فصل: قال الشنقيطي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ولعل هذا الوجه أرجح لأنه أنسب بقوله: {أعرضتم}. والإعراض: الترك، أي تركتم دعاء الله، بقرينة الجمع بين مقتضى المضارع من إفادة التجدد وبين مقتضى الاستثناء من انحصار الدعاء في الكون باسمه تعالى.
وقوله: {إلى البر} عدي بحرف {إلى} لتضمين {نجاكم} معنى أبلغكم وأوصلكم. وجملة {وكان الإنسان كفورًا} اعتراض وتذييل لزيادة التعجب منهم ومن أمثالهم. والكفور صيغة مبالغة، أي كثير الكفر. والكفر ضد الشكر.
والتعريف في {الإنسان} تعريف الجنس وهو مفيد للاستغراق. فهذا الاستغراق يجوز أن يكون استغراقًا عرفيًا بحمله على غالب نوع الإنسان، وهم أهل الإشراك وهم أكثر الناس يومئذٍ، فتكون صيغة المبالغة من قوله: {كفورًا} راجعة إلى قوة صفة الكفران أو عدم الشكر فإن أعلاه إشراك غير المنعم مع المنعم في نعمة لا حظ له فيها.
ويجوز أن يكون الاستغراق حقيقيًا، أي كان نوع الإنسان كفورًا، أي غير خالٍ من الكفران، فتكون صيغة المبالغة راجعة إلى كثرة أحوال الكفران مع تفاوتها.
وكثرة كفران الإنسان هي تكرر إعراضه عن الشكر في موضع الشكر ضلالًا أو سهوًا أو غفلة لإسناده النعم إلى أسبابها المقارنة دون منعمها ولفرضه منعمين وهميين لا حظ لهم في الإنعام.
وذكر فعل {كان} إشارة إلى أن الكفران مستقر في جبلة هذا الإنسان، لأن الإنسان قلما يشعر بما وراء عالم الحس فإن الحواس تشغله بمدركاتها عن التفكر فيما عدا ذلك من المعاني المستقرة في الحافظة والمستنبطة بالفكر.
ولما كان الشكر على النعمة متوقفًا على تذكر النعمة كانت شواغله عن تذكر النعم الماضية مغطية عليها، ولأن مدركات الحواس منها الملائم للنفس وهو الغالب، ومنها المنافر لها.
فالإنسان إذا أدرك الملائم لم يشعر بقدره عنده لكثرة تكرره حتى صار عادة فذهل عما فيه من نفع، فإذا أدرك المنافر استذكر فقدان الملائم فضج وضجر.
وهو معنى قوله تعالى: {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض} [فصلت: 51].
ولهذا قال الحكماء: العافية تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى فهذا الاعتبار هو الذي أشارت له هذه الآية مع التي بعدها وهي {أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر} [الإسراء: 68] الآية.
ومن أجل ذلك كان من آداب النفس في الشريعة تذكيرها بنعم الله، قال تعالى: {وذكرهم بأيام الله} [إبراهيم: 5] ليقوم ذكر النعمة مقام معاهدتها.
{أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68)}.
تفريع على جملة {أعرضتم} [الإسراء: 67]، وما بينهما اعتراض، وفرع الاستفهام التوبيخي على إعراضهم عن الشكر وعودهم إلى الكفر. والخسف: انقلاب ظاهر الأرض في باطنها من الزلزال.
وتقدم في قوله: {أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض} في سورة [النحل: 45].
وفي هذا تنبيه على أن السلامة في البر نعمة عظيمة تنسونها فلو حدث لكم خسف لهلكتم هلاكًا لا نجاة لكم منه بخلاف هول البحر.
ولكن لما كانت السلامة في البر غيرَ مُدرك قدرُها قلَّ أن تشعر النفوس بنعمتها وتشعر بخطر هول البحر فينبغي التدرب على تذكر نعمة السلامة من الضر ثم إن محل السلامة معرض إلى الأخطار.
والاستفهام بقوله: {أفأمنتم} إنكاري وتوبيخي.
والجانب: هو الشق.
وجعل البر جانبًا لإرادة الشق الذي ينجيهم إليه، وهو الشاطىء الذي يرسون عليه، إشارة إلى إمكان حصول الخوف لهم بمجرد حلولهم بالبر بحيث يخسف بهم ذلك الشاطىء، أي أن البر والبحر في قدرة الله تعالى سيان، فعلى العاقل أن يستوي خوفه من الله في البر والبحر.
وإضافة الجانب إلى البر إضافة بيانية.
والباء في {يخسف بكم} لتعدية {يخسف} بمعنى المصاحبة.
والحاصب: الرامي بالحصباء، وهي الحجارة.
يقال: حصبه، وهو هنا صفة، أي يرسل عليكم عارضًا حاصبًا، تشبيهًا له بالذي يرمي الحصباء، أي مطر حجارةٍ، أي بَرَد يشبه الحجارة، وقيل: الحاصب هنا بمعنى ذي الحصباء، فصوغ اسم فاعل له من باب فاعل الذي هو بمعنى النسب مثل لاَبِنٍ وتَامِرٍ.
والوكيل: الموكل إليه القيامُ بمهم موكله، والمدافع عن حق موكله، أي لا تجدوا لأنفسكم من يجادلنا عنكم أو يطالبنا بما ألحقناه بكم من الخسف أو الإهلاك بالحاصب، أي لا تجدوا من قومكم وأوليائكم من يثأر لكم كشأن من يلحقه ضر في قومه أن يدافِع عنه ويطالب بدمه أولياؤُه وعصابتُه.
وهذا المعنى مناسب لما يقع في البر من الحدثان.
و{أم} عاطفة الاستفهام، وهي للإضراب الانتقالي، أي بل أأمنتم، فالاستفهام مقدر مع {أم} لأنها خاصة به، أي أو هل كنتم آمنين من العود إلى ركوب البحر مرة أخرى فيرسل عليكم قاصفًا من الريح.
والتارة: المرة المتكررة، قيل عينه همزة ثم خففت لكثرة الاستعمال.
وقيل: هي واو.
والأول أظهر لوجوده مهموزًا وهم لا يهمزون حرف العلة في اللغة الفصحى، وأما تخفيف المهموز فكثير مثل: فأس وفاس، وكأس وكاس.
ومعنى {أن يعيدكم} أن يُوجد فيكم الدواعي إلى العود تهيئة لإغراقكم وإرادة للانتقام منكم، كما يدل عليه السياق وتفريعُ {فيرسل} عليه.
والقاصف: التي تقصف، أي تكسر.
وأصل القصف: الكسر.
وغلب وصف الريح به.
فعومل معاملة الصفات المختصة بالمؤنث فلم يلحقوه علامة التأنيث، مثل {عاصف} في قوله:
{جاءتها ريح عاصف} في سورة [يونس: 22].
والمعنى: فيرسل عليكم ريحًا قاصفًا، أي تقصف الفلك، أي تعطبه بحيث يغرق، ولذلك قال: {فيغرقكم}.
قرأ الجمهور: {من الريح} بالإفراد.
وقرأ أبو جعفر: {من الرياح} بصيغة الجمع.
والباء في {بما كفرتم} للسببية.
وما مصدرية، أي بكفركم، أي شرككم.
و{ثم} للترتيب الرتبي كشأنها في عطفها الجمل.
وهو ارتقاء في التهديد بعدم وجود مُنقذ لهم، بعد تهديدهم بالغرق لأن الغريق قد يجدُ منقذًا.
والتبيع: مبالغة في التابع، أي المتتبع غيره المطالب لاقتضاء شيء منه.
أي لا تجدوا من يسعى إليه ولا من يطالب لكم بثأر.
ووصف تبيع يناسب حال الضر الذي يلحقهم في البحر، لأن البحر لا يصل إليه رجال قبيلة القوم وأولياؤهم، فلو راموا الثأر لهم لركبوا البحر ليتابعوا آثار من ألحق بهم ضرًا.
فلذلك قيل هنا {تبيعا} وقيل في التي قبلها: {وكيلًا} كما تقدم.
وضمير {به} عائد إما إلى الإغراق المفهوم من {يغرقكم}، وإما إلى المذكور من إرسال القاصف وغيره.
وقرأ الجمهور ألفاظ {يخسف} و{يرسل} و{يعيدكم} و{فيرسل} و{فيغرقكم} خمسُتها بالياء التحتية.
وقرأها ابن كثير وأبو عمرو بنون العظمة على الالتفات من ضمير الغيبة الذي في قوله: {فلما نجاكم إلى البر} إلى ضمير التكلم.
وقرأ أبو جعفر ورويس عن يعقوب {فتغرقكم} بمثناة فوقية.
والضمير عائد إلى {الريح} على اعتبار التأنيث، أو {على الرياح} على قراءة أبي جعفر. اهـ.

.قال الشنقيطي:

{وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ}
بين جل وعلا في هذه الآيات الكريمة: أن الكفار إذا مسهم الضر في البح. أش اشتدت عليهم الريح فغشيتهم أمواج البحر كأنها الجبال، وظنوا أنهم لا خلاص لهم من ذلك- ضل عنهم. أي غاب عن أذهانهم وخواطرهم في ذلك الوقت كل ماكانوا يعبدون من دون الله جل وعلا. فلا يدعون في ذلك الوقت إلا الله جل وعلا وحده. لعلمهم أنه لا ينقد من ذلك الكرب وغيره من الكروب إلا هو وحده جل وعلا. فلا يدعون في ذلك الوقت إلا الله جل وعلا وحده. لعملهم أنه لا ينقذ من ذلك الكرب وغيره من الكروب إلا هو وحده جل وعلا، فأخلصوا العبادة والدعاء له وحده في ذلك الحين الذي احاط بهم فيه هول البحر، فإذا نجاهم الله وفرج عنهم، ووصلوا البر رجعوا إلى ما كانوا عليه من الكفر. كما قال تعالى: {فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى البر أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإنسان كَفُوراَ}.
وهذا العنى المذكور في هذه الآية الكريمة أوضحه الله جل وعلا في آيات كثيرة. كقوله: {هُوَ الذي يُسَيِّرُكُمْ فِي البر والبحر حتى إِذَا كُنتُمْ فِي الفلك وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَآءَهُمُ الموج مِن كُلِّ مَكَانٍ وظنوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدين لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هذه لَنَكُونَنَّ مِنَ الشاكرين فَلَمَّآ أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأرض بِغَيْرِ الحق يا أيها الناس إِنَّمَا بَغْيُكُمْ على أَنفُسِكُمْ مَّتَاعَ الحياة الدنيا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [يونس: 22-23]، وقوله: {قُلْ مَن يُنَجِّيكُمْ مِّن ظُلُمَاتِ البر والبحر تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هذه لَنَكُونَنَّ مِنَ الشاكرين قُلِ الله يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ} [الأنعام: 63-64]، وقوله: {فَإِذَا رَكِبُواْ فِي الفلك دَعَوُاْ الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدين فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى البر إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت: 65]، وقوله: {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَّوْجٌ كالظلل دَعَوُاْ الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدين فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى البر فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ} [لقمان: 32]، وقوله: {وَإِذَا مَسَّ الإنسان ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يدعوا إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ} [الزمر: 8]، إلى غير ذلك من الآيات كما قدمنا إيضاحه في سورة الأنعام وغيرها.
ثم إن الله جل وعلا بين في هذا الموضع الذي نحن بصدده سخافة عقول الكفار، وأنهم إذا وصلوا إلى البر ونجوا من هول البحر رجعوا إلى كفرهم آمنين عذاب الله. مع أنه قادر على إهلاكهم بعج وصولهم إلى البر، بأن يخسف بهم جانب البر الذي يلي البحر فتبتلعهم الأرض، أو يرسل عليهم حجارة من السماء فتهلكهم، أو يعيدهم مرة أخرى في البحر فتغرقهم أمواجه المتلاطمة.
كما قال هنا منكرًا عليهم أمنهم وكفرهم بعد وصول البر {أَفَأَمِنْتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ البر أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} وهو المطر أو الريح اللذين فيهما الحجارة {أَمْ أَمِنْتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أخرى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِّنَ الريح فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ} [الإسراء: 69] أي بسبب كفركم. فالباء سببية، وما مصدرية. والقاصف: ريح البحار الشديدة التي تكسر المراكب وغيرها. ومنه قول أبي تمام:
إن الرياح إذا ما أعصفت قصفت ** عيدان نجد ولا يعبأن بالرتم

يعني: إذا ما هبت بشدة كسرت عيدان شجر نجد رتمًا كان أو غيره.
وهذا المعنى الذي بينه جل وعلا هنا من قدرته على إهلاكهم في غير البحر بخسف أو عذاب من السماء- أوضحه في مواضه أخر. كقوله: {إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأرض أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السمآء} [سبأ: 9] الآية، وقوله: {قُلْ هُوَ القادر على أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: 65] الآية، وقوله: {أَأَمِنتُمْ مَّن فِي السمآء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأرض فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنتُمْ مِّن فِي السمآء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [الملك: 16-17]، وقوله: في قوم لوط: {إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ} [القمر: 34]، وقوله: {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ} [الذاريات: 33] إلى غير ذلك من الآيات. والحاصب في هذه الاية قد قدمنا أنه قيل: إنها السحابة أو الريح، وكلا القولين صحيح. لأن كل ريح شديدة ترمي بالحصباء تسمى حاصبًا وحصبة. وكل سحاة ترمي بالبرد تسمى حاصبًا أيضًا. منه قول الفرزدق:
مستقبلين شمال الشام يضربنا ** بحاصب كنيف القطن منثور

وقول لبيد:
جرت عليها أن خوت من أهلها ** أذيالها كل عصوف حصبه

وقوله في هذه الآية {ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا} فعيل بمعنى فاعل. أي تابعا يتبعنا بالمطالبة بثاركم. كقوله: {فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا} [الشمس: 14-15] أي لا يخاف عاقبة تبعة تلحقه بذلك. وكل مطالب بدين أو ثأر غير تسميه العرب تبيعًا. ومنه قول الشماخ يصف عقابًا:
تلوذ ثعالب الشرفين منها ** كما لاذ الغرين ن التبيع

أي كعياذ المدين من صاحب الدين الذي يطالبه بغرمه منه. ومنه قول الآخر:
غدوا وغدت غزلانهم وكأنها ** ضوامن غرم لدهن تبيع

أي خمصهن مطالب بدين، ومن هذا القبيل قوله تعالى: {فاتباع بالمعروف وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 178] الآية، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أتبع أحدكم على ملىء فليتبع» وهذا هو معنى قول ابن عباس وغيره {تبيعا} أي نصيرا، وقول مجاهد نصيرًا ثائرًا.