فصل: قال القاسمي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القاسمي:

{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ} أي: اتفقت: {عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} أي: معينًا. وفي تقاصر قوى هؤلاء جميعهم عن ذلك، مع طول الزمن، دليل قاطع على أنه ليس مما اعتيد صدوره عن البشر، بل هو كلام عالم الغيب والشهادة.
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا} أي: رددنا وكررنا وبينا: {لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ} أي: من كل معنى، هو كالمثل في غرابته وحسنه، ليتقرر ويرسخ في نفوسهم، ويزدادوا تدبرًا وإذعانًا. فكان حالهم على العكس، إذ لم يزدادوا إلا كفرًا، كما قال سبحانه: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا} أي: جحودًا.
ولما تبين إعجاز القرآن، وأنه الآية الكبرى، ولزمتهم الحجة وغلبوا، أخذوا يتعللون باقتراح الآيات، فعل المبهوت المحجوج المتعثر في أذيال الحيرة، فيما حكاه تعالى عنهم بقوله:
{وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا} أي: تشقق لنا من أرض مكة عيونًا.
{أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ} أي: بستان منهما: {فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا} وإنما قدموا في عنتهم هذا المقترح؛ لأنهم كانوا يَرِدُونَ بلاد الشام والعراق، ويرون ما فيها من البساتين والأنهار.
قال ابن جرير فيما رواه، إنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: لقد علمت أنه ليس أحد من الناس أضيق منا بلادًا، ولا أقل مالًا، ولا أشد عيشًا منا. فاسأل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به، فليسير عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا، وليبسط لنا بلادنا، وليفجر فيها أنهارًا كأنهار الشام والعراق. ثم زادوا في الاقتراح فقالوا:
{أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} أي: قطعًا بالعذاب: {أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلًا} أي: كفيلًا بما تقول، شاهدًا بصحته.
{أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ} أي: ذهب: {أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ} أي: وحده: {حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ} أي: كتابًا من السماء، فيه تصديقك: {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي} أي: تنزيهًا له. والمراد به التعجب من اقتراحاتهم: {هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولًا} أي: كسائر الرسل. وكانوا لا يأتون قومهم إلا بما يظهره الله عليهم من الآيات، حسبما يلائم حال قومهم. ولم يمكن أمر الآيات إليهم، ولا لهم أن يتحكموا على الله بشيء منها.
تنبيه:
لا يخفى ما في اقتراح هذه الآيات من الجهل الكبير بسنة الله في خلقه، وبحكمته وجلاله. وبيان ذلك- كما في كتاب: لسان الصدق أن ما اقترحته قريش فيها:
منه: ما أرادوا به مصلحتهم دون مصلحة العباد مما يخالف حكمة الله تعالى المقتضية لإخلاء بعض البقاع من العيون النابعة والأنهار الجارية والجنان الناضرة دون بعض. وإرساء الجبال الشم في موضع دون آخر؛ لمصالح يعلمها هو جلت عظمته، ولا يعلمها الخلق. فليس مقترحهم هذا من العجز في شيء. مع أن مثله لا تثبت به النبوة. فإننا نعلم أن أناسًا قد استنبطوا العيون وغرسوا الجنان من النخيل والأعناب ونحتوا الجبال ولم يكونوا بذلك أنبياء.
ومنه: ما يناقض إرادة الله سبحانه وهو قولهم: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} فإن إنزال السماء قطعًا مقتض لهلاك العالم بحذافيره. والله يريد إبقاءه إلى أجل معلوم.
ومنه: ما هو مستحيل في نفسه غير ممكن وقوعه أصلًا وهو قولهم: {أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلًا} فإن الإتيان بالله والملائكة حتى يشاهدهم المشركون أو غيرهم مما لا يمكن أن يكون. فلا يجوز طلبه، وليس من أنواع المعجز.
ومنه: ما لا يصلح للأنبياء، ولو حصل لم يكن معجزًا وهو قولهم: {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ} فإن هذا غير صالح للأنبياء. وليس بمعجز، لحصول مثله عند أشباه فرعون. ومنه ما وعدوا بعدم إيمانهم به لو حصل، وأردفوه بما لا يجوز وهو قولهم: {أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ} فيه- على ما ذكر في الرواية- من الله العظيم إلى فلان وفلان وفلان، لقوم من قريش بأسمائهم. أما بعد: فإن محمدًا رسولي فآمنوا به. والصعود في السماء لا مرية فيه، لأنهم قالوا: {وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ} فلو كان، لكان عبثًا.
