فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقرأ زيدُ بن عليّ: {ولا تَقْفُو} بإثباتِ الواو، وقد تقدَّم أن إثباتَ حرفِ العلةِ جزمًا لغةُ قوم، وضرورةٌ عندهم غيرهم كقوله:
مِنْ هَجْوِ زبَّانَ لم تَهْجُو ولم تَدَعِ

وقرأ معاذ القارئ: {ولا تَقُف} بزنةِ تَقُلْ، مِنْ قاف يَقُوف، أي: تَتَبَّع أيضًا، وفيه قولان: أحدُهما: أنه مقلوبٌ مِنْ قفا يَقْفُو، والثاني: وهو الأظهرُ أنه لغةٌ مستقلةٌ جيدة كجَبَذَ وجَذَب، لكثرة الاستعمالين، ومثله: قَعا الفحلُ الناقةَ وقاعَها.
قوله: {والفُؤادَ} قرأ الجَرَّاح العقيلي بفتح الفاء وواوٍ خالصة. وتوجيهُها: أنه أبدل الهمزةَ واوًا بعد الضمة في القراءةِ المشهورة، ثم فتح فاءَ الكلمة بعد البدلِ لأنها لغةٌ في الفؤاد، يقال: فُؤَاد وفَآد، وأنكرها أبو حاتمٍ، أعني القراءةَ، وهو معذورٌ.
والباء في {به} متعلقةٌ بما تَعَلَّق به {لك} ولا تتعلَّق بـ {عِلْم} لأنه مصدر، إلا عند مَنْ يتوسَّع في الجارِّ.
قوله: {أولئك} إشارة إلى ما تقدَّم من السمعِ والبصر والفؤادِ كقوله:
ذُمَّ المنازلَ بعد منزلةِ اللَّوَى ** والعيشَ بعد أولئك الأيامِ

فأولئك يُشار به إلى العقلاءِ وغيرِهم من الجموع. واعتذر ابنُ عطيةَ عن الإِشارةِ به لغير العقلاءِ فقال: وعَبَّر عن السمعِ والبصَرِ والفؤاد ب {أولئك} لأنها حواسُّ لها إدراكٌ، وجعلها في هذه الآيةِ مسؤولةً فهي حالةُ مَنْ يَعْقِلُ، ولذلك عَبَّر عنها بكنايةِ مَنْ يَعْقِلُ، وقد قال سيبويه- رحمه الله في قوله: {رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يوسف: 4] إنما قال {رأيتُهم} في نحوم؛ لأنه لَمَّا وصفها بالسجود- وهو فِعْل مَنْ يَعْقِل- عَبَّر عنها بكنايةِ مَنْ يَعْقِلُ. وحكى الزجاج أنَّ العرب تُعَبِّر عَمَّن يَعْقِلُ وعَمَّن لا يَعْقِل ب {أولئك} وأنشد هو والطبري:
ذمَّ المنازلَ بعد منزلة اللَّوى ** والعيشَ بعد أولئكَ الأيامِ

وأمَّا حكايةُ أبي إسحاقَ عن اللغةِ فأمرٌ يُوْقَفُ عنده، وأمَّا البيتُ فالروايةُ فيه الأقوامِ. ولا حاجةَ إلى هذا الاعتذارِ لِما عرفْتَ. وأمَّا قولُه: إنَّ الروايةَ: الأقوامِ فغيرُ معروفةٍ والمعروفُ إنما هو الأيَّام.
قوله: {كُلُّ أولئك} مبتدأٌ، والجملةُ مِنْ {كان} خبرُه، وفي اسمِ {كان} وجهان، أحدُهما: أنه عائدٌ على {كل} باعتبارِ لفظِها، وكذا الضميرُ في {عنه} و{عنه} متعلقٌ ب {مَسْؤولًا} و{مسؤولًا} خبرُها.
والثاني: أنَّ اسمَها ضميرٌ يعود على القافي، وفي {عنه} يعودُ على {كل} وهو من الالتفاتِ؛ إذ لو جَرَى على ما تقدَّم لقيل: كنتَ عنه مسؤولًا. وقال الزمخشريُّ: و{عنه} في موضع الرفع بالفاعلية، أي: كلُّ واحدٍ كان مسؤولًا عنه، فمسؤول مسندٌ إلى الجارِّ والمجرور كالمغضوبِ في قوله: {غَيْرِ المغضوب عَلَيْهِم} [الفاتحة: 7]. انتهى. وفي تسميته مفعولَ ما لم يُسَمَّ فاعلُه فاعلًا خلافُ الاصطلاح.
وقد رَدَّ الشيخ عليه قولَه: بأنَّ القائمَ مقامَ الفاعلِ حكمُه حكمُه، فلا يتقدَّم على رافعِه كأصلِه. وليس لقائلٍ أَنْ يقولَ: يجوزُ على رأيِ الكوفيين فإنَّهم يُجيزون تقديمَ الفاعلِ؛ لأنَّ النحاس حكى الإِجماعَ على عدمِ جوازِ تقديمِ القائمِ مقامَ الفاعل إذا كان جارًَّا ومجرورًا، فليس هو نظيرَ قوله: {غَيْرِ المغضوب عَلَيْهِم} فحينئذٍ يكون القائمُ مقامَ الفاعلِ الضميرَ المستكنَّ العائدَ على {كل} أو على القافي. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34)}.
لمَّا لم يكن لليتيم مَنْ يهتم بشأنه أَمَرَ سبحانه الأجنبيَّ الذي ليس بينه وبين اليتيم سَبَبٌ أَنْ يتولَّى أمرَه، ويقومَ بشأنِ، وأوصاه في بابه؛ فالصبيُّ قاعد بصفة الفراغ والهوينى، والوليُّ ساع بمقاساة العَنَا.
فأَمْرُ الحقِّ سبحانه للوليِّ أَحْظَى للصبيِّ مِنْ شفقةِ آلِه عليه في حال حياتهم.
{وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35)} كما تدين تدان، وكما تعامِلُ تُجازَى، وكما تكيل يُكَالُ لكَ، وكما تكونون يكون عليكم، ومَنْ وَفَى وفَوْا له، ومَنْ خان خانوا معه، وأنشدوا:
أسَأْنا فساءوا عَدْلٌ بلا حيفٍ ** ولو عَدَلْنا لَخُلِّصْنا من المِحَنِ

{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)}.
إذا غَلَبتْ عليكَ مُجوّزَاتُ الظنونِ، ولم يُطْلِعْكَ الحقُّ على اليقين فلا تتكلف الوقوف عليه من غير برهان، وإذا أُشْكِلَ عليك شيءٌ من أحكام الوقت فارجعْ إلى الله، فإِنْ لاحَ لقلبك وَجْهٌ من الدليل على حَدِّ الالتباس فَكِلْ عِلْمَه إلى الله، وِقفْ حيثما وقفت.
ويقال الفرق بين من قام بالعلم وبين من قام بالحق أَنَّ العلماءَ يعرفون الشيءَ أولًا ثم يعلمون بعلمهم، وأصحابُ الحقِّ يجْرِي عليهم يحكم التصريف شيءٌ لا علِمَ لهم به على التفصيل، وبعد ذلك يُكشَف لهم وجهُه، وربما يجري على ألسنتهم شيءٌ لا يدرون وَجْهَه، ثم بعد فراغهم من النطق به يظهر لقلوبهم برهانُ ما قالوه، ودليلُ ما نطقوا به من شواهد العلم.
قوله: {إِنَّ السَّمَعَ وَالبَصَرَ} هذه أمانة الحق سبحانه عند العبد، وقد تقدم في بابها بما أوضحته ببراهين الشريعة.
ومَنْ استعمل هذه الجوارح في الطاعات، وصانها عن استعمالها في المخالفات فقد سَلَّم الأمانة علة وصف السلامة، واستحق المدحَ والكرامة. مَنْ دَنَّسَها بالمخالفات فقد ظهرت عليه الخيانة، واستوجب الملامة. اهـ.

.قال القرطبي:

باب ما يسأل عنه العبد وكيفية السؤال:
قال الله تعالى: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} وقال: {ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون} وقال: {قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم} أي ما عملتموه. وقال: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره} أي يسأل عن ذلك ويجازي عليه والآيات في هذا المعنى كثيرة وقال: {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم}.
الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية لتسألن يومئذ عن النعيم قال الناس يا رسول الله: عن أي نعيم نسأل فإنما هما الأسودان والعدو حاضر وسيوفنا على عواتقنا؟ قال: «إن ذلك سيكون» وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول ما يسأل عنه يوم القيامة يعني العبد أن يقال له ألم أنصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد» قال الترمذي: حديث غريب.
وخرج أبو نعيم الحافظ من حديث الأعمش، عن أبي وائل شفيق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عنها ما أراد بها».
مسلم عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وعن جسده فيما أبلاه؟ وعن عمله ما عمل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه» خرجه الترمذي، وقال فيه: حديث حسن صحيح، رواه عن ابن عمر عن ابن مسعود رضي الله عنهما عن النبي، وقال فيه: حديث غريب لا أعرفه إلا من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من حديث الحسين بن قيس، والحسين يضعف في الحديث.
وفي الباب عن أبي برزة وأبي سعيد، قلت: ومعاذ بن جبل أخبرناه الشيخ الراوية أبو محمد عبد الوهاب بثغر الإسكندرية قراءة عليه، قال: قرأ على البيهقي وأنا أسمع قال: حدثنا الحاجب أبو الحسن علي بن محمد بن علي العلاف ببغداد سنة أربع وسبعين وأربعمائة، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران المعدل، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري بمكة في شوال سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة قال: أخبرنا أبو سعيد الفضل بن محمد الجندي إملاء في المسجد الحرام سنة تسع وتسعين ومائتين قال: أخبرنا صامت بن معاذ الجندي، أخبرنا عبد الحميد، عن سفيان بن سعيد الثوري، عن صفوان بن سليم، عن عدي بن عدي، عن الصالحي، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ وعن عمله ماذا عمل فيه؟».
وخرج الطبراني أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب، أخبرنا أحمد بن خالد الحلبي، أخبرنا يوسف بن يونس الأفطس قال: أخبرنا سليمان بن بلال، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا كان يوم القيامة دعا الله بعبد من عباده فيوقفه بين يديه فيسأله عن جاهه كما يسأله عن عمله».
مسلم عن صفوان بن محرز قال: قال رجل لابن عمر رضي الله عنه. كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟ قال: سمعته يقول: «يدنى المؤمن يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه، فيقول هل تعرف؟ فيقول: رب أعرف. قال فيقول: إني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم قال: فيعطى صحيفة حسناته، وأما الكفار والمنافقون، فينادى بهم على رؤوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على الله». أخرجه البخاري وقال في آخره: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين}.
وروي من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم القيامة خلا الله عز وجل بعبده المؤمن يوقفه على ذنوبه ذنبًا ذنبًا، ثم يغفر الله له لا يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل وستر عليه من ذنوبه ما يكرهه أن يقف عليها ثم يقول لسيئاته كوني حسنات».
قال المؤلف: خرجه مسلم بمعناه وسيأتي آنفًا إن شاء الله تعالى.
وخرج أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم الختلي في كتاب الديباج له. حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا سيار قال: قال جعفر قال: حدثنا أبو عمران الجوني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يدني الله العبد منه يوم القيامة ويضع عليه كفنه فيستره من الخلائق كلها ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر فيقول له: اقرأ يا ابن آدم كتابك قال: فيمر بالحسنة فيبيض لها وجهه، ويمر بالسيئة فيسود لها وجهه، قال: فيقول الله تعالى له: أتعرف يا عبدي؟ قال: فيقول نعم يا رب أعرف، قال: فيقول: إني أعرف بها منك، قد غفرتها لك، قال: فلا تزال حسنة تقبل فيسجد وسيئة تغفر فيسجد، فلا يرى الخلائق منه إلا ذلك حتى ينادي الخلائق بعضها بعضًا طوبى لهذا العبد الذي لم يعص قط ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين الله تعالى مما قد وقفه عليه.
قلت: نسخة من هنا إلى الفصل قوله لا يزول، أخبرنا الشيخ الراوية القرشي عبد الوهاب قراءة عليه بثغر الإسكندرية حماه الله، قال: قرئ على الحافظ السلفي، وأنا أسمع. قال: حدثنا الحاجب أبو الحسن بن العلاء، وقال: أخبرنا أبو القاسم بن بشران، أخبرنا الأجري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى السونيطي، حدثنا أحمد بن أبي رجاء المصيصي، حدثنا وكيع بن الجراح، حدثنا الأعمش عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه وتخبأ كبارها، فيقال له: عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا ثلاث مرات، قال: وهو يقر ليس ينكر قال: وهو مشفق من الكبائر أن تجيء قال: فإذا أراد الله به خيرًا قال: أعطوه مكان كل سيئة حسنة، فيقول حين طمع: يا رب إن لي ذنوبًا ما رأيتها ها هنا، قال: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه ثم تلا: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}» خرجه مسلم في صحيحه عن محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا الأعمش فذكره.
فصل:
قوله: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل»: عام لأنه نكرة في سياق النفي لكنه مخصوص بقوله عليه السلام، يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا بغير حساب على ما يأتي.
وبقوله تعالى لمحمد عليه السلام: أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن، وقد تقدم الحديث.
وبقوله تعالى: {يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام}.
قوله عليه السلام: وعن عمله ما عمل فيه.
قلت: هذا مقام مخوف لأنه لم يقل وعن عمله ما قال فيه، وإنما قال ما عمل فيه فلينظر العبد ما عمل فيما علمه هل صدق الله في ذلك وأخلصه حتى يدخل فيمن أثنى الله عليه بقوله: أولئك الذين صدقوا أو خالف علمه بفعله فيدخل في قوله تعالى: فخلف من بعدهم خلف ورثوًا الكتاب الآية وقوله تعالى: أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب وقوله: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}.
والأخبار في هذا المعنى كثيرة، وسيأتي ذكرها في أبواب النار إن شاء الله تعالى، قوله: حتى يضع عليه كنفه أي ستره ولطفه وإكرامه فيخاطب خطاب الملاطفة ويناجيه مناجاة المصافاة والمحادثة فيقول: هل تعرف؟ فيقول: رب أعرف، فيقول الله تعالى: ممتنا عليه ومظهرًا فضله لديه: فإني قد سترتها عليك في الدنيا أي لم أفضحك بها فيها، وأنا أغفرها لك اليوم، ثم قيل هذه الذنوب تاب منها. كما ذكره أبو نعيم عن الأوزاعي عن هلال بن سعد قال: إن الله يغفر الذنوب ولكن لا يمحوها من الصحيفة حتى يوقفه عليها يوم القيامة وإن تاب منها.