فصل: قال الثعلبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الغسق ظلامه.
ثم قال: {أَقِمِ الصلاة}، أي صلاة الغداة؛ وإنَّما سميت صلاة الغداة قرآنًا، لأن القراءة فيها أكثر وأطول.
ويقال: لأنه يقرأ كلتا الركعتين، وفي كلتا الركعيتن القراءة فريضة.
{أَقِمِ الصلاة لِدُلُوكِ الشمس إلى}، أي صلاة الغداة مشهودة، يشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار؛ ويقال: كان بمعنى صار، يعني صار مشهودًا، لأن ملائكة الليل وملائكة النهار يجتمعون في صلاة الغداة، فينزل ملائكة النهار والقوم في صلاة الغداة قبل أن تعرج ملائكة الليل؛ فإذا فرغ الإمام من صلاته، عرجت ملائكة الليل فيقولون: ربنا إنا تركنا عبادك وهم يصلون لك.
ويقول الآخرون: ربنا أدركنا عبادك وهم يصلون لك.
{وَقُرْءانَ} صار نصبًا، لأن معناه أقم قرآن الفجر؛ ويقال: صار نصبًا على وجه الإغراء أي عليك بقرآن الفجر ثم قال: {وَمِنَ الليل فَتَهَجَّدْ بِهِ}، يعني: قم بالليل بعد النوم والتهجد القيام بعد النوم؛ {نَافِلَةً لَّكَ} ؛ روى شهر بن حوشب، عن أبي أمامة أنه قال: كانت النافلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة؛ وقال مجاهد: لم تكن النافلة إلا للنبي صلى الله عليه وسلم، لأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ ويقال: {نَافِلَةً لَّكَ}، أي فضلًا لك؛ ويقال: خاصة لك {عسى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} ؛ قال مقاتل: يعني: إن الشفاعة لأصحاب الأعراف يحمده الخلق كلهم؛ ويقال: إخراج قوم من النار.
قال الفقيه: حدّثنا الخليل بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن معاوية الأنماطي قال: حدّثنا الحسن بن الحسين، عن عطية العوفي قال: حدّثنا أبو حنيفة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قوله: {عسى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} قال: «يُخْرِجُ الله أقْوَامًا مِنَ النَّارِ مِنْ أهْلِ الإيمانِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فذلك المَقَامُ المَحْمُودُ، فَيُؤْتَى بِهِمْ نَهَرًا يُقَالُ لَهُ الحَيَوَانُ، فَيُلْقَوْنَ فِيهِ؛ فَيُنْبَتُونَ كَمَا ينبتُ التَّقَاريرُ ثم يُخْرَجُونَ فَيُدْخَلُونَ الجَنَّةَ، فَيُسَمَّوْنَ فِيهَا الجَهَنَّمِيُّونَ قال: ثم يطلبونَ إلى الله تعالى أَنْ يُذْهِبَ عَنْهُمْ هذا الاسْمَ، فَيُذْهِبَهُ عَنْهُمْ».
وروي عن حذيفة بن اليمان أنه قال: يجمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة في صعيد واحد، ينفذهم البصر ويسمعهم المنادي، فيقول: يا محمد، فيقول: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالخَيْرُ بِيَدَيْكَ وهو المقام المحمود، ويغبطه به الأولون والآخرون.
ثم قال تعالى: {وَقُل رَّبّ أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ}، أي قال هذا حين أمره الله تعالى بالرجوع إلى المدينة بعدما خرج منها، فأمره الله بأن يقول حين دخل المدينة: {رَّبّ أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ}، أي أدخلني في المدينة إدخال صدق.
{وَأَخْرِجْنِى مُخْرَجَ صِدْقٍ}، يعني: من المدينة إلى مكة إخراج صدق؛ ويقال: {أَدْخِلْنِى} في الدين {مُدْخَلَ صِدْقٍ}، أي ثبتني على الدين {وَأَخْرِجْنِى}، أي احفظني من الكفر؛ ويقال: أخرجني من الدنيا إخراج صدق وأدخلني في الجنة؛ ويقال: أدخلني بعز وشرف وإظهار الإسلام؛ ويقال: أدخلني في القبر مدخل صدق وأخرجني من القبر مخرج صدق؛ وقال مجاهد: أدخلني في النبوة والرسالة مدخل صدق؛ وقال الحسن: مخرج صدق من مكة إلى المدينة ومدخل صدق الجنة وقال السدي: أدخلني المدينة وأخرجني من مكة؛ وعن أبي صالح: أدخلني في الإسلام وارفعني بالإسلام.
{واجعل لّى مِن لَّدُنْكَ}، يعني: من عندك {سلطانا نَّصِيرًا}، أي ملكًا مانعًا لا زوال فيه ولا يرد قولي ويقال: حجة ثابتة ظاهرة.
قوله: {وَقُلْ جَاء الحق}، ظهر الإسلام والقرآن، {وَزَهَقَ الباطل} ؛ يقول هلك الشرك وأهله.
{إِنَّ الباطل كَانَ زَهُوقًا}، يعني: الشرك كان هالكًا لم يكن له قرار ولا دوام.
روي عن عبد الله بن الشخير، عن عبد الله بن مسعود أنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنمًا، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: {وَقُلْ جَآءَ الحق وَزَهَقَ الباطل إِنَّ الباطل كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81] {جَاء الحق وَمَا يُبْدِىء الباطل وَمَا يُعِيدُ} وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك والصنم ينكب لوجهه.
ثم قال: {وَنُنَزّلُ مِنَ القرءان مَا هُوَ شِفَاء}، أي بيان من العمى؛ ويقال: شفاء للبدن، إذا قرئ على المريض يبرأ أو يهون عليه.
{وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ}، أي ونعمة من العذاب لمن آمن بالقرآن.
{وَلاَ يَزِيدُ الظالمين إَلاَّ خَسَارًا}، أي المشركين ما نزل من القرآن ما يزيدهم إلاَّ خسارًا، أي تخسيرًا وغبنًا.
قوله: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإنسان}، أي إذا وسعنا على الكافر الرزق ورفعنا عنه العذاب في الدنيا، {أَعْرَضَ} عن الدعاء؛ ويقال: النعمة هي إرسال محمد صلى الله عليه وسلم، أعرض عنه الكافر.
{وَنَأَى بِجَانِبِهِ}، يعني: تباعد عن الإيمان فلم يقربه.
قرأ ابن عامر: {وَنَاءَ} بمد الألف على وزن باع؛ وقرأ أبو عمرو بنصب النون وكسر الألف؛ وقرأ حمزة والكسائي بكسر النون والألف؛ وقرأ الباقون بنصب النون والألف.
{وَإِذَا مَسَّهُ الشر كَانَ}، يعني: إذَا أصابه الفقر في معيشته والسقم في الجسم، كان آيسًا من رحمة الله تعالى.
ثم قال: {يَئُوسًا قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شَاكِلَتِهِ} ؛ قال القتبي: على خليقته وطبيعته وهو من الشكل؛ وقال الحسن: {على شَاكِلَتِهِ} على بنيته وكذلك قال معاوية بن قرة؛ وقال الكلبي: على ناحيته ومنهاجه وحديثه وأمره الذي هو عليه.
{فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أهدى سَبِيلًا}، أي بمن هو أصوب دينًا، ويقال: هو عالم بمن هو على الحق.
قوله: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الروح قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبّى}، أي لا علم لي فيه؛ وقال مجاهد: الروح خلق من خلق الله تعالى، له أيْدٍ وأرجل؛ وقال مقاتل: الروح ملك عظيم على صورة الإنسان، أعظم من كل مخلوق.
وروى معمر، عن قتادة والحسن أنهما قالا: الروح هو جبريل؛ وقال قتادة: كان ابن عباس يكتمه، أي يجعله من المكتوم الذي لا يفسر.
وروى الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود أنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من اليهود، فقال بعضهم: سلوه عن الروح، وقال بعضهم: لا تسألوه.
فقالوا: يا محمد ما الروح؟ فقام متوكئًا على عسيب، فظننت أنه يوحى إليه، فنزل: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الروح قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبّى}، فقال بعضهم لبعض: قد قلنا لكم لا تسألوه.
ويقال: الروح، القرآن كقوله: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مّنْ أَمْرِنَا} وروي في بعض الروايات، عن ابن عباس أنه قال: الروح ملك له مائة ألف جناح، وكل جناح لو فتحه يأخذ ما بين المشرق والمغرب؛ ويقال: إن جميع الملائكة تكون صفًا واحدًا والروح وحده يكون صفًا واحدًا، كقوله: {يَوْمَ يَقُومُ الروح والملائكة صَفًّا لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحمن وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ: 38] واحدًا ويقال: معناه يسألونك عن الروح الذي هو في الجسد، كيف هو؟ قل: الروح من أمر ربي؛ ويقال: الروح جبريل؛ كقوله: {نَزَلَ بِهِ الروح الامين} [الشعراء: 193] أي يسألونك عن إتيان جبريل كيف نزوله عليك؟ {قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبّى}.
{وَمَا أُوتِيتُم مّن العلم إِلاَّ قَلِيلًا}، أي ما أعطيتموه من العلم مما عند الله إلاَّ يسيرًا.
ثم قال: {وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بالذى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}، يعني: حفظ الذي أوحينا إليك من القرآن من قلبك؛ ويقال: لئن شئنا لمحونا من القلوب ومن الكتب حتى لا يوجد له أثر.
{ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا}، أي لا تجد من تتوكل عليه في ردّ شيء منه؛ ويقال: ثم لا تجد لك مانعًا يمنعني من ذلك.
قوله: {إِلاَّ رَحْمَةً مّن رَّبّكَ}، يعني: لكن الله رحمك فأثبت ذلك في قلبك وقلوب المؤمنين.
وروى أبو حازم، عن أبي هريرة أنه قال: سيؤتى على كتاب الله تعالى، فيرفع إلى السماء فلا تصبح على الأرض آية من القرآن، وينزع من قلوب الرجال فيصبحون ولا يدرون ما هو؛ وروي عن ابن مسعود أنه قال: يصبح الناس كالبهائم.
ثم قرأ: {وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بالذى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} الآية.
ثم قال: {إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا}، أي بالنبوة والإسلام. اهـ.

.قال الثعلبي:

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ}.
ميمون بن مهران عن ابن عبّاس في قوله: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ} قال: كل شيء يأكل بفيه إلاّ ابن آدم يأكل بيديه، وعنه أيضًا بالعقل.
الضحاك: بالنطق وثمّ التمييز.
عطاء: تعديل العامّة وإمتدادها، يمان: بحسن الصورة.
محمّد بن كعب: بأن جعل محمّدًا منهم، وقيل: الرجال باللحي والنساء بالذواب.
محمّد بن جرير: بتسليطهم على غيرهم من الخلق وتسخير سائر الخلق لهم.
{وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البر والبحر وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ الطيبات} يعني لذيذ المطاعم والمشارب.
مقاتل: السمن والزبد والتمر والحلاوى وجعل رزق غيرهم مالا يخفى عليكم.
{وَفَضَّلْنَاهُمْ على كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}.
قال قوم: قوله: {كثير ممن خلقنا} إستثناء للملائكة.
قال الكلبي: فُضلوا على الخلائق كلهم غير طائفة من الملائكة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وأشباههم.
وقال الآخرون: المراد به جميع من خلقنا فالعرب قد تضع الأكبر والكثير في موضع الجمع والكل، كقول الله عزّ وجل: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشياطين * تَنَزَّلُ على كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السمع وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} [الشعراء: 221- 223] والمراد به جميع الشياطين.
معمر عن زيد بن أسلم، في قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ} قال: قالت: الملائكة ربنا إنك أعطيت بني آدم الدنيا يأكلون فيها ويتمتعون ولم تعطنا ذلك فأعطنا في الآخرة، فقال: وعزتي وجلالي لا أجعل ذرية من خلقت بيدي كما قلت له كن فيكون.
حماد بن سلمة عن أبي المهرم قال: سمعت أبا هريرة يقول: المؤمن أكرم على الله من الملائكة الذين عنده.
{يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} قال مجاهد وقتادة: بنبيهم، يدل عليه ماروى السدي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} قال: بنبيهم.
وقال أبو صالح وأبو نضر والضحاك وابن زيد: بكتابهم الذي أنزل عليهم وهي رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد وعن علي بن الحسين بن علي المرتضى عليهم السلام عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {يوم ندعو كل أناس بإمامهم} قال: «يوتى كل قوم بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنّة نبيهم».
أبو العالية والحسن: بأعمالهم، ودليل هذا التأويل قوله تعالى في سياق الآية {فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فأولئك} الآية ونظيرها قوله: {وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ في إِمَامٍ مُّبِينٍ} [يس: 12] فسمي الكتاب إمامًا.
روى ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من الجنة ياعبد الله هذا خير فمن كان من باب الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان».
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: «يارسول الله بأبي أنّت وأمي ما علي من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى من تلك الأبواب كلها أحد؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم».
وتصديق هذا القول أيضًا حديث الألوية والرايات.
باذان وسعيد بن جبير عن ابن عبّاس: بإمامهم الذي دعاهم في الدنيا إلى الضلالة أو الهدي.
عليّ بن أبي طلحة: بأئمتهم في الخير والشر.
قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبياء: 73] قال: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النار} [القصص: 41]، وقيل: لمعبودهم.
محمّد بن كعب: بإمهاتهم.
قالت الحكماء: في ذلك ثلاثة أوجه من الحكمة أحدها: لأجل عيسى عليه السلام، والثاني: أخيار الشرف الحسن والحسين عليهما السلام، والثالث: لئلا يفضح أولاد الزنا.
{فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ} إلى قوله تعالى: {فِي هذه أعمى} أختلفوا في هذه الاشارة.
فقال قوم: هي راجعة إلى النعم التي عددها الله في هذه الآيات.
عكرمة: جاء نفر من أهل اليمن إلى ابن عبّاس فسأله رجل عن هذه الآية فقال: إقرأ ماقبلها: {رَّبُّكُمُ الذي يُزْجِي لَكُمُ الفلك} إلى قول الله {سَبِيلًا} فقال ابن عبّاس: من كان في هذه النعم التي رأى وعاين أعمى فهو في أمر الآخرة التي لم ير ولم يعاين أعمى وأضل سبيلًا.
وقال آخرون: هي راجعة إلى الدنيا يقول من كان في هذه الدنيا أعمى عن قدرة الله وآياته فهو في الآخرة أعمى.
وقال أبو بكر الوراق: من كان في هذه الدنيا أعمى عن حجته فهو في الآخرة أعمى عن جنته.
وقال الحسن: من كان في الدنيا ضالًا كافرًا فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلًا، لأنه لم يتب في الدنيا ففي الآخرة لا تقبل توبته.