فصل: قال الماوردي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الماوردي:

قوله عز وجل: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا}
فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن الآيات معجزات الرسل جعلها الله تعالى من دلائل الإنذار تخويفًا للمكذبين.
الثاني: أنها آيات الانتقام تخويفًا من المعاصي.
الثالث: أنها تقلُّبُ الأحوال من صغر إلى شباب ثم إلى تكهُّل ثم إلى مشيب، لتعتبر بتقلب أحوالك فتخاف عاقبة أمْرك، وهذا قول أحمد بن حنبل رحمه الله.
قوله عز وجل: {وإذا قلنا لك إنّ ربّك أحاط بالناس}
فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: معناه أحاطت بالناس قدرته فهم في قبضته، قاله مجاهد وابن أبي نجيح.
الثاني: أحاط علمه بالناس، قاله الكلبي.
الثالث: أنه عصمك من الناس أن يقتلوك حتى تبلغ رسالة ربك، قاله الحسن وعروة وقتادة.
{وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلاّ فتنة للناس} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنها رؤيا عين ليلة الإسراء به من مكة إلى بيت المقدس، قاله ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير والضحاك وابن أبي نجيح وابن زيد، وكانت الفتنة ارتداد قوم كانوا أسلموا حين أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه أُسريَ به.
الثاني: أنها رؤيا نوم رأى فيها أنه يدخل مكة، فعجل النبي صلى الله عليه وسلم قبل الوقت يوم الحيبية، فرجع فقال ناس قد كان قال إنه سيدخلها فكانت رجعته فتنتهم، وهذا مروي عن ابن عباس أيضًا.
الثالث: أنها رؤيا منام رأى فيها قومًا يعلون على منابره ينزون نزو القردة. فساءه، وهذا قول سهل بن سعد. وقيل إنه ما استجمع ضاحكًا حتى مات صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية.
{والشجرة الملعونة في القرآن} فيها أربعة أقاويل:
أحدها: أنها شجرة الزقوم طعام الأثيم، وقال الحسن ومجاهد وقتادة والضحاك وسعيد بن جبير وطاووس وابن زيد. وكانت فتنتهم بها قول أبي جهل وأشياعه: النار تأكل الشجر فكيف تنبتها.
الثاني: هي الكشوت التي تلتوي على الشجر، قاله ابن عباس. الثالث: أنهم اليهود تظاهروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الأحزاب، قاله ابن بحر. الرابع: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في منامه قومًا يصعدون المنابر، فشق عليه، فأنزل الله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن} قاله سعيد بن المسيب.
والشجرة كناية عن المرأة، والجماعة أولاد المرأة كالأغصان للشجر. اهـ.

.قال ابن عطية:

قوله تعالى: {وما منعنا أن نرسل} الآية، هذه العبارة في معناها هي على ظاهر ما تفهم العرب، فسمى سبق قضائه بتكذيب من كذب وتعذيبه منعًا، وأن الأولى في موضع نصب، والثانية في موضع رفع، والتقدير: وما منعنا الإرسال إلا التكذيب، وسبب هذه الآية أن قريشًا اقترحوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبًا، واقترح بعضهم أن يزيل عنهم الجبال حتى يزرعوا الأرض، فأوحى الله إلى محمد عليه السلام، إن شئت أن أفعل ذلك لهم، فإن تأخروا عن لاإيمان عاجلتهم العقوبة، وإن شئت استأنيت بهم، عسى أن أجتبي منهم مؤمنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بل تستأني بهم يا رب» فأخبر الله تعالى في هذه الآية أنه لم يمنعه من إرسال الآيات المقترحة إلا الاستيناء، إذ قد سلفت عادته بمعالجة الأمم الذين جاءتهم الآيات المقترحة فلم يؤمنوا، قال الزجاج: أخبر تعالى أن موعد كفار هذه الأمة الساعة، بقوله: {بل الساعة موعدهم} [القمر: 46]، فهذه الآية تنظر إلى ذلك، ثم ذكر أمر ثمود، احتجاجًا إن قال منهم قائل نحن كنا نؤمن لو جاءتنا آية اقترحناها ولا نكفر بوجه، فذكر الله تعالى ثمود، بمعنى: لا تؤمنون إن تظلموا بالآية كما ظلمت ثمود بالناقة، وقرأ الجمهور: {ثمود} بغير تنوين، قال هارون: أهل الكوفة ينونون {ثمودًا} في كل وجه، قال أبو حاتم: لا تنون العامة والعلماء بالقرآن {ثمود} في وجه من الوجوه، وفي أربعة مواطن ألف مكتوبة، ونحن نقرؤها بغير ألف، وقوله: {مبصرة} على جهة النسب أي معها إبصار، كما قال: {آية النهار مبصرة} [الإسراء: 12] أي معها إبصار ممن ينظر، وهذا عبارة عن بيان أمرها، ووضوح إعجازها، وقرأ قوم {مُبصَرة} بضم الميم وفتح الصاد، حكاه الزجاج، ومعناه متبينة، وقرأ قتادة {مَبصَرة} بفتح الميم والصاد، وهي مَفعَلة من البصر ومثله قول عنترة: الكامل:
الكفر مخبثة لنفس المنعم

وقوله: {فظلموا بها} أي وضعوا الفعل غير موضعه، أي بعقرها، وقيل بالكفر في أمرها، ثم أخبر الله تعالى أنه إنما يرسل {بالآيات} غير المقترحة {تخويفًا} للعباد، وهي آيات معها إمهال لا معاجلة، فمن ذلك الكسوف والرعد والزلزلة وقوس قزح وغير ذلك، قال الحسن والموت الذريع، وروي أن الكوفة رجفت في مدة عبد الله بن مسعود. فقال: أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه، ومن هذا قول النبي علي السلام في الكسوف: «فافزعوا إلى الصلاة» الحديث، وآيات الله المعتبر بها ثلاثة أقسام: فقسم عام في كل شيء إذ حيثما وضعت نظرك وجدت آية، وهنا فكرة العلماء، وقسم معتاد غبًا كالرعد والكسوف ونحوه، وهنا فكرة الجهلة فقط، وقسم خارق للعادة وقد انقضى بانقضاء النبوءة، وإنما يعتبر به توهمًا لما سلف منه.
{وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ}
قال الطبري: معنى قوله: {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس} أي في منعك يا محمد وحياطتك وحفظك، فالآية إخبار له بأنه محفوظ من الكفرة، آمن أن يقتل أو ينال بمكروه عظيم، أي فالتبليغ رسالة ربك، ولا تتهيب أحدًا من المخلوقين، وهذا تأويل بيّن جار مع اللفظ، وقد روي نحوه عن الحسن بن أبي الحسن والسدي، إلا أنه لا يناسب ما بعده مناسبة شديدة، ويحتمل أن يجعل الكلام مناسبًا لما بعده، توطئة له، فأقول: اختلف الناس في {الرؤيا}، فقال الجمهور: هي رؤيا عين ويقظة، وهي ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء، قالوا: فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة الإسراء بما رأى في تلك الليلة من العجائب، قال الكفار إن هذا لعجيب تحت الحداة إلى بيت المقدس شهرين إقبالًا وإدبارًا، ويقول محمد إنه جاءه من ليلة وانصرف منه، فافتتن بهذا التلبيس قوم من ضعفة المسلمين، فارتدوا وشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآيات فعلى هذا، يحسن أن يكون معنى قوله: {وإذا قلنا لك إن ربك أحاط بالناس} أي: في إضلالهم وهدايتهم، وأن كل واحد ميسر لما خلق له، أي فلا تهتم أنت بكفر من كفر، ولا تحزن عليهم، فقد قيل لك إن الله محيط بهم مالك لأمرهم، وهو جعل رؤياك هذه فتنة ليكفر من سبق عليه الكفر، وسميت الرؤية في هذا التأويل رؤيا، إذ هما مصدران من رأى، وقال النقاش جاء ذلك على اعتقاد من اعتقد أنها منامة وإن كانت الحقيقة غير ذلك. وقالت عائشة {الرؤيا} في الإسراء رؤيا منام، وهذا قول الجمهور على خلافه، وهذه الآية تقضي بفساده، وذلك أن رؤيا المنام لا فتنة فيها، وما كان أحد لينكرها، وقد ذكر هذا مستوعبًا في صدر السورة، وقال ابن عباس: {الرؤيا} التي في هذه الآية، هي رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يدخل مكة، فعجل في سنة الحديبية فرد، فافتتن المسلمون بذلك، فنزلت الآيات، وقال سهل بن سعد: إنما هذه الرؤيا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى بني أمية ينزون على منبره نزو القردة، فاهتم لذلك وما استجمع ضاحكًا من يومئذ حتى مات، فنزلت الآية مخبرة أن ذلك من ملكهم وصعودهم المنابر، إنما يجعلها الله فتنة للناس وامتحانًا، ويجيء قوله: {أحاط بالناس} أي بأقداره، وأن كل ما قدره نافذ، فلا تهتم بما يكون بعدك من ذلك وقد قال الحسن بن علي، في خطبته في شأن بيعته لمعاوية {وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين} [الأنبياء: 111]، وفي هذا التأويل نظر، ولا يدخل في هذه الرؤيا عثمان بن عفان، ولا عمر بن عبد العزيز، ولا معاوية، وقوله: {والشجرة الملعونة في القرآن}: معطوفة على قوله: {الرؤيا}، أي جعلنا الرؤيا والشجرة فتنة {والشجرة} هنا في قول الجمهور هي شجرة الزقوم، وذلك أن أمرها لما نزل في سورة الصافات قال أبو جهل وغيره هذا محمد يتوعدكم بنار تحرق الحجارة، ثم يزعم أنها تنبت الشجر، والنار تأكل الشجر وما نعرف الزقوم إلا التمر بالزبد، ثم أمر أبو جهل جارية له، فأحضرت تمرًا وزبدًا وقال لأصحابه تزقموا، فافتتن أيضًا بهذه المقالة بعض الضعفاء، فأخبر الله نبيه أنه إنما جعل الإسراء وذكر شجرة الزقوم فتنة واختبارًا ليكفر من سبق عليه الكفر، ويصدق من سبق له الإيمان، كما روي أن أبا بكر الصديق، قيل له، صبيحة الإسراء إن صاحبك يزعم أنه جاء البارحة بيت المقدس وانصرف منه فقال إن كان قال ذلك فلقد صدق، فقيل له: أتصدقه قبل أن تسمع منه، قال: أين عقولكم، أنا أصدقه بخبر السماء فكيف لا أصدقه بخبر بيت المقدس والسماء أبعد منها بكثير. وقالت فرقة: {والشجرة}: إشارة إلى القوم المذكورين قبل في {الرؤيا}.
قال القاضي أبو محمد: وهذا قول ضعيف محدث، وليس هذا عن سهل بن سعد، ولا مثله، وقال الطبري عن ابن عباس: إن {الشجرة الملعونة} يريد الملعون آكلها، لأنها لم يجر لها ذكر.
قال القاضي أبو محمد: ويصح أن يريد {الملعونة}، هنا فأكد الأمر بقوله: {في القرآن} وقالت فرقة: {الملعونة}، المبعدة المكروهة، وهذا أراد لأنها لعنها بلفظ اللعنة المتعارف، وهذا قريب في المعنى من الذي قبله، وأيضًا فما ينبت في أصل الجحيم، فهو في نهاية البعد من رحمة الله، وقوله: {ونخوفهم} يريد: إما كفار مكة، وإما الملوك من بني أمية بعد الخلافة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم، «الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكًا عضوضًا» والأول منها أصوب كما قلنا قبل، وقوله: {فما يزيدهم إلا طغيانًا كبيرًا} يريد كفرهم وانتهاكهم فيه كقول أبي جهل في الزقوم والتزقم، فقد قال النقاش إن في ذلك نزلت، وفي نحوه وقرأ الاعمش: {ويخوفهم} وقرأ الجمهور و{ونخوفهم} بالنون. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

قوله تعالى: {وما مَنَعَنا أن نُرْسِل بالآيات}
سبب نزولها فيه قولان:
أحدهما: أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبًا، وأن ينحِّي عنهم الجبال فيزرعوا، فقيل له: إِن شئتَ أن تستأني بهم لعلَّنا نجتبي منهم، وإِن شئتَ نؤتيهم الذي سألوا، فإن كفروا أُهلكوا كما أُهلك من كان قبلهم، قال: «لا، بل أستأني بهم»، فنزلت هذه الآية، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس.
والثاني: قد ذكرناه عن الزبير في قوله: {ولو أن قرآنًا سيِّرت به الجبال} [الرعد: 31]، ومعنى الآية: وما منَعَنا إِرسالَ الآياتِ التي سألوها إِلا تكذيبُ الأوّلين، يعني: أن هؤلاء سألوا الآيات التي استوجب بتكذيبها الأولونَ العذابَ، فلم يرسلها لئلا يكذِّب بها هؤلاء، فيهلكوا كما هلك أولئك، وسنَّة الله في الأمم أنهم إِذا سألوا الآيات ثم كذَّبوا بها عذَّبهم.
قوله تعالى: {وآتينا ثمود الناقة مبصرة} قال ابن قتيبة: أي: بَيِّنَةً، يريد: مُبْصَرًا بها.
قال ابن الأنباري: ويجوز أن تكون مبصِّرة، ويصلح أن يكون المعنى: مُبصِر مشاهدوها، فنسب إِليها فعل غيرها تجوُّزًا، كما يقال: لا أرينَّك هاهنا، فأدخل حرف النهي على غير المنهي عنه، إِذ المعنى لا تحضر هاهنا، حتى إِذا جئتُ لم أركَ فيه.
ومن قرأ {مَبْصَرة} بفتح الميم والصاد، فمعناه: المبالغة في وصف الناقة بالتبيان، كقولهم: «الولد مَجْبَنة».
قوله تعالى: {فظلموا بها} قال ابن عباس: فجحدوا بها.
وقال الأخفش: بها كان ظُلمهم.
قوله تعالى: {وما نرسل بالآيات إِلا تخويفًا} أي: نخوِّف العباد ليتَّعظوا.
وللمفسرين في المراد بهذه الآيات أربعة أقوال.
أحدها: أنها الموت الذَّريع، قاله الحسن.
والثاني: معجزات الرسل جعلها الله تعالى تخويفًا للمكذبين.
والثالث: آيات الانتقام تخويفًا من المعاصي.
والرابع: تقلُّب أحوال الإِنسان من صِغَرٍ إِلى شبابٍ، ثم إِلى كهولة، ثم إِلى مشيب، ليعتبر بتقلُّب أحواله فيخاف عاقبة أمره، ذكر هذه الأقوال الثلاثة الماوردي، ونسبَ القولَ الأخير منها إِلى إِمامنا أحمد رضي الله عنه.
قوله تعالى: {وإِذ قلنا لك إِن ربك أحاط بالناس}
فيه ثلاثة أقوال.
أحدها: أحاط عِلمه بالناس، قاله أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال الربيع بن أنس.
وقال مقاتل: أحاط علمه بالناس، يعني: أهل مكة، أن يفتحها لرسوله صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أحاطت قدرته بالناس، فهم في قبضته، قاله مجاهد.
والثالث: حال بينك وبين الناس أن يقتلوك، لتبلِّغ رسالته، قاله الحسن، وقتادة.
قوله تعالى: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إِلا فتنة للناس} في هذه الرؤيا قولان.
أحدهما: أنها رؤيا عين، وهي ما رأى ليلة أُسري به من العجائب والآيات.
روى عكرمة عن ابن عباس قال: هي رؤيا عين رآها ليلة أُسري به، وإِلى هذا المعنى ذهب الحسن، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، ومسروق، والنخعي، وقتادة، وأبو مالك، وأبو صالح، وابن جريج، وابن زيد في آخرين.
فعلى هذا يكون معنى الفتنة: الاختبار، فإن قومًا آمنوا بما قال، وقومًا كفروا.
قال ابن الأنباري: المختار في هذه الرؤية أن تكون يقظة، ولا فرق بين أن يقول القائل: رأيت فلانًا رؤية، ورأيته رؤيا، إِلا أن الرؤية يقلُّ استعمالها في المنام، والرؤيا يكثر استعمالها في المنام، ويجوز كل واحد منهما في المعنيين.
والثاني: أنها رؤيا منام.
ثم فيها قولان.
أحدهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد أُرِيَ أنه يدخل مكة، هو وأصحابه، وهو يومئذ بالمدينة، فعَجل قبل الأجل، فردَّه المشركون، فقال أناس: قد رُدَّ، وكان حدَّثَنَا أنه سيدخلها، فكان رجوعهم فتنتهم، رواه العوفي عن ابن عباس.
وهذا لا ينافي حديث المعراج، لأن هذا كان بالمدينة، والمعراج كان بمكة.
قال أبو سليمان الدمشقي: وإِنما ذكره ابن عباس على وجه الزيادة في الإِخبار لنا أن المشركين بمكة افتتنوا برؤيا عينه، والمنافقين بالمدينة افتتنوا برؤيا نومه.
والثاني: أنه أُري بني أمية على المنابر، فساءه ذلك، فقيل له: إنها الدنيا يُعْطَوْنَها، فَسُرِّيَ عنه.
فالفتنة هاهنا: البلاء، رواه علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب، وإِن كان مثل هذا لا يصح، ولكن قد ذكره عامة المفسرين.