذي بين المسلمين في أمر النسخ.
والكلمة التي نقولها لأعداء هذا الدين هي قوله تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ} [9: الحجر].
فهذا التحدّى القائم عليهم بحفظ اللّه تعالى للقرآن، هو مقطع القول فيما بينهم وبين القرآن.. فإذا استطاعوا أن يبدلوا حرفا أو يغيروا كلمة، أو يزيلوا آية من كتاب اللّه- كان لهم أن يقولوا في هذا الكتاب ما يحلو لهم، من تشنيع عليه، واستهزاء به.. وهيهات هيهات.. فقد ذهبت سدى جميع المحاولات التي بذلها أعداء الإسلام، منذ قام الإسلام إلى اليوم، ليشوهوا وجه هذا الدين، بالتشويش على كتابه، والتشكيك في صحته!.
أما الخلاف الذي بين المسلمين في أمر النسخ فقد وقع نتيجة للاختلاف في فهم الآية الكريمة: {ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها}.
فالذين قالوا بوجود النسخ في القرآن، وأخذوا بمنطوق هذه الآية، دارت أعينهم في كتاب اللّه، يلتمسون مصداق هذه الآية، ويستخرجون لها الشواهد لآيات منسوخة بآيات ناسخة.. وقد وقعت أنظارهم على آيات يمكن أن تفسّر عليها تلك الآية الكريمة.. فكان النسخ عندهم أمرا لابد من وقوعه في القرآن، إذ نطقت به آية كريمة من آياته.
والذين لم يفهموا الآية على هذا الوجه، فلم يروا في القرآن ناسخا ولا منسوخا- هؤلاء جعلوا للآيات التي قيل إنها منسوخة، وجها من التأويل، بحيث يبقى حكمها كما بقيت تلاوتها.
وهذا إجمال يحتاج إلى شيء من التفصيل.
فأولا: ما هو النسخ؟
يجئ النسخ بمعنى المحو والإزالة، وذلك كما في قوله تعالى: {وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [52: الحج].
ويأتى النسخ بمعنى النقل من موضع إلى موضع، ومنه نسخت الكتاب أي نقلت ما فيه إلى كتاب آخر.. قالوا: ولا يقع هذا المعنى من النسخ في القرآن.. إذ نقل الآية أو الآيات من كتاب إلى كتاب لا يسمّى نسخا بالمعنى الذي يفهم منه إزالة حكم الآية أو تلاوتها.
ويأتى بمعنى التبديل، كما في قوله سبحانه: {وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ} [101: النحل].
هذا هو النسخ في لسان الشرع، وهو في اللغة قريب من هذا، فيقال:
تناسخ الشيئان: إذا حلّ أحدهما محل الآخر، كما يتناسخ الليل والنهار، ويقال تناسخت الأزمنة: أي تبع بعضها بعضا، ومنه تناسخ الأرواح، بمعنى انتقال الروح من بدن إلى بدن، عند من يعتقد هذا المذهب.
وثانيا: ما هو المنسوخ؟
اختلف العلماء في المنسوخ، فقيل هو ما رفع تلاوة تنزيله، كما رفع العمل به. وردّ هذا القول بأن اللّه نسخ التوراة والإنجيل، وهما متلوّان.
وقيل لا يقع النسخ بمعنى الرفع في قرآن نزّل، وتلى، ذلك أن القول بأن من القرآن ما نزّل وتلى ثم رفع بالنسخ- فيه تعسّف شديد، ومدخل إلى الفتنة والتخرص.
فإذا ساغ أن ينزل قرآن، ويتلى على المسلمين، ثم يرفع، ساغ لكل مبطل أن يقول أي قول، ثم يدّعى له أنه كان قرآنا ثم نسخ.. وهكذا تتداعى على القرآن المفتريات، والتلبيسات، ويكون لذلك ما يكون من فتنة وابتلاء.
ثم من جهة أخرى. ما حكمة هذا القرآن الذي ينزل لأيام أو لشهور، ثم يرفع، فلا يتلى، ولا يعرف له وجه بعد هذا؟ أيكون ذلك الرفع بقرآن يقول للناس:
إن آية كذا رفعت تلاوتها، فلا تجعلوها قرآنا يتلى؟ أم أن هذا النوع من النسخ يقع بمعجزة ترفع من صدور الناس ما قد حفظوا من هذا القرآن المنسوخ؟
وإذا رفع بتلك المعجزة، فهل تكون معجزة أخرى يرفع بها ما كتب بأيدى كتاب الوحى بين يدى النبيّ؟ وإذا رفع من الصدور أو من الصحف المكتوبة بمعجزة من المعجزات، فما الذي يدلّ على أن قرآنا كان ثم رفع؟
إن هذا القول مسرف في البعد عن مجال المنطق والعقل! وثالثا: هل في القرآن نسخ؟
كثر علماء المسلمين على أن في القرآن نسخا، وأن هناك آيات ناسخة وأخرى منسوخة بها.
ومعرفة الناسخ والمنسوخ ودراستهما، مما اهتم له العلماء والفقهاء، وجعلوه أصلا من أصول الدراسات القرآنية، ومجازا من المجازات التي يدخل بها العالم أو الفقيه في جماعة العلماء والفقهاء. فمن لم يعرف ناسخ القرآن ومنسوخه، فلا مدخل له في باب العلماء والفقهاء.
وقد استند القائلون بالنسخ في القرآن إلى قوله تعالى: {ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها}.
وقد أسعفهم النظر في آيات القرآن الكريم بشواهد تؤيد ما ذهبوا إليه من القول بالنسخ.
ومن أمثلة هذا آية الوصية، وهى قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} [180: البقرة].
فهذه الآية، قيل إنها منسوخة بآية المواريث، وقيل بحديث:
«ألا لا وصيّة لوارث» عند من يقول بنسخ القرآن بالسنّة، وقيل منسوخة بالإجماع.
ومن أمثلة ذلك أيضا قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجًا وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ} [240: البقرة].
قيل: إن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [234: البقرة].
فقد كانت المرأة إذا مات عنها زوجها لزمت التربص بعد انقضاء العدة حولا كاملا، ونفقتها في مال زوجها، وهذا هو معنى قوله تعالى: {مَتاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ} فنسخ ذلك بالآية المشار إليها، وصار تربصها أربعة أشهر وعشرة أيام، ولها نصيبها المعروف في الميراث.
وهكذا يعدّون الآيات المنسوخة والناسخة في إحدى وسبعين سورة من القرآن الكريم.
أما الذين يقولون بألا نسخ في القرآن، فيتأولون هذه الآيات، ويعطونها الحكم الذي تضمنته.. كما سنرى ذلك بعد قليل.
رابعا: القول بألا نسخ في القرآن:
يرى عدد غير قليل من العلماء أن النسخ في القرآن ليس نسخا بمعنى إزالة الحكم، كما ذهب إلى ذلك القائلون بالنسخ.. وإنما هو نسأ وتأخير، أو مجمل أخّر بيانه، أو خطاب قد حال بينه وبين أوله خطاب غيره، أو مخصوص من عموم، أو حكم عام لخاص، أو لمداخلة معنى في معنى. وأنواع الخطاب كثيرة، فظنوا- أي القائلون بالنسخ- أن هذا نسخا، وليس به، وإنه- أي القرآن- الكتاب المهيمن على غيره، وهو نفسه متعاضد.
وبهذا التحقيق يتبين ضعف ما لهج به كثير من المفسّرين في الآيات الآمرة بالتخفيف من أنها منسوخة بآية السيف.
والواقع أنها ليست كذلك، بل هي من النّسأ، بمعنى أن كل أمر يجب امتثاله في وقت ما، لعلّة توجب ذلك الحكم، ثم ينتقل بانتقال تلك العلة إلى حكم آخر، وليس بنسخ، إذ النسخ معناه الإزالة.
وتطبيقا لهذا الرأى، نجد ألا تعارض، ولا تناسخ بين الآيات التي تختلف أحكامها في الأمر الواحد، إذ أن كل حكم محكوم بحال خاصة به، مقدرة له، وعلة تدور معه وجودا وعدما.
فمثلا قوله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} [65: الأنفال].
وقوله تعالى بعد هذا: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [66: الأنفال].
وليس بين الآيتين تعارض، أو تناسخ، وإن عرضا لأمر واحد، واختلف منطوق الحكم فيهما.
فالآية الأولى تفرض على المؤمنين حكما في فيها حال هم أهل للوفاء بهذا الحكم، لما فيهم من قوة إيمان وثبات يقين.. فإذا كانوا في تلك الحالة كان واجبا عليهم إذا التقوا في ميدان الحرب بأعدائهم من الكافرين- أن يثبت العشرون منهم لمئتين من أعدائهم، وأن تثبت المائة للألف.
فلما أن وقع الضعف في المسلمين، حين كثر عددهم، ودخل فيهم من دخل، وليس فيهم ما في هؤلاء النفر القليل الكرام، الذين سبقوا إلى الإسلام، من كرم المعدن، وصفاء الجوهر، والتعرّف على الحق، والبدار إليه- لمّا أن كان هذا من أمر المسلمين، خفف اللّه عنهم، وجعل أمرهم يسرا، ففرض عليهم ألّا تفرّ المائة من المائتين، ولا الألف من الألفين.
وانظر كيف كانت أعداد المسلمين في الآية الأولى. عشرون ومئة ثم أصبحت في الآية الثانية هكذا: مئة وألفا.
وإن ذلك ليكشف عن المعنى الذي أشرت إليه من قبل، وهو أن الضعف الذي عرض للمسلمين في هذا الوقت المبكر من الدعوة الإسلامية، وفى عهد النبوة، لم يكن من جهة المسلمين السابقين إلى الإسلام، فهؤلاء كانوا كلما مرّت بهم الأيام في الإسلام، وفى صحبة الرسول، ازدادوا إيمانا مع إيمانهم، ولكن الضعف الذي وقع، كان على مجموع المسلمين، حين كثر عدد الداخلين في الإسلام، ولا شك أن هذه الأعداد الكثيرة التي دخلت في دين اللّه أفواجا، لم يكن لها جميعها من وثاقة الإيمان، وقوة اليقين ما كان في هذه الصفوة التي سبقت إلى الإسلام.
وطبيعى أنة إذا عادت حال المسلمين إلى الحال الأولى التي كانوا عليها قبل هذا الضعف، عاد الحكم الأول، فإذا ضعفوا لزمهم حكم الآية الثانية، الذي لا ينبغى أن ينزلوا عنه أبدا، حتى في أضعف أحوالهم.. المائة تغلب المائتين، والألف تغلب الألفين.
وفي هذا ما فيه من تكريم الإسلام والمسلمين، ورفع درجة الجماعة الإسلامية بهذا الدّين، حتى في أنزل منازلها، وأسوأ أحوالها.
{ما ننسخ من آية} ونعود إلى الآية الكريمة، التي فتحت على المسلمين بابا فسيحا للتأويل، ثم الخلاف في هذا التأويل، ثم الانتقال به إلى دائرة فسيحة في القرآن ذاته.
حيث يقال عن آيات كثيرة إنها منسوخة حكما، وإن بقيت تلاوتها.
وإذ ننظر في الآية الكريمة نسأل أولا:
هل إذا جاء شرط في القرآن الكريم.. أيجب أن يقع هذا الشرط، وأن يتحقق تبعا لذلك جوابه؟
والجواب على هذا: أن ليس من الحتم اللازم أنه إذا ورد في القرآن أسلوب شرطى أن يقع هذا الشرط، وإنما الحتم اللازم هو، أنه إذا وقع الشرط فلابد أن يقع ويتحقق الجواب المعلق على وقوع هذا الشرط.
فما أكثر ما وردت أساليب شرطية في القرآن غير مراد وقوعها، وتحقيق جوابها.. ومن ذلك قوله تعالى، لنبيه الكريم: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [116: الأنعام] وقوله تعالى عن نبيه الكريم أيضا: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ} [44- 46 الحاقة] وقوله تعالى خطابا له: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [65: الزمر].
فلم يقع شرط أي آية من هذه الآيات، ولم يقع جوابها كذلك.
وعلى هذا، يجوز في الآية الكريمة {ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها} يجوز ألا يقع شرطها وجوابها، وتكون من قبيل القضايا الفرضية، التي يراد بها العبرة والعظة.
والذي نأخذه من هذا، أن النسخ الذي أشارت إليه الآية الكريمة، ليس لازما أن يقع، وإنما وقوعه أمر احتمالي، يشهد له الواقع أو لا يشهد، فإن شهد له اعتبر، وإلا فلا.
وإذن فلا نستصحب معنا هذا الحكم، الذي تقضى به الآية لو وقع شرطها وجوابها- لا نستصحب هذا الحكم، ونحن ننظر في الآيات التي يقال إنها ناسخة أو منسوخة.. بل ننظر في تلك الآيات نظرا منقطعا عن كل تأثير لهذا المفهوم الذي فهمت الآية الكريمة عليه.
والآن ننظر في آية النسخ نفسها.
{ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
هذه الآية قد جاءت مع آيات كثيرة غيرها، دفاعا عن أمر أراده اللّه للمسلمين، وهو تحويل قبلتهم التي كانوا عليها، من بيت المقدس إلى البيت الحرام.
وهذا التحول كان حدثا كبيرا من أحداث الإسلام في حينه، كما كان فتنة وابتلاء لكثير من المسلمين، ومدخلا كبيرا للطعن في الدين، والتشويش على المسلمين.
وكان من تدبير القرآن الكريم لهذا الأمر، أن قدّم له هذه الآيات الكريمة، قبل أن يقع، لتكون إرهاصا به من جهة، وقوة يستند إليها المسلمون في دفع كيد اليهود، ووسوسة الشيطان.. من جهة أخرى!. اهـ.