وإنزال كتاب عليهم على المعنى المذكور يستلزم جعلهم أنبياء، لأن ذلك وحي مثل التوراة والإنجيل. والوحي مختص بالأنبياء، والكفار عنه معزولون. فلم يكن شيء مما اقترحوه في الآيات معجزًا، وإنما هي أمور مستحيلة في نفسها، أو لأمر آخر اقترحوها تكبرًا وتعنتًا وجهلًا، على أنهم بعد تلك الأقوال كلها، قال قائل منهم: وأيم الله! لو فعلت ذلك لظننت أني لا أصدقك. وقد قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا} [الأنعام: 111]، فكان الأولى في جوابهم عما اقترحوه، هو ما أجاب به صلى الله عليه وسلم من قوله تعالى: {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولًا} أي: تنزه ربي عن فعل ما اقترحتموه من المحال وما يناقض حكمته. وما أنا إلا بشر رسول. عليَّ أن أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم. وقد أتيتكم بما يدل على صدق رسالتي مما أوحاه إلي. وذلك ما تحديتكم بالإتيان بسورة مثله في الهداية والإصلاح، كما أمرني ربي. ولا أقترح عليه، سبحانه، ما لا يجوز أن يكون أو ما يكون فعله عبثًا، لخلوه عن الفائدة. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)}.
استئناف للزيادة في الامتنان: وهو استئناف بياني لمضمون جملة {إن فضله كان عليك كبيرًا} [الإسراء: 87]. وافتتاحه بـ {قل} للاهتمام به. وهذا تنويه بشرف القرآن فكان هذا التنويه امتنانًا على الذين آمنوا به وهم الذين كان لهم شفاء ورحمة، وتحديًا بالعجز على الإتيان بمثله للذين أعرضوا عنه وهم الذين لا يزيدهم إلا خسارًا.
واللام موطئة للقسم. وجملة {لا يأتون بمثله} جواب القسم المحذوف. وجرد الجواب من اللام الغالب اقترانها بجواب القسم كراهية اجتماع لامين: لام القسم، ولام النافية.
ومعنى الاجتماع: الاتفاق واتحاد الرأي، أي لو تواردت عقول الإنس والجن على أن يأتي كل واحد منهم بمثل هذا القرآن لما أتوا بمثله.
فهو اجتماع الرأي لا اجتماع التعاون، كما تدل عليه المبالغة في قوله بعده: {ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا}.
وذكر الجن مع الإنس لقصد التعميم، كما يقال: لو اجتمع أهل السماوات والأرض، وأيضًا لأن المتحدِّين بإعجاز القرآن كانوا يزعمون أن الجن يقدرون على الأعمال العظيمة.
والمراد بالمماثلة للقرآن: المماثلة في مجموع الفصاحة والبلاغة والمعاني والآداب والشرائع، وهي نواحي إعجاز القرآن اللفظي والعلمي. وجملة {لا يأتون} جواب القسم الموطَأ له باللام.
وجواب {إن} الشرطيّة محذوف دل عليه جواب القسم. وجملة {ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا} في موقع الحال من ضمير {لا يأتون}. و{لو} وصلية، وهي تفيد أن ما بعدها مظنة أن لا يشمله ما قبلها. وقد تقدم معناها عند قوله: {ولو افتدى به} قي سورة [آل عمران: 91].
والظهير: المعين.
والمعنى: ولو تعاون الإنس والجن على أن يأتوا بمثله لما أتوا بمثله فكيف بهم إذا حاولوا ذلك متفرقين. وفائدة هذه الجملة تأكيد معنى الاجتماع المدلول بقوله: {لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن} أنه اجتماع تظافر على عمل واحد ومقصد واحد. وهذه الآية مفحمة للمشركين في التحدي بإعجاز القرآن.
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89)}.
لما تحدى الله بلغاء المشركين بالإعجاز تطاول عليهم بذكر فضائل القرآن على ما سواه من الكلام، مدمجًا في ذلك النعي عليهم إذ حرموا أنفسهم الانتفاع بما في القرآن من كل مثَل.
وذكرت هنا ناحية من نواحي إعجازه، وهي ما اشتمل عليه من أنواع الأمثال.
وتقدم ذكر المثل عند قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلًا ما} في سورة [البقرة: 26].
ويجوز أن يراد بالمثل الحال أي من كل حال حسن من المعاني يجدر أن يمثل به ويشبه ما يزاد بيانه في نوعه.
فجملة {ولقد صرفنا} معطوفة على جملة {قل لئن اجتمعت الإنس والجن} مشاركة لها في حكمها المتقدم بيانه زيادة في الامتنان والتعجيز.
وتأكيدها بلام القسم وحرف التحقيق لرد أفكار المشركين أنه من عند الله، فمورد التأكيد هو فعل {صرفنا} الدال على أنه من عند الله.
والتصريف تقدم آنفًا عند قوله تعالى: {ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا} [الإسراء: 41].
وزيد في هذه الآية قيد {للناس} دون الآية السابقة لأن هذه الآية واردة في مقام التحدي والإعجاز، فكان الناس مقصودين به قصدًا أصليًا مؤمنهم وكافرهم بخلاف الآية المتقدمة فإنها في مقام توبيخ المشركين خاصة فكانوا معلومين كما تقدم.
ووجه تقديم أحد المتعلقين بفعل {صرفنا} على الآخر: أن ذكر الناس أهم في هذا المقام لأجل كون الكلام مسوقًا لتحديهم والحجة عليهم، وإن كان ذكر القرآن أهم بالأصالة إلا أن الاعتبارات الطارئة تُقدّم في الكلام البليغ على الاعتبارات الأصلية، أن الاعتبارات الأصلية لتقررها في النفوس تصير متعارَفة فتكون الاعتبارات الطارئة أعز منالًا.
ومن هذا باب تخريج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر.
والأظهر كون التعريف في {الناس} للعموم كما يقتضيه قوله: {فأبى أكثر الناس إلا كفورًا}.
وذكر في هذه الآية متعلق التصريف بقوله: {من كل مثل} بخلاف الآية السابقة، لأن ذكر ذلك أدخل في الإعجاز، فإن كثرة أغراض الكلام أشد تعجيزًا لمن يروم معارضته عن أن يأتي بمثله، إذ قد يقدر بليغ من البلغاء على غرض من الأغراض ولا يقدر على غرض آخر، فعجزهم عن معارضة سورة من القرآن مع كثرة أغراضه عجز بيِّن من جهتين، لأنهم عجزوا عن الإتيان بمثله ولو في بعض الأغراض، كما أشار إليه قوله تعالى في سورة [البقرة: 23] {فأتوا بسورة من مثله} فإن {من} للتبعيض وتنوين {مثل} للتعظيم والتشريف، أي من كل مثل شريف. والمراد: شرفه في المقصود من التمثيل. و{من} في قوله: {من كل مثل}.
للتبعيض، و{كل} تفيد العموم، فالقرآن مشتمل على أبعاض من جميع أنواع المثل. وحذف مفعول {أبى} للقرينة، أي أبى العمل به. وفي قوله: {إلا كفورًا} تأكيد الشيء بما يشبه ضده، أي تأكيد في صورة النقص، لما فيه من الإطماع بأن إبايتهم غير مطردة، ثم يأتي المستثنى مؤكدًا لمعنى المستثنى منه، إذ الكفور أخص من المفعول الذي حذف للقرينة.
وهو استثناء مُفرغ لما في فعل {أبى} من معنى النفي الذي هو شرط الاستثناء المفرغ لأن المدار على معنى النفي، مثل الاستثناء من الاستفهام المستعمل في النفي كقوله: {هل كنت إلا بشرًا رسولًا} [الإسراء: 93]. والكُفور بضم الكاف المجحود، أي جحدوا بما في القرآن من هدى وعاندوا.
{وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90)}.
عطف جملة {وقالوا} على جملة {فأبى أكثر الناس إلا كفورا} [الإسراء: 89]، أي كفروا بالقرآن وطالبوا بمعجزات أخرى. وضمير الجمع عائد إلى أكثر الناس الذين أبوا إلا كفورًا، باعتبار صدور هذا القول بينهم وهم راضون به ومتمالئون عليه متى علموه، فلا يلزم أن يكون كل واحد منهم قال هذا القول كله بل يكون بعضهم قائلًا جميعه أو بعضهم قائلًا بعضه.
ولما اشتمل قولهم على ضمائر الخطاب تعين أن بعضهم خاطب به النبي مباشرة إما في مقام واحد وإما في مقامات.
وقد ذكر ابن إسحاق: أن عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبا سفيان بن حرب، والأسود بن المطلب، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبا جهل بن هشام، وعبد الله بن أبي أمية، وأمية بن خلف، وناسًا معهم اجتمعوا بعد غروب الشمس عند الكعبة وبعثوا إلى النبي أن يأتيهم.
فأسرع إليهم حرصًا على هداهم، فعاتبوه على تسفيه أحلامهم والطعن في دينهم.
وعرضوا عليه ما يشاء من مال أو تسويد.
وأجابهم بأنه رسول من الله إليهم لا يبتغي غير نصحهم، فلما رأوا منه الثبات انتقلوا إلى طلب بعض ما حكاه الله عنهم في هذه الآية.
وروي أن الذي سأل ما حكي بقوله تعالى: {أو ترقى في السماء} إلى آخره، هو عبد الله بن أبي أمية المخزومي.
وحكى الله امتناعم عن الإيمان بحرف {لن} لمفيد للتأييد لأنهم كذلك قالوه. والمراد بالأرض: أرض مكة، فالتعريف للعهد. ووجه تخصيصها أن أرضها قليلة المياه بعيدة عن الجنات. والتفجير: مصدر فجر بالتشديد مبالغة في الفَجْر، وهو الشق باتساع. ومنه سمي فجر الصباح فجرًا لأن الضوء يشق الظلمة شقًا طويلًا عريضًا، فالتفجير أشد من مطلق الفجر وهو تشقيق شديد باعتبار اتساعه.
ولذلك ناسب الينبوع هنا والنهر في قوله تعالى: {وفجرنا خلالها نهرًا} [الكهف: 33] وقوله: {فتفجر الأنهار}.
وقرأه الجمهور بضم التاء وتشديد الجيم على أنه مضارع فجر المضاعف. وقرأه عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بفتح التاء وسكون الفاء وضم الجيم مخففة على أنه مضارع فجر كنصَر، فلا التفات فيها للمبالغة لأن الينبوع يدل على المقصود أو يعبر عن مختلف أقوالهم الدالة على التصميم في الامتناع.