فصل: قال النسفي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقال بعضهم: لا تسألوه يسمعكم ما تكرهون فقاموا إليه، وفي رواية، فقام إليه رجل منهم فقال: يا ابا القاسم ما الروح؟ فسكت وفي رواية، فقالوا حدثنا عن الروح، فقام ساعة ينتظر الوحي، وعرفت أنه يوحى إليه فتأخرت حتى صعد الوحي قال: ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر بي وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا.
فقال بعضهم لبعض: قد قلنا لكم لا تسألوه.
وفي رواية وما أتوا من العلم إلا قليلًا.
قال الأعمش هكذا في قراءتنا.
العسيب: جريد النخل وسعفه.
وقال ابن عباس: إن قريشًا اجتمعوا وقالوا إن محمدًا نشأ فينا بالأمانة والصدق وما اتهمناه بكذب قط، وقد ادعى ما ادعى فابعثوا نفرًا إلى اليهود بالمدينة واسألوهم عنه فإنهم أهل كتاب، فبعثوا جماعة إليهم فقالت اليهود سلوه عن ثلاثة أشياء فإن أجاب عن كلها، أو لم يجب عن شيء منها فليس بنبي وإن أجاب عن اثنتين ولم يجب عن واحد فهو نبي فسألوه عن فتية فقدوا في الزمن الأول ما كان شأنهم، فإنه كان لهم حديث عجيب، وعن رجل بلغ مشرق الأرض ومغربها ما خبره وعن الروح قال فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبركم بما سألتم غدًا، ولم يقل إن شاء الله فلبث الوحي.
قال مجاهد: اثني عشر يومًا وقيل: خمسة عشر يومًا وقيل أربعين يومًا وأهل مكة يقولون: قد وعدنا محمدًا غدًا وقد أصبحنا لا يخبرنا بشيء، حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكث الوحي وشق عليه ما يقوله أهل مكة ثم نزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدًا إلا أن يشاء الله} ونزل في الفتية {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبًا} نزل فيم بلغ المشرق والمغرب، قوله: {ويسألونك عن ذي القرنين} ونزل في الروح {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي} واختلفوا في الذي وقع السؤال عنه، فروي عن ابن عباس أنه جبريل وعن علي أنه ملك له سبعن ألف وجه في كل وجه سبعون ألف لسان لكل لسان سبعون ألف لغة يسبح الله تعالى بكلها.
وقال مجاهد: خلق على صورة بني آدم، لهم أيد وأرجل ورؤوس ليسوا بملائكة ولا ناس يأكلون الطعام.
وقال سعيد بن جبير لم يخلق الله خلقًا أعظم من الروح غير العرش لو شاء أن يبتلع السموات والأرض ومن فيها بلقمة واحدة لفعل ذلك صورة خلقه على صورة الملائكة، وصورة وجهه على صورة وجه الآدميين، يقوم يوم القيامة على يمين العرش، وهو أقرب الخلق إلى الله تعالى اليوم عند الحجب السبعين وأقرب الخلق إلى الله يوم القيامة وهو ممن يشفع لأهل التوحيد، ولولا أن بينه وبين الملائكة سترًا من نور لاحترق أهل السموات من نوره.
وقيل: الروح هو القرآن لأن الله سماه روحًا ولأن به حياة القلوب.
وقيل: هو الروح المركب في الخلق الذي به يحيى الإنسان وهو أصح الأقوال.
وتكلم قوم في ما هية الروح فقال بعضهم: هو الدم ألا ترى أن الإنسان إذا مات لا يفوت منه شيء إلا الدم.
وقال قوم: هو نفس الحيوان بدليل أنه يموت باحتباس النفس.
وقال قوم: هو عرض.
وقال قوم: هو جسم لطيف يحيا به الإنسان.
وقيل: الروح معنى اجتمع فيه النور الطيب والعلم والعلو والبقاء، إلا ترى أنه إذا كان موجودًا يكون الإنسان موصوفًا بجميع هذه الصفات إذا خرج منه ذهب الكل.
وأقاويل الحكماء والصوفية في ما هية الروح كثيرة، وليس هذا موضع استقصائها وأولى الأقاويل أن يوكل علمه إلى الله هو قول أهل السنة قال عبد الله بن بريدة: إن الله لم يطلع على الروح ملكًا مقربًا ولا نبيًا مرسلًا بدليل قوله: قل الروح من أمر ربي أي من علم ربي الذي استؤثر به {وما أوتيتم من العلم} من علم ربي {إلا قليلًا} أي في جنب علم الله الخطاب عام.
وقيل: هو خطاب لليهود فإنهم كانوا يقولون: أوتينا التوراة وفيها العلم الكثير، فقيل لهم: إن علم التوراة قليل في جنب علم الله.
وقيل إن القلة والكثرة تدوران مع الإضافة فوصف الشيء بالقلة مضافًا إلى ما فوقه، وبالكثرة مضافًا إلى ما تحته وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم علم معنى الروح ولكن لم يخبر به لأن ترك الإخبار به كان علمًا لنبوته.
والقول الأصح هو أن الله استأثر بعلم الروح.
قوله: {ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك} ومعناه أنا كما منعنا علم الروح عنك وعن غيرك، إن شئنا ذهبنا بالقرآن ومحوناه من الصدور والمصاحف، فلم نترك له أثرًا وبقيت كما كنت ما تدري ما الكتاب {ثم لا تجد لك به علينا وكيلًا} معناه لا تجد بعد الذهاب به من يتوكل علينا باسترداده عليك، وإعادته محفوظًا مستورًا {إلا رحمة من ربك} معناه إلا أن يرحمك ربك فيرده عليك وقيل هو على الاستثناء المنقطع.
معناه لكن رحمة من ربك تركته غير مذهوب به، وهذا امتنان من الله تعالى ببقاء القرآن محفوظًا، فإن قلت كيف يذهب بالقرآن وهو كلام الله؟ قلت: المراد منه محو ما في المصاحف وإذهاب ما في الصدور وقال عبد الله بن مسعود: اقرؤوا القرآن قبل أن يرفع فإنه لا تقوم الساعة حتى يرفع قيل: هذه المصاحف ترفع فكيف بما في صدور الناس قال: يسرى عليه ليلًا فيرفع ما في صدورهم فيصبحون لا يحفظون شيئًا، ولا يجدون مما في المصاحف شيئًا ثم يفيضون في الشعر وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لا تقوم الساعة حتى يرفع القرآن من حيث نزل له دوي حول العرش كدوي النحل، فيقول الرب: ما لك؟ فيقول: يارب أُتلى ولا يُعمل بي {إن فضله كان عليك كبيرًا} أي بسبب بقاء العلم والقرآن عليك وجعلك سيد ولد آدم، وختم النبيين بك وإعطائك المقام المحمود. اهـ.

.قال النسفي:

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءادَمَ}
بالعقل والنطق والخط والصورة الحسنة والقامة المعتدلة وتدبير أمر المعاش والمعاد والاستيلاء وتسخير الأشياء وتناول الطعام بالأيدي.
وعن الرشيد أنه أحضر طعامًا فدعا بالملاعق وعنده أبو يوسف رحمه الله تعالى فقال له: جاء في تفسير جدك ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءادَمَ} جعلنا لهم أصابع يأكلون بها فأحضرت الملاعق فردها وأكل بأصابعه {وحملناهم في البر} على الدواب {والبحر} على السفن {وَرَزَقْنَاهُمْ مّنَ الطيبات} باللذيذات أو بما كسبت أيديهم {وفضلناهم على كَثِيرٍ مّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} أي على الكل كقوله: {وَأَكْثَرُهُمْ كاذبون} [الشعراء: 223] قال الحسن: أي كلهم وقوله: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّا} [يونس: 36] ذكر في الكشاف أن المراد بالأكثر الجميع.
وعنه عليه السلام: «المؤمن أكرم على الله من الملائكة» وهذا لأنهم مجبولون على الطاعة ففيهم عقل بلا شهوة.
وفي البهائم شهوة بلا عقل، وفي الآدمي كلاهما، فمن غلب عقله شهوته فهو أكرم من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم، ولأنه خلق الكل لهم وخلقهم لنفسه {يَوْمَ نَدْعُواْ} منصوب باذكر {كُلَّ أُنَاسٍ بإمامهم} الباء للحال والتقدير مختلطين بإمامهم أي بمن ائتموا به من نبي، أو مقدم في الدين أو كتاب أو دين فيقال: يا أتباع فلان، يا أهل دين كذا أو كتاب كذا.
وقيل: بكتاب أعمالهم فيقال: يا أصحاب كتاب الخير ويا أصحاب كتاب الشر {فَمَنْ أُوتِىَ} من هؤلاء المدعوين {كتابه بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءونَ كتابهم} وإنما قيل أولئك لأن {من} في معنى الجمع {وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} ولا ينقصون من ثوابهم أدنى شيء.
ولم يذكر الكفار وإيتاء كتبهم بشمالهم اكتفاء بقوله: {وَمَن كَانَ في هذه} الدنيا {أعمى فَهُوَ في الآخرة أعمى} كذلك {وَأَضَلُّ سَبِيلًا} من الأعمى أي أضل طريقًا، والأعمى مستعار ممن لا يدرك المبصرات لفساد حاسته لمن لا يهتدي إلى طريق النجاة، أما في الدنيا فلفقد النظر وأما في الآخرة فلأنه لا ينفعه الاهتداء إليه.
وقد جوّزوا أن يكون الثاني بمعنى التفضيل بدليل عطف {وأضل} ومن ثم قرأ أبو عمرو الأول ممالًا والثاني مفخمًا، لأن أفعل التفضيل تمامه ب {من} فكانت ألفه في حكم الواقعة في وسط الكلمة فلا يقبل الإمالة وأما الأول فلم يتعلق به شيء فكانت ألفه واقعة في الطرف فقبلت الإمالة، وأمالهما حمزة وعلي وفخمهما الباقون.
ولما قالت قريش اجعل آية رحمة آية عذاب وآية عذاب آية رحمة حتى نؤمن بك نزل {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ} {إن} مخففة من الثقيلة واللام فارقة بينها وبين النافية، والمعنى إن الشأن قاربوا أن يفتنوك أي يخدعوك فاتنين {عَنِ الذي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} من أوامرنا ونواهينا ووعدنا ووعيدنا {لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ} لتتقول علينا ما لم نقل يعني ما اقترحوه من تبديل الوعد وعيدًا والوعيد وعدًا {وَإِذًا لآَّتَّخَذُوكَ خَلِيلًا} أي ولو اتبعت مرادهم لاتخذوك خليلا ولكنت لهم وليًا وخرجت من ولايتي {وَلَوْلاَ أَن ثبتناك} ولولا تثبيتنا وعصمتنا {لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ} لقاربت أن تميل إلى مكرهم {شَيْئًا قَلِيلًا} ركونًا، قليلًا وهذا تهييج من الله له وفضل تثبيت.
{إِذَا} لو قاربت تركن إليهم أدنى ركنة {إِذًا لأذقناك ضِعْفَ الحياة وَضِعْفَ الممات} لأذقناك عذاب الآخرة وعذاب القبر مضاعفين لعظيم ذنبك بشرف منزلتك ونبوتك كما قال: {يانساء النبى مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بفاحشة} [الأحزاب: 30] الآية.
وأصل الكلام لأذقناك عذاب الحياة وعذاب الممات لأن العذاب عذابان: عذاب في الممات وهو عذاب القبر، وعذاب في حياة الآخرة وهو عذاب النار.
والعذاب يوصف بالضعف كقوله: {فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النار} [الأعراف: 38] أي مضاعفًا فكأن أصل الكلام لأذقناك عذابًا ضعفًا في الحياة وعذابًا ضعفًا في الممات، ثم حذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه وهو الضعف، ثم أضيفت الصفة إضافة الموصوف فقيل ضعف الحياة وضعف الممات.
ويجوز أن يراد بضعف الحياة عذاب الحياة الدنيا، وبضعف الممات ما يعقب الموت من عذاب القبر وعذاب النار.
وفي ذكر الكيدودة وتقليلها مع إتباعها الوعيد الشديد بالعذاب المضاعف في الدارين دليل على أن القبيح يعظم قبحه بمقدار عظم شأن فاعله، ولما نزلت كان عليه السلام يقول: «اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين» {ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا} معينًا لك يمنع عذابنا عنك.
{وَإِن كَادُواْ} أي أهل مكة {لَيَسْتَفِزُّونَكَ} ليزعجونك بعداوتهم ومكرهم {مّنَ الأرض} من أرض مكة {لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ} لا يبقون {خلافك} بعدك أي بعد إخراجك {خلافك} كوفي غير أبي بكر وشامي بمعناه {إِلاَّ قَلِيلًا} زمانًا قليلًا فإن الله مهلكهم وكان كما قال: فقد أهلكوا ببدر بعد إخراجه بقليل، أو معناه ولو أخرجوك لاستؤصلوا عن بكرة أبيهم ولم يخرجوه بل هاجر بأمر ربه.
وقيل: من أرض العرب أو من أرض المدينة {سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا} يعني أن كل قوم أخرجوا رسولهم من بين ظهرانيهم فسنة الله أن يهلكهم، ونصبت نصب المصدر المؤكد أي سن الله ذلك سنة {وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا} تبديلًا.
{أَقِمِ الصلاة لِدُلُوكِ الشمس} لزوالها.
على هذه الآية جامعة للصلوات الخمس، أو لغروبها وعلى هذا يخرج الظهر والعصر {إلى غَسقِ الليل} هو الظلمة وهو وقت صلاة العشاء {وقرءان الفجر} صلاة الفجر سميت قرآنًا وهو القراءة لكونها ركنًا كما سميت ركوعًا وسجودًا، وهو حجة على الأَصم حيث زعم أن القراءة ليست بركن، أو سميت قرآنًا لطول قراءتها وهو عطف على {الصلاة} {إن قرءان الفجر كان مشهودًا} يشهده ملائكة الليل والنهار ينزل هؤلاء ويصعد هؤلاء فهو في آخر ديوان الليل وأول ديوان النهار، أو يشهده الكثير من المصلين في العادة {وَمِنَ الليل} وعليك بعض الليل {فَتَهَجَّدْ} والتهجد ترك الهجود للصلاة ويقال في النوم أيضًا تهجد {بِهِ} بالقرآن {نَافِلَةً لَّكَ} عبادة زائدة لك على الصلوات الخمس، وضع {نافلة} موضع تهجدًا لأن التهجد عبادة زائدة فكان التهجد والنافلة يجمعهما معنى واحد، والمعنى أن التهجد زيد لك على الصلوات المفروضة غنيمة لك أو فريضة عليك خاصة دون غيرك لأنه تطوع لهم {عسى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} نصب على الظرف أي عسى أن يبعثك يوم القيامة فيقيمك مقامًا محمودًا، أو ضمن يبعثك معنى يقيمك وهو مقام الشفاعة عند الجمهور، ويدل عليه الأخبار أو هو مقام يعطى فيه لواء الحمد.
{وَقُل رَّبّ أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ} هو مصدر أي أدخلني القبر إدخالًا مرضيًا على طهارة من الزلات {وَأَخْرِجْنِى مُخْرَجَ صِدْقٍ} أي أخرجني منه عند البعث إخراجًا مرضيًا ملقى بالكرامة آمنًا من الملامة، دليله ذكره على أثر ذكر البعث.
وقيل: نزلت حين أمر بالهجرة يريد إدخال المدينة والإخراج من مكة، أو هو عام في كل ما يدخل فيه ويلابسه من أمر ومكان {واجعل لّي مِن لَّدُنْكَ سلطانا نَّصِيرًا} حجة تنصرني على من خالفني أو ملكًا وعزًا قويًا ناصرًا للإسلام على الكفر مظهرًا له عليه {وَقُلْ جَاء الحق} الإسلام {وَزَهَقَ} وذهب وهلك {الباطل} الشرك أو جاء القرآن وهلك الشيطان {إِنَّ الباطل كَانَ زَهُوقًا} كان مضمحلًا في كل أوان.
{وَنُنَزّلُ} وبالتخفيف: أبو عمرو: {مِن القرآن} {من} للتبيين {مَا هُوَ شِفَاء} من أمراض القلوب {وَرَحْمَةً} وتفريج للكروب وتطهير للعيوب وتكفير للذنوب {لِلْمُؤْمِنِينَ} وفي الحديث: «من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله» {وَلاَ يَزِيدُ الظالمين} الكافرين {إَلاَّ خَسَارًا} ضلالًا لتكذيبهم به وكفرهم {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإنسان} بالصحة والسعة {أَعْرَضَ} عن ذكر الله أو أنعمنا بالقرآن أعرض {وَنَأَى بِجَانِبِهِ} تأكيد للإعراض لأن الإعراض عن الشيء أن يوليه عرض وجهه والنأي بالجانب أي يلوي عنه عطفه ويوليه ظهره، أو أراد الاستكبار لأن ذلك من عادة المستكبرين {نأى} بالأمالة: حمزة وبكسرها عليَّ {وَإِذَا مَسَّهُ الشر} الفقر والمرض أو نازلة من النوازل {كَانَ يَئُوسًا} شديد اليأس من روح الله {قُلْ كُلٌّ} أي كل أحد {يَعْمَلُ على شَاكِلَتِهِ} على مذهبه وطريقته التي تشاكل حاله في الهدى والضلال {فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أهدى سَبِيلًا} أسد مذهبًا وطريقة